رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
طالبت في مقال الأسبوع الماضي» تحديات وعقبات أمام نجاح اتفاقية وقف حرب إسرائيل على غزة»- الحاجة لتقديم ضمانات وتفعيل دور الوسطاء الذين لعبوا دوراً رئيسيا للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة. ولحاجة الحلفاء للمراقبة الدفع بالتهدئة لمنع العودة للحرب. لذلك من المهم تقديم ضمانات والمشاركة الفعالة من الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا كضامنين لمنع خرق الاتفاقية ولزرع الثقة بين الطرفين.
وكان ملفتا ما جاء في كلمة سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد في افتتاح دور انعقاد مجلس الشورى الأسبوع الماضي: «بوصف العدوان الإسرائيلي على قطر إرهاب دولة وكان الرد العالمي قويا لدرجة صدمت من قام به. وتجاوزت إسرائيل جميع القوانين والأعراف وخرجت قطر من الاعتداءين أكثر قوة وحصانة. ونقوم بجهود مقدرة في الوساطات والعمل الإنساني ما يعزز مكانتها ومناعتها.
ووصف سمو الشيخ تميم ما تقوم به إسرائيل ب»إبادة جماعية». “ وأدان الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية ومواصلة خرق وقف إطلاق النار، وتوسيع الاستيطان بالضفة الغربية ومساعي تهويد الحرم القدسي. وطالب بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وضمان عدم إفلات مرتكبي الإبادة من المحاسبة. وانتقد سمو الشيخ تميم بن حمد تقصير وعجز الشرعية الدولية عن فرض احترامها حين يتعلق لأمر بمأساة الفلسطينيين. والواقع أنه لا ثقة بنتنياهو ومتطرفي ائتلافه الذين دأبوا على وضع عراقيل واختلاق الأعذار بتعطيل ونسف جميع مبادرات الوسطاء وعلى رأسهم قطر ومصر. وتستمر إسرائيل بتعمد خرق اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الجاري، عشرات المرات- وقتلت حوالي 90 فلسطينيا خلال أسبوعين.
والملفت فيما يتقن نتنياهو تقلبه ولعبة الكراسي وتوزيع الأدوار مع تحالفه المتطرف حول التصويت في الكنيست على تمرير مشروع قانون بضم الضفة الغربية إلى سيادة إسرائيل، انقلب نتنياهو على موقفه المؤيد لضم الضفة الغربية. وبينما الواقع أن نتنياهو كان متحمسا لضم الضفة لسيادة الاحتلال لإرضاء اليمين المتطرف الذي يطلق عليها «يهودا والسامرة»- المسمى الذي يطلقه أيضا السفير الأمريكي مايك هاكابي.
نتنياهو ومتطرفو حكومته يتحدون ترامب برفضه ضم الضفة الغربية... ويتعمدون إحراج نائب ترامب- فانس- الزائر مع وزير الخارجية روبيو ومبعوث الرئيس ترامب للشرق الأوسط ويتكوف - وصهر ترامب كوشنير. ويصوت الكنيست بقراءة أولى بضم الضفة الغربية وضمها إلى كيان الاحتلال... وهو أمر مرفوض!! وقد علق نائب الرئيس فانس قبل مغادرته تل أبيب: «لن تسمح الولايات المتحدة لإسرائيل بضم الضفة الغربية. وإذا كان التصويت في الكنيست خدعة سياسية فهي خدعة سياسية غبية جداً.. وأنا شخصيا أعتبر ذلك إهانة لي»!
لينقلب نتنياهو الانتهازي، ويعلن تجميد مشروع ضم الضفة الغربية حالياً - إرضاء لترامب يعلن تجميد. (صادق الكنيست في يوليو الماضي بأغلبية 71 من 120 صوتا على ضم الضفة الغربية)- وذلك بعد ادراكه رفض ترامب للضم. وتعهده للقادة العرب والمسلمين في نيويورك وفي مؤتمر السلام في شرم الشيخ قبل أسبوعين.
والملفت تكثفت زيارات المسؤولين الأمريكيين البارزين للرئيس ترامب بقيادة نائب فانس، نائب ترامب ووزير الخارجية-لدرجة وصف الإعلام العبري الزيارات في تلاعب على اسم نتنياهو «بيبي» بإهانة لنتنياهو وفريقه - يأتون كجلساء أطفال «Baby Sitters» لضمان عدم خرق نتنياهو وفريقه اتفاق وقف إطلاق النار!!
وكان ملفتا ومرحبا به لغة ترامب الحازمة وتكراره « لن نسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية» وسيخسر دعم أهم حليف. والواقع أن ترامب يعارض الضم في الوقت الراهن، لتأثيره السلبي على اتفاق وقف إطلاق النار ولإضراره بتطبيع السعودية والدول العربية مع إسرائيل وتأثيره على مصالح الولايات المتحدة واستقرار المنطقة وتعهده للحلفاء العرب والمسلمين بأنه لن يسمح بضم الضفة الغربية.
وعزز موقف ترامب إدانة خمس عشرة دولة عربية وإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي في بيان مشترك مصادقة الكنيست الإسرائيلي على قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية معتبرة ذلك انتهاكا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن- ولا سيادة لإسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة. وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك لوقف التصعيد الإسرائيلي، ودعم قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وسبق ان هددت الإمارات في «ضم الضفة الغربية بانه خط أحمر».
وبرغم سعي حكومة الاحتلال المحموم مع الكنيست بقيادة نتنياهو والوزيرين المتطرفين وزير الأمن الداخلي اتمار بن غفير- الذي لا يعترف بحقوق الفلسطينيين ويطالب باستئناف الحرب على غزة وتهويد القدس ويقود قطعان المستوطنين لاقتحام باحات المسجد الأقصى وبشكل متكرر خاصة في احتفالات الأسبوعين الماضيين. وآخر سلوكه العدواني هدد سكان قرية فلسطينية في الضفة الغربية قبل أيام باحتلال منازلهم لأنها للإسرائيليين وسيتم مصادرتها.
وكذلك وزير المالية سيموترتش المسؤول الأول عن توسيع رقعة الاستيطان- وسبق ان رحب بفوز ترامب، وأكد أن عام 2025 هو عام استعادة السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية. وأقر توسيع المستوطنات باعتماد خطة D-1 والذي قدم قبل أسابيع خريطة يقسم بها الضفة الغربية إلى شمال وجنوب ويعزلها عن القدس بتوسيع مستوطنة معالي أدوميم» مما يعني تدميرا كليا لحل الدولتين وقيام دولة فلسطينية. ودعا نتنياهو «لفرض السيادة» على الضفة الغربية. لمنع إقامة «دولة إرهاب فلسطينية تسعى للقضاء على إسرائيل... ولن نسمح بإقامة هذه الدولة مهما كانت التحديات». وأدعى أن إدارة الرئيس ترامب تؤيد إسرائيل في قرار القضاء على فكرة إقامة دولة فلسطينية.
فضحت آخر فلتات لسان سموترتش العنصرية ما تخفي صدورهم من حقد، كان تطاوله مؤخراً على السعودية بعنصرية وقحة بعد تكرار اشتراط السعودية قيام دولة فلسطينية قبل التطبيع ليسارع بعدها بالاعتذار.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تويتر @docshayji
@docshyji
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
2019
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1635
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1149
| 24 ديسمبر 2025