رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); وضعت الآلة الإعلامية الصهيونية حالة مقت الشعوب لليهود فى إطار فضفاض لا يعبر عن حقيقة الحالة. ولكن فى نفس الوقت نجدهم وضعوا على لسان الشعوب وأدخلوا فى روعهم ليس فقط كراهية الإسلام بل الخوف منه أيضا. فلقنوا الناس جملة الكراهية والخوف من الإسلام فى مصطلح واضح لا لبس فيه ‘Islamophobia’ الذي يعني الإسلام تحديدا وبوضوح. وكلمة ’فوبيا phobia‘ تعني الخوف والكراهية والنفور الطبيعي وليست موقفا شخصيا وفق رؤية الشخص كالحالة السابقة، ولكنها شئ متأصل في طبيعة الإنسان وله تبريرات نفسية. فهناك مثلا الخوف من الأماكن المرتفعة المعروف بالـ ‘Acrophobia’ وهناك الخوف من العناكب ‘Arachnophobia’ وغيرها من أنواع ’الفوبيا phobias‘ المعروفة وهى حالات يصعب على المرء التخلص منها فجاء المعنى بإستخدام أسلوب إثارة وغُلُوّ. ومن الجمل التي صاغوها وصارت على لسان أهل الغرب في إطار تحرشهم بالإسلام ما يعني جملة "معظم المسلمين إرهابيون"، وهي من الجمل التي تستثير تفكير الفرد وتدفعه لاستخلاص نتائج معينة إيحاءً ويتم تأكيد ذلك فى رسوماتهم وتعليقاتهم بما لا يدع للفرد الغربى أى مجال للشك فى صحتها. ولكن بإعادة النظر في صورتها المبينة يتبين زيفها. فلو علمنا أن عدد المسلمون فى العالم يربو على البليون ونصف ، فلو إفترضنا حسب مقولتهم "معظم" أنه على أكثر تقدير 90 في المائة منهم إرهابيون فهذا يعني أن بالعالم حوالي 1350 مليون إرهابى يسعون بين أهل الأرض، وحتى لو افترضنا على أقل تقدير 60 في المائة منهم إرهابيون فهذا يعني أن بالعالم حوالي 900 مليون إرهابي يسعون بين أهل الأرض، سيشعر العالم فعلا بخوف حقيقي وسيكون الرأي العام العالمي في حالة استنفار تلقائي ضد الإسلام والمسلمين عند أول سانحة حتى لو لم يكن للإرهاب الفعلي فيها نصيب. وسيزرع هذا التقدير العددي في الناس الشك في كل ملتح أو ذي جلباب أو ذات نقاب في المطارات والأسواق والمؤسسات . وهذا يحدث فعلا الآن وبالذات لا تفتأ الآلة الإعلامية الصهيونية تفتعل الأحداث وأخبارها افتعالا من حين لآخر ضربا على هذا الوتر الحساس. ولكن لو أن الجملة المذكورة جاءت بالصيغة الأكثر واقعية "معظم الإرهابيين مسلمون" لاختلف الأمر تماما. فعدد الإرهابيين المسلمين في العالم ووفق تقديرات أهل الغرب أنفسهم لا يتعدى 20 ألف شخص كما جاء في مصادرهم فهذا يعني أن نسبة المتهمين بالإرهاب من المسلمين لا يتعدى واحدا في كل 100 ألف مسلم على أكثر تقدير.
369
| 23 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); جاء الإسلام حاملا الرسالة النهائية للبشرية فكان بالتالي في مجابهه محتومة مع اليهود الذي عز عليهم أن تأتي الرسالة الخاتمة التي يتوقعونها على واحد من بني إسماعيل. وكانت التوراة قد أعلنت (أن الله جاء من طور سيناء، وأشرق بساعير، واستعلن بفاران) –الملل والنحل للشهرستانى- فمن طور سيناء جاء موسى عليه السلام برسالة الله الأولى، ومن ’ساعير‘ التي هي جبال فلسطين جاءت رسالة عيسى عليه السلام ومن جبال ’فاران‘ التي هي جبال مكة جاءت الرساله الأخيرة -الإسلام. هذه المواجهة بدأت فى الجزيرة العربية مع نزول الإسلام ولا تزال مستمرة حتى اليوم وإن اتخذت صورا متعددة وأشكالا كثيرة (وبالذات بعد ما اندثر وجود المسيحية على امتداد قرونها العشرين). وهذا أول ما يجب أن يتيقنه المسلمون مفكروهم وعامتهم ويتبينوه وسط الخضم الهائل من المعطيات التي صبغت الصراع الحضاري حتى الآن، أن المواجهه مع اليهود هي مواجهه مصيرية. مواجهه تتسم بكل الدهاء والخبث والحقد بيَّنَها الله سبحانه فى كتابه الكريم بكل الوضوح والنصح والتوجيه. مع مرور الزمن نشاهد ازدياد الكراهية والعداء للإسلام بتوجيه محكم وخبيث من الإعلام العالمي الذي يوجه الأمم حاليا ويغسل دماغها. ووصل الأمر إلى إدراج مفردات لغوية في المعاجم العالمية لتعضيد هذا الاتجاه حتى صارت تلوكها الألسن كواقع مفروض. صارت جُمَل مثل ’الإرهاب الإسلامي‘ و’كراهية الإسلام والخوف من الإسلام Islamophobia‘ على كل لسان في العالم. ويبدو الخبث اليهودي واضحا في اختيار الكلمة اللاتينية "فوبيا Phobia" والترويج لها للدلالة على حالة العداء للإسلام التي نسجوها في أذهان الناس. لو لاحظنا الجملة التي ارتضوها وأشاعوا استخدامها للتعبير عن مقت شعوب العالم لليهود (وهو مقت حقيقي) هي ’معاداة السامية Anti-Semitism‘ نجد أن كلمة ‘Anti’ هنا تعني الموقف المضاد بدافع الاعتقاد وهي حالة موقف شخصي وتعتمد على التقدير الشخصي وهي موقف قابل للتغيير. ولا تختلف عن القول مثلا بمعاداة الشيوعية Anti-Communism ومعاداة العولمة Anti-Globalization ومعاداة النظام الملكي Anti-Monarchism وغيرها. كما أن ذلك التعبير ربط معاداة اليهود أيضا بمعاداة جنس كامل هو الجنس السامي والذي يضم أيضا العرب وغيرهم حتى باتت الكلمة مرادفة للتمييز العنصري قبل أي شيء آخر وهكذا تم استغلالها من قبل اليهود في تكميم الأفواه. وتم استبعاد كلمة ’اليهود‘ نفسها التي هي بيت القصيد أو أي من مشتقاتها.
329
| 22 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); المنعطفات التاريخية هى التى تحدد بقاء أى حضارة أو فناءها وتخرج كنوز حكمتها. والحضارات بالطبع لا تفنى لأنها ركب الحياة ، ولكن أهلها الموكلون برعايتها هم الذين يفنون لو أخلدوا إلى الأرض. والحضارة إذا إندثرت على يد قوم لم يرعوها حق رعايتها سيوكل الله قوما آخرين يهبون لها وينهضون بها. وكان ذلك على الله يسيرا. إن الجنوح للغرب والاغتراب الفكري ومثل هذا الاحتواء للعقل الإسلامي والعربي وضع المفكرين المسلمين في أنبوب ضيق لايرون إلا ما يراه الغربيون ولا يفهمون إلا من خلال المنظور الغربى ، وهذا حال أغلب المفكرين المسلمين اليوم بل حال أغلب من يدّعون ’الثقافة‘. أدى هذا وبوضوح إلى إلغاء شخصية المفكر الإسلامى وإلغاء العقلية التى من المفروض أن تكون متميزة فى هذا الجزء من العالم بما تنفرد به من ملكات. انقلبت طبقة المفكرين المتميزين إلى أكاديميين يحفظون دروسهم ويرددونها دون أى انفعال أو أدنى فاعلية. وبالتالى اندثرت المقدرة على التدبر والاستنباط والإبداع والابتكار وانعدم الحس المعرفي. والحس المعرفي لا يعرف الزيف. وصار اكتساب المعلومات يأتي ’بالتلقين‘ بدلا عن إكتساب المعرفة الحقيقية ’بالتيقين‘ وتنميتها. توقفت مسيرة الإسهام الإسلامى فى الحضارة الإنسانية ولا تزال غائبة ولن تعود إلى سابق عهدها إلا بالولوج إلى عالم المعرفة الحقيقي الذى يلقي الضوء على قِيَم الإسلام وعلى واقع العصر وعلى عطاء سائر الأمم وعلى حكمة التاريخ ، هذا هو ركب المعرفة الحقيقي. وأهم من هذا كله التعرف على آيات الله في الكون وعلى دلائل وحدانية الله سبحانه لأن هذا هو نبع المعرفة الحقيقي. والولوج إلى عالم المعرفة المعني هذا لا بد له من بداية جديدة من ذلك النبع مشفوعا ومدفوعا بالتراث الإسلامي الخالد الذيي هو للأسف يمثل كل الإشراقات التي لدى المسلمين اليوم. فالهيكلة المعرفية التي تسود هذا العصر بعيدة وتزداد بعدا عن منهج الإسلام بل تتغول عليه وعلى ثوابته. لكن المشكلة الرئيسية ليست في مقدرة الفكر االغربي وقصور قدرة الفكر الإسلامي فهناك وجود مقدر للفكر الإسلامي ولكنه للأسف يقف أسيرا بين دوامتين لا يستطيع منهما فكاكا: فمن ناحية هناك تداعيات المدرسة الفكرية الفرنسية التى أحكمت عليه الحصار ، ولكن الأخطر والأدهى من الناحية الأخرى هو الدور اليهودي ’الخفي‘ المتربص أبدا بالإسلام منذ بدايته.
594
| 21 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في الوقت الذي تنهمر فيه الأفكار من الغرب مدفوعة بالكيد الأبدي للإسلام ومدعومة بأضخم زخم إعلامي وأكاديمي وتعبوي في التاريخ المعروف، والذي يستوجب على المسلمين تجميع شتات أفكارهم وهضم وإعادة بلورة تراثهم الفكري والعلمي وشحذ الهمم لصياغة مشروع فكري جديد يخوضون به غمار المعركة القادمة بتقديم ما يتفق مع عقيدتهم ويجلي دينهم وتراثهم وينبذون الزيف ونوافل القول ويحررون أنفسهم من حالة التنطع الفكري والتبعية الذليلة التي تصبغ حال كثير ممن يعرفهم أهل الإسلام والعالم كمفكرين مسلمين، في هذا الزمن يتهم المسلمون التنويريون مفكري الإسلام الحاليين بالانكفاء على موروثهم الثقافي والانغلاق دونه وهم بهذا يعتبرونهم متخلفين عن ركب الحضارة، ولكي يلحقوا بركب الحضارة لابد لهم من اللحاق بسبيل الأمم الغربية التي قطعت شوطا بعيدا في التقدم والرقى، ونادى بعض كبارهم صراحة بوجوب اتباع الحياة الغربية في مستقبل» محاسنها ومساوئها.قال طه حسين في كتابه إن أمامنا إن شئنا التقدم سبيلًا واحدة»:«الثقافة في مصر لا ثانية لها، هي: أن نسير سيرة الأوروبيين لنكون لهم أندادًا، ولنكون لهم شركاء في الحضارة، خيرها وشرها، حلوها وقال !«ومرها، وما يحب وما يكره، وما يحمد منها وما يعاب إنني في «:«شروق من الغرب» زكي نجيب محمود في كتابه ساعات حلمي، حين أحلم لبلادي باليوم الذي أشتهيه لها، فإنني أصورها لنفسي وقد كتبنا من اليسار إلى اليمين كما يكتبون، وارتدينا من الثياب ما يرتدون، وأكلنا كما يأكلون، أي، «! ونفكر كما يفكرون، وننظر إلى الدنيا بمثل ما ينظرون بمعنى أكثر وضوحا: أن تصير بلاده تابعا إمعة بين الأمم.بينما الصورة في الحقيقة تأخذ شكلا آخر.فمن يلقى مثل هذا الاتهام ينكفئ هو نفسه في منزلقين رئيسيين: المنزلق الأول عدم تبينه الفروق الثقافية والخصائص الطبيعية بين الأمم.فذلك الكم من المفكرين الذين ترعرعوا في أحضان والذين امتلأت «باشا» مدرسة باريس وأوهام محمد علي بهم الساحة العربية الإسلامية منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى نهايات القرن العشرين أبسط ما يوصفون به هو إصابتهم فعليا بنوع من داء ‘انفصام الشخصية’ فقد خلق الله الأمم والشعوب في عالم واحد ولكن لا يزالون مختلفين.والمنزلق الثاني هو خيانة ذلك المفكر لأمانته، فمثله كمثل ربان سفينة الذي تركها عند أول جنوح لها تجابه الأخطار بركابها ولم يراع عهده ولا أمانته.فالنكسة التي أصابت أمة الإسلام في فكرها وفي كينونتها وخلقت تلك الوهدة التي زيَّن خلالها أهل الغرب للمسلمين النفور من دينهم ما هي إلا منعطف تاريخي وهو شيء طبيعي في مسيرة الحضارات ولا يعني مطلقا نهايتها والقول بوأدها ووجوب تركها!.
662
| 20 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن سر القوة الذى يكمن فى المحتوى الفكرى الغربى الذى هيمن على العقول فى العالم تقريبا هو تمسك أهل الغرب بالأصول الفكرية والفلسفية لأسلافهم التى انتجوها منذ فجر تاريخهم ، منذ العهد الإيلى والأيونى والإغريقى والهيللينيستى القديم مما أضفى على ذلك الفكر صبغة الأصالة والرسوخ وأكسبه مناعة فى ظاهره رغم كثير من خواء مخبره بمقاييس اليوم فى أغلب الأحيان. فرغم أن مسار تطور الفكر الغربى أثبت خطأ كثير من الأفكار التى كانت مقدسة فى نظرهم من سابق فلاسفتهم ولكن مع ذلك فهم يهتمون بها كإرث فكرى لهم له احترامه وله مكانته حتى اليوم فى منظومة واحدة وبناء قوى يصعب النَيْل منه أو تفاديه. فهم لا يزالون ينهلون منه ما استطاعوا ويفردون له مساحات فى ميادين الثقافة العامة من متاحف ومؤلفات وأعمال فنية وفى النظم التعليمية من رياض الأطفال إلى الأروقة