رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

4719

خبراء: اكتساب طلاب الابتدائي سلوكيات المعلم يتطلب الحذر

21 ديسمبر 2016 , 06:46م
alsharq

لا بد من تهيئة البيئة المناسبة..

فراج: سن الثالثة والرابعة هي الأخطر في اكتساب السلوك

أسماء: شخصية المعلم أو المعلمة عامل مؤثر على الطفل

بتول: احتكاك الطفل بالأدوار الأنثوية مشكلة حقيقية

شلتوت: الطلاب يقلدون حركات وتصرفات المعلمات داخل المنزل

جمال لطفي

تُعد المرحلة الابتدائية في حياة كل طفل أو طفلة الركيزة الأساسية لبناء الشخصية وتعلم الكثير من السلوكيات، سواء كانت الايجابية منها أو السلبية، كما أنها تشكل المراحل الأولى للتكوين العقلي والجسدي، ومن خلال هذه المرحلة تستطيع كل أسرة التعرف على سلوك ابنائها وفق الأنماط المختلفة، التي يمارسونها في الحياة العامة.

وإذا تحدثنا عن المراحل التعليمية الأولى "الابتدائي" في مدارس يقف على رأسها معلمين، تجد هناك الكثير من السلوكيات، التي تنعكس على شخصية الطالب الطفل، وهذا يتوقف أولا على سلوك المعلم وأخلاقه، فإذا كانت حميدة وتنبع من تعاملات وتصرفات دينية، نضمن السلوك الحميد للطالب حتى تخرجه من الجامعة، باعتبار أن التنشئة قامت على أساس سليم، ولن يكتمل هذا الدور إلا من خلال القاسم المشترك ما بين المدرسة والمعلم والأسرة.

أما إذا كانت المرحلة بإشراف كادر نسائي وهذه هي الغالبية، التي تفرض نفسها بالمدارس المستقلة والخاصة، سيكون الوضع متغيرا بعض الشيء أو ربما كليا، باعتبار أن الطفل خلال هذه المرحلة يتأثر كثيرا بدور المعلمة وما يبدر منها من تصرفات، قد لا تليق بطبيعتهم كأولاد، مثل: طريقة التحدث ونطق الألفاظ وطريقة المشي، فكل ذلك يتقمصه الطفل من خلال تصرفاته مع الآخرين.

والسؤال الذي يطرح نفسه هل وجود المعلمات بمختلف جنسياتهم في مدارس الاولاد يشكل اهمية قصوى خاصة في هذا العصر الذي الذي ساهم كثيرا في تفتيح عقلية الابناء لا سيما صغار السن؟ وحول خطورة هذه المرحلة وكيفية الخروج منها والتعرف على الجوانب المتعددة للطلاب، التقت تحقيقات "الشرق" بعدد من الاختصاصيين في علم النفس، وحاورتهم في كثير من النقاط المتعلقة بشؤون الطلاب وتصرفاتهم وسلوكياتهم، والأدوار التي يمكن أن يلعبها الجميع من أجل رسم صورة إيجابية.

الفترة السنية

بداية تحدث الدكتور طاهر شلتوت استشاري أول الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية، قائلا: "هذا موضوع على جانب كبير من الأهمية، لأنه يعالج قضية تهمنا وهى سلوك الأبناء"، وكما يعلم الجميع ان أي إنسان يمر بمراحل مختلفة، وكل مرحلة لها مقتضيات سواء سلوكيات أو مكتسبات، ومن المعلوم أن الفترة السنية من ستة سنوات وحتى البلوغ، هي الفترة الحساسة في تشكيل سلوك الأطفال، والمرحلة التي تسبقها من سن الثالثة إلى السادسة يكون فيها تمرد الطفل عاليا، ويحاول أن يكتشف كل شيء، لذلك يصطدم بالأسرة والمحيطين به، حيث تكون ذاتية التعلم عالية، ولكن عند مرحلة الست سنوات يتغير الوضع كما يفسره علماء النفس، بحيث يبدأ يستكشف ويتعلم من خبرات الآخرين، ويجتذب المثل الأعلى له في التعليم عن طريق القدرة واختيار هذا المثل، ومن الوسائل المهمة التي تبني عقلية ومفاهيم الأطفال مستقبلا.

وأضاف: هنا قد تكمن بعض المخاطر من خلال تعلم الأطفال الصغار، سواء بنات أو أولاد بواسطة معلمين مختلفين في نوع الجنس، فكما تم الاشارة إلى أن القدرة تلعب دورًا هامًا في طريقة التعلم، حتى لا نتفاجأ وليس بأن الأطفال في هذه السن يسترشدون بكل أفعال المعلمة، ويحاولون تقليدها داخل البيوت ويمثلون نفس الأدوار التي تحدث من المعلمة خلال اليوم الدراسي، وبالتالي فإننا نعتقد بأن التأثير الذي سوف يحدث نحو الأبناء وفي هذه السن سوف يكون له تأثير كبير في تشكيل سلوكياتهم في المستقبل، حتى لو كان بشكل غير ملحوظ، واعتقد أن فكرة تدريس طلاب الصفوف المتقدمة من المرحلة الابتدائية، عن طريق معلمين وليس معلمات، سوف يكون له الأثر الإيجابي على شخصيات الأبناء وسلوكياتهم.

احترام المدرس

وقالت الدكتورة أسماء أمين استشارية نفسية وعصبية إن الطفل يتأثر بالمعلم والمعلمة، وشخصياتهم وسلوكياتهم هي التي تؤثر على الطالب وليس جنسيتهم، علمًا بأن احترام المدرس لعمله هو أساس للتربية والتعليم، حيث لا توجد حتى الآن أبحاث تفرق بين الرجل المعلم والمرأة المعلمة، كما أن للمدرس صفات يجب أن تختار على أساس معين، فيجب مراعاة الصفات النفسية والتعليمية في تقنية المهنة التي يؤديها، واكدت أمين على وجوب المعلم الرجل، لطلاب الصفين الخامس والسادس في المرحلة الابتدائية، وهذا للمحافظة على تقاليد المجتمع المحافظة، وأكدت أن الطفل يتأثر بكل شيء، وليس هو من يكون السبب في المشاكل السلوكية، فهو يكتسب وينتقي السلوكيات لذا يجب تهيئة البيئة المناسبة للتعلم.

لعب الأدوار

من جانبه أوضح الدكتور فراج الشيخ الفزاري اختصاصي علم نفس، أن التنميط والتقمص ولعب الأدوار هي من السلوكيات الحياتية، التي تواجه الطفل ليس فقط في المدرسة بل داخل البيت، بحيث نجد أحيانا تأثير الأم اكبر على الأولاد الذكور والعكس صحيحا، فيما يسمى في علم النفس بعقدة "الكترا"، وتعتبر السن القانونية ما بين الثالثة والرابعة هي الأخطر في اكتساب المهارات الأساسية والسلوك، وتزيد وتنقص فترة اكتساب السلوك حسب النظريات والمدارس في علم النفس، دون اختلاف على وجود التأثير، الذي يتركه المعلم في سلوك تلاميذه خاصة في حال غياب الأسرة الواعية بالدور والتنميط الاجتماعي، الذي يجب أن يكتسبه الطفل.

السلوك العام

فإذا حلت معلمة الفصل محل الأسرة وكانت ذات شخصية مؤثرة في سلوك تلاميذها، فإن بعض الأطفال أصحاب الشخصيات الضعيفة، يصبح أكثر تعلقا بها بل وتقمص شخصيتها في السلوك العام، مثل: نبرات الصوت والوقوف أمام المرآة، بل قد يتعدى ذلك إلى المظهر رغم اختلاف الجنس، مثل: التعطر والاهتمام المبالغ فيه.

بعض المدارس

وبطبيعة الحال فإن مثل هذا السلوك لا يصدق في كل الأحوال ولكنه ملاحظ في بعض المدارس، التي يطغى فيها العنصر النسائي في كادر التدريس بالنسبة لمدارس الأولاد، ولهذا تذهب معظم الدراسات النفسية والتربوية، على ضرورة التأكيد لدى الأطفال لفروقات الدور الحالي والمستقبلي، الذي سيلعبه الطفل كونه ولدًا أو بنتًا، والتأكيد على التنميط الاجتماعي، بحيث يصبح كل السلوك الرجولي هو ما يميزه عن السلوك الأنثوي، وهو ما يجب أن تلاحظه معلمة الفصل بالتعاون مع المدرسة والأسرة، لتقويم سلوك الطفل إذا ما شعرت بتغيرات السلوك غير السوية.

المناهج الدراسية

وأضاف الفزاري إذا كان التنميط والتقمص ولعب الأدوار، هي أنماط سلوكية يجب أن يتعلمها الطفل حسب الجنس والطبيعة الإنسانية والاجتماعية والثقافية، وهذا بأن تقوم المدرسة بالتأكيد على ذلك باستمرار من خلال المناهج الدراسية أو النشاط الطلابي، سواء أكان المعلم رجلًا أم امرأة فضلا عن دور الأسرة والمجتمع في التأكيد والتشجيع على ذلك.

سلوكيات المعلم

وتحدثت الدكتورة بتول خليفة الأستاذ المشارك بقسم العلوم النفسية في جامعة قطر قائلة: "الأطفال في سن مبكرة من رياض الأطفال حتى الصف الرابع الابتدائي قد لا يتأثرون كثيرا بسلوكيات المعلم أو المعلمة"، لافتة إلى أن المشكلة تبدأ من الصفين الخامس والسادس، حيث تصبح الأمور بالنسبة للطلبة أكثر وضوحا، والتنميط الاجتماعي يتم في داخل الأسرة والمدرسة، لذلك الطفل يتعرف على مجموعة من الأدوار، التي يراها أمامه عبارة عن سلوك يمارس من الآخرين، واعتبرت خليفة أن احتكاك الطفل بالأدوار الأنثوية، مشكلة لأن الأدوار لدى المرأة تختلف عن ادوار الرجل.

أهمية الخبرات

وقالت خليفة إن هناك علاقة وثيقة بين نمو شخصية الطفل في نطاقها من جميع جوانبها العقلية واللغوية والاجتماعية والانفعالية، مشيرة إلى أهمية الخبرات المبكرة للطفل وهي صحته النفسية والعقلية مستقبلا، هذا يعني أن الطفل خلال عملية التنميط الاجتماعي يتعلم أدوارا من الذين حوله، أي أنه يتعلم من أدوار الأم والأب، وإذا كان الأب غائب يتعمق كثيرا في دور الأم الأنثوي، وهذا يشير إلى انه بحاجة للاحتكاك مع الآخرين من نفس جنسه وعمره أو اصغر أو اكبر منه، إلى أن يصل للمرحلة الاعدادية ومن ثم الثانوية.

البنت والولد

واضافت خليفة أن المناهج التعليمية تعتبر مهمة جدا وتسهم في تنميط ادوار البنت والولد، ولابد أن تكون الأنشطة التعليمية للبنت مختلفة تماما عن الأنشطة التعليمية للولد، وما أود الإشارة إليه هنا هو أن يتعلم الولد خلال مرحلته التعليمية الحدادة والنجارة وتصليح السيارات، مما يعني ضرورة تعرضه لمزيد من الأعمال ذات الخشونة فهي التي تصقل شخصيته، أما البنت فتتعلم الطبخ والخياطة وتسريح الشعر، حتى تتسم أدوارها بالأنوثة وهذا يسمى متغيرات خلف العمليات التي تحدث أثناء عملية التطبيع، وحتى ينشأ الطفل بطريقة صحيحة لابد أن يتعرف على الأدوار بطريقة صحيحة، وتابعت أن الطفل الدائم اختلاطه بالأشخاص، مثل: الأم والأخوات والمعلمة يتأثر بهم، أما إذا لعب أدوارا مع الأب والأخوان والأصدقاء والمعلمين، يتعلم منهم الأدوار الذكورية وهنا عملية التعامل الاجتماعي تصبح ضرورية.

مساحة إعلانية