رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

المعادلة الصحيحة

لا أعرف إن كانت (مخالفة الوعود) عادة يجدر بي الالتزام بها في الآونة الأخيرة أم لا؟! ولكني على يقين من أنها تستحق المجازفة بكل وعد سبق وأن أعلنت الالتزام به، خاصة وأن ما يحدث في الساحة يتغلب على كل رغبة تنادي وتطالب بتوجيه القلم نحو مسارات أخرى في الحياة لتناولها والتحدث عنها؛ لذا كثيرا ما يشغلني كل ما يشغل الرأي العام، وكان منه ما وقع الأسبوع الماضي ولا زال يتربع على قمة الأحداث، بعد أن نال حصته من المتابعات، التي ترهقنا من جهة؛ بسبب الألم الذي تتسبب به حين ندرك أن هناك من لا يزال يعاني في بقعة من بقاع الأرض، وسَنرهقها من جهة أخرى بسماحنا لـ (رقعة الأمل) بالامتداد ودون توقف، خاصة وأن (الأمل) ولا شيء سواه ما يستطيع الوقوف وبكل ثقة أمام كل (لحظات الألم)، التي لن تتمكن من الإقدام على أي شيء ما لم نسمح لها بذلك. بالأمس كنت على موعد مع الطبيب؛ لمراجعة دورية هدفها التأكد من استقرار وضعي الصحي، ولكن ما حصل أن الأدوار قد تبدلت، فوجدت الطبيب وهو بحاجة حقيقية لطبيب يداويه ويخفف من وجعه، خاصة حين سألته عن سبب ذاك الألم الذي تمكن من تعابير وجهه وشارك ملامحه طبق الحزن، وجاءت إجابته مجروحة ومتأثرة؛ بسبب ما يحدث في عالمنا، والحق أننا لن نختلف على ذاك الواقع المرير، وسنتفق على أنه يأخذ منا حيزا لا يستهان به، ولكن تظل مهمة التركيز على كل ما لدينا من مهام تقوم عليها الحياة ضرورة لابد منها، وعلى كل فرد منا مواجهة كل التحديات والصعوبات التي تواجهه فلا تظل كعقبة تُعيق تقدمه إلى الأمام، بل كمصدر لقوة لابد وأن نعتمدها؛ كي نُتابع، ولنا في كل من ناضل وضحى بحياته قدوة لابد وأن نقتدي بها؛ لنقدم الأفضل ونسلم ما سيتبقى لمن سيظل منا؛ ليُتابع ومن بعد، وتحديدا من تلك النقطة التي توقفنا عندها، ويكفينا أن نعلم أن كل من يحارب بكل ما يمتلكه من قوة هو بطل حقيقي يُشار إليه بالبنان. ثم ماذا؟ إن أي مسار يسلكه الأبطال يستحق من يتولى مهمة إتمامه دون توقف تماما كما ذكرت آنفا، وذلك كي؛ تستمر رحلة العطاء حتى النهاية التي رُسمت ملامحها منذ البداية المُطلقة على يد من قد تُثنيه الحياة عن مهامه؛ ليرحل عنا، وتغيب صورته من أمامنا، بعد أن يكون قد ترك من خلفه (أمانة) متابعة ما قد بدأ به، ويتوجب على أحدنا تولي تلك المهمة، ولكن بعد التحلي بشيء من القوة والصبر، وكل ما من شأنه أن يرفع من سقف معنوياته، ومن يدري لربما تكون تلك المهام من نصيبك يا عزيزي، وكل ما عليك فعله؛ لتحقيق كل ما سبق وبتميز هو القيام بالتالي: لا تفتح لليأس بابا مهما تلاعبت بك الظروف وجعلتك لعبتها المفضلة، وكن متماسكا ومُمسكا بزمام الأمور حتى لو بعثرتك الحياة، وتذكر على الدوام صورة من قاوم حتى النهاية المُطلقة دون أن يطلق صرخاته معلنا استسلامه. هذه هي المعادلة الصحيحة من يموت؛ كي يعيش من حوله، يستحق منا أن نموت في سبيل إتمام رحلته التي سبق وأن بدأها؛ لتعيش ذكراه وذكرى كل ما سعى إلى تحقيقه من أجل سواه. وأخيرا: أنا على يقين من أن القصة ستبدأ الآن، وليرحمك الله يا يحيى يا من ستظل ذكراك حية في قلب من سيتابع هذه الرحلة حتى يكون النصر بإذن الله.

1116

| 22 أكتوبر 2024

مبادرة «تحدي أجيال.. صنّاع الأثر»

عادة ما يجذبني بريق (الجهود الحقيقية)، التي تحرص على تنمية وازدهار المجتمع، وكل ما يسعى إلى تطويره وتقديم أفضل نسخة منه حتى يحظى الفرد بحياة كريمة تليق به، وترفع من سقف طموحاته؛ ليعطي أكثر ودون توقف، ولعل تلك الغاية هي ما تُبرر تصفحي الدائم لجريدتي الحبيبة (الشرق)، التي تُعد كنافذة أطل من خلالها على الأحداث العالمية والمحلية؛ بحثا عن جديد يترجم كل ما قد سبق ذكره، والحق أن تلك الحبيبة تحمل بين طياتها الكثير مما يجدر بنا تسليط الضوء عليه وتناوله بشيء من التفصيل، كمبادرة «تحدي أجيال.. صنّاع الأثر»، التي أطلقتها قطر الخيرية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي؛ لتعزيز قيم وسلوكيات العمل الإنساني وتحفيز الأجيال القادمة على المساهمة في العمل الخيري أيا كان حجمه من خلال فتح باب التنافس في جمع التبرعات، والتوعية بالقضايا الإنسانية وأهمية المسؤولية المجتمعية تجاه الآخرين عبر أنشطة تفاعلية مبتكرة. الجميل أن هذه المبادرة تسهم في توعية الطلبة، وتنمية شعورهم بمعاناة غيرهم؛ لإدراك جوانب مختلفة لذات الحياة التي يواجهها أقرانهم في بقاع أخرى من هذه الأرض، وهو ما يغرس فيهم روح التعاون والتضامن بشكل تدريجي سيبلغ أعلى درجاته في المستقبل بإذن الله وبعد أن يمر الطالب المُشارك بمراحل ستُكسبه مهارات جديدة في مجال العمل الإنساني، وسُتعزز معنى الوعي الاجتماعي لديه من خلال إشراكه عمليا في مشاريع الخدمة المجتمعية، وإدراك الأثر المرتبط في هذه المشاريع، ولنقف أيها الأحبة قليلا على رأس هذه النقطة؛ كي يكون مني التالي: إن مبادرة «تحدي أجيال صنّاع الأثر» قائمة؛ لتشذيب وتهذيب مفهوم الإنسانية في نفوس طلبة المدارس، مما يعني أننا نشهد صناعة فرد يدرك معنى الإنسانية قلبا وقالبا، ويتفهم المعاناة الحقيقية التي يدركها غيره في الحياة، ويحرص على مد يد العون؛ لمساعدته على العيش والمضي قدما في سبيله. هناك الكثير من المُبادرات الرائعة التي تسعى إلى تأكيد أهمية الإحساس بالمسؤولية، وتحرص على صنع شخصيات تكرس كامل جهودها؛ لبث روح التعاون والمحبة والعطاء الإنساني؛ لتحسين ظروف الحياة لمن لم يدرك سوى كل ما يندرج تحت قائمة التعاسة، ويأتي دور تلك الشخصيات المُبادرة؛ لإتمام ما عليها من مهام تسعى إلى الارتقاء بمستوى المعيشة حتى يحظى الجميع بالكثير من المكاسب التي تغلفها طبقة من المساواة ستمنحهم حق الشعور بالأمن والأمان. إن هذه المبادرات أيا كان لونها تعزز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع، خاصة وأنها تشجع على بث روح التطوع والمشاركة المجتمعية، مما يسهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك نتمنى بلوغ عتبته في نهاية المطاف. - لمن تستحق الحياة بعد مقالي الأخير والذي كان بعنوان «نعم تستحق الحياة» وتحدثت فيه عن المواهب التي تستحق الحياة، وضرورة منحها المساحة الكافية؛ كي تبدع وتعطي أفضل ما لديها؛ ليُدرَك، وردني اتصال من إحداهن تؤكد على أهمية هذا الموضوع، ومدى تأثرها به لغيابه عن واقعها، فهي تلك التي تعمل في بيئة يُديرها من يدرك طبيعة المواهب التي تتمتع بها، ولكنه لا يمنحها الحياة بل يحرص على دفنها لأسباب يبررها لنفسه، والحق أن حزنها قد بلغ مني مبلغه؛ لمعرفتي بوقع تلك المعاناة التي وقعت على رأسها؛ لذا أحببت أن اختم مقالي لهذا اليوم برسالة لها ولكل من يعاني من ذات الأزمة: من الطبيعي أن تعرضنا الحياة لعينات متنمرة تدمر ولا تعمر، ومن الطبيعي أن نتأثر بها سلبا، ولكن ما لا يمت للطبيعي والمتوقع بصلة هو أن نستمر في ذاك الوضع، ونسمح لتلك العينات بالتوسع أكثر، وهو ما يمكننا تجنبه من خلال العمل بضمير والإصرار على تقديم الأفضل فقط رغم أنف الظروف التي تُفرض علينا، والحق أن المداومة على تنفيذ ما سبق سيأخذنا وفي نهاية المطاف حيث يجدر بنا أن نكون فعلا، وحتى يكون لنا ذلك، ألقاكم على خير.

642

| 15 أكتوبر 2024

نعم تستحق الحياة

كما جرت العادة فإن الالتزام بالعادات الرائعة التي تجرنا نحو قمة النجاح رغم أنف الظروف، وتزاحم ما علينا من مهام، هو ما يُحملنا على البحث عن الجديد الذي يُمكننا به ومن خلاله إضافة ما يمكن اعتماده في الحياة؛ لتصبح أكثر بساطة، ولعل حُسن استثمار الوقت وما ينجم عنه من فوائد هو ما يدعم تلك المهمة، التي يبحث من خلالها كل قلم عن جديد سيرفع من رصيد كل من يتلقى هذه الكلمات، التي ستعود بنفعها عليه ولو بعد حين بإذن الله، فهو ما أتمناه للجميع، والأمل أن يتحقق فعلا. أحبتي: كنت قد وعدتكم من خلال مقالي الأخير «مواهب تستحق الحياة» بمواصلة الحديث عن موضوع (الموهوب)، الذي ذكرت فيما ذكرت أنه من يستطيع تناول الأشياء من زوايا مختلفة؛ ليقدمها للمجتمع برؤية جديدة ستغير مجرى الأمور، وأن تميز المجتمع ونجاحه يعتمد عليه، خاصة وأنه يتميز بما يملكه من أفكار مُتجددة يدرك كيفية تشكيلها والاستفادة منها. والحق أن ذاك الموهوب وكل امتداد له خُلق ليُدرَك، وتُدرَك معه الحياة بتفاصيل جديدة لربما لم يتم التطرق إليها من قبل، ولكن ما يمنعه عن تحقيق ذلك هو الموقع الذي يشغله، ولا ينشغل أصحابه بشيء سوى تجميده حيث هو، فنجده كالعاجز الذي لا يستطيع التقدم بخطوة واحدة تُعبر عنه، وتكشف عن بعض ما يملكه من خطط رائعة يمكنها تقديم نتائج أفضل بجهود أقل (لم يُقدر لها أن تكون). والسبب هو ما سيعود بنا ومن جديد لتلك العقبة المتأصلة في نفس من يتولى زمام أموره، ويحرص على أن يظل صاحبنا (الموهوب) حيث هو لمصالح خاصة يدركها ذاك التعيس، ولا يسمح لها بالظهور في العلن؛ لتتضح الصورة، ويدرك الجميع السبب الحقيقي خلف تأخر ذاك الموهوب، وعدم بلوغه الصفوف الأولى من الحياة، التي تجمع بينها الكثير من الموهوبين، ومن هم أكثر من عينة ذاك التعيس، الذي يحسب أنه وبتصرفاته تلك سيحافظ على مكانه ومكانته مدى الحياة، دون أن يُدرك أن الدوام لله وحده، أما هو فمجرد مخلوق متى حان وقته فلن يُذكر بتاتا. ثم ماذا؟ هناك الكثير من المواهب التي تستحق أن تُدرك، وأقسم أنها وإن فعلت فسنعرف للنجاح أشكالا عديدة في شتى مجالات الحياة، وهو ما سيكون متى بذل الموهوب المزيد من الجهود، التي لابد وأن يقابلها الكثير من الاهتمام من كل مسؤول (مسؤول) يجدر به معرفة ما يحدث من حوله من قِبل من يسلمه زمام الأمور، ويعبث بها كما يحلو له وبما تسمح به مصالحه؛ لغياب مقص الرقابة عنه، والاعتماد بشكل كلي على بريق ما يظهر منه، وتجاهل ما يضمره من خطط حالكة لا خير فيها لمن هو حوله ويُعرف بـ (الموهوب)، الذي يسرني أن أخصه بهذه الكلمات: تأكد أن الحياة ستمنحك من الفرص ما سيجعلك تستصغر كل لحظة سبق وأن شعرت فيها بالحزن والتعاسة لاعتقادك بأن جهودك لا تؤخذ بعين الاعتبار، وأنها تلك التي لا تُقدر من قِبل من هم حولك، وكن على ثقة تامة من أن أي عمل تقوم به، وتنجزه يُرفع ويعلمه السميع العليم، الذي يسمع صوتك وأنت ترجوه وتدعوه بقبول عملك، ويعلم أنك تبذل قصارى جهدك؛ كي تتقدم بخطوات تسعى من خلالها إلى تقديم أفضل نسخة منك في هذه الحياة. وماذا بعد؟ تذكر أن الحياة وإن فرضت عليك من الخلق من يغلق الأبواب، فإن الخالق سيفتح لك متى شاء كل الأبواب، التي تعرفها بل وتلك التي لم تدرك وجودها من الأصل، وكل ما عليك فعله؛ لتحقيق ذلك: هو أن تحافظ على هدفك الذي تتطلع إلى تنفيذه على أرض الواقع، وأنت على ثقة بأن الله معك، وإن خذلك الآخرون. وأخيرا لن يمرق تاريخ ميلاد «طوفان الأقصى» مرور الكرام، ولن أُمرقه دون هذه الكلمات: كل عام وأنتِ أقوى يا غزة العزة، كل عام وكل إنسان يعيش على أرضكِ العزيزة وهو أكثر صلابة حتى يكون النصر، الذي وعدنا الله به، وسيكون بإذنه تعالى.

1422

| 08 أكتوبر 2024

مواهب تستحق الحياة

النجاح كصندوق محكم الإغلاق ويخفي في داخله الكثير مما لا يمكننا الحصول عليه إلا من خلال فتحه، وكي نحقق ذلك فنحن بأمس الحاجة إلى معرفة أن المفتاح الحقيقي الذي يسمح لنا بذلك ويجدر بنا استخدامه هو البحث عن المواهب الحقيقية واستقطابها بل والمحافظة عليها، خاصة أن أفضل الاستثمارات وأسرعها نموا هو (الاستثمار في الأفراد)، ممن يملكون الكثير وعلى استعداد؛ لتقديم ما هو أكثر مما يمكن الاعتماد عليه؛ للارتقاء بالمجتمع، وإحداث التغيير المناسب فيه. مما لا شك فيه أن المواهب تحدث النقلات الكبيرة في الحياة، وتسهم بتغيير ملامحها؛ لذا فإن اكتشافها ورعايتها؛ لتنميتها وتوظيفها في المسار الصحيح مهمة صعبة لا يستهان بها، فهي من جهة تحتاج لكل من تتوافر فيه الخبرة الكافية؛ لإيجاد تلك النماذج والاعتناء بها، ومن جهة أخرى تحتاج لمن يملك أصدق النوايا؛ للسماح لغيره بتولي دفة الأمور مستقبلا وهو على دراية تامة بكيفية تولي تلك المهمة، فهو ما يحتاجه المجتمع في نهاية المطاف؛ لضمان توفير حياة كريمة للجميع، ولكن تطبيق ذلك لا يكون بجذب ياقة تلك المهمة عنوة وإرغامها على المثول أمام المسؤول عن ذلك والساعي إليه، بل بالالتزام بتطبيق وتنفيذ كامل المهمة بالشكل السليم، خاصة أن الشق الأول منها لن يتحقق متى تم خرق الشق الثاني؛ ليبدو كخرقة بالية لا فائدة منها، وهو وللأسف الشديد ما يقع من البعض ممن ترعبه فكرة تسليم زمام الأمور لغيره ممن تتوافر فيه كل الشروط والصفات التي تؤهله؛ لمتابعة رحلة الإنجازات التي يمكن لكل موهوب تنفيذها متى خضع للتطوير والتدريب وكل ما يلزم لنجاحه وإنجاح كل المهام المكلف بها. إن الحديث عن موضوع (الموهوب) وتسليط الضوء عليه هو ما لا يمكن اختزاله في سطور، فهو أكبر من ذلك، وما هو أكبر منه ويستحق عدم تجاهله بتاتا هو تهميش دوره وكبح جماح طموحاته وأحلامه؛ لأسباب يدركها من يمارس عليه ذاك النوع من الضغط بحسب ما يميل نحوه ويمليه عليه ضميره (إن كان على قيد الحياة). إن اتساع رقعة هذا الموضوع لا يعني أنه لن يأخذ نصيبه مني، ولكنه ما يعني أن مقال هذا اليوم قد بلغ نهاية الفصل الأول، وبإذن الله سنتابع ما تبقى منه في المرة القادمة، وحتى حين لكم مني التالي: لابد أن ندرك أن الموهوب هو من يستطيع تناول الأشياء من زوايا مختلفة؛ ليقدمها للمجتمع برؤية جديدة ستغير مجرى الأمور، وأن تميز المجتمع ونجاحه يعتمد عليه، خاصة أنه يتميز بما يملكه من أفكار متجددة يدرك كيفية تشكيلها والاستفادة منها رغم أنف الظروف، وعليه إن أدركت وجود كل من يتمتع بذلك ساعده على المرور؛ كي يقدم نسخة مشرفة سيشرفك أنك ساهمت في تنفيذها بشكل من الأشكال. - لك أيها الموهوب عليك باستثمار ذاتك دون الالتفات إلى صغائر الأمور، التي تقتحم رأسك من وقت لآخر؛ لتزاحم أفكارك، وتقحمك في معارك لا طائل منها، فهي تلك التي تشغلك وتثنيك عن إتمام ما عليك من مهام لعل أهمها بلوغ (نقطة النجاح) التي ترغب بالوصول إليها، وكل ما يمكنك فعله؛ لتحقيق ذلك يعتمد عليك أولا، فهو ما يبدأ بسعيك نحو تطوير ذاتك، وإيجاد الطرق السليمة؛ لتحسينها ومن ثم تحسين كل ما حولك، فالحصول على أفضل نسخ الحياة يعتمد على النسخة التي ستقدمها أنت، وعليه بادر بما عليك؛ لتحصل على ما هو لك، وأخيرا: انطلق وليوفقك الله يا عزيزي.

2118

| 01 أكتوبر 2024

من وسط تلك الدائرة

دوران عجلة الاستمرارية سمة هذه الحياة وسُنتها؛ لذا من الطبيعي أن نشعر وكأننا نعيش ذات اللحظات بكل تفاصيلها أكثر من مرة، وما يمكن أن يُدرك للتغيير شكلا جديدا هو ردة الفعل وتلك اللحظات التي تحل علينا وتتطلب منا توجها جديدا يُعبر عن النضج، الذي نتمتع به ويُظهر كل فرد منا بصورة مختلفة، سنقف على رأسها قليلا؛ لندرك التالي: هناك الكثير من الأحداث التي تدور من حولنا، وتشغل حيزا لا يُستهان به من حياتنا، حتى أننا نشعر وكأنها تُفرض علينا مُشبعة بذات التفاصيل في كل مرة، وهو ما لا يعني أننا نفتقد (الجديد)، الذي يتوجب علينا تسليط الضوء عليه؛ لتقديمه، ولكنه ما يعني أننا نترقب كيفية معالجتنا لكل ما يُوضع على الطاولة، ويتطلب فرزا دقيقا يلحق به ما سيلحق من مهام ستُختم بالمعالجة التي تُرضي كل مجتهد وإلى حد ما. إن العيش ضمن ذات النسيج، يعني أننا نتجاذب أطراف الحديث عن الأمور التي تشغلنا جميعا وبنفس التوقيت، خاصة تلك التي تستفزنا فنصبح ونُمسي ونحن نتحدث عنها دون توقف، وكيف لنا أن نفعل غير ذلك وهي شغلنا الشاغل؟ إن كل ما أتحدث عنه في كل مقال يعود بنسبه إلى موضوع سبق وأن تطرقت إليه من قبل؛ لذا أجد قلمي يميل كل الميل نحو الاتجاه ذاته ولو بعد حين، وعليه فإن ما سيدركه مُتابع هذه الزاوية، أن آخر لقاء جمعني بكم قد شهد تسليط الضوء على الفيلم الوثائقي «لهيب الثلاجات»، الذي يدور حول المعاناة الحقيقية والممتدة في (غزة العزة)، والحق أن الواجب يفرض علينا تذكر تلك القضية، والدعاء لأهل غزة دون توقف، والاجتهاد ببث محاولات مختلفة تنصب في نهاية المطاف وسط قالب تقديم العون والمساعدة، وهو ما يدركه البعض، وما يسعى البعض الآخر إلى ابتكار ما يمكنه تحقيق ذلك، مما يؤكد على أن (غزة) في القلوب؛ لنتحدث عنها وعن المعاناة التي تسلخ جلد الإنسانية وتتطلب منا غرسها في الذاكرة؛ كي نستعيدها متى غرقنا وسط الزحام الذي يفرضه كل ما يندرج تحت (Something came up) أي أن هناك ما طرأ على صفحة الحياة غير أنه ما لا ولن يشغلنا عن المساهمة بنُصرة أهلنا في (غزة العزة). ثم ماذا؟ كنت قد تناولت موضوع (التقدير) ذات مرة وضمن مقال سابق، بعد أن لامست معنى انعدامه، وأثر غيابه علينا من خلال ما بثته صديقة لي تربطني بها (أخوة مهنية) تجعلنا نعيش ضمن ذات المساحة، ونعيش تحت ضغط ذات المعاناة، التي وإن اختلفت فإن اختلافها هو ما يمكن قياسه على ما سيكون منا من ردة فعل، وما سنُبادر به من معالجة لكل ما يحدث لنا؛ لذا ما سيكون مني قد لا يكون منها والعكس وارد وصحيح. إن غياب التقدير لا يكون ضمن نطاق العمل فقط، فنحن بأمس الحاجة إليه حتى وسط دائرة علاقاتنا الاجتماعية، وكل ما يمتد فيها من طرف لآخر، والحق أن أي نقص في هذا المُكون يُسبب خللا لربما لن يتمكن منا منذ البداية المطلقة، ولكنه حتما ما سيهز العلاقة التي تربطنا بغيرنا وفي مراحل لاحقة سنشعر بها وبسببها بكثير من التهديد، كان من الممكن تجنبه متى كانت المعالجة السليمة في مراحل سابقة ستنقشع حتى وإن وصلت بنا حيث لا نريد؛ لأننا وبكل بساطة نُدرك بأن كل ما يحدث من حولنا يحدث لسبب كتبه الله لنا؛ ليختبرنا به ونصبح أقوى وأكثر نضجا. عادة نُطلق سهام ما لدينا من كلمات تسهم بالتخفيف من وطأة ما يحدث لمن يعاني، ولكننا لا نطلق ذات السهام ونوجهها نحو من يتسبب بتلك المعاناة، ولكم يسرني كسر رأس هذه العادة، بتوجيه سهامي هذه المرة نحو هذا الأخير بذكر التالي: لا تستخدم صلاحياتك؛ لتصفية الآخر، فمن ستفرح بحزنه اليوم، سيُحزنك يوم غد، وكما تُدين تُدان. أما أنت يا عزيزي ويا من أرهقته ظروف الحياة، فلك مني ما سأختم به مقالي: كن بخير، وستجد كل الخير الذي تحلم به بإذن الله تعالى.

1053

| 24 سبتمبر 2024

لهيب الثلاجات وما تسبب به

حين تستند أعمالنا إلى الأحداث الواقعية التي تُحيط بنا؛ لتعكس تفاصيل التفاصيل، فلا شك أنها تسعى إلى تنفيذ عملية دقيقة، هدفها الأول كشف الواقع الحقيقي والغوص في أعماقه بشكل أو بآخر، سندركه في نهاية المطاف؛ لندرك معه ما حسبناه رحل مودعا من قبل وسط مراسم سنعيشها مرة أخرى بظهور تلك الأعمال التي (ذكرتها آنفا) وتستند إلى ما يدور حولنا من (أحداث واقعية) تُعد السبب الأول وراء تلك الهزة الأرضية التي نشعر بها كلما مر بنا طيفها، ويبقى السؤال: ما هي تلك الأعمال التي أتحدث عنها؟ قبل التطرق إلى تلك الأعمال؛ لمعرفة هويتها، فلابد لنا من ذكر التالي: هناك الكثير من الأحداث التي تظهر على صفحة الحياة، غير أنها تخضع لترتيب مختلف يعتمد على صاحبها، لنجد أن ما يهم الأول لا يشغل بال الثاني، وما يقض مضجع هذا الأخير، لا يدخل في حسابات سواه وهكذا تسير الأمور، إلى أن نصل لثوابت في هذه الحياة لا يمكننا تجاوزها أبدا حتى وإن وُجد ما يشغل بالنا وللحظات ستتلاشى خجلا أمام تلك الثوابت التي قد ينشغل القلم عنها ولبرهة من الزمن، ولكنه سرعان ما سيعود إليها مهرولا فهي الأولى بدمه، وحين أقول (الأولى) فلا شك أني أتحدث عن (القضية الفلسطينية) والفصول المروعة التي تعيشها (غزة العزة)، وآه يا غزة. إن ما نسمعه ونراه من خلال ما يصلنا لا شك يؤلمنا وبشدة، فكيف هو الحال ومن يعيش؛ ليموت هناك بعد أن اشتد عليه الألم؟ يحرص الإعلام النزيه بكل أشكاله على بث الحقيقة كما هي؛ لنتلقى من الجانب الآخر ما يحدث فيه من خلال مشهد يصور مظاهر المعاناة، ضمن لوحات للحياة الواقعية وما يدور فيها، ولعل أبرز تلك الأشكال التي تترك أثرها في نفس المُتلقي (الأفلام الوثائقية)، التي تتميز بالعمق، وتساعدنا على فهم عالمنا، وعلى استيعاب دورنا فيه، فهي تلك التي تخبرنا بشيء يستحق منا معرفته فعلا. الأعمال التي أتحدث عنها منذ فترة ليست بالهينة عُرض الفيلم الوثائقي الحائز على جائزة المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون «لهيب الثلاجات»، وحضرته على إحدى المنصات؛ لأدرك منه جانباً من المعاناة الكبيرة التي تواجهها أسر الشهداء مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي تعمد لاحتجاز جثث الشهداء، وترفض تسليمها لذويهم لفترات طويلة قد تصل إلى أعوام، وما يؤلم حقا أن تلك الجثث لشهداء تلك الأرض التي تنتظر لحظة عودة الجميع إليها، فالطبيعي هو دفن الميت، والأصل في ذلك هو التعجيل والمبادرة، ولكن ما صوره الفيلم كشف لنا كيف يُسلب الشهيد ذاك الحق، وكيف يعاني أهله في سبيل إكرامه بدفنه سريعا، غير أنه ما لا يكون لهم؛ لأن تلك الثلاجات التي ترمز إلى البرودة الموحشة تقف فعليا بينهم وبين تحقيق تلك الغاية، التي تتجمد هي الأخرى حتى حين، فلا تجد ما يحافظ على حياتها سوى الأمل بأن يُفَرج الله الهم، ويُفرَج عن تلك الجثث الطاهرة ذات يوم. حين حضرت ذاك الفيلم، وعشت كل تفاصيله، شعرت أن ما يحدث من حولنا (هين) وإن لم يكن كذلك منذ البداية، وكم أخجل من التفكير في تفاصيل صغائر الأمور، وهناك الكثير مما يمزق القلوب في مكان ما، وتمكن هذا الفيلم من رصده واختزاله في دقائق تعني لمن عاش معاناة رحيل من يحب دون أن يتمكن من تقبيله أو رؤيته على الأقل. لقد نجح هذا الفيلم فعلا في جذب وكسب مشاعري من خلال اللعب على أوتار تلك المعاناة التي يعيشها الحي والميت في (غزة)، ولعله ما حدث مع سواي ممن تابعه وتمكن منه، والحق أن القوة على تحمل تلك المعاناة التي جَسَدَها الفيلم ويعيشها أهل الشهداء تُقدم لنا المزيد من الدروس، التي تعلمنا معنى أن نصبر، نحتمل، ونترقب كل خير قد كتبه الله لنا وسيكون لنا ذات يوم، فالصبر الصبر لنا جميعا، وليرحم الله كل الشهداء.

687

| 17 سبتمبر 2024

الفرق بين البصمة والوصمة

الحياة لا تخلو من تلك الشخصيات التي تتغنى بما تتمتع به من إنسانية تتقدم كل خطواتها؛ لنشعر بها متى أَقبَلَت، ونتشبث بكل ما لدينا من قوة؛ كي تبقى معنا، فهي تلك التي نُفضل وجودها على الدوام؛ لأنها تُقلل من حجم اللحظات الصعبة التي نمر بها، (اللحظات) التي نشعر فيها بغياب كل ما نحتاج إليه ويعود نسبه إلى المدعو (أمان)، ذاك الذي يحول ملامح الألم لأخرى أقرب إلى الأمل، فتتقلص كل المخاوف، التي تنتابنا وتتناوب علينا ويفر ما تبقى منها بعيدا؛ لنظل وتلك الشخصية والأمان ثالثنا وسط موقف سنُكلله بشكر الله على كل ما أكرمنا به، فالشكر لك يا الله على الأمان الذي شعرت به وأنا في جوف معاناة انتهت على خير بفضلك أولا، ومن ثم الطبيب الذي سبق وأن تحدثت عنه في مقالي الأخير، وتحت عنوان «ما الذي يقدمه ذاك الطبيب؟». هناك من سيجد في كلماتي هذه الكثير من المبالغة؛ ففي نهاية المطاف من أتحدث عنه هو مجرد (طبيب)، ولكني على ثقة أن من يحسب ذلك لا يُجيد الحساب أصلا، فالمريض وحين يعاني من أي مرض كان، يحتاج لمن يأخذ بيده، حتى وإن تظاهر بعكس ذلك؛ لذا وإن صادفت مريضا في طريقك أكرِمه بكلمة طيبة تمسح بها ومن خلالها على قلبه؛ لتخفف عنه ما يشعر به من ألم، دون أن تستهين بهذا الفعل أو تُقلل من شأنه، فهو ما سيُخفف عنه، ويمده بالأمل، الذي يحتاج إليه؛ ليمضي في رحلة علاجه وهو أكثر قوة وصلابة. تخيل ما سُتحدِثه كلماتك الداعمة في نفس ذاك المريض وأنت ذاك الغريب الذي صادفته، ثم تخيل إن كانت ذات الكلمات من (الطبيب) الذي يدرك حقيقة ما يعاني منه المريض، ويحرص على أن يساعده على تجاوزه، وشق طريقه نحو جملة من المكاسب أقلها ما تختزله هذه الكلمات: ستكون بخير إن شاء الله. منذ فترة كنت قد خسرت فيها صديقة عزيزة على قلبي، بعد أن أصابها المرض بسهامه فأوقعها طريحة الفراش؛ لتصبح بعيدة كل البعد عن الدنيا، قريبة كل القرب إلى الله وتحت رحمته، خاصة بعد أن عانت من فقدان بصرها (فجأة) وليس بصيرتها، فتوجه بها الأحبة إلى المستشفى؛ بحثا عن أي علاج يمكنه انتشالها من الهلع الذي تَمَكَن منها بعد أن حرمها من رؤية صغارها، غير أنه ما لم يكن لها، خاصة وأن ملف (الحالة) -وكل ما ورد فيه من ظروف كانت تعاني منها- قد مر على العديد من الأطباء ممن أكدوا أنها قد فقدت بصرها فعلا، (اللهم لا اعتراض) ولكن يظل التمسك بالأمل، هو الأمل الأخير لمحاولات يقوم بها كل حبيب في سبيل إنقاذ تلك الحبيبة، وهو ما قد كان فعلا، غير أن من تلك المحاولات ما قد دمرها أكثر والسبب (طبيبة) لا تعرف للإنسانية شكلا، صرخت وصديقتي تلك عند باب العيادة بـ (لقد فقدت بصرها تماما، لماذا أنتم هنا؟) ولك يا عزيزي أن تدرك وقع تلك الكلمات التي وقعت على رأس ذاك الموقف؟ سأترك لك تصور ما حدث، ولن أخوض تفاصيل التفاصيل، غير أني سأقف عند نقطة واحدة وهي: أن ما حدث لصديقتي حين فقدت بصرها (حقيقة) نتفق عليها، ولكننا نختلف على الطريقة التي تبنتها تلك الطبيبة؛ لإخبارها بما كان يحدث معها، والحق أنها كانت لتبدو أهون لو أنها امتصت بإنسانيتها ذاك الموقف، وأخذت بيد تلك المريضة، التي فارقت الحياة بعد أن تركت بصمة إنسانية رائعة ستعلق في ذاكرة كل من عرفها، لا تلك الوصمة التي ستلحق بمن لم لا يمت لعالمنا الإنساني بصلة. (رحمكِ الله يا حبيبتي وأسكنكِ فسيح جناته). إن ما عانت منه صديقتي، قد وُلد بداخلي جملة من المشاعر المضطربة، كانت سببا؛ لتجنب الذهاب للمستشفيات (ولفترة من الزمن) مضت بظهور ذاك الطبيب الذي بث الأمان في داخلي، لعظيم ما كان منه في لحظات حالكة مضت بسلام ولله الحمد، لوجوده وأمثاله في هذه الدنيا. بعد مقالي الأخير وكل ما ورد فيه انهالت علي الكثير من الأسئلة حول ذاك الطبيب، وحاول الجميع معرفته، والحق أن من يقوم بمهامه على خير وجه، ويغمسه بإنسانيته هو من يستحق مني شكره على الملأ، وعليه كل الشكر والتقدير للدكتور/ عثمان عبدالظاهر وفريق عمله على كل ما تقدموا به من أجل مرضاهم.

1311

| 10 سبتمبر 2024

ما الذي يقدمه ذاك الطبيب؟

الحياة جملة من اللحظات التي تتراصف؛ لتُدون لك فصولها ضمن كتاب يخصك وحدك، ويصبح لك دون غيرك من الناس، وإنها لكثيرة تلك الفصول وما تضمه من لحظات تحتضن سطور ذاك الكتاب، وتختلف باختلاف المواقف التي تُفرض عليك وإن رفضتها، كتلك اللحظات التي تشعر فيها وكأنك تواجه نهاية العالم بمحاولات بائسة وبإرادة مسلوبة وأنت على يقين من أن ما تفعله هو الصواب، ولكن وبعد أن تُعلن استسلامك دون مقاومة تُذكر، تُدرك أن ما سبق وأن أقدمت عليه هو كل ما لا يُمت لذاك المدعو (صواب) بصلة، وأن تلك النهاية لم تكن سوى مقدمة قاسية بملامح حازمة تُخفي خلفها بداية مُشرقة ستدرك معها زاوية جديدة من حياتك ما أن تُقبل عليها؛ لِتُقَبِل عتبتها بخطواتك حتى لتدرك أن الله يعطي كل واحد منا بقدر ما يحتمل، حتى وإن شعرت للحظة أن ما يحدث لك يفوق قدرتك وطاقتك. ما أريده الآن أنا جزء من نسيج هذا المجتمع، وما يحدث لي لا يخصني وحدي فقط، فلربما هناك من تطابقت ظروفه وظروف معاناتي، التي سبق لها وأن طبقت أصول كل ما تَعلَمَته على جسدي؛ لذا وحين أكتب فأنا على أمل أن يجد من يقرأ كلماتي راحته وسطها؛ لتمسح على رأسه، وتربت على كتفه حتى يبتعد عنه طيف تلك المعاناة ويرحل دون رجعة، فإن كان له ذلك كان لي ما أريد، وما أريده الآن هو التحدث عن التالي: منذ عام مضى كنت قد أُصبت بوعكة صحية كادت أن تودي بحياتي، ولن أخفي عنكم ما شعرت به حينها، لقد شعرت أنها نهايتي، ولكم قتلني ذاك الشعور، الذي عزلني خلف قضبان الخوف من مجهول لم أكن لأعرف ما يُخفيه لي في جعبته، وما زاد (الطين بلة) أن علاقتي بالمستشفى لم تكن جيدة بتاتا، فكل زيارة تقدمت بها بنية الحصول على العلاج المُناسب كانت ترجع بي إلى الوراء -والفضل لتلك المخاوف التي كانت تحلق فوق رأس أي مريض؛ كي تنهشه- والحق أنه ما قد أرهقني فعلا، وامتد بلحظاته التي بدأت تخجل مني بعد أن كللتها بخالص الدعاء حتى ظهر ذاك الفريق الطبي الذي سخره الله لي، وبدأت معه رحلة العلاج، تحت قيادة الطبيب، الذي صحح بعض المفاهيم الخاطئة، عن الإمكانيات والقدرات التي يتمتع بها أهل الاختصاص وتستحق خالص الشكر والتقدير. ثم ماذا؟ لقد تمكن ذاك الطبيب من ردع كل مخاوفي بفضل إنسانيته، التي تقدمت كل شيء، ولم يكن ليسمح لي بالتراجع أبدا عن مراحل (رحلة العلاج) تلك أو التخلف عنها، والجميل أن كل ما كان يُثير قلقي قد تلاشى بفضل علمه المتجدد، وما يتمتع به من خبرات ميزها حُسن تعامله مع مرضاه وكأنهم أفراد أسرة واحدة، حتى أن كل من يُقبل على عيادته كان يرغب بالانضمام إليه أكثر من غيره؛ لنجد الحشود وقد توافدت عليه؛ ليُطرح هذا السؤال: ما الذي يقدمه ذاك الطبيب؛ ليكسب المريض ويجذبه إليه؟ إن طبيعة البشر تؤكد على أن تلبية الاحتياجات، وسد فوهة (النقص) الذي نعاني منه من أكثر العوامل التي تجذب الأفراد لبعضهم البعض، وهو الأمر ذاته مع المريض والطبيب، بمعنى أن ما يحتاجه المريض؛ كي تمضي رحلة العلاج على خير هو (الأمل)، الذي وإن شعر بامتداده من خلال طبيبه المُعالج فلا شك أنه سيُبادر بمنح ذاك الأخير كامل ثقته؛ ليباشر عمله، وما أتحدث عنه هو (الأمل) الممزوج بكثير من الإنسانية، وهو ما يأخذنا لنقطة يجدر بي ذكرها وهي أن المريض بحاجة لمن يُخفف عنه وجعه لا من يزيد من جرعته (كما هو الحال مع البعض). وماذا بعد؟ كي تنجح رحلة العلاج أيا كان عمرها، وتكون المخرجات بما يُسعد كل الأطراف المعنية، فلابد وأن تكون العلاقة التي تربط الطبيب بالمريض إنسانية خالصة، يبث فيها الأول طاقة إيجابية يُشعلها (الأمل)؛ ليُبادر الثاني بما لديه من (ثقة) ستؤدي المهمة على خير وجه بإذن الله وهو كل ما سبق وأن ذكرته آنفا. وأخيرا: ومن هذا المنبر أتوجه بخالص الشكر والتقدير لهذا الطبيب الإنسان وكل فريق عمله عن العمل الرائع الذي تقدموا به وتقدمت معه حياتي بخطوات كبيرة نحو الأفضل.

1134

| 03 سبتمبر 2024

فليكن ذلك من البداية المُطلقة

النهايات التي تُثير الاستياء، ونشعر معها بالعجز يتبعه ذاك القلق الذي ينهال علينا بسياطه، فنتأخر قليلاً عن وجهتنا، لم يكن لها أن تكون منذ البداية المُطلقة؛ لأنها وبكل بساطة بدأت من نقطة صغيرة جداً، لم ندرك حقيقتها، ولم نسمح لها بالتعبير عن نفسها وبأي شكل من الأشكال، فكان تأجيل النظر إليها؛ للبت في أمرها، هو ما سمح لها بالتمادي؛ لتأخذ حجماً أكبر من حجمها، سنجبر على الالتفات إليها فيما بعد، وبوقت كان من الممكن استثماره في أمور أخرى أكثر أهمية ستضيف لحياتنا قيمة فعلية، لذا وكي نتجنب ذلك يجدر بنا التركيز، ومن ثم التفكير بتلك الأمور الصغيرة، التي بدأت من نقطة ما منذ (البداية المُطلقة) كما ذكرت آنفاً؛ كي تلقى منا من الاهتمام والمعالجة ما تستحقه. أحبتي: لابد أن ندرك أن ما يظهر على صفحة حياتنا وإن لم يكن له أي وزن في مطلعه، فإنه ذاك الذي سيأخذ حيزاً سننشغل به فيما بعد، وكي نتجنب ذلك فإنه ومن الأفضل أن نُدقق في كل شاردة وواردة تُقبل علينا وعلى حياتنا من كل حدب وصوب؛ لننعم بجميل ما نستحق ويستحق أن يكون في مراحل لاحقة لن تشكو من تكدس صغائر الأمور تلك. لقد بدأت هذا المقال بهذه الكلمات؛ لموقف (لن أخوض تفاصيله) ولكني تعرضت له، ولم أكن لألقي له بالاً؛ لأني ما حسبت أنه سيؤثر علي؛ لصغر حجمه، ولاعتقادي (حينها) بأن الأمور الصغيرة جداً لا تستحق منا مساحة كبيرة من التفكير بها، فمن الطبيعي أن تمضي مع مرور الوقت، ولكنه ما لم يكن؛ إذ تفاقم ذاك الموقف الصغير وأصبح مارداً تقزم من أمامه فعلي؛ ليتطلب الأمر مني جهداً مضاعفاً؛ كي يعود كل شيء إلى مكانه وإلى حجمه الطبيعي، وهو ما قد حدث بالفعل، ولله الحمد، وانتهى ما كاد يُنهي حياتي؛ لأخرج ومن بعد من تلك التجربة بهذه الخلاصة المُخلصة: كل شيء يُقبل عليك يحتاج منك إلى تدقيق وتفحص؛ لأنك المعني، (نعم) قد تشغلك الحياة، وتبعد فرص متابعة كل صغيرة وكبيرة ولبعض من الوقت، ولكن (لا) لا تسمح لشبح ذاك العذر القبيح بالسيطرة عليك وعلى حياتك الجميلة، فتبلغ مرحلة لم تكن لتدركها منذ البداية، ويمضي من عمرك ما سيمضي، دون رجعة، في حين أنك بأمس الحاجة إلى كل دقيقة منه؛ لتنجز، تتفوق، وتبلغ القمة حيث يجدر بك أن تكون (القمة) التي تحتاج منك تحمل مشقة ما ستجده في الطريق وأنت في طريقك إلى الأعلى، (لا) الانشغال بأمور أخرى كان من الممكن أن تخمدها منذ البداية، لو أنك التفت إليها، وعالجتها بجدية ودون أي تأخير أو تقصير. بالنسبة لي فلقد خرجت من تلك التجربة التي خضتها بما يُشذب ويُهذب تفكيري؛ لأراقب الكون من حولي؛ وأدقق في كل صغيرة تربكني وتثير قلقي قبل أن تكبر، وهو النهج الذي سألتزم به بإذن الله، والأمل أن يفعل كل من يريد خوض تفاصيل صفحات جديدة من حياته دون أن يعكر صفوها أي شيء، وحتى يتحقق لنا ما نود ونريد. ألقاكم على خير.

285

| 27 أغسطس 2024

قطر الخيرية والمبادرات الإنسانية النبيلة

أكثر ما يُجبر المرء على العودة إلى صفحات سابقة من كتاب حياته هو ذاك المدعو (وعد)، والحديث عن أي وعد سبق له وأن تقدم به، دون الخوض في تفاصيله حتى، وعليه فلقد عدت من خلال هذا المقال بما سبق لي وأن وعدتكم به، غير أني تركته جانبا حينها؛ بسبب الأحداث التي وقعت مؤخرا وأوقعت القلوب في (غزة) ومال قلمي نحو ضرورة التطرق إلى تلك الأحداث وطرق أبواب المولى؛ للدعاء لهم وإن كان بشكل متواضع، فـ (اللهم النصر لغزة العزة). أحبتي: إن الموضوع الذي أردت تسليط الضوء عليه من خلال مساحتي الخاصة بكم والمخلصة لكم، لن يخرج عن إطار الإنسانية، التي لن تجد ما ينادي بها ويدعو إليها سوى (قطر الخيرية) والمبادرات الإنسانية النبيلة، التي تتقدم بها بين الحين والآخر، ولطالما حفزت قلمي على الكتابة عنها، خاصة تلك القصص التي تطل من بين طياتها وتكشف عن جهودها العظيمة والمبذولة؛ لإنقاذ حياة الأفراد، وللحد من آثار وتداعيات الكوارث والأزمات الإنسانية التي تشهدها العديد من الدول حول العالم، وهو ما يمكن إدراكه عن طريق كل ما تساهم بتقديمه من إغاثات عاجلة للمتضررين والمنكوبين في مختلف المجالات، فتميزت وبجدارة ببرامجها الإنسانية المتنوعة والقادرة على الوصول المُبكر للمستهدفين. عودة إلى تلك القصص لقطر الخيرية العديد من القصص التي تترجم جهودها وتنصب في قوالب إنسانية، وما يقابلها من محاولات حقيقية تعكس كفاح أصحابها، وتَمَسكهم بالأمل الذي يطل عليهم بفضل تلك الجهود، التي تكون كالمنقذ لمن يبحث عن فرصة جديدة؛ كي يعيش في هذه الحياة بكرامة كما هو الحال مع أقرانه في بقاع أخرى. منذ فترة نشرت جريدتي الحبيبة (الشرق) قصة الطبيب الريفي «غلام زكريا»، الذي كفلته (قطر الخيرية) كيتيم عندما كان في الصف الخامس الابتدائي؛ ليتجاوز بتلك المنحة ما فرضته عليه تلك المحنة، التي غيرت ملامح حياته؛ ليقفز من طفولته إلى مراحل أكبر بكثير، ولكم أن تتخيلوا ما يمكن أن تكون عليه حياة غلام حينها! بالنسبة لي أدرك تماما أن تلك الرحلة وما تضمنته من مراحل قد ساهمت بإنتاج شخصية أصيلة ترمز للعطاء والرحمة، فما سعى إليه ونجح بتحقيقه جعله مِن أشهر من يقوم بتقديم العلاج المجاني للمحتاجين في دياره، وإنها لنتيجة عظيمة اختزلت كل ذاك العمر، كانت بدايته مُبادرة تقدم بها أحدهم عن طريق (قطر الخيرية). ثم ماذا؟ هناك الكثير من القصص الرائعة التي تترجم معنى الصمود أمام التحديات الصعبة، وما يقابلها من إصرار ينبع من أعماق أصحابها وتربت على كتفه (قطر الخيرية) ومن يندرج تحت مظلتها، ويحرص بمشاركته على تغيير مسار الحياة والاتجاه بها نحو محطات أفضل بكثير. إن ما يجرني نحوه ويجبرني على التطرق إليه هو، التذكير بأهمية صناعة المعروف، والتفكير بكل صنيع نتقدم به دون أن نقلل من حجمه، فما يبدأ صغيرا لابد له وأن يكبر، كما هو الحال مع قصة الطبيب «غلام زكريا»، الذي نجح في حياته بفضل الله ومن ثم ما طل عليه من معروف، تطرقت إليه في مقالي لهذا اليوم، ووصل بنا إلى نهاية لابد منها، وهي أن المعروف أيا كان شكله وتغير مُسماه يظل معروفا يسهم في كتابة العديد من قصص النجاح، التي تُغير المجتمع وتحوله لمكان أفضل. أحبتي: إن هذه المساحة لن تفي بالغرض، فما تقدمه (قطر الخيرية) أكبر بكثير، وهو ما يُمكنكم التعرف عليه من خلال الاطلاع على كل ما يتعلق بها من جهود هدفها الأول والأخير التصدي لأهم التحديات الإنسانية التي تواجهها الشعوب الفقيرة والمحتاجة عبر العالم. البطولة المطلقة لا أستطيع إنهاء هذه الكلمات دون أن تحظى بنصيبك منها يا عزيزي فإليك: للمعروف العديد من الأشكال، والشكل الذي يليق بك هو ذاك، الذي تستطيع من خلاله المشاركة بكتابة قصة نجاح ستحظى بدور البطولة المطلقة فيها متى بادرت بما لديك، وعليه بادر بفعل الخير ومساعدة الغير وسترى الكثير، وحتى حين فليوفقك الله.

1014

| 20 أغسطس 2024

خذ العبرة مما سبق

هل تُدرك ذاك الشعور الذي يُلازمك كل الوقت ويُلزمك على التطرق إليه حتى وإن طَرَقت أبواب حياتك قضايا أخرى، مهمتها صرفك عن مجرد التفكير بما سبق، والانصراف بعيدا حيث لا يجدر بك أن تكون من الأصل، غير أن ما تشعر به يراودك مجددا ودون توقف؛ ليتقلص كل ما يدور من حولك ويمضي على استحياء وإن كان ذلك على مضض، (نعم) هو ذاته ما يشعر به قلمي الآن؛ لأن ما حدث فجر السبت الماضي في غزة وعُرف بـ (مجزرة الفجر) لا ولن يغيب عن الأذهان أبدا، فالمشهد مُرعب ويهز القلوب والعقول، التي لن تقبل إلا بالرحمة. نحن نتحدث عن أصحاب الأرض، الذين فقدوا كل شيء، وعلى الرغم من ذلك يملكون من الأمل ما يجعلهم أكثر صبرا وقوة منا. وماذا بعد؟ إن متابعة ذاك المشهد يُعد من الأمور التي يشق على النفس تحملها، فكيف بمن عاشها جملة وتفصيلا على أرض الواقع كواقع يُفرض عليه بين الحين والآخر؟ ليفقد في كل مرة عزيزا يعز عليه فراقه؟ نحن وحين نفقد عزيزا نشعر وكأن الدنيا قد بدأت بفقد ملامحها؛ لنمضي دون أن ندرك الوجهة التي ستحتضن ذاك الشتات، فكيف هو الوضع ومن تدق الساعة كل ساعة؛ كي تُعلمه برحيل قطعة من قلبه حتى لينتهي به الأمر دون قلب يتحمل ما يحل به؟ لست هنا؛ كي أخوض تفاصيل ذاك المشهد المُرعب، الذي تناوله الإعلام في كل بقاع الأرض؛ لأنه وبكل بساطة يفوق قدرتي على ذلك، ولكني هنا؛ كي أتقدم بما فيه من العزاء ما يمكن أن يمسح على كل قلب عظيم، سبق له وأن ودع من كان في أمان الله وأصبح في جواره وتحت رحمته: أنت خير خلق الله، وخير من يعلمنا الصبر والثبات، والدليل أنك لازلت شامخا على أرضك التي لن تقبل وترضى بسواك على ظهرها، وما يحدث لك ولمن تحب حتى وإن قذفك نحو مراحل يصعب على المرء تقبلها وتحملها سيظل كوسام شرف لن يعتلي سوى صدرك، فالصبر الصبر؛ لأن النصر قادم لا محالة. وما صبرك إلا بالله كنت قد حضرت مقالا مختلفا لهذا الأسبوع، ولكن ما حدث أكبر من أن يتم تأجيله (فهو ما يستحق أن يكون مني ومن سواي)؛ لذا خذ العبرة مما سبق، وتمسك بما تبقى من هذا المقال حتى ألقاك في المرة القادمة يا عزيزي، وفيه التالي: لا تفزع إن وقع على رأسك أي ظلم ممن يفوقك بما يملك؛ لأنك من ستتفوق عليه بما تملك، ويكفيك أن تتباهى بما يجوب أعماقك من الصبر، فوحده الصبر ما يتميز بصلابة ستجبر كل مصيبة على التنحي جانبا؛ لتمضي وتصل حيث يجدر بك أن تكون، وتذكر على الدوام أن ما يعيشه (أهل غزة) أقوى وأقسى من بعض التجارب التي تمر بها حتى وإن كانت مريرة، وعليه تحمل واصبر وما صبرك إلا بالله، وأخيرا: كن بخير.

1002

| 14 أغسطس 2024

تلك المساحة الممتدة بينهما

من الطبيعي أن نتفاعل مع الأحداث التي تدور من حولنا، ولكن ما يخالف تلك الطبيعة هو أن نمتطي صهوة العجلة؛ للرد دون أن نتريث؛ لندرك الموضوع من كل الزوايا، ونخرج بنظرة شاملة وفاحصة تُمكننا من اتخاذ القرار الصائب، الذي سيُبعدنا عن كل المصائب حتى من قبل أن تكون. والحق أننا بحاجة ماسة للتريث، فهو ما يمنحنا الفهم العميق والنظر الدقيق للأمور، فيمكننا ومن خلاله تجنب الكثير، وكسب ما هو أكثر ويمكن أن ينصب في صالحنا؛ لينتهي بنا المطاف ونحن على رأس بداية جديدة تليق بنا. لقد بدأت مقالي اليوم وبهذه الكلمات تحديدا؛ كي أسلط الضوء على تلك الزمرة التي تخالف الطبيعة مع أي أمر يطرأ على حياتها؛ لأنها وبكل بساطة تعتنق (العجلة) في أمورها دون أن تتريث أبدا، حتى وإن كان الأمر يتشبث بأطراف ثوب سرعان ما ستمزقه الظروف؛ لتنكشف حقيقة ذاك الخطأ الفادح الذي وقعت فيه، وهو نبذ التريث، واتخاذ القرارات السريعة، التي ستجرها نحو ما لا يُحمد عقباه، والحق أن بلوغ تلك النهاية سيُعقد الأمور، وسيتطلب معالجة مختلفة تماما، لا شك أنها ستتطلب المزيد من الوقت والجهد؛ لترجع بخطواتها ومن جديد إلى نقطة البداية، دون أن تُنجز أو تتقدم بما يمكن أن تضيفه إلى رصيدها. لن يغيب عن أي متابع لهذا العمود، أني حريصة على ذكر هذه الكلمات في مختلف المناسبات: (الحياة أخذ وعطاء، ومن الطبيعي أن ما يخرج منا يعود إلينا)، وعليه فإن الالتزام بمهمة تطوير مجتمعنا وتنميته من خلال تطوير أفراده، هي المهمة التي نقوم بها بين الحين والآخر، ولأني جزء من هذا المجتمع فلابد وأن أخصص (التالي) لتلك الزمرة: لابد وأن نجتهد؛ كي يكون التريث صفة راسخة في النفوس، فوحدها هذه الصفة ما ستُمكننا من رؤية كل ما يدور من حولنا كما يجب، ودون أن يشوب تلك الرؤية ما يحجب حقيقتها؛ لنُبادر ومن بعد باتخاذ ما يُناسب الموقف الذي نعيشه. لقد كان ما سبق وأن ذكرته لتلك الزمرة، أما التالي فهو ما سيكون لك وحدك فإليك: يا عزيزي لك أن تجرب اليوم كل ما سبق ذكره مع أي موقف تمر به، فقط (تريث) وخذ نفسا عميقا، ثم فكر بالأمر من أكثر من زاوية، عاود الكرة مرة أخرى، وتمتع بثمرة تلك اللحظات التي ستقطفها وفيها من الخير ما يمتد حتى (اللب)، وحتى يكون لك كل ذاك الخير، كن بخير. هناك المزيد لا يخفى على العالم كله ما مررنا به في الآونة الأخيرة من أحداث كثيرة وصعبة وَعَدت بأخذ مساحة لا يُستهان بها، ولن يسمح لها الزمن بالمضي قدما وكأنها لم تكن أصلا؛ لأنها تمسنا وتمس القضية الفلسطينية وكل من يجاهد في سبيل الله، ومن ثم الفوز بالنصر، الذي وإن قيل عنه الكثير فيكفي أن نُدرك أن كلمة الله هي الحاسمة فهو من قال (ألا إن نصر الله قريب) صدق الله العظيم. (النصر) يظهر ويتجلى في العديد من الصور، وما يحسبه البعض خسارة هو وفي حقيقة الأمر ذاك المكسب الحقيقي، الذي سندركه فعليا ولو بعد حين. منذ أسبوع مضى خسر العالم (إسماعيل هنية) رحمه الله وغفر له، والحق أن من يحسب أن النهاية قد رَفَعت الراية برحيله هو من لا يُجيد الحساب أصلا، فالقضية مستمرة وإن طال الزمن، والنصر قادم وإن عطلته الظروف، التي ستتلاشى خجلا أمام صمود الأرض وأهلها ممن سجلوا قصص صبرهم بالدم، الذي بُذل في سبيل الفوز بالنصر، وسيكون لهم بإذن الله وإن كان ذلك بعد حين. همسة قد يفرض عليك الواجب أن تتريث قبل أن تطلق الأحكام أو تصدر القرارات، وقد يُرغمك على بذل المزيد من الصبر، وقد يُرهقك الوقوف على ظهر تلك المساحة الممتدة بين الواجب الأول والثاني، ولكن يكفيك من كل ذلك أن تدرك أن ما تفعله هو الصواب، وما يجدر أن يكون فعلا، وعليه فلتبدأ من هذه اللحظة، وليوفقك الله.

315

| 06 أغسطس 2024

alsharq
العدالة التحفيزية لقانون الموارد البشرية

حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم...

8859

| 09 أكتوبر 2025

alsharq
من فاز؟ ومن انتصر؟

انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت...

5640

| 14 أكتوبر 2025

alsharq
مؤتمر صحفي.. بلا صحافة ومسرح بلا جمهور!

المشهد الغريب.. مؤتمر بلا صوت! هل تخيّلتم مؤتمرًا...

5199

| 13 أكتوبر 2025

alsharq
مكافأة السنوات الزائدة.. مطلب للإنصاف

منذ صدور قانون التقاعد الجديد لسنة 2023، استبشر...

2871

| 12 أكتوبر 2025

alsharq
تعديلات قانون الموارد البشرية.. الأسرة المحور الرئيسي

في خطوة متقدمة تعكس رؤية قطر نحو التحديث...

2598

| 12 أكتوبر 2025

alsharq
دور قطر التاريخى فى إنهاء حرب غزة

مع دخول خطة وقف إطلاق النار حيز التنفيذ،...

1791

| 10 أكتوبر 2025

1737

| 08 أكتوبر 2025

alsharq
بكم نكون.. ولا نكون إلا بكم

لم يكن الإنسان يوماً عنصراً مكمّلاً في معادلة...

1728

| 08 أكتوبر 2025

alsharq
قادة العالم يثمّنون جهود «أمير السلام»

قمة شرم الشيختطوي صفحة حرب الإبادة في غزة.....

1443

| 14 أكتوبر 2025

alsharq
العدالة المناخية بين الثورة الصناعية والثورة الرقمية

في السنوات الأخيرة، تصاعدت التحذيرات الدولية بشأن المخاطر...

1110

| 09 أكتوبر 2025

alsharq
هل تعرف حقاً من يصنع سمعة شركتك؟ الجواب قد يفاجئك

حين نسمع كلمة «سمعة الشركة»، يتبادر إلى الأذهان...

966

| 10 أكتوبر 2025

alsharq
فلنكافئ طلاب الشهادة الثانوية

سنغافورة بلد آسيوي وضع له تعليماً خاصاً يليق...

954

| 09 أكتوبر 2025

أخبار محلية