الأكاديمية ويتناولونها بالتدقيق والتمحيص والتحليل وإعادة البناء. ونصبوا أصناما لمفكريهم القدماء فى الميادين والشوارع والمتاحف والكنائس وحتى القبور حثّا على ذكرهم وليس نبذهم وعلى احترامهم وليس بخسهم. ثم فُرِض علينا إرثهم الفكرى ذاك فى الشرق العربى الإسلامى فصارت هامات أرسطو وأفلاطون وهوبز وديكارت وسان سيمون ودوركايم و فيبر وديوى وغيرهم تُطاول - بل تتطاول على - هامات مفكرينا المسلمين كإبن حنبل وأبى حنيفة ومالك والشافعى والغزالى وابن تيمية وابن القيم وإقبال والمودودى وغيرهم. ولكن للأسف نرى هنا فى المقابل من ينادى حتى ببتر هذه الأصول بل يتمادى بعضهم بتقريع السلف الصالح. هنا تتجلى مصيبة وتبين مأساة. وعليه ، فالانطلاقة الإسلامية المنشودة يجب أن تبدأ – بما يجب لها أن تبدأ به – بأصول فكر الأمة بدءا بمفهوم أصل التوحيد ومعرفة الله ، فبدون هذا الأصل لا يستقيم شئ فى الحياة لا فكر ولا عمل ، وكذلك بأصل الوجود التاريخى لأمة الإسلام وبدايته الطبيعية انبثاقا عن ملة سيدنا إبراهيم والمعقولة عبر القرون آخذين خلالها كل ما اتصل بها – سلبا وإيجابا - من أفكار ، مراجعين ومصححين وحاضنين كل ما يقرب إليها. ودراسة كل ما نأى عنها وانحرف عن سبيلها. فمثل هذا المسار الفكرى يثرى العقل ويضئ النفس إذا ما لقى الانتباه والإخلاص له من كل الوجوه ويكون مرجعا وحصانة للمرء ضد كثير من محدثات الأمور ويمنح العقل الأهلية والقابلية والمقدرة على تصنيف أفكار الغير ونقدها ومعرفة صالحها من طالحها ويعطي العقل دفعة مقدرة في سبيل التجديد الحضاري.
238
| 19 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن الشريعة التي هي من أهم المحاور الرئيسية لتطور الفكر الإسلامي وتمدده، والتي يجب أن يعقد المفكرون المسلمون عليها معولا كبيرا في رؤيتهم للحضارة القادمة معممة في المقاصد ومفصلة في شروحها ومواكبة في الأطر الزمنية، وهذه صفات تعطي الشريعة دورا أساسيا في التطور الحضاري للبشرية. وإذا كانت أركان الإسلام ثابتة إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، فأصول الشريعة راسخة بين هذه الأركان تحتمل البناء والنمو في حدود تلك الأصول. فالشريعة كالبناء لابد من وجود اللبنات الأولى الراسخة المتينة حتى تحتمل بناء مضاف جديد، فالبناء الفكري للسلف الصالح أشد قوة وأكثر تماسكا وأوسع فقها، بينما البناء الفكري للأجيال اللاحقة أغزر علما وأكثر حكمة كما جاء في العبارة المشهورة عند الأشاعرة "طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم".. وللأسف لا تجد هذه الأصول في كثير من الأحيان القبول من الكثير من المثقفين الحاليين الذين يظنون أن القديم الموروث الذي يلتزم بمصادر السلف الملتزمة بالقرآن والسنة لا يتماشى مع الفكر الحديث المستند إلى العقلانية والعلوم الحديثة ومنطقها، مما كان سببا في انشقاق الصف الإسلامي الذي ساد وتميز به القرن العشرون، وسنتعرض لهذا الأمر لاحقا. وخلو الشريعة الإسلامية من الأهواء وعوامل التضليل والتحريف وتكاملها الأخلاقي والعملي وهويتها الإيمانية أضفى عليها الأصالة والحضور التاريخي والاستعداد اللازم لها لمقابلة توالي الحضارات. كما أن الشريعة تقف في شموخها حارسا لهيكل الدولة الإسلامية وحاميا لها من أهواء الحكم وزيغ الحكام، فهي شرائع ذات مصادر إيمانية إلهية وليست من وضع البشر، كما قال في هذا الشأن "ريتشارد بولييت" في كتابه ’قضية الحضارة الإسلامية المسيحية": "ويرجع كل ما منع الحكام – المسلمين - من أن يتصرفوا كطغاة هو ’قوانين الشريعة الإسلامية‘، حيث كانت تلك القوانين مبنية على أسس ’إلهية‘ وليست أسس وضعية. ما كان يمكن لأي حاكم أن يعدل منها أو يغير فيها لتوافق هواه أو مصلحته".
444
| 18 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أُمرنا الله سبحانه أن نغير ما بأنفسنا من أفكار وتطبيقات ومناهج لنترقى فى هذه الحياة. ويساندنا فى هذا القرآن الكريم بعلمه الأبدى ، فما نفهمه اليوم في القرآن لم يفهمه كله الأولون ، وما سيتم فهمه في مقبل الأزمنة لا نفهمه نحن اليوم. فالقرآن فيه علم ما سبق وعلم ما هو لاحق. والقرآن مهيمن في نهاية الأمر على كل فكر صحيح. القرآن في واقع الأمر هو منهج التغيير الذي يجر البشرية جرا في ذلك السبيل ... ولكن أكثر الناس لا يعلمون! و بالتالي يجب أن نكون على يقين دائم بأن الشريعة التي أمرنا الحق سبحانه باتباعها كمنهج رباني للحياة هي في منتهاها كونية شاملة ذات حراك أبدي ما دامت السماوات والأرض وتشمل في النهاية كل ما صلح واستقام من فكر الآخرين ، فما صلح من فكر الآخرين هو في نهاية أمره ، ومهما تعرض له من عوامل شذوذ وجنوح ، هو كدح في سبيل الحق لن يستطيعوا منه فكاكا ولكنها مسألة وقت قد يكون سنوات أو عقوداً ولكنه في علم الله سبحانه قدرا مقدورا. وهكذا تكون الشريعة خاضعة أبدا لعوامل الضرورة ، طالما هناك شرٌّ يستشرى وخيرٌ ينحسر ، و طالما هناك تعاقب أجيال وتوالي أزمنة. فحياة الإنسان أنماط متغيرة ، وواقع متغير ، وظروف متغيرة ، ومناخ متغير وأفكار تتغير أبدا ، فتستصحب معها شريعة لا أقول مُتغَيِّرة ولكن مترقية على أصولها ومواكبة في سياقها ولكن لا تكون مغايرة بضرورة ولا مباينة بطبيعة حال ولا مفارقة ولا ناسخة. وإن كانت الشريعة مترقية بتغير الأحوال فإن أصولها ومرتكزاتها ثابتة راسخة كما بينها السلف الصالح مستنبـطين من كتاب الله ومن سنة رسوله. وكما عبر الإمــام أبو حامد الغزالى رحـمه الله بقـوله: "مقصود الشرع من الخلق خمسة: أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم. فكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة وكل من يفوت هذه الأصول فهو مفسدة ودفعها مصلحة". وأوضحها بإيجاز بليغ الإمام إبن قيم الجوزيه: "إن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد. وهي عدل كلها ورحمة كلها ومصالح كلها وحكمة كلها. فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور وعن الرحمة إلى ضدها وعن المصلحة إلى المفسدة وعن الحكمة إلى العبث ، فليست من الشريعة".
242
| 17 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أُمرنا الله سبحانه أن نغير ما بأنفسنا من أفكار وتطبيقات ومناهج لنترقى فى هذه الحياة. ويساندنا فى هذا القرآن الكريم بعلمه الأبدى ، فما نفهمه اليوم في القرآن لم يفهمه كله الأولون ، وما سيتم فهمه في مقبل الأزمنة لا نفهمه نحن اليوم. فالقرآن فيه علم ما سبق وعلم ما هو لاحق. والقرآن مهيمن في نهاية الأمر على كل فكر صحيح. القرآن في واقع الأمر هو منهج التغيير الذي يجر البشرية جرا في ذلك السبيل ... ولكن أكثر الناس لا يعلمون! و بالتالي يجب أن نكون على يقين دائم بأن الشريعة التي أمرنا الحق سبحانه باتباعها كمنهج رباني للحياة هي في منتهاها كونية شاملة ذات حراك أبدي ما دامت السماوات والأرض وتشمل في النهاية كل ما صلح واستقام من فكر الآخرين ، فما صلح من فكر الآخرين هو في نهاية أمره ، ومهما تعرض له من عوامل شذوذ وجنوح ، هو كدح في سبيل الحق لن يستطيعوا منه فكاكا ولكنها مسألة وقت قد يكون سنوات أو عقوداً ولكنه في علم الله سبحانه قدرا مقدورا. وهكذا تكون الشريعة خاضعة أبدا لعوامل الضرورة ، طالما هناك شرٌّ يستشرى وخيرٌ ينحسر ، و طالما هناك تعاقب أجيال وتوالي أزمنة. فحياة الإنسان أنماط متغيرة ، وواقع متغير ، وظروف متغيرة ، ومناخ متغير وأفكار تتغير أبدا ، فتستصحب معها شريعة لا أقول مُتغَيِّرة ولكن مترقية على أصولها ومواكبة في سياقها ولكن لا تكون مغايرة بضرورة ولا مباينة بطبيعة حال ولا مفارقة ولا ناسخة. وإن كانت الشريعة مترقية بتغير الأحوال فإن أصولها ومرتكزاتها ثابتة راسخة كما بينها السلف الصالح مستنبـطين من كتاب الله ومن سنة رسوله. وكما عبر الإمــام أبو حامد الغزالى رحـمه الله بقـوله: "مقصود الشرع من الخلق خمسة: أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم. فكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة وكل من يفوت هذه الأصول فهو مفسدة ودفعها مصلحة". وأوضحها بإيجاز بليغ الإمام إبن قيم الجوزيه: "إن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد. وهي عدل كلها ورحمة كلها ومصالح كلها وحكمة كلها. فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور وعن الرحمة إلى ضدها وعن المصلحة إلى المفسدة وعن الحكمة إلى العبث ، فليست من الشريعة".
328
| 16 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن المنهجية المطلوبة لبناء فكر إسلامى جديد فاعل تتطلب أولا إعادة ترتيب عقول كل من يهتم بأمر الإسلام من المسلمين. يراعى فيه أولا محو ’الأمية المعرفية‘ المستشرية فى أوساط المثقفين المسلمين وبناء الحس المعرفى الإيجابى وتطوير المقدرة الاستنباطية للرؤى والقدرة التحليلية للمتغيرات والأحداث فى هذا العالم. ثم تستدعي أيضا ترك التعنت السلبي والالتفات إلى نواحي المعرفة الكلية وترك الفصل بين العلوم والاقتناع التام أن كل ضروب العلم ، الطبيعى منها والإنسانى ، هى وجوه مختلفة لعلم واحد ومجال بحث واحد هو فى نهاية امره انعكاس لمفهوم التوحيد على الكون وهذا أمر هام. العلم الذي لا يفُضي إلى معرفة الله والطريق إليه هو علم ناقص والعلم الذي يُضل عن طريق الله هو علم فاسد ، وهذا قد يغيب عن الكثير من المثقفين في العالم الإسلامي اليوم. ومن صفات الثقافة الإنسانية في هذا العصر النزعة إلى التكامل المعرفي والكلية والشمول وهذا تفرضه متطلبات العصر الحالي وواقع التطور التاريخي للعقل وحتمية ترقي مراتب الفكر الإنسانى ويتفق تماماً مع ما ذكرنا عن فرضية اختبار أفكار الغير السابق ذكرها فهى عملية تقدمية أبداً. ويستدعي هذا ضرورة الإلمام بتفاصيل اكثر تنوعا وبتفصيلات أشد تعقيدا لبناء أُطُر كلية أكثر شمولا. كل هذا يستدعي عقولا أشد فراسة وأكثر استعدادا للخوض في الكثير من المجالات الجديدة والمتجددة. وفي هذا الشأن نذكر قولاً معبراً للفيلسوف الوجودي الأمريكي المعاصر "جاسيت أورتيجا :’أن الرجل الذي لا يمتلك القدرة على تصور مفهوم الفيزياء (ليس علم الفيزياء في حد ذاته ولكن الفكرة الحيوية عن العالم الذي أوجدته) ، ومفهوم التاريخ ، وعلوم الأحياء ومناهج الفكر الفلسفي لن يكون رجلا متعلما. إلا إذا كان الله قد حباه بقدرات خارقة. وليس من المتوقع أبداً أن مثل هذا الرجل يمكن أن يكون طبيبا جيدا بما تعنيه الكلمة أو قاضيا جيدا أوخبيرا فنيا جيدا‘صار الآن اللجوء إلى دراسة الأشكال الكلية وتغير نماذجها تحت ظروف مختلفة ومعطيات متجددة هي الوسيلة حاليا لدراسة ظواهر الطبيعة والحياة. وقد تبلورت ورسخت منذ الربع الأخير من القرن الماضى علوم جديدة في مجالي الرياضيات والفيزياء في هذا الصدد وبالذات "نظرية ’الهيولي‘ أو ’العماء‘ و"الهندسة ’الكسرية وكلها توضح بمنطق الرياضيات أهمية تلك ’النظرة الكلية للمتغيرات الدقيقة والتي تتجلى عبرها فكرة ومفهوم ومركزية حقيقة التوحيد في فهم علوم الكون والحياة. هذا يُبيِّن مدى أهمية نتاج وأثر العلوم (الحديثة بالذات) بالنسبة للمفكر المسلم في ترسيخ وتشكيل عطائه في الحضارة القادمة.
469
| 15 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الأفكار بطبيعتها حيوية تصدر عن عقل خلقه الله فعَّالا متطلعاً أبداً ، والأفكار وما يصحبها من تطبيق وعمل تكون دائما عرضة للتغيير أوالتعديل مع تقدم الزمن عندما تتبدل الظروف وتتغير الملابسات والأحوال وهذا شئ حتمي. فنجد أن العصر الحديث وبما يتسم به من متغيرات متلاحقة يتطلب من أهل الفكر ممارسة قدر كاف من المرونة في نقد الأفكار وعدم الوقوع في مصيدة مكر التاريخ ويُبدون تقوقعا بفكرهم عند نقاط معينة على مساره. يجب مراعاة حيوية التاريخ بتناول موضوعاته وإفرازاته بنفس تلك الحيوية وليس فقط وفق ظاهر آليات العقل. ينبغي دائما ممارسة حالة من الحيوية الجدلية ولو أقل قدر منها لضمان جاهزية الأفكار للمقابلة والتلاقح والنمو. فنلاحظ أن الأفكار والفلسفات الكبرى في العالم التي يبدو أغلبها في ظاهرها مستقرة لفترات طويلة لا يلبث أن يدب فيها التغيير ببطء وسلاسة بداية ثم تزداد وتيرة التغيير عبر النقد والجدل والتحديث. فنلاحظ أن مسار التغيير مثلاً في الفلسفة الغربية منذ عهود اليونان والرومان مرورا بالعصور الوسطى وعصر النهضة وحتى بداية عصر التنوير كان متميزا بانتقال سَلِس ومعقول من التأثير الأسطوري إلى الميتافيزيقي إلى العقلاني إلى المثالي ثم إلى ما انبثق منهم بعد ذلك من فلسفات تجريبية وبراجماتية، أدى كل هذا إلى قناعات فكرية راسخة ووضعت بصمات واضحة على تاريخ الفكر الإنساني. ولكن مع تعاظم وتيرة التغيير بعد ذلك في عصر التنوير المتأخر وبالذات بعد الحربين العالميتين، كان الانتقال إلى مفاهيم عهد الحداثة المتأخرة وما بعدها حاليا يمثل تغييرا جذريا ورغم عدم تمتعه بنفس القناعات الراسخة السابقة إلا أنه كان أكبر أثرا على نواحى الحياة وأوسع اشتمالا للرقع الجغرافية المأهولة في العالم الحديث وذلك نتيجة لتمدد مفاهيم الحداثة في مجالات الأدب والرواية والفن والمعمار ونمط المعيشة واحتضان الإعلام الحديث لها ولتسارع وتيرة التغيير المصاحبة لها في كل شؤون الحياة. وتلك الظاهرة من سمات الحيوية التاريخية لهذا العصر. لذلك يجب على المثقف المسلم أن يعد نفسه ويضع في روعه حتمية التغيير وما يستدعيه من جدل وأن لا يفترض نماذج ثابتة ويركن إلى ما تفرزه من ’عذوبة ثقافية‘ و’سحر بيان‘ ليفيق يوما ويجد نفسه خارج مضمار السباق الحضاري يندب حظه كما يندب القوم حظهم اليوم ويستسلم للأوهام والأحلام والتمني ونفقد دهرا آخر. فنحن الآن على شفا تغيير أعظم وأكثر راديكالية وتنم بوادره عن كثير من عدم الاستقرار وقدر غير يسير من عدم التناسق والعشوائية. فهناك مذاهب فكرية عديدة تحاول تفسير المرحلة القادمة من الحضارة تتباين في جوهرها من التفسير الاقتصادى إلى التفسير البيئي إلى التفسير التقني إلى الحتمية العلمية إلى الحتمية الإثنية حسب قول البعض. كل هذا يستدعي من المفكرين المسلمين الاستعداد على كل مستويات النشاط الذهني والقدرات الفكرية للتعامل مع تلك التغييرات.
2482
| 14 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن ساحات المعترك الحضارى القادم ليست ميادين الاقتصاد أو الجغرافيا كما عهد الناس من التاريخ القريب، ولكنه تدافع وجود وصراع هوية ومبادئ. وليس من أسلحته الجندى والسيف والمدفع. ولكن أسلحته الإنسان بما يحمله من إيمان وأخلاق والتاريخ بما يحمل من تراث. صراع أفكار ومبادئ ومواقف. والفكر الصحيح لا تحصره فئة من البشر إدعاءً ولا تستأثر به أخرى افتراءً وليس من صفته نزعات اقصائية أو ميول انتقائية. الفكر الصحيح به دوما شئ من الحكمة على اختلاف في المقدار فيجب على المسلم الأخذ بها أنّى وجدها. فالفكر الإنسانى عموما فيه دوما عوامل الصلاح ولو قَلَّت وعلينا حينئذ أن نجليها ونوضحها. كما أن به عادة عوامل الضلال وإن كثرت وعلينا حينئذ أن ننقيها وننقحها. والفكرة قد تزداد صلاحا بملاءمتها ومواكبتها لظروف عصرها وقد تتغير وقد تتلاشى تماما بعد ذلك حتى لو طال بها الزمن. ودورات الأفكار والأعمال المترتبة عليها فى مجالها التطبيقى فى الحياة وإطارها الزمنى قد تقصر وقد تطول. والفكرة التى تثبت أن فيها صلاحا مع مرور الزمن تتضمن داخلها عوامل بقائها. والفكرة التى تفسد تعانى من النقص أو الجمود أو الإنحراف وتتضمن داخلها عوامل فنائها. وكل ما هو صالح من أفكار هو على هدى ويبقى ويثمر. والفكر السليم يقاوم عوامل الفساد بكل ما هو صالح ويبقى طالما تعهده الإنسان وانتقل به فى الأُطُر الزمنية مترقيا بها إثراءً وتطبيقا، لا ينحرف بها عن المنهج فيَضِل ويُضِل ولا ينقطع بها عن الترقى فتفسد. ولدينا المثل الكامل فى الفكرة الأم: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة و أولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) فكرة التوحيد. اْنطلاقة الفكر الإنسانى بدأت بها. فتاريخ الفكر الإنسانى لم يبدأ بفلاسفة الإغريق كما هو شائع ولكن بدأ فى القرن التاسع عشر قبل الميلاد مع سيدنا إبراهيم. هو أول من أعمل فكره وناقش أول قضية ميتافيزيقية فى تاريخ الإنسان وبلور الفكرة الأم، فكرة التوحيد، وتركها أمانة لأجيال البشر المتعاقبة يسْمون بها وينحطون دونها. مسيرة العقل الإنسانى بدأت انبثاقا من التوحيد فكراً وستنتهى بالتوحيد يقيناً والرحلة بينهما، بين انبثاق الفكرة وتمام اليقين بها، هى مجال العمل والاجتهاد فى الحياة كما أنها مجال الإبتلاء. مجال ينتظم العلم كله ويحوى المعرفة كلها. وهذه هى الخلاصة النهائية لمسيرة عقل الإنسان.
287
| 13 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عندما بدأت الغشاوة تزول رويدا عن عقول جمع المسلمين فى نهاية القرن التاسع عشر وجد السواد الأعظم من مثقفى العرب والمسلمين فى المغرب العربى ومصر ولبنان والشام بالذات أنفسهم فى أسر المدرسة الفرنسية تُضيِق عليهم الخناق حتى تم احتواؤهم تماما فكريا وثقافيا ليبدأ بهم طور آخر خطير من النكبة لا يزال يلقى بظلاله على عالم الإسلام حتى اليوم. وكانت هناك مكائد ودسائس متربصة دائما ، العلنى منها والخفى ، لوأْد أى محاولة جادة لبعث الفكر الإسلامى باستغلال ضعف النفوس ونزعة الجهل المتأصلة فى نفوس أولئك المثقفين الذين ترعرعوا فى الزمن الخطأ وتحت ولاية الحكم الخطأ ، فكانت المحصلة دائما فى ميزان الإسلام صفرا. ترعرعت طبقة ممن نُعِتوا بالفلاسفة والمستنيرين تشتتوا فى دروب الفكر الغربى على إختلاف توجهاتها ، أصبحوا يدَّعون اهتماما بالإسلام ولكنهم ما اهتموا به إلا تربُّصا. هذا الطور الأخير من النكبة لو لم يتم تداركه والعمل على احتوائه سينهار البناء الإسلامى تماما ولن يبقى منه إلا تراث السلف الذى لن تنال منه نائلة ، ولكن كنتيجة طبيعية لعدم قدرة أولئك الذين يحملون ذلك التراث السلفى فى زمننا الحالى على بلورته فى إطار زمنه ثم مواءمته من واقع الحال الآن قد ينتكس بمن يحملونه فى قلوبهم إلى حالة من الجمود الذى يستلب من تاريخ الأمة الفعال زمنا مقدرا أو يلقى بهم فى غياهب الغنوص والسلبية العقيدية. وبالتالى يكون الفكر الإسلامى ، والحال هكذا ، جاهزا ليتلقفه قوم آخرون ، وفى أغلب الأحوال سيكونون من غير العرب فالعرب تقاعسوا عن حمل الأمانة ، ودين الإسلام هو دين البشرية وليس وقفا على أمة دون أخرى. وقد بدأت إرهاصات هذا التغيير تلوح وسُحُبه تتجمع تنساب من الغرب كما تبلورت وسادت قبلا فى الشرق! هذا إلّا إذا انتفض أهل الإسلام الحاليون وغيروا من حالهم ، والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، فيلحقوا بالركب ويزيدوا مسيرة الإسلام ثراء. وتغيير الحال هو دائما السبب الرئيسى لاستمرار حضارة البشر. فالله ، سبحانه وتعالى ، واحد صمد ودينه واحد ومنهجه واحد يمتد على صراط مستقيم إلى الأبد الأبيد ، و يتنافس الخلق فيه على هذا الدرب ويختصمون فى تغيير مستمر ليرتقوا بأسباب حياتهم ودنياهم ويتساموا فى سبيل فلاحهم فى آخرتهم ، ولن يؤخذ الفوز بالهداية لطريق الحق إلا غلاباً بالوعى وبالاجتهاد وبالحكمة ومقارعة الباطل. والفوز فى هذا الصراع وَوَضْع الإسلام فى مكانته الصحيحة فى الحضارة الإنسانية القادمة يعتبر ضربا من ضروب الجهاد فى سبيل الله لتعزيز الدعوة ونشرها. ومن أجل الإعداد الجيد والمناسب لتلك المجابهة فى مرحلتها القادمة صارت الحاجة ماسة الآن لوضع تصور متكامل لنهج فكرى جديد ومناهج بحث جديدة وأساليب مناسبة قد يكون قال بها كثيرون ونادوا بها ولكن كان هناك دائما عقبات ومنزلقات وسهوات.
270
| 12 يونيو 2016
مساحة إعلانية
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...
2328
| 10 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...
1245
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...
801
| 10 ديسمبر 2025
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...
696
| 11 ديسمبر 2025
تمتاز المراحل الإنسانية الضبابية والغامضة، سواء على مستوى...
621
| 12 ديسمبر 2025
السعادة، تلك اللمسة الغامضة التي يراها الكثيرون بعيدة...
594
| 14 ديسمبر 2025
يوماً بعد يوم تكبر قطر في عيون ناظريها...
573
| 15 ديسمبر 2025
نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...
555
| 11 ديسمبر 2025
• في حياة كل إنسان مساحة خاصة في...
531
| 11 ديسمبر 2025
يوم الوطن ذكرى تجدد كل عام .. معها...
510
| 10 ديسمبر 2025
مع دخول شهر ديسمبر، تبدأ الدوحة وكل مدن...
504
| 10 ديسمبر 2025
في عالمٍ تتسارع فيه الأرقام وتتناثر فيه الفرص...
501
| 14 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية