رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

نتاج الفرانكفونية في الدول الإفريقية!

صنفت ثلاث دول أفريقية، بين أكثر الدول فقرا حسب تقرير الأمم المتّحدة للتنمية البشرية لعام 2016، بالرغم مِنْ تمتعها بالثروات الظاهرة والباطنة، وهي دول: الغابون التي احتلت المركز 109 مع ما لديها من المنغنيز والحديد والأخشاب والنفط، ثمّ جمهورية الكونغو التي يمثل النفط البحري 90 بالمائة من صادراتها، ولها من البوتاس والنحاس والماس والذهب ما لها، وهي مع كلّ ذٰلك تحتلّ المركز 135، تليها دولة غينيا الاستوائية مباشرة -بنفطها وغازها- في المركز 135مكرر! قبل الاسترسال في سرد اللائحة السوداء لدول القارّة الفرنسية السمراء أودّ الإشارة إلى أنّ قياس مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدّة يعتمد على: الصحة: ويشير إلى متوسط عمر الفرد منذ ولادته، وقدرته على العيش حياة صحية طويلة. المعرفة: ويكشف عن نسبة الأميين بين البالغين، ومستوى عدد الطلاب في مراحل التعليم المختلفة. الناتج الداخليّ الإجماليّ للفرد: ويمثل ما يحصل عليه الفرد من دخلٍ سنوي قادر على توفير معيشة كريمة. وحسب نفس التقرير المرير، فقد تزاحمت باقي الدّول في المستوىٰ المنخفض والأخير: منزوع الدسم، من المركز 153 الذي نالته دولة الكاميرون، إلىٰ المركز 188 والأخير الذي كان من نصيب جمهورية أفريقيا الوسطىٰ، وهـٰذا طبعا بفضل الفرنسية وبركات الفرنكوفونية، بالرغم من توفرها علىٰ كنوز من ماس وذهب ويورانيوم وفلاحة! جلّ الدول الأفريقية التي اتخذت من الفرنسية لغةً رسمية، تتحدّث الفقر بطلاقة، وتعبر عن الحاجة ببلاغة، لم يشفع لها قاموسها الغني بمفردات المياه العذبة والأراضي الخصبة والنفط والغاز واليورانيوم والذهب والماس والفوسفات والمنغنيز والزنك والحديد، ثروات فيها بأس شديدٌ ومنافع للناس، أخذ الفرنسيون المنافع وتركوا البأس للناس، إنها قسمةٌ ضيزىٰ، أما أمّ الغرائب، وعجيبة العجائب فهي أنه كلما زادت ثروات الدّولة، نزلت في تصنيف تقرير التنمية البشرية أسفل سافلين، وخير مثال دولة النيجر التي احتلت المركز قبل الأخير، وهي الدولة التي قفزت مع اكتشاف منجم «إيمورارن» لتحتل المرتبة الثانية عالمياً بعد كازاخستان، بعدما كانت تحتل المرتبة الرابعة في إنتاج اليورانيوم من قبل، دولة النيجر هي التي تنوّر عاصمة الأنوار حرفياً، وتدفئ شتاء باريس فعليا بإمداد فرنسا بـ 35 بالمائة من احتياجاتها من الطاقة النووية التي تنتج 75 بالمائة من الكهرباء، بواسطة شركة أريفا العملاقة المتخصصة في مجال الطاقة النووية واستخراج اليورانيوم وصنع المفاعلات النووية، هـٰذا غير الذهب والفحم والنفط. توجد قبل النيجر في الترتيب، ما بين المركز 183 إلىٰ المركز 186 دول غينيا وبوروندي وبوركينافاسو وتشاد، ظلمات بعضها فوق بعض، وكلها دول تتوفر علىٰ احتياطات رهيبة من معادن الماس والذهب واليورانيوم، والمنغنيز، والفوسفات، والزنك، وثروات مائية وفلاحية وحيوانية، تقدّر بمئات التريليونات من الدولارات، من غير ذكر باقي شلة الدّول «النامية» التي تمثل في مجموعها أربعة أخماس الدّول المحتلة للمستوى المنخفض، المنزوع الدسم، والسيادة والحقوق والكرامة. أكثر من عشرين دولة، تحتل قاع تصنيف تقرير التنمية البشرية غصباً، وتعاني الفقر والتّخلف والحروب والأزمات، من أجل أنْ تبقىٰ دولة واحدة تحتلّ المراكز المتقدّمة في اللائحة، وهي ترفع شعار: حرية، مساواة، أخوة! والمغرب ليس بأحسن حال من تلك الدّول، فبالرغم من ثرواته البشرية والفلاحية والحيوانية والمعدنية، فهو ما زال يراوح مكانه في منتصف المستوىٰ المتوسط من تقرير التنمية البشرية، مع استمرار محاولات تكريس الهيمنة الفرنسية الشاملة علىٰ مقدّرات البلد، وتحويل الثروة إلى البنوك الفرنسية تحت أنظار العالم، ثم يسألوننا: أين الثروة؟

2607

| 22 أبريل 2019

عندما تصبح لغتنا أجنبية في عقر دارها!

