رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
نواصل في هذا المقال الحادي عشر، والأخير ضمن سلسلة مقالاتنا عن الدراسات التعليمية العشر التي تعتبر الأكثر أهمية في عام 2023 من بين مئات الدراسات التعليمية الحديثة والقيمة، والتي أوردها الكاتبان المتخصصان يوكي تيرادا وستيفان ميللر على موقع [email protected]، حيث قدما عبر تلك الدراسات نظرة شاملة حول أهم التطورات في مجال التعليم، كما قاما بتسليط الضوء على أهم الدراسات التعليمية لعام 2023. ونستكمل اليوم حديثنا عن دراسة مهمة لفائدة العاملين في القطاع التعليمي، عن فهم القراءة وضرورة التحرك تجاه «العثور على الفكرة الرئيسية»، إذ إنه من وقت طويل وتعليم فهم القراءة يتراوح بين النهج القائم على المهارات والنهج القائم على المعرفة، في حين استمرت برامج القراءة في التأكيد على المهارات القابلة للنقل مثل «العثور على الفكرة الرئيسية» أو «استخلاص الاستنتاجات». وقد نشرت المؤلفة ناتالي ويكسلر كتاب «الفجوة المعرفية»، والذي هاجمت فيه الطرق القائمة على المهارات، كما وافقت دراسة كبيرة في عام 2020 من معهد توماس بي. فوردهام على ذلك، مشيرة إلى أن «تعريض الأطفال لمحتوى غني في الدراسات الوطنية والتاريخ والقانون «يعلم القراءة بشكل أفضل من النهج القائم على المهارات». وأكدت ذلك أيضًا مجموعة من الدراسات الجديدة وعالية الجودة لباحثين رائدين، شملت أكثر من 5000 طالب في 39 مدرسة أنه قد حان الوقت لإتمام جهد دام لعقود لدفع المعرفة الأساسية إلى المقدمة في تعليم القراءة. وفي دراسة أخرى، قام فريق من الباحثين، بفحص تأثير برنامج «المعرفة الأساسية» على 2310 طالبًا في تسع مدارس فرعية بولاية كولورادو من الروضة إلى الصف السادس. وقد قام هذا النهج بتحسين درجات القراءة بنسبة 16 نقطة في المئة، حيث تم تنفيذه على مستوى وطني، وحسب توقعات الباحثين، فقد يرتقي ذلك بالطلاب الأمريكيين من المرتبة 15 إلى المرتبة 5 في اختبارات القراءة الدولية. ورغم هذا التحسن المتوقع، إلا أن الباحثين يحذرون من التجاوز: إذ يبدو أن هناك «عمليتين معرفيتين منفصلتين، تكملان بعضهما البعض في التطوير والتعلم: «بناء المهارات» و»تراكم المعرفة»، ووضحوا أنه من أجل تطوير قُراء ماهرين، فإننا نحتاج إلى كلتيهما. ختامًا، فقد حرصت في هذا المقال الأخير وما سبقه من مقالات أن نسلط الضوء على تطورات مهمة في مجال التعليم خلال عام 2023، وذلك عبر تقديم إحدى عشرة دراسة متنوعة تناولت إمكانيات الذكاء الاصطناعي، وعلم أعصاب تزامن الدماغ، وتوصلنا إلى أنه رغم تحديات ارتفاع مشكلات الصحة العقلية بين المراهقين وتهديد الذكاء الاصطناعي للسلوك الأكاديمي، إلا أن علماء الأعصاب نجحوا في فهم الدماغ البشري، وأكدت مراجعة للتعلم الاجتماعي والعاطفي أهمية بيئة مدرسية داعمة. وقد تطرقتُ كذلك إلى استراتيجيات فعالة في التعليم تشمل استخدام كتب الرياضيات المصورة وطرق مبتكرة لدمج الاختبارات والألعاب المعرفية في الفصل الدراسي، وإلى أهمية تكييف نظام التعليم مع التحديات المتغيرة والتركيز على رفاهية الطلاب كأولوية من قبل المدارس والمعلمين ومراكز البحث المتخصصة في هذا المجال. ولا يفوتني وأنا أختتم هذه المقالات أن أتوجه بالشكر إلى جريدة الشرق الغراء على إتاحة هذه الفرصة لي لإطلاع القراء الكرام على تلك الدراسات التربوية والتعليمية العالمية التي يمكن الاستفادة منها. وعلى الخير والعلم نلتقي دائمًا. مدير المركز العربي للتدريب التربوي لدول الخليج (AETCGS)
996
| 18 يونيو 2024
نواصل في هذا المقال العاشر سلسلة مقالاتنا عن الدراسات التعليمية العشر التي تعتبر الأكثر أهمية في عام 2023 من بين مئات الدراسات التعليمية الحديثة والقيمة، والتي أوردها الكاتبان المتخصصان يوكي تيرادا وستيفان ميللر على موقع [email protected]، حيث قدما عبر تلك الدراسات نظرة شاملة حول أهم التطورات في مجال التعليم، كما قاما بتسليط الضوء على أهم الدراسات التعليمية لعام 2023، والتي تغطي مجموعة من المواضيع بدءًا من قدرات الذكاء الاصطناعي وحتى علم أعصاب تزامن الدماغ. آملين أن يجد فيها القراء المتخصصون وغير المتخصصين النفع والفائدة. ونستكمل اليوم حديثنا عن دراسة مهمة لفائدة العاملين في القطاع التعليمي للباحث جوزيف درولاك، عن أثر برامج التعلم الاجتماعي والعاطفي في تعزيز الأداء الأكاديمي؛ حيث وضع التعلم الاجتماعي والعاطفي على الخريطة بدراسته التي قام بها في عام 2011، والتي خلصت إلى أن برامج التعلم الاجتماعي والعاطفي تعزّز الأداء الأكاديمي بنسبة 11 نقطة في المائة، ثم عاد لمواصلة هذه الدراسة في عام 2023، حيث عمل مع فريق طموح جديد، في مهمة مماثلة، ليقول: «إنه شعور بالتكرار». وقد نشر الفريق مؤخرًا تحليلًا شاملاً للبيانات التي تم التوصل إليها، استعرض فيه 424 دراسة تشمل أكثر من نصف مليون طالب من مرحلة الروضة إلى المرحلة الثانوية، حيث قاموا بفحص برامج واستراتيجيات التعلم الاجتماعي والعاطفي في المدارس مثل الانتباه الذهني، والمهارات البينية، وإدارة الصف، والذكاء العاطفي. وخلص الباحثون إلى أن الطلاب الذين شاركوا في مثل هذه البرامج خاضعون لتحسين في «التحصيل الأكاديمي، وجو المدرسة، ووظائف المدرسة، والمهارات الاجتماعية العاطفية، والمواقف، والسلوكيات الاجتماعية الإيجابية والسلوك المدني.» وبشكل مثير للاهتمام، استمر التعلم الاجتماعي والعاطفي كمحرك قوي لثقافات أفضل ونتائج طلابية حتى في سنوات المدرسة الثانوية والمتوسطة، مع تذكيرنا بأنه لا يوجد حد زمني لبناء العلاقات، وتعليم التعاطف، وجعل المدارس مكانًا شاملاً ومرحبًا. وفي حين يستمر البعض في إثارة الجدل حول هذا الموضوع، فإن هناك دعمًا واسعًا للتعلم الاجتماعي والعاطفي، طالما كان مرتبطًا بتحسين النتائج الأكاديمية. ومن ثم فإننا نستطيع أن نلخّص استناداً إلى ما سبق، ومن خلال مراجعتنا لدراسات أخرى بأن برامج التعلم الاجتماعي والعاطفي تعتبر من الأدوات الفعّالة التي تسهم في تعزيز الأداء الأكاديمي والتطور الشخصي للطلاب. وبجانب هذه البرامج، يمكن أيضًا إضافة برامج تطوير مهارات الحياة والتوجيه النفسي للطلاب. إن هذه البرامج تسعى إلى تزويد الطلاب بمجموعة من المهارات والأدوات التي يمكنهم استخدامها للتعامل مع التحديات اليومية والتطور الشخصي. فعلى سبيل المثال، يمكن لبرنامج تطوير مهارات الحياة أن يركز على مهارات إدارة الوقت والتنظيم، والتواصل الفعّال، وحل المشكلات، وبناء الثقة بالنفس، وتعزيز الصحة النفسية. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون برامج التوجيه النفسي مفيدة لتقديم الدعم الشخصي والمشورة للطلاب في مواجهة التحديات العاطفية والنفسية. ويمكن للمستشارين النفسيين أن يقدموا الدعم والإرشاد للطلاب في مواضيع مثل التوتر والقلق، والضغوط الدراسية، والعلاقات الشخصية، والتطور المهني. وبهذه الطرق، يمكن توسيع نطاق البرامج المدرسية لتشمل التعلم الاجتماعي والعاطفي، بالإضافة إلى برامج تطوير مهارات الحياة والتوجيه النفسي؛ مما يمكن أن يسهم في خلق بيئة تعليمية شاملة تهتم بالنواحي الأكاديمية والشخصية والعاطفية للطلاب.
1434
| 13 يونيو 2024
نواصل في هذا المقال الثامن سلسلة مقالاتنا عن الدراسات التعليمية العشر التي تعتبر الأكثر أهمية في عام 2023 من بين مئات الدراسات التعليمية الحديثة والقيمة، والتي أوردها الكاتبان المتخصصان يوكي تيرادا وستيفان ميللر على موقع [email protected]، حيث قدما عبر تلك الدراسات نظرة شاملة حول أهم التطورات في مجال التعليم، كما قاما بتسليط الضوء على أهم الدراسات التعليمية لعام 2023، والتي تغطي مجموعة من المواضيع بدءًا من قدرات الذكاء الاصطناعي وحتى علم أعصاب تزامن الدماغ. آملين أن يجد فيها القراء المتخصصون وغير المتخصصين النفع والفائدة. ونستكمل اليوم حديثنا عن دراسة مهمة لفائدة العاملين في القطاع التعليمي عن نظرية جديدة حول أزمة الصحة العقلية للمراهقين؛ إذ يشعر الآباء والمعلمون والمهنيون الطبيون بالقلق إزاء الارتفاع المقلق الذي دام عقودًا في قضايا الصحة العقلية للمراهقين، بما في ذلك الاكتئاب ومشاعر «اليأس المستمر» وإدمان المخدرات، والتي لا تزال الأسباب الجذرية لها بعيدة المنال. ورغم أن الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي هم المشتبه بهم الرئيسيون، إلا أن دراسة مستفيضة أجريت عام 2023 تقدم تفسيرًا آخر يكتسب زخمًا؛ فبعد البحث في الدراسات الاستقصائية ومجموعات البيانات والجوانب الثقافية، افترض الباحثون أن السبب الرئيسي هو «الانخفاض على مدى عقود من الزمن»، في الفرص المتاحة للأطفال والمراهقين للعب والتجول والمشاركة في أنشطة أخرى مستقلة عن الإشراف المباشر والتحكم من قبل البالغين. وتصور المراجعات العلمية للمقالات والكتب التاريخية وأعمدة النصائح حول تربية الأطفال زمنًا كان فيه الأطفال الصغار «يمشون أو يركبون الدراجة إلى المدرسة بمفردهم»، ويسهمون في «رفاهية أسرهم» و»حياة المجتمع» من خلال الأعمال المنزلية والوظائف الهادفة. وإذ كان كل هذا يبدو غامضًا، فإن البيانات التي تم جمعها على مدى الخمسين عامًا الماضية تكشف عن اعترافات صريحة من قبل الآباء بأن أطفالهم يلعبون في الهواء الطلق بشكل مستقل أقل مما كانوا يفعلون، مع انخفاض كبير في عدد الأطفال الذين يسيرون أو يركبون الدراجة أو الحافلة إلى المدرسة بمفردهم أو يُسمح لهم بعبور الطرق المزدحمة بأنفسهم. وفي الوقت نفسه، فإن اللعب المحفوف بالمخاطر والأنشطة الخارجية غير الخاضعة للرقابة، والتي قد «تحمي من تطور الرهاب» وتقلل من «القلق المستقبلي من خلال زيادة ثقة الشخص في قدرته على التعامل بفعالية مع حالات الطوارئ»، غالبًا ما تكون موضع استهجان. ومن خلال مراجعتنا لدراسات أخرى، يمكن أن يكون للنقص في فرص اللعب المستقل والاستقلالية آثاره النفسية العميقة على الأطفال والمراهقين؛ وإلى شعورهم بالملل والعزلة، وإضعاف ثقتهم بأنفسهم وخصوصيتهم، وزيادة خطر إصابتهم بمشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق.
1083
| 02 يونيو 2024
نواصل في هذا المقال السابع سلسلة مقالاتنا عن الدراسات التعليمية العشر التي تعتبر الأكثر أهمية في عام 2023 من بين مئات الدراسات التعليمية الحديثة والقيمة، والتي أوردها الكاتبان المتخصصان يوكي تيرادا وستيفان ميللر على موقع [email protected]، حيث قدما عبر تلك الدراسات نظرة شاملة حول أهم التطورات في مجال التعليم، كما قاما بتسليط الضوء على أهم الدراسات التعليمية لعام 2023، والتي تغطي مجموعة من المواضيع بدءًا من قدرات الذكاء الاصطناعي وحتى علم أعصاب تزامن الدماغ. آملين أن يجد فيها القراء المتخصصون وغير المتخصصين النفع والفائدة. ونستكمل اليوم دراسة مهمة لفائدة العاملين في القطاع التعليمي لتحسين كتابة الطلبة، وتقليل ردود الفعل (ووضع العبء على الأطفال)، وبدون توجيه اللوم على طرف من الأطراف المسؤولة، فإن المراجعات المتعلقة بذلك تميل إلى أن تكون سطحية، حيث تشير تلك الدراسة الجديدة إلى أن الطلاب يقومون بتصحيح الأخطاء المطبعية والأخطاء النحوية، على سبيل المثال، أو إجراء تعديلات سريعة على بعض الأفكار، لكنهم يتركون الأمر عند هذا الحد، على الرغم من أن البديل الواعد والموفر للوقت هو نشر نماذج التقييم والنصوص الإرشادية وغيرها من إرشادات الكتابة التوضيحية. وفي هذه الدراسة، تم تقييم طلاب المدارس الثانوية على مدى وضوح مقالاتهم وتعقيدها وشمولها قبل تقسيمهم إلى مجموعات لاختبار فعاليّة استراتيجيات المراجعة المختلفة؛ فالطلاب الذين استفادوا من نماذج التقييم التي توضح عناصر المقال الممتاز كأطروحة مركزية واضحة، ودعم المطالبة، والبنية العامة المتماسكة، تحسن أداؤهم بمقدار نصف درجة، في حين أن الأطفال الذين قرأوا نصوص الإرشاد عزّزوا درجاتهم بنسبة ثلث درجة. ويشير هذا البحث الجديد إلى أن نماذج التقييم والنصوص الإرشادية قابلة لإعادة الاستخدام، مما "يزيد من كفاءة المعلمين في استخدام الوقت"، و"يعزز التغذية الراجعة الذاتية" بطريقة يمكن أن تؤدي إلى كُتاب أفضل وأكثر ثقة في المستقبل. ومن خلال مراجعتنا لدراسات أخرى، توصلنا إلى أن برنامجًا آخر يمكن للمعلمين استخدامه لتحسين كتابة الطلاب، وهو برنامج الكتابة التعاونية؛ ففي هذا البرنامج، يعمل الطلاب معًا ضمن مجموعات صغيرة لمراجعة كتاباتهم، مما يوفر لهم فرصة لتلقي ملاحظات من الآخرين، بالإضافة إلى فرصة لتعلم كيفية تقديم ملاحظات لبعضهم البعض. وهناك العديد من الطرق المختلفة لتنظيم برنامج الكتابة التعاونية، حيث يمكن للمعلمين تقسيم الطلاب إلى مجموعات بناءً على مستويات مهاراتهم أو اهتماماتهم، ويمكنهم أيضًا تعيين طلاب في أدوار مختلفة، مثل محرّر المحتوى أو محرر الأسلوب أو محرر التحرير. وعلى سبيل المثال يمكن للمعلمين إعطاء الطلاب مهمة كتابة مقالة أو قصة، ثم يمكنهم تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة لمراجعة كتاباتهم. ويمكن للطلاب تقديم ملاحظات حول المحتوى والأسلوب والتحرير، من خلال استخدام برنامج الكتابة التعاونية، ويمكن للمعلمين مساعدة الطلاب على تطوير مهارات الكتابة اللازمة للنجاح في المدرسة والحياة. وبالإضافة إلى نماذج التقييم والنصوص الإرشادية وبرنامج الكتابة التعاونية، هناك العديد من البرامج الأخرى التي يمكن للمعلمين استخدامها لتحسين كتابة الطلاب، وبعض هذه البرامج تركز على مهارات كتابة محددة، مثل كتابة التقارير أو كتابة الإنشاء، وبرامج أخرى تركز على مهارات كتابة عامة، مثل الوضوح والتعقيد والشمول. ومن المهم أن يختار المعلمون البرنامج المناسب لاحتياجات طلابهم، ويجب أن يأخذوا كذلك في الاعتبار مستوى مهاراتهم واهتماماتهم وأهدافهم التعليمية.
663
| 25 مايو 2024
نواصل في هذا المقال السادس سلسلة مقالاتنا عن الدراسات التعليمية العشر التي تعتبر الأكثر أهمية في عام 2023 من بين مئات الدراسات التعليمية الحديثة والقيمة، والتي أوردها الكاتبان المتخصصان يوكي تيرادا وستيفان ميللر على موقع [email protected]، حيث قدما عبر تلك الدراسات نظرة شاملة حول أهم التطورات في مجال التعليم، كما قاما بتسليط الضوء على أهم الدراسات التعليمية لعام 2023، والتي تغطي مجموعة من المواضيع بدءًا من قدرات الذكاء الاصطناعي وحتى علم أعصاب تزامن الدماغ. آملين أن يجد فيها القراء المتخصصون وغير المتخصصين النفع والفائدة. ونستكمل اليوم دراسة مهمة لفائدة العاملين في القطاع التعليمي عن «مدى فعالية كتب الرياضيات المصوّرة في عملية التعلم»، وهل يمكن لقراءة كتب الرياضيات المصورة أن تضاعف التعلم حقًا؟ وذلك انطلاقًا من القول المأثور القديم بأن الصورة تساوي ألف كلمة واثنتان تساويان ألفي كلمة رياضيًا، كصيغة ضرب بسيطة. لقد أظهر استعراض لـ 16 دراسة في عام 2023 أن عددًا من سلاسل كتب الرياضيات المعروفة عالميًا قد ساهمت في تحسين مشاركة الطلاب وتحسين ميولهم تجاه الرياضيات. كما عزّزت هذه الكتب من فهم الأطفال للتمثيلات الرياضية مثل الرسوم البيانية أو النماذج الفعلية، ورفعت من أدائهم في مهام مثل العد حتى 20، وفهم قيمة المكان، وحساب الأقطار. كما أظهرت كتب الرياضيات المصورة في سن الطفولة المبكرة بشكل خاص، قدرتها على العمل بشكل رائع، إذ وجدت إحدى الدراسات أن الطلاب الصغار «يميلون إلى التوقع والتخمين حول ما سيحدث، مما يؤدي إلى مشاركة عالية واهتمام كبير لفهم المشكلات، وفضول في البحث عن حلول»، والأهم من ذلك، أن كتب الرياضيات المصوّرة لم تكن بديلاً عن الطلاقة الإجرائية أو الممارسة الرياضية. وقد لاحظ المؤلفون أن المعلمين يضعون بين قوسين وحدات الرياضيات مع الكتب المصوّرة، ويقدّمون مفهومًا رياضيًا «من أجل إعداد الطلاب للممارسة والأنشطة القادمة»، أو بدلاً من ذلك، يستخدمونها لمراجعة المواد في نهاية الدرس. ونستطيع القول وباختصار، إن كتب الرياضيات المصورة تعتبر أداة فعّالة في عملية التعلم، فهي تجمع بين الرسوم التوضيحية والنصوص الواضحة لشرح المفاهيم الرياضية بطريقة مبسّطة ومشوّقة، وهذا يساعد الطلاب على فهم المواضيع بشكل أفضل ويجعلها أكثر مُتعة وإثارة للاهتمام؛ حيث تعمل الرسوم التوضيحية على توضيح الأفكار بصورة بصرية، مما يسهل على الطلاب استيعاب المفاهيم الصعبة، كما أن استخدام القصص والشخصيات المصورة يمكن أن يزيد من اهتمام الطلاب وتفاعلهم مع المواد الدراسية. وفي النهاية، يمكن أن تكون كتب الرياضيات المصوّرة أداة قيّمة لتحفيز الطلاب وتعزيز تفاعلهم مع علم الرياضيات. مدير المركز العربي للتدريب التربوي لدول الخليج (AETCGS)
582
| 12 مايو 2024
نواصل في هذا المقال الخامس سلسلة مقالاتنا عن الدراسات التعليمية العشر التي تعتبر الأكثر أهمية في عام 2023 من بين مئات الدراسات التعليمية الحديثة والقيمة، والتي أوردها الكاتبان المتخصصان يوكي تيرادا وستيفان ميللر على موقع [email protected]، حيث قدما عبر تلك الدراسات نظرة شاملة حول أهم التطورات في مجال التعليم، كما قاما بتسليط الضوء على أهم الدراسات التعليمية لعام 2023، والتي تغطي مجموعة من المواضيع بدءًا من قدرات الذكاء الاصطناعي وحتى علم أعصاب تزامن الدماغ. آملين أن يجد فيها القراء المتخصصون وغير المتخصصين النفع والفائدة. ونستكمل اليوم دراسة مهمة لفائدة العاملين في القطاع التعليمي عن «أدمغة الطلبة وكيف تتقاطع معًا وتتصل ببعضها». ففي عام 2021، أفاد تقرير صادر عن فريق من الباحثين من جامعة كاليفورنيا، بيركلي، أن المواد التعليمية يمكن أن تترك بصمات عصبية على الطلاب تعكس نشاط الدماغ في طلاب آخرين، وفي المعلم، ولدى الخبراء في هذا المجال. ولربط الموضوع؛ فمن خلال المراجعة لدراسات أخرى تم فيها استخدام الباحثين لتقنية تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي الوظيفي لقياس نشاط الدماغ لدى طلاب يأخذون دورة علوم الكمبيوتر؛ وجد الباحثون أن الطلاب الذين أدوا جيدًا في اختبار لاحق أظهروا أنماطًا من النشاط الدماغي مشابهة لأنماط النشاط الدماغي لدى طلاب آخرين يؤدون جيدًا وأيضًا لدى المعلم والخبراء في مجال علوم الكمبيوتر. وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تشير إلى أن المواد التعليمية يمكن أن تساعد في تشكيل أنماط التفكير لدى الطلاب؛ فعندما يتعلم الطلاب شيئًا جديدًا، فإنهم يطورون شبكات عصبية جديدة مرتبطة بالمعلومات الجديدة. ومع استمرارهم في التعلم، تصبح هذه الشبكات أقوى وأكثر تعقيدًا. ويشير البحث أيضًا إلى أن البيئة التعليمية يمكن أن يكون لها تأثير على أنماط التفكير لدى الطلاب. عندما يتعرض الطلاب لأشخاص آخرين يفكرون بطريقة معينة؛ فإنهم يميلون إلى تطوير أنماط التفكير الخاصة بهم، وهو ما يُظهر أن المعلمين يمكنهم استخدام المواد والبيئة التعليمية لمساعدة الطلاب على تطوير أنماط التفكير التي تدعم التعلم الناجح. ويمكنهم القيام بذلك من خلال تقديم مواد تعليمية ذات جودة عالية تدعم التفكير النقدي والتحليلي أو توفير فرص للطلاب للتفاعل مع الآخرين الذين يفكرون بطريقة مماثلة، أو تشجيع الطلاب على التفكير بصوت عالٍ ومشاركة أفكارهم مع الآخرين. ولذلك فإنه عندما يتفاعل الطلاب مع بعضهم البعض حول موضوع معيّن، فإنهم يطورون فهمًا مشتركًا للمادة، وهذا الفهم المشترك يمكن أن يكون أكثر شمولاً من الفهم الذي قد يطوره الطلاب إذا كانوا يتعلمون بمفردهم. وتشير دراسات أخرى إلى أن التعلم الاجتماعي يمكن أن يحسن الأداء الأكاديمي، فعندما يتزامن نشاط الدماغ بين الطلاب، فإنهم يفهمون المعلومات بشكل أفضل ويتذكرونها بشكل أفضل. وتؤكد هذه الدراسات مجتمعة على القوة النهائية للتعلم من نظير إلى نظير والتعلم الاجتماعي، والذي يمكن أن يساعد الطلاب الذين لديهم مستويات متفاوتة من الفهم. وبذلك يمكن للمعلمين دمج الطلاب ذوي القدرات العالية مع الطلاب ذوي القدرات المنخفضة؛ لمساعدة الجميع على التعلم بشكل أفضل. في الختام، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن التعلم الاجتماعي يمكن أن يكون أداة قوية لتحسين التعلم، ويمكن للمعلمين استخدام التعلم الاجتماعي لخلق بيئة تعليمية أكثر تفاعلية وتعاونية، مما يمكن أن يؤدي إلى نتائج تعليمية أفضل للطلاب.
1896
| 25 أبريل 2024
نواصل في هذا المقال الرابع سلسلة مقالاتنا عن الدراسات التعليمية العشر التي تعتبر الأكثر أهمية في عام 2023 من بين مئات الدراسات التعليمية الحديثة والقيمة، والتي أوردها الكاتبان المتخصصان يوكي تيرادا وستيفان ميللر على موقع [email protected]، حيث قدما عبر تلك الدراسات نظرة شاملة حول أهم التطورات في مجال التعليم، كما قاما بتسليط الضوء على أهم الدراسات التعليمية لعام 2023، والتي تغطي مجموعة من المواضيع بدءًا من قدرات الذكاء الاصطناعي وحتى علم أعصاب تزامن الدماغ. آملين أن يجد فيها القراء المتخصصون وغير المتخصصين النفع والفائدة. ونستكمل اليوم دراسة مهمة للعاملين في القطاع التعليمي نُشرت في أواخر عام 2022 عن «نبرة صوت المعلم ومدى تأثيرها على ثقافة الصف»؛ والتي توصلت إلى أن التحولات الطفيفة في نبرة صوت المعلم كالارتفاع الحاد في الصوت أو الوابل المفاجئ من التعليمات المتكررة الناتجة عن الإحباط يمكن أن تكون أول علامة على وجود شيء غريب في الفصل الدراسي، مما يخلّ بالتوازن الهش وقيادة الطلاب إلى الصمت وعدم التجاوب مع المعلم. فقد لاحظ الباحثون أن الطلاب في مرحلة المراهقة وحتى ما قبل مرحلة المراهقة يستمعون إلى التعليمات التي يقدمها المعلمون بنبرة صوتية دافئة أو محايدة أو مسيطرة. ورغم أن التأثير لم يكن مقصودًا، إلا أن النبرة الصوتية السلطوية غالبًا ما كانت تصادمية، مما أدى إلى تقويض شعور الطلاب بالكفاءة وتثبيطهم عن الثقة في المعلمين. من ناحية أخرى، ساهمت النبرات الصوتية الدافئة والداعمة في خلق بيئة مدرسية (داخل الصف)، عززت التعلم عبر أبعاد اجتماعية وأكاديمية متعددة مثل الشعور بالانتماء والاستقلالية والاستمتاع بالفصل. وكما أشارت كريستين نابر، معلمة المدرسة المتوسطة ذات الخبرة، إن الأمر يستغرق سنوات للعثور على التوازن الصحيح في نبرة الصوت والتدريب: «لا التوقعات العالية ولا القلوب الطيبة يمكنها القيام بهذه المهمة بمفردها». وبدلاً من ذلك، يجب على المعلمين أن يسعوا جاهدين للحصول على نبرة صوت دافئة وداعمة ثم الاعتماد على «نبع الثقة هذا لإلزام الطلاب بمعايير عالية من المشاركة العميقة». ومن مراجعتنا الشخصية أيضا للدراسات الأخرى التي أشارت إلى أن نبرة الصوت تعتبر عاملًا أساسيًا يؤثر في تشكيل ثقافة الصف بطرق متعددة. إذ تنعكس هذه التأثيرات أولًا في الشعور بالانتماء، وثانيًا، تؤثر نبرة الصوت على التفاعلات الاجتماعية؛ فقد يؤدي استخدام نبرة حادة أو عدوانية من قبل المعلمين إلى تردد الطلاب في التواصل. وأخيرًا، يمكن أن تؤثر نبرة الصوت على عملية التعلم، حيث قد يجد الطلاب صعوبة في استيعاب المفاهيم إذا كانت النبرة غير واضحة. وتوضح الأمثلة العملية كيفية تأثير نبرة الصوت على ثقافة الصف؛ فمثلًا عند استخدام نبرة صوتية مهذبة ومحترمة داخل الصف، يمكن أن يشعر الطلاب بالراحة في المشاركة والتفاعل بحرية. وعلى الجانب الآخر، في حال استخدام نبرة صوتية مُهينة، قد يتسبب ذلك في شعور الطلاب بالخجل والخوف، والأمر نفسه ينطبق عند استخدام لغة غير واضحة، حيث قد يجد الطلاب صعوبة في فهم المواد ومتابعة الدروس. وبالتالي؛ من المهم أن يكون المعلمون على دراية بتأثير لهجتهم على ثقافة الصف؛ لأنه يمكنهم تحسين هذا التأثير عن طريق استخدام نبرة صوت إيجابية ومتنوعة، تعكس احترامهم وتقديرهم للطلاب، وتسهل فهم المواد، وتشجع على المشاركة الفعالة في الصف.
1728
| 21 أبريل 2024
نواصل في هذا المقال الثالث ما بدأناه في مقالنا الثاني من حديث عن الدراسات التعليمية العشر التي تعتبر الأكثر أهمية في عام 2023 من بين مئات الدراسات التعليمية الحديثة والقيمة التي أوردها الكاتبان المتخصصان يوكي تيرادا وستيفان ميللر على موقع [email protected]، حيث قدما عبر تلك الدراسات نظرة شاملة حول أهم التطورات في مجال التعليم، كما قاما بتسليط الضوء على أهم الدراسات التعليمية لعام 2023، والتي تغطي مجموعة من المواضيع بدءًا من قدرات الذكاء الاصطناعي وحتى علم أعصاب تزامن الدماغ. آملين أن يجد فيها القراء المتخصصون وغير المتخصصين النفع والفائدة. ونستكمل اليوم دراسة مهمة للعاملين في القطاع التعليمي كنا قد بدأناها في مقالنا السابق عن «دليل ممتع لاختبار أفضل»، وذلك من خلال عدد من النصائح القيمة التي ينبغي مراعاتها عند تصميم ووضع الاختبارات: كن تنافسيًا: عند تصميم اختبارات الاختيار من متعدد أو الصواب والخطأ، اختر «البدائل التنافسية» في إجاباتك. على سبيل المثال، عند طرح السؤال «ما الكوكب الأرضي الأكثر سخونة؟»، اقترح الزهرة والمريخ وعطارد بدلاً من الزهرة وأورانوس وزحل لأن «أورانوس وزحل ليسا كواكب أرضية»، حيث تتطلب البدائل التنافسية من الطلاب التدقيق في جميع الخيارات، كما يفترض المؤلفون، وذلك ما يؤدي بهم إلى استرجاع المزيد من المواد المستفادة والنظر فيها. اختبار مسبق: وفقًا للباحثين؛ فإن الاختبار السابق للطلاب على المواد التي لم يتعلموها بعد يحسّن الأداء طويل الأمد «حتى إذا لم يكونوا قادرين على الإجابة على أي من تلك الأسئلة بشكل صحيح». كن جماعيًا: إن تشجيع الطلاب على أداء الاختبارات في مجموعات يمكن أن يحسن الاحتفاظ بهم وتحفيزهم، مع تقليل القلق عند العمل معًا. قدمها للآخرين: لا بد من تعليم الطلاب على كيفية اختبار أنفسهم عن طريق «تلخيص النقاط الرئيسية من محاضرة... دون النظر إلى أية ملاحظات»، أو من خلال الاجتماع في «مجموعات دراسية صغيرة حيث يمارس الطلاب اختبار بعضهم بعضًا – نشاط يقوم به العديد من الطلاب بالفعل. ومن مراجعتنا الشخصية أيضَا لدراسات أخرى، فإن اقتراح استخدام البدائل التنافسية في اختبارات الاختيار من متعدد أو اختبارات الصواب والخطأ يضيف بُعدًا مثيرًا للاهتمام، حيث يشجع الطلاب على تقييم الخيارات بشكل نقدي واسترجاع المزيد من المواد المُستفادة. وتوفر نتائج الدراسة اعتبارات عملية للمعلمين الذين يتطلعون إلى تحسين فعالية الاختبار في عملية التعلم. كما يوفر استكشاف الاختبار المُسبق والاختبار المجتمعي وطرق الاختبار الذاتي رؤى قيّمة حول استراتيجيات التعلم الفعّالة. وقد تبين أيضًا أن الاختبار المُسبق، حتى لو لم يتمكّن الطلاب من الإجابة عن أسئلته بشكل صحيح؛ فإنه يعزّز الأداء على المدى الطويل ويقلل من شرود العقل خلال الدروس اللاحقة. ويمكن للنهج المجتمعي للاختبار، عند إجرائه في مجموعات، أن يحسّن الاستبقاء والتحفيز. إن التوصية بتعليم الطلاب أساليب الاختبار الذاتي، مثل تلخيص نقاط المحاضرة دون ملاحظات، أو ممارسة اختبار بعضهم البعض في مجموعات دراسية صغيرة، تعزز المشاركة النشطة في عملية التعلم. ولا تسهم هذه الأساليب في تحسين عملية الاحتفاظ بالطلاب فحسب، بل تعمل أيضًا على تمكين الطلاب من خلال تقنيات الدراسة الفعالة؛ إذ إنه يعزز فكرة أن الاختبار ليس مجرد أداة تقييم، ولكنه استراتيجية تعليمية قوية عند استخدامه بشكل مدروس.
390
| 15 أبريل 2024
نواصل في هذا المقال الثاني ما بدأناه في مقالنا الأول من حديث عن الدراسات التعليمية العشر التي تعتبر الأكثر أهمية في عام 2023 من بين مئات الدراسات التعليمية الحديثة. ويسرّني اختيار بعض الدراسات القيمة التي أوردها الكاتبان المتخصصان يوكي تيرادا وستيفان ميللر على موقع [email protected]، حيث قدما عبر تلك الدراسات نظرة شاملة حول أهم التطورات في مجال التعليم، كما قاما بتسليط الضوء على أهم الدراسات التعليمية لعام 2023، والتي تغطي مجموعة من المواضيع بدءًا من قدرات الذكاء الاصطناعي وحتى علم أعصاب تزامن الدماغ. آملين أن يجد فيها القراء المتخصصون وغير المتخصصين النفع والفائدة. ونتناول اليوم دراسة مهمة للعاملين في القطاع التعليمي عن "دليل ممتع لاختبار أفضل" إذ لا أحد يحب الاختبارات باستثناء الذين لديهم خبرة كمعلمين وباحثين، ممن يهتمون بكل نوع تقريبًا من الاختبارات: الاختبارات التحفيزية، وألعاب المعرفة، مؤكدين أن مثل هذه التقييمات يجب أن تكون متكررة، ذات مخاطر منخفضة، جذابة للغاية، وحتى جماعية، ومبررهم في ذلك هو: عندما يتم تصميمها بشكل صحيح ويتم التخلص من الرهبة، وتحسن الاختبارات بشكل كبير "الاحتفاظ طويل الأمد وإنشاء مسارات استرجاع أقوى للوصول في المستقبل"، وهذه ظاهرة معروفة باسم تأثير الاختبار". ومن مراجعتنا الشخصية أيضَا لدراسات أخرى، نجد أنها قد أشارت إلى أنّ مفهوم تبنّي الاختبارات والاختبارات والألعاب المعرفية كأدوات مفيدة للتعلم أمر مثير للاهتمام، ولذلك فإن تركيز المؤلفين على جعل التقييمات متكررة ومنخفضة المخاطر وجذّابة ومشتركة يتوافق مع فكرة أن الاختبار يمكن أن يعزز الاستبقاء على المدى الطويل وإنشاء طرق استرجاع قوية، خاصة في ضوء الاعتراف بتأثير الاختبار، حيث تسهم التقييمات المصممة بشكل صحيح في تحسين نتائج التعلم، مما يؤكد أهمية استراتيجيات التقييم المدروسة في التعليم. ومن المثير للاهتمام رؤية منظور إيجابي حول التقييمات، مما يتحدى التصور السلبي الشائع المرتبط بالاختبارات. ومن خلال تسليط الضوء على الفوائد المحتملة للاختبارات المصممة جيدًا، يشجع المقال المعلمين على إعادة التفكير في أسلوبهم في التقييمات، مما يجعلها أكثر جاذبية وتعاونًا للطلاب. ويتوافق هذا المنظور مع الفهم المتطور للدور الذي تلعبه التقييمات في عملية التعلم. إن دراسة "دليل ممتع لاختبار أفضل" تقدم نظرة شيّقة ومفصّلة على آليات الاختبار وتأثيراته على عملية التعلم. ومن أهمها: المزج: لتعظيم مشاركة الطلاب وتعزيز فهمهم العميق؛ لأنه من المهم اختبار الطلاب بشكل متكرر، ولكن دون أن يصبح التنسيق مملاً. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تنويع تنسيقات الاختبار، حيث يُظهر التحليل أن التنوع في أساليب الاختبار يعزز استجابة الطلاب وتفاعلهم مع المواد التعليمية. ويمكن استخدام اختبارات الاختيار من متعدد لتقييم المعرفة الأساسية، بينما تُستخدم اختبارات الاسترجاع لتعزيز الاستيعاب والتذكر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام أدوات الاستفتاء وملء الفراغ لتشجيع التفكير النقدي وتطوير مهارات الاستنتاج. كما يمكن إضافة الإجابات القصيرة والمسابقات المعرفية لتحفيز الطلاب وتعزيز مهاراتهم الاسترجاعية والتحليلية. لذلك فإن تبني هذه النهج المتعدد يساعد في خلق بيئة تعليمية تشجع على المشاركة الفعّالة وتعزز تعلم الطلاب بطرق متنوعة وشائقة. وسوف نستكمل في مقالنا القادم (الثالث) – بمشيئة الله – بقية النقاط التي تميزت بها دراسة: "دليل ممتع لاختبار أفضل !!".
648
| 07 أبريل 2024
لا شك أنّ التعليم يشهد اليوم تحولًا كبيرًا، حيث لم يعد الطلاب والباحثون متلقين للمعرفة فقط، ولكنهم مشاركون بفاعلية كبيرة، وبالتحديد في تركيزهم على البحث العلمي، الذي يُكسبهم مجموعة متنوعة من القدرات والمهارات، مما يؤهّلهم للعب دور كبير في مستقبل التعليم وإثراء العملية التعليمية برمّتها. ومن بين مئات الدراسات التعليمية الحديثة، يسرّني اختيار بعض الدراسات القيمة التي أوردها الكاتبان المتخصصان يوكي تيرادا وستيفان ميللر على موقع [email protected]، حيث قدما عبر تلك الدراسات نظرة شاملة حول أهم التطورات في مجال التعليم، كما قاما بتسليط الضوء على أهم الدراسات التعليمية لعام 2023، والتي تغطي مجموعة من المواضيع بدءًا من قدرات الذكاء الاصطناعي وحتى علم أعصاب تزامن الدماغ. ولتعميم الفائدة من تلك الدراسات، فقد أتاحت لنا «جريدة الشرق» الغراء مشكورة إلقاء الضوء على تلك الدراسات تباعًا عبر سلسلة من المقالات، اعتبارًا من هذا العدد والأعداد القادمة بمشيئة، آملين أن يجد فيها القراء المتخصصون وغير المتخصصين النفع والفائدة. الذكاء الاصطناعي قد يحفظ بشكل كبير وقت المعلم أجرى باحثون من جامعة نورث كارولينا نموذج «ذكاء اصطناعي عميق» للعمل على كتاب تشريح وفسيولوجيا على مستوى الكلية، وبعد تدريب البرمجيات أولًا على التعرف على المعلومات الهامة. قام الذكاء الاصطناعي بالتقييم، وتأمل بأسلوبه، ثم أنتج 2,191 سؤال اختبار مرتبط بمعايير التعلم، والتي حكَّمتها لجنة من المعلمين بأنها «تكافئ الأسئلة التي أنشأها الإنسان من حيث صلتها بأهداف التعلم». ولاحظ المدرسون بشكل ملحوظ أنهم قد يفكرون في اعتماد الأسئلة التي تم إنتاجها بواسطة الآلة لدوراتهم الدراسية. وقد يقول القائل هذا أمر مخيف، ولكنه ليس بدون جوانب إيجابية؛ فإن إعداد الاختبارات تستغرق الكثير من الوقت بالنسبة للمعلمين، وأحد المعلمين الملمّين الذين جربوا استخدام الذكاء الاصطناعي يقول إنه يؤدي بشكل جّيد في مهام أخرى مثل تخطيط الدروس، وكتابة التعليمات، وحتى تأليف رسائل البريد الإلكتروني لأولياء الأمور. إنّ المخاوف من أن نهاية التدريس البشري صارت قريبة وبمجرد إصدار برمجي هي مبكّرة جدًا، خاصة وأن الدراسات الحديثة تؤكد أن الذكاء الاصطناعي لا يزال يحتاج إلى الكثير من التعديل الدقيق، و»يبدو أنه - حتى يكون مفيدًا - قد يحتاج إلينا أكثر مما نحتاج إليه». ومن خلال مراجعتنا الشخصية، نؤكد أن دمج الذكاء الاصطناعي في المهام التعليمية، مثل توليد أسئلة الاختبار، يثير أسئلة مثيرة للاهتمام حول دور التكنولوجيا في التعليم، كما أن قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل وإنتاج أسئلة الاختبار ذات الصلة المماثلة لتلك التي أنشأها البشر هي شهادة على تأثيرها المحتمل على تقليل وقت التخطيط للمعلمين. ومع ذلك، من الضروري مراعاة التوازن بين الكفاءة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي والصفات الفريدة للمحتوى الذي ينشئه الإنسان؛ إذ يشير استعداد المعلمين للنظر في اعتماد الأسئلة المولّدة آليًا إلى تحول محتمل في ديناميكيات الإعداد التعليمي، مع الحاجة إلى الحوار المستمر واستكشاف دور الذكاء الاصطناعي في المشهد التعليمي. وهذا يسلّط الضوء على العلاقة التكافلية بين الذكاء الاصطناعي والبشر في التعليم، مما يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يكمّل دور المعلمين، بدلاً من أن يحل محله. وهذا تذكير بأن التكامل الناجح يتطلب توازنًا مدروسًا بين التقدم التكنولوجي والصفات الفريدة للتعليم البشري. وإلى المزيد من الدراسات المهمة في مقالنا القادم.
597
| 03 أبريل 2024
مساحة إعلانية
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...
4407
| 26 سبتمبر 2025
هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...
4110
| 29 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...
4083
| 25 سبتمبر 2025
تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة،...
1533
| 26 سبتمبر 2025
في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...
1284
| 29 سبتمبر 2025
بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...
1254
| 28 سبتمبر 2025
أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...
1173
| 28 سبتمبر 2025
يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال...
1050
| 24 سبتمبر 2025
من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...
1047
| 29 سبتمبر 2025
في قلب الدمار، حيث تختلط أصوات الأطفال بصفير...
948
| 23 سبتمبر 2025
صاحب السمو أمام الأمم المتحدةخطـــــاب الثبـــــات علــى الحــــــق.....
930
| 24 سبتمبر 2025
تعكس الأجندة الحافلة بالنشاط المكثف لوفد دولة قطر...
831
| 25 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية