رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

 تويتر @docshayji

‏@docshyji

مساحة إعلانية

مقالات

912

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

متغيرات أمريكا والخليج.. بين رئاستي ترامب الأولى والثانية

26 يناير 2025 , 02:00ص

شهدت أمريكا ومنطقتنا الخليجية تغيرات وتحولات عديدة بالمقارنة بين رئاسته الأولى (2017-2021)- وبدء رئاسته الثانية اليوم. يعود ترامب إلى البيت الأبيض في رئاسة ثانية وأخيرة، لواقع مختلف. عشنا حربا باردة منهكة في إدارة ترامب الأولى بين ضفتي الخليج، بعد قطع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران وتخفيض التمثيل الدبلوماسي بين دول مجلس التعاون الخليجي وايران تضامنا مع السعودية بعد الاعتداء على السفارة السعودية والقنصلية السعودية العامة في مشهد في يناير 2016. ولم يُمارس الرئيس ترامب وإدارته الدور القيادي والحيادي في حل الأزمة الخليجية (2017-2021) وغادر ترامب البيت الأبيض دون حل الأزمة الخليجية.

كما سمح انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي مع إيران الذي توصلت إليه إدارة الرئيس الأسبق أوباما مع القوى الكبرى (5+1) عام 2015 في مايو 2018 بتحريض من نتنياهو، لإيران بخرق بنود الاتفاق النووي ورفع نسبة تخصيب اليورانيوم من 3.67% إلى 60% والأخطر اتقان الدورة النووية. ما يضع إيران على اعتاب الدولة النووية.

لكن أكثر ما أثار القلق والتساؤلات الخليجية المشروعة كان عدم تصدي ترامب للتصعيد الإيراني والاعتداءات المتكررة على ناقلات النفط الخليجية وأمن الملاحة والطاقة. والأخطر عدم ردع إيران كما كان يؤمل بعد الاعتداءات بصواريخ بالستية ومسيرات إيرانية الصنع على منشآت أرامكو في ابقيق وخريص في السعودية في سبتمبر 2019. ترامب لم يقم بأي عمل يردع إيران برغم اعتداءاتها المتكررة وتهديد أمن الطاقة. ما شكّل نقطة تحول كبيرة أيقنت دول المجلس بأن خيار الاعتماد الكلي على الولايات المتحدة لن يقلص انكشافها الأمني. لذلك بدأ التفكير بتنويع الخيارات الأمنية، لكن تبقى الخيارات الخليجية العملية محدودة.

وشكل اغتيال ترامب لقاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في مطار بغداد مطلع يناير 2020، نقطة تصعيد وتحول فارقة في مواجهة إيران مع الولايات المتحدة وإدارة ترامب خاصة.

وأشرف ترامب على اتفاق ابراهام وإقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل ودولة الإمارات ومملكة البحرين. وليتوسع التطبيع ليضم السودان والمغرب ضمن صفقة القرن وتعويم إسرائيل في المنطقة.

كما وضع الرئيس ترامب في آخر أيام رئاسته الأولى جماعة «أنصار الله» «الحوثيون» على قائمة المنظمات الأجنبية الإرهابية. ليلغي التصنيف الرئيس بايدن بحجة الحاجة لإرسال مساعدات إنسانية إلى اليمن. ليعود الرئيس ترامب في أيامه الأولى في البيت الأبيض، بإعادة وضع الحوثيين في قائمة «المنظمات الإرهابية الأجنبية» مجدداً.