صدّر الرائد «فيري إدمون» غلاف كتابه: «فرنسا أفريقيا»، والمنشُور عام 1905 بتصريح صريحٍ لوزير خارجية فرنسا آنذاك، قال فيه دونما مواربة: «إن بقاء فرنسا قوة عالمية،مرهونٌ قبل كلِّ شيء بوجود إمبراطوريتها الأفريقية». هـٰذا قولٌ لا يحتاج إثباته إلىٰ حجة أو برهان، فهو ما تشهد به عقود الإستقلال، وما تلاها منْ عهود الإستغلال، وهو تصريح وجب علينا وعيه وحفظه، وذكره كأوراد الصباح والمساء، واستحضاره كلما نهق ناهقٌ يربط تدهور التحصيل الدراسي في المغرب العربي وأخريات غيرها باللغة العربية، واستظهاره كلما ادعىٰ مّدَّعٍ عُتُلٍّ بعد ذٰلك زنيم بأنّ الحلّ يكمن في التبرؤ من لغة الضاد والتبرك بفرنسية التعليم، إِنْ هـٰذا لقولٌ عقيم، وهو يفتقر للدقة، والمنهجية العلمية الحقة، لخصها مختص بهذا الشأن وهو الدكتور أحمد العلوي علىٰ صفحته في فيسبوك إذ قال: «تدريس العلوم بالفرنسية في الثانوي -والعالي أيضا- يحتاج إلىٰ مائة مصطلح، إن كانت وزارة التعليم والأساتذة عاجزين عن معرفة أو صنع هـٰذه المصطلحات المائة ودون المائة بالعربية، فليسوا أساتذة وليست وزارة تعليم، السبب إذن ليس علمياً ولا مصطلحياً، هو سبب آخر معروف: جهل أو سياسة»! وقد يكون السبب خليط مدمرٌ من الإثنين: سياسة ترسم خطوطها الخارجية الفرنسية لمصلحة شركاتها الوطنية الّتي تعاني شراسة المنافسة من نظيراتها سواء الأوروبية، أو الصينية والأمريكية وغيرها، وتوطن لها كي تسود أبداً، فالهيمنة علىٰ مصادر الثروة خيار استراتيجي دونه تجهيز العدّة والعتاد، أما خرط القتاد فهو ما نجنيه نحن من ذاك الخيار الإستراتيجي المشوّك. وجهل في من يقوم بتنفيذ تلك السياسات من نخب ثقافية -أعزكم ‎ﷲ- وأصحاب مصالح وإمتيازات اقتصادية، واللاعقين يد َ الدّخيل ِ تضرّعا ً لنعيم كرسي ٍ بدار ِ خرابٍ، ويروّج لها جهلة غوغائيون ومرتزقة مؤدلجون بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ. لقد نجح أولـٰئك الجاهلون -والجاهلون لأهل العلم أعداء- لحدّ الساعة في فرض تعليم اللغة الفرنسية كلغة أجنبية أولىٰ من العام الأوّل الإبتدائي بالمملكة المغربية، في أفق جعل اللغة العربية أول لغة تصبح أجنبية في عقر دارها، وقد أثار قرار وزير التعليم المغربي بشأن تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية بداية من الموسم القادم الكثير من الإنتقادات، وقابله الكثير من الإعتراضات، وتناوله الدكاترة والأساتذة والمختصون بالتحليل والدّرس، وفصلوا تفصيلاً، كلّ حسب قدرته، وكل حسب حاجته، وبالرّغم من تأجيل التصويت علىٰ القانون في البرلمان عقب جلسة عاصفة بلغت فيها القلوب الحناجر، إلا أنّ الوزير المشار إليه فيما يبدو قد عقلها وتوكل، وأفاض وتحلل، وليس الأمر بيديه، إنْ هو إلاّ وحيٌ يوحىٰ إليه، ولو أنه رفع نظره للآفاق، لرأىٰ كيف أنّ فرنسة التعليم لن تُحرّر أشرعة سفينة التعليم وتدفعها للإنطلاق، وإنما ستقودها حتماً إلىٰ الأعماق، وإلا فلينظر إلىٰ دول لم تعتمد الفرنسية لغة تدريس وحسب، بل اتخذ سادتها وكبراؤها الفرنسية لغةً ولساناً، وخروا علىٰ الفرانكوفونية صماً وبكماً وعمياناً، فكان مصيرها التخلف والنكوص علىٰ أعقابها.

965

| 13 أبريل 2019

بيض الرّوم ودجاج العرب!

تزخر كُتُب التّراث العربي بقصص عنْ نباهة غلمَان وصبيَانٍ أَفْحمُوا خُلفاء وأمراء علىٰ جلال قدْرهِم، وأحْرَجُوا عُلماء علىٰ سَعة علمهم، ببلاغتهم وفصاحتهم وسرعة بديهتهم، وكانت العرب تُرسل أولادها للبادية حتّىٰ يتعلّموا النّباهة والرّجولة والفروسية والتّكلّم بلسانٍ عربيٍّ فصيح، واليوم… فإنّ قلبي عَليْكَ مُكْتَئبٌ قَريحُ، لقد أصبحوا -وأصبح المُلك لله- يستقْدمون لأولادهم خادماتٍ أعجميات اللّسان والفكر والعادات، يتعلّمون منْهُنّ ما يُخِفّ العقل ويُثقل اللّسان، وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ، فأصبحوا لا يُحْرِجون إلّا أُمّتهم أمام باقي الأمم من الجنِّ والإنس، وكانت العرب قديماً إذا استثقلتْ حرفاً أو حُكْماً أسْقطته، وليس أثقل اليوم مِنْ قول الحقّ وظِلِّ الحكّام وحذاء العسكر، بينما قَضَت النّباهة بين هجْرة وتهْجير، وزحفت رمال التّخلّف علىٰ الأُمّة، وأكل جرادُ الطّغاة المحصول، وإنْ حدث وسطع نجمٌ عربيٌّ في سماء الرّوم، فإنّ لنا فرعونا يطلُب نسبةً عنْ كلّ رأسٍ أيْنَعتْ وحان قطافها، وقد يُنشئ لها صندوقاً، فلكلّ مُشكلةٍ صندوق، والرّجُل حوّل أمّ الدّنيا إلىٰ صندوق الدّنيا. أفْطَنُ الغِلْمان اليوم أولاد الرّوم، وقد رأينا كيف أفْحَم غلامٌ يُدعىٰ "ويلي كونولي" مشعوذاً سياسياً وهو يخطُب في قومه، وأبطل سحْره ببيضةٍ خرجت منْ دُبُرٍ مَهين، فغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ، إنّ ما استغلق علىٰ السناتور المُشعوذ فهْمَه لعُنْصريتِه وعماء بصيرتِه، استشْعرَهُ الغلام بفطْرتِه وفطْنتِه، كما استغلقت رموزه علىٰ حكّام لنا أولي فأسٍ ومنشارٍ حديد، لمْ يسْتَسغ عقلُ الغلام ربط العنف بهجرة المسلمين، فيما وزير الخارجية الإماراتي يخلط التّحذير بالتّحريض ضدّ المساجد في أوروبا، وكذٰلك فعل السّيسي، الصّادق "قوي" الأمين "قوي"… إنْ شاء ‎ﷲ، لله درّهم، وضعوا كلّ بيضهم في سلّة ترمب! وصاروا خِصِيّاً. إحدىٰ كرامات شهداء مذبحة المسجدين، أنّ ذويهم لمْ يُفجعوا مرّتين، بحضور الزّعماء العرب لجنازاتهم، فكان غيابهم إكرامٌ للميّت وكرامةٌ للحيّ، وهُم الّذين تسابقوا إلىٰ باريس يوم نَفَخ فرنسوا هولاند في الصُّور إثر حادثة شارلي إيبدو، يرْجون أجر تلبية النّداء وفضْل الصفِّ الأوّل، وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ، ومرّت مراسيم الجنازات منْ غير أنْ يُعكّر صفوها أو يمسّ هيبتها حضور أصحاب المهابة الجلّادين، الَّذين يحصدُ الواحدُ مِنْهُم مِنْ أرواح شعبه عدد شُهداء مسجديْ كريست تشرش ضعفيْن كلّ يوم. طلب "ويلي كونولي" المجد بالبيض اقتداءً بقول الشَّاعر الأندلسي صفي الدِّين الحلي: من فاتهُ العزُّ بالأقلامِ أدركَهُ بالبِيضِ يَقْدَحُ مِنْ أعْطَافِها الشّرَرَا ولا حرج إِنْ فتح باء البيض بدل كسْرها، فعُجمتُه تشفع له بمقدار ما تلومنا عروبتنا، ولم يحْصَدِ المجد في حادثة مذبحة المسجدين بعد فتىٰ البيض أَحَدٌ سوىٰ جاسيندا رئيسة نيوزيلندا، فقد أشرقتْ شمسُ المجد بنُور السّعد لرئيسة الوزراء، وانتزعت الحبّ والإعجاب والتّقدير من الأعداء قبل الأصدقاء، وقليلٌ ما هُم، لقد ضربت جاسيندا من الطّيور بحجر واحدٍ صنوفاً كثيرة، فقد ضربت صقور اليمين المُتطرّف، وأحرجت دجاجات العرب ونَعَاماتها، بتَوَادِّهِا وَتَرَاحُمِهِا وَتَعَاطُفِهِا مع المسلمين، الّذين همْ لاجئون إلىٰ ﷲ والغرب، من ديار الإسلام إلىٰ دار الحرب، حتَّىٰ ودّت شعوب العُرب المقهورة مقايضة جاسيندا بجميع الحُكّام الجعاسيس، فنَجْمُهم في أفول، ومردّهم إلىٰ سُفُول، حتّىٰ المجرم الّذي طلب الشّهرة بجريمته، قرّرت الوقوف ضدَّ رغبته، وحرمانه من بُغيته، ونطقت بالقول الفصل لا هزل فيه: "القاتل سعىٰ منْ عمله الإرهابيّ إلىٰ الحصُول علىٰ أشياء كثيرة، أحدُها الشّهرة، ولهـٰذا السّبب لن تسمعوني أذكر اسمه أبداً"، وكان نِسْياً منسياً. لا ينال المجد من يقتل أبرياء يخرّون للأذقان سُجّداً، ولا ينال العُلا من طبعه الخيانة، ولنا أنظمة واقفة بباب المجد تريد دخوله بحماقاتها التي أفضت إلىٰ عمالتها، مَثَلُها كمَثل الأعرابي في رواية ابن الجوزي، إِذْ بينما الحُجّاج يطُوفون بالكعْبة ويغرِفون المَاء مِنْ بئر زمزم، قام الأعرابي فَحَسَر عنْ ثوبه، ثمّ بال في البئر والنّاس ينظرون، فما كان منْ الحُجّاج إلاّ أنْ انهالوا عليه بالضّرب حتّىٰ كاد يمُوت، وخلّصه الحرَس منْهم، وجاؤوا به إلىٰ والي مكّة، فقال له: قبّحك الله، لِمَ فعلتَ هـٰذا؟ قال: حتَّىٰ يعرفني النّاس، يقولون: هـٰذا فلان الّذي بال في بئر زمْزم!.

1081

| 06 أبريل 2019

رهف أنَّىٰ لك هـٰذا!؟

ومنْ ألبسك هـٰذا؟ نعلم أنّك لمْ تكُن تحملينه معك علم اليقين، بل أُلْبِسْتِيه شماتةً بالسّعوديين، وغواية لمليارٍ ونصف مليار من المُسلمين، لعلّهم يصبؤون، ورُبّ صدقةٍ المُتصدِّقُ أحوج إليها مِنَ المُتصدَّق عليه، وكندا أحوج لرهف منْ حاجة رهف لكندا. الجانب الّذي تغافل عنه منْ أدلىٰ بدلوه في الموضوع هو الجانب المٌتعلّق بردّة رهف القنون، والحبل السُّرّي الذي يربطه بردّة النّظام السّعودي السّياسية، وتحوّله منْ نظام استبدادي كهنوتي إلىٰ نظام شمولي ديكتاتوري، حتَّىٰ أمسىٰ الشّعب كالمُستجير من الرّمضاء بالنّار، وربّما لا تُمثّل ردّة رهف سوىٰ الجزء البارز من جبل الجليد، وما خفي أعظم، فالزّلزال الذي سبّبته رؤية 2030 العمياء بكُلّ قرارتها، لها موجات ارتدادية ستجرف معها كلّ ما بناه الآباء الأوّلون، واستبدال هيئة الأمر بالمعروف بهيئة التّرفيه تركت البعض حيران أَيَشكر أم يكفُر، وتقلّب العُلماء بين الفتوىٰ ونقيضها ابتغاء مرضات السّلطان جعلت البعض الآخر ينكُص علىٰ عقبيه، وانكشاف دجل الدّعاة الجُدد وتدليسهم علىٰ النّاس سيؤدّي بمن تبقّىٰ من البعض الآخر إلىٰ سلوك دروب الشّك وعدم اليقين كمحطّة ترانزيت، قبل وصولهم للمحطّة الأخيرة:الرِّدَّة والإلحاد. في كتاب (علم نفس الإلحاد: الإلحاد مشكلة نفسية) لمؤلّفه الدّكتور عمرو شريف، يُوجز مُقدّم الكتاب الدّكتور أحمد عكاشة أهمّ العوامل والدّوافع النّفسية وراء الإلحاد فيقول: الأب القاسي، والضّعيف، وعدم وجود الأب، وأيضاً التشدّد الدّيني، حيث يكون الفرد شديد الخوف من ‎ﷲ، في الوقت الذي يكون فيه متعطّشاً لإرتكاب المحرّمات، ولكي يعصي ‎ﷲ دون تأنيب ضميرٍ يُقنع نفسه بأنْ ليس هُناك إلٰه، وأنّ هٰذه خرافات… ومثل ذٰلك الإضطهاد الّذي تُعانيه المرأة باسم الدّين، فهو شرارة البداية الّتي جعلت كثيرات من النّساء يتركن الدّين، ويتساءلن عن مدىٰ صحّته، ويشكّون في عدل الإلٰه… ومنْ أهمّ أسباب انتشار ظاهرة الإلحاد الخطاب الدّيني المُتشدّد، الّذي تُصدره التّيّارات الإسلامية المُتزمّتة الّتي تؤصّل لأهمِّ مُشكلات التَّديُّن في العصر الحديث… لا شكّ أنّ إحدىٰ هـٰذه العوامل علىٰ الأقّل تُفسّر حالة رهف القنون بطريقةٍ ما، وربّما كلّها وعوامل أخرىٰ، وبالرُّغم من كوننا لا ندري العدد الحقيقي لأخوات رهف وإخوانها في اللاّدين، لـٰكن عدد ضحايا الرّدة السّياسية كبير، ويستحيل إحصاؤه في ظلّ الإنحباس الحقوقي الّذي يفرضه النّظام القائم. محمّد ابن سلمان وعرّابه محمّد ابن زايد، ومحمّد دحلان ثالثهما، يزرعون رياح القلاقل في العالم الإسلامي من طنجة إلىٰ كوالالمبور، ويسقونها بماء العمالة والخيانة، حَتَّىٰ إذا أينعتْ وحان قطافها، قطفت الأُمّة كُلّها عواصف تُهلك الحرث والنّسل، وتُضيّع الدّين والنّفس والعقل، لولا أنْ تداركنا نعمةٌ من ربّنا، إنّا إلىٰ ربّنا راغبون.

1001

| 11 فبراير 2019

بين وِزْرَيْن

وأَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتي حتّـىٰ يُـواري جـارتي مـأْواهـــا عندما تقرأ هٰذا البيت من الشّعر الجاهلي، وترىٰ حاضراً ينهش فيه الذّباب -كما الذّئاب- في الأعراض دون إعراض، علىٰ مواقع التّواصل كما في واقع التّردّي المتواصل، فاعلم علم اليقين بأنّ حقبة الزّمان الحضاري الذي تعيشه هو "ما قبل الجاهلية"، يصعُب عليك أنْ تجول ببصرك فيما "يلفّ ويدور" حولك ثمّ تدّعي أنَّك تعيش في عصر الحداثة والتّقدم، لأنّه بالمقارنة مع القرون الأولىٰ تُصبح الجاهلية عصر الأنوار، ويصبح كبار كُفّار قريش مِنْ خيار "المُهاجرين والأنصار"!، ويصبح المنبوذ من الصّعاليك هو السّفير والوزير والمستشار، حتىٰ الملوك كانوا في العجم أكاسرة وقياصرة، وفي العرب غساسنة ومناذرة، ولم يكونوا يوماً "مناشرة"، ولا ذوي البراميل المُتفجّرة، النّجاشي حصل علىٰ اعتراف سماوي بأنّه مَلِكٌ لا يُظْلَم عنده أحد، وأبو منشار الفاشي يحْسَبُ أنْ لنْ يقدِر عليه أحد، بئس الظّالمون بدلاً، لمّا وقف أبو سفيان بين يدي هرقل عظيم الرّوم وسأله عن نسب المبعوث السّماوي، أدلىٰ بشهادته من غير حاجة لِقَسَم، لأنّه كان يستحيي: "فوالله لولا الحياء مِنْ أنْ يأثروا عليّ كذباً لكذبتُ عنه"، هٰكذا قال، ولم يقُل عن ‎ﷴ ﷺ أنّه إخونجيٌّ!، بل قال: هو فينا ذو نسب. "سّيد القوم خادمهم"، قولٌ مشهورٌ لصاحبه الأحنف ابن قيس، سيّد سادات تميم، إمام الحِلْم و أشهر دُهاة وحكماء العرب، وما قال سيّد القوم خائنهم، ولا خائبهم ولا ناشرهم، سُئِل ذات يومٍ بماذا سُدْتَ قومك فقال: (بثلاث خِلاَلٍ: بذْل النّدىٰ، وكفّ الأذىٰ، ونُصْرة المولىٰ)، هٰذا الَّذِي مع حِلْمِه قال فيه معاوية ابن أبي سفيان: (هٰذا الَّذِي إذا غضب، غضب له مئةُ ألفٍ لا يدرون فِيمَ غضب)، ثمّ جاء منْ يروم سيادة قومه بسجن الشّيوخ والدّعاة، وشراء اليخوت واللّوحات، وتحويل القنصليات إلىٰ مسالخ بشرية، مُهمّتها إصدار تأشيرات للدّار الآخرة، هٰذا الَّذِي إذا غضب فتح خزائن مُلكه للفيل الجمهوري. إنني أحنّ لأخلاق الجاهلية، وفرسان الجاهلية، وحروب الجاهلية، إنّ هٰذا لَشَيْءٌ عجاب، حتّىٰ حروبهم كانت تقوم علىٰ مبادئ، نُصرةً لمبادئ، قُبيل البعثة ببضع سنين، تأسّس تحالف عربيٌّ سُمّي بحلف الفضول، تعاقد فيه المتعاقدون وتعاهدوا بالله ليكوننّ يداً واحدة مع المظلوم علىٰ الظّالم، حتّىٰ يؤدّي إليه حقّه، ما بلّ بحرٌ صوفة، وما رسىٰ ثبير وحراء مكانهما، وعلىٰ التّأسي في المعاش، وفي عصر الدّيموقراطية والحريّة و"حقول" الإنسان، عصر العلم والتكنولوجيا وغزو الفضاء، قام تحالف عربيٌّ أقسم فيه المتعاقدون أن يكونوا يداً واحدةً مع الطّغاة، ضدّ الشّعوب الكَفَرة، الّتي كفرت بأنْعُم أسيادها البررة، وأنْ يقمعوا ثورات الفَجَرة،، وتعاهدوا علىٰ أنْ يكسروا الأقلام، ويسفّهوا الأحلام، إِنْ هٰذا لشيءٌ يُراد، لأجل إتمام صفقة القرن، وما أدراك ما صفقة القرن!! كي تنال مجد تدوين آثارك بماء الذّهب في القباطي المدرجة، وتحظىٰ بفخر تعليقها بين أستار الكعبة عند بيت ‎ﷲ الحرام، فلا بدّ أنْ يكون لديك حظٌّ منْ شاعرية امرؤ القيس، أو قبسٌ مِنْ حكمة ابن أبي سلمىٰ، أو نصيبّ مِنْ فروسية عنترة، الآن.. أصبحت الأمور مُيسّرة، تغيّرت الشّروط والأحكام، فيكفي أنْ تحمل قلباً حقوداً، وحسداً يكون لغضبك وقوداً، وأنْ تأخذ بيمناك منشاراً، وتتّخذ من الذُّبابة مستشاراً، ثمّ تُجري الرّيال تحت البيت الأبيض أنهاراً، حتّٰىٰ يمدّ إمام المسجد الحرام، حبل الكذب بين الرّكن والمقام، ويقول عن الغرّ المسخرة: المحدّث المُلهم، فلتنقّع يا ابن شدّاد قولك: (لا يحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ ولا ينالُ العُلىٰ من طبعهُ الغَضَبُ)، وتجرّع "ميّته" بطعم العلقم، هٰذا زمان الرّداءة والبذاءة، ولتذهب الأخلاق إلىٰ حيث ألقت رحلها أمّ قشعم!

1159

| 17 نوفمبر 2018

وقال رَجلُ مِنْ أهْل البَصْرة! ..فلسطين والدّجاجة‎

بالرغم من غنى تاريخنا بالدروس والعبر، فلا زلنا نُعَض من نفس الجحر مرّات كُثُر، حدّثتني نفسي بهٰذا الحديث وأنا أتذكّر قصّة الأعرابي والبصراوي، فقد قال رَجلُ مِنْ أهْل البَصْرة: ‎قَدِمَ عَلَينا أَعْرابِيٌّ مِنَ البادِيَةِ فَأَنْزَلَتُهُ، وَكانَ عِندي دَجاجُ كَثيرٌ، وَليَ امْرَأَة، وابنانِ وابنتانِ مِنها، فَقُلتُ لامْرَأَتي: "بادِري واشوي لَنا دَجاجَةً، وَقَدِّميها إلينا لَنَتَغَدىٰ بها "، فَلَمّا حَضَرَ الغَداءُ جَلَسْنا جَميعاً ـ أنا وامرَأتي وابنايَ وابنَتايَ والأَعْرابيُّ- فَدَفعنا إليه الدَّجاجَةَ وَقُلنا لَهُ: "اقسِمها بَيْننا"، وَنَحنُ نُريدُ أن نَضْحَكَ مِنْهُ، فَقالَ : " لا أُحسِنُ القِسْمَةَ، فَإن رضيتُم بِقسمَتي قَسَمْتُها بَيْنَكم!" قُلنا: "فإنّا نَرْضىٰ"، فََأَخَذَ رَأسَ الدَجاَجَةِ فَقَطَعَهُ وناوَلَينه وَقالَ: "الرَّأسُ لِلرأسِ"، وَقَطَعَ الجناحَينِ وقالَ: "الجَناحانِ لِلابْنَين"، ثُمَّ قَطَعَ السّاقَينِ وَقالَ : " السّاقانِ لِلابْنَتَين"، ثُمَّ قَطَعَ الزِّمِكّى وَقالَ : "العَجْزُ لِلعجوزِ"، واحتَفَظ بالزَّوْرِ وقالَ: "الزَّوْرٌ للزائِرِ"، فَأَخَذَ الدَّجاجَةَ بِأسْرِها وَسَخِرَ مِنّا.  ‎مَثَلُ فلسطين بعد نكبة 48 مثل تلك الدّجاجة، قسّمتها الأمم المتحدة بين العرب واليهود، فكانت قسمة ضيزىٰ! وبداية لمسلسل النكبة المتواصل إلىٰ يوم النٌاس هٰذا، وفِي الجزء الثّاني من المسلسل المنكوب يقول البصراوي المنكوب: ‎ فَلَمّا كانَ الغَدُ قُلتُ لامْرَأتي : "اشوي لنا خَمْسَ دَجاجاتٍ"، فَلَمّا حَضرَ الغَداءُ قُلتُ : " اقسِم بَيْنَنا يا أَعرابيُّ"، قالَ "إنّي أّظُنُّ أَنَّكُم وَجَدْتُم في أَنفُسِكُمْ"  قُلنا: "لا، لَم نَجِدْ في أنْفُسِنا فاقْسِم" قال : "أَقْسِمُ شَفْعاً أَم وِتْراً؟" قُلنا: "اقسِم وِتْراً" فقالَ : "أَنْتَ وامرَأتُكَ ودَجاجةٌ ثلاثةٌ"، وَرَمى إلينا بِدَجاجَةٍ، "وابناكَ وَدجاجَةٌ ثَلاثَةٌ"، وَرَمى إليْهِما بِدجاجَةٍ، "وابنتاكَ وَدجاجةٌ ثَلاثَةٌ"وَرَمىٰ إليهِما بِدجاجةٍ، ثُمَّ قال: " وَأَنا وَدَجاجَتانِ ثلاثَةٌ"، وأَخَذَ دَجاجَتَين وَسَخِرَ منّا.'  وهٰذا ما حصل للعرب عام 67، احتلّت فيها إسرائيل أراضي ثلاث دول عربية، الجولان من سوريا، وسيناء من مصر، والضفة وغزة مما تبقىُ من أراضي 48،لٰكنّ العرب يُقدّرون الأمر حقّ قدره، وتحوّلت الأمّة كلٌها إلىٰ دجاجة.. في الجزء الثٌالث من مسلسل النّكبة يحكي البصراوي: فَرَأنا وَنَحْنُ نَنْظُرُ إلى دَجاجَتَيْهِ فَقالَ: "ما تَنْظرونَ؟ لَعلّكم كَرِهتُم قِسْمَةَ الوِتْرِ! الوِتْرِ لا يَجيءُ إلا هَكَذا؛ فَهَلْ لَكُم في قِسمَةِ الشَّفْعِ؟" قُلنا: " نَعَمْ"، فَضَمّ الدَّجاجَ إليهِ، ثُمَّ قالَ: "أَنتَ وابناكَ وَدجاجةُ أربَعَةٌ"، ورَمَىٰ إلينا بِدَجاجَةٍ، ثُمَّ قال : "والعَجوزُ وابنتاها وَدَجاجةُ أرْبَعَةٌ"، وَرَمىٰ إليْهٍِنَّ بِدَجاجةٍ، ثُمَّ قالَ: "وَأنا وثَلاثُ دَجاجات أربَعَةٌ"، وضمَّ إليه الثَّلاثَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ وقالَ: "اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ، أنْتَ عَلَّمْتَنا وَفَهَّمْتَنا " . كانت هٰذه بنود اتفاقية أوسلو، وفِي جميع المحطّات كان الأعرابي يسخر من جميع أفراد العائلة، كما يسخر الصهاينة من جميع الأمّة بعد كلّ اتفاق سلام، حتى صارت السخرية من العرب في دين بني قريضة عقب كل حصة مفاوضات، بمثابة الأذكار التي يردّدها المسلمون دُبُر كلّ صلاة، وإن كانت قصّة الأعرابي قد انتهت بعد ثلاثة فصول، فلربٌما لأنّ الرّاوي لَمْ يتوقّع أنْ لا نستفيد مِنْ كل تلك الدّروس، بِما شهده عن العرب من الفطنة والفراسة وسرعة البديهة، ولَم يخطر بباله أنّ العرب قد تُصبح أُمَّة  لا تقرأ ولا تفهم ولا تعتبر، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ، ولا يعلم أنّ القراءة والفهم والاعتبار صار في زماننا مِنْ صفات خاصٌة الخاصّة، وأولو الحل والعقد فينا هم الرّويبضة، والرويبضة في الحديث الشٌريف هو الرّجل التّافه يتكلّم في أمر العامّة، وقد أصبح الآن يقود أُمّة!!

2742

| 13 يونيو 2018

ثم لاح له رجل وقور على جبهته أثر السجود..أين المفرّ؟

يُحكى أنّ رجلاً خرج من الغوطة فارّا بأشلائه، أمّا جلدهُ فقد انحسر عن لحمه وتدلّى على أطرافه، وانطلق يضرب في الأرض ركضاً أحياناً، وحبواً أحياناً، وزحفاً معظم الأحيان، قاطعاً الفيافي والقفار، ومجتازاً الأودية والأنهار، واجتهد في السير ليلاً وبالنهار، حتّى لاح له شبح بيت على قمّة هضبة بعيدة، أوقدت في روحه جذوة الأمل، وألبسته من الفرح أحلى الحُلل، وطرحت عن نفسه آثار الوجل، حتَّى وصل تلكُم الدَّار مع بلوغ التّراقي، مِنْ فرط التّعب والإرهاقِ، وفُتِح الباب مِنْ غير طارق، ثم لاح من ورائه رجلٌ في سمت الشّيوخ، عليه مسحة من وقار مرصود، يحمل على جبهته علامة مِنْ أثر السّجود، كأنّه أحد المشايخ من أصحاب الفتاوى،  وبمجرّد أن اقترب، سأله بلغة عربية تشوبها رطانة ليست بغريبة: ما خطبك يا عربي؟ قال الرّجل: إني فررت من بلد يُقيم النّظام فيه كل يوم حفلات الإبادة، ويوزّع على مواطنيه كعك الرّدى بالبراميل طوال أيّام السنة، وصار بين الفينة والأخرى يوسّع على شعبه في العطاء، احتفالاً بفصل الرّبيع، فيوزّع على المواطنين حلوى السّارين، يذوق وبال طعمها الرِّجَال وَالنِّسَاء والأطفال، وهذا حالنا منذ حملت إلينا رياح التّغيير القادمة من تونس بذور ثورة الياسمين، والّتي أسفرت عن هروب بن علي من تونس، وانقسام السّوريين بين نازح ولاجئ، ومُرْتقٍ إلى ربّ العالمين. قاطعه الشّيخ مستنكراً: أوَ سقط بن علي؟ قال الرّجل: سقط، وهرب إلى السّعودية الّتي خافت سوء الخاتمة، فأسقطت الرّبيع من فصول السّنة، وجعلت كلّ الفصول صيفاً قائظا، خصوصاً في مصر بعد خلع مبارك. قاطعه الشّيخ ثانية: أوَ خُلع مُبَارَك؟ أجاب الرّجل: نعم، لكن حلف الفجّار، سارع لتدارك الأمر، بعدما خافوا انتقال حبوب لقاح الثورة إلى صحراء العرب، فتُنبت فيها أزهار الياسمين، ويُصبحوا على ما فعلوا نادمين، فأخلفوا من بعد مبارك خَلْفا أضاع السّيادة، واتّبع الشَّهَوَات والقناطير المقنطرة من "الرز"، ثم قاموا باستنساخ شبيه له في ليبيا، بعدما اقتلعت رياح الثورة خيمة القذّافي ذي الأوتاد. قال الشيخ: أو سقط القذّافي؟ قال الرّجل: بل وقُتل شرّ مقتلة وبئس المصير، كما شاركه طاغية اليمن نفس المصير، بعدما استمر بعد خلعه في ممارسة هواية الرّقص على رؤوس الثّعابين، حتّى لدغته أفعى حوثية تحمل رأساً نووية من معامل بوشهر، فأصبحت صنعاء رابع عاصمة عربية تلبس العمامة السوداء. قال الشّيخ: أَوَ سقطت عواصم أخرى؟ أجاب الرّجل: نعم، بغداد يحكمها الحشد الشّعبي، وبيروت تحت راية حزب ‎اﷲ ونصر ا‎ﷲ وحفظه، وصنعاء يحكمها الحوثيون، ودمشق تحت حكم الائتلاف الإيراني الروسي النّووي الموحد. وقف الشّيخ الجليل بخفّة لا تناسب عمره، وترك عباءته تنحسر عن منكبيه مُبرزة صفاً من النجوم والكواكب على كلتا كتفيه، ثمّ نزع لحيته البيضاء عن وجهه، ومسح علامة السّجود عن جبهته، كاشفاً عن وجه مألوف، وأنف معقوف، غامت سماء الرّجل من المفاجأة، وصعقته الصّدمة حتّى تيبست عضلاته، وظل جامداً في مكانه، اقترب منه أفيخاي أدرعي حتى كادت تتلامس أرنبة أنفيهما، ثمّ رسم ابتسامته العريضة المزيّفة وقال: ﷽ والصَّلاة والسلام ‎علىٰ ﷴ ﷺ، اعلم أخي العزيز أن كل ما أصابكم من مُصِيبَة فمن أنفسكم، وليست مِنْ إسرائيل، فما إسرائيل إلا رسول قد خلت من قبله الرُّسُل، ودولة قد خلت من قبلها الدّول، ولا شأن لها بتخلّفكم وانحطاطكم، وإن كان حكّامكم قد باعوا أرضكم وتاريخكم ومستقبلكم، فلوموهم هم ولا تلوموها، وأقول قولي هذا وأستغفر ا‎ﷲ لي ولكم. انتقل الرّجل من مرحلة الجمود إلى مرحلة الرّجفان، وبدأت أطرافه تهتزّ كأنّها جانٌّ، وكادت عيناه تقفز من محجريهما، فاستدار نحو الباب وخرج منها فاراً للمرة الثّانية، فاقتحم العقبة، وأسلم رجليه للريح حتى كادت تصل قفاه، ولَم يمض غير بعيد حتى سقط صريعاً، بنيران صديقة.  

1606

| 09 مايو 2018

alsharq
غياب المعرفة المالية عن الطلاب جريمة اقتصادية بحق الأجيال

في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست...

2181

| 22 سبتمبر 2025

alsharq
غزة.. حين ينهض العلم من بين الأنقاض

في قلب الدمار، حيث تختلط أصوات الأطفال بصفير...

801

| 23 سبتمبر 2025

alsharq
كبار في قفص الاتهام.. كلمة قطر أربكت المعادلات

في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...

741

| 25 سبتمبر 2025

alsharq
1960.. أمّ الانقلابات في تركيا وإرث الوصاية العسكرية

بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى،...

732

| 22 سبتمبر 2025

alsharq
المسرح السياسي وديكور التعليم

من يراقب المشهد السياسي اليوم يظن أنه أمام...

699

| 18 سبتمبر 2025

alsharq
آن للمنظومة الدراسية أن تتغير

منظومة دراسية منذ القرن الثامن عشر وما زالت...

678

| 18 سبتمبر 2025

alsharq
أهمية وعي المُستثمر بالتشريعات الناظمة للتداول

يُعدّ وعي المُستثمر بالقواعد والأحكام المنصوص عليها في...

648

| 21 سبتمبر 2025

alsharq
منصات وزارة العمل.. من الفكرة إلى الأثر

منذ تولي سعادة الدكتور علي بن سعيد بن...

609

| 18 سبتمبر 2025

alsharq
عيسى الفخرو.. خطاط الإجازة

يؤكد اهتمام جيل الشباب القطري بالخط العربي؛ تزايد...

501

| 21 سبتمبر 2025

alsharq
رواتب العاملات

يتداول في هذه الأيام في أغلب دول الخليج...

480

| 21 سبتمبر 2025

alsharq
العربي يذبح بلا شفقة

لم يَـبْـقَ موضعٌ في القلب العرباوي لم تنل...

465

| 22 سبتمبر 2025

alsharq
حين يحتضن المرء طفولته!

ليستْ مجرد صورةٍ عابرةٍ تلك التي يُنتجها الذكاء...

465

| 22 سبتمبر 2025

أخبار محلية