واليوم مع عودة ترامب بثقة وقوة وتفويض وبخبرة أكبر وتصميم على الانتقام من الدولة العميقة التي حاصرته وأذلته وتآمرت ضده وسرقت الانتخابات منه (كما يؤمن ويروج)، ومع تغير كبير في المنطقة مع طوفان الأقصى وتوجيه إسرائيل ضربات مؤلمة لإيران مرتين. وأنهكت واستنزفت أذرعها «حماس في غزة وحزب الله في لبنان» واغتالت قياداتها العسكريين والسياسيين «السنوار في غزة ونصر الله في لبنان وهنية في إيران». وكانت ضربة انتكاسات إيران وأذرعها بسقوط نظام الأسد وانتقال سوريا ولبنان من معسكر إيران ومحور المقاومة والممانعة إلى الحضن العربي على ما نراه بزيارات متكررة من السعودية والكويت (ترأس حاليا القمة الخليجية) ومجلس التعاون الخليجي والأردن وانتخاب رئيس لبناني يحصر السلاح بالجيش، تزامن ذلك كله مع انتخاب ترامب مجدداً.

كما يشكّل التوافق بين دول مجلس التعاون الخليجي والمصالحة الخليجية الخليجية منذ عام 2021 تحولا مهما في العلاقات الخليجية-الخليجية يساهم بالتعاون والتنسيق. وكذلك شكلت المصالحة السعودية الإيرانية بوساطة صينية منذ مارس2023 نقطة تحول مهمة للتهدئة والتعايش بين ضفتي الخليج العربي.

تشكّل سياسات الرئيس ترامب بالضغط على الدول الخليجية لضخ المزيد من الاستثمارات الخليجية في السوق الأمريكي والضغط لخفض أسعار النفط وزيادة انتاج النفط الأحفوري والصخري تحديا حقيقيا لدولنا الخليجية.

‏لكن هناك خشية تداعيات ضغوط إدارة ترامب الثانية على الاقتصاد الخليجي، خاصة بعد الانسحاب للمرة الثانية من اتفاقية باريس للمناخ بعد انسحابه في إدارته الأولى وعودة إدارة بايدن، ثم انسحابه مجدداً. وكذلك إعلان ترامب حالة الطوارئ في قطاع الطاقة (نفط وغاز) والسماح بتكثيف التنقيب عن النفط والغاز في مناهضة للبيئة لزيادة انتاج النفط والغاز المسال. ويرى ترامب أن الضغط على دول أوبيك بلس لخفض أسعار النفط، سيسرع بوقف حرب روسيا على أوكرانيا، وخفض أسعار النفط سيخفض أسعار الفائدة حول العالم.

ويهدد ترامب بفرض رسوم وضرائب على المنتجات والواردات الصينية وحتى على منتجات الحلفاء: كندا ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا. ما يهدد بحرب تجارية خاصة مع الصين المستورد الأول للطاقة من الدول الخليجية. والواقع ستؤثر سياسات ترامب سلبا على انتاج المصانع الصينية، ويؤدي لتباطؤ الاقتصاد العالمي، وتراجع الطلب على الطاقة (نفط وغاز خليجي وإيراني) وبالتالي ستتضرر مداخيل الحلفاء الخليجيين.

هناك تفاؤل بأن سعي الرئيس ترامب برفض ضغوط نتنياهو بالتصعيد ضد إيران، وتوسيع دائرة التطبيع العربي مع إسرائيل، يمهد الأجواء لنجاح ترامب بصناعة السلام كما تعهد في خطاب تنصيبه. وهذا يؤهله ليحقق حلمه بالفوز بجائزة نوبل للسلام ليختم بها حياته السياسية.

اقرأ المزيد

alsharq كيف ننقذ وعينا من الزحام الرقمي؟

لقد تحول الضجيج إلى سمة العصر: ضجيج الصورة، ضجيج المنصات، ضجيج المؤثرين، وضجيج الخطابات المتنافسة على تشكيل وعينا... اقرأ المزيد

147

| 26 أكتوبر 2025

alsharq تسويق الخوف

عزيزي القارئ لا تخف من العنوان واطمئن. فلست أتحدث عن أعياد الهالووين الوثنية والتي تحدث مع نهاية كل... اقرأ المزيد

228

| 26 أكتوبر 2025

alsharq بين العلم والضمير

عندما تحول العلم من وسيلة لخدمة البشرية إلى ماردٍ مارقٍ متفلّت يسير بمنطقه الخاص دون الالتفات إلى الإنسان... اقرأ المزيد

360

| 26 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية