رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

4655

خبز الرقاق.. ربات البيوت يسهمن في اندثار الصناعة المحلية

16 مايو 2016 , 07:52م
alsharq
تقوى عفيفي

ربات البيوت يعتمدن على "الجاهز" المعروض في المجمعات التجارية

المهيزع: أربعون كيلو من خبز الرقاق تباع بـ 500 ريال قطري

القحطاني: السيدات تركن صنع الخبز وأصبحن يشترينه من المجمعات التجارية

المري: والدتي تشتري خبز الرقاق المعروف باسم "خبز التاندور" وهو أسرع في التحضير

لبدة: سيدات يقمن بصنع هذا الخبز وتوزيعه على المجمعات التجارية والمخابز

جمعة: ربات بيوت استطعن التوريد بكميات كبيرة للمجمعات التجارية

المهيزع: ما يباع في المجمعات التجارية لا يختلف كثيراً عما تصنعه ربات بالبيوت

باتجوا: المجمعات تسبب لنا خسارة كبيرة وخصوصاً باقتراب رمضان

"خبز الرقاق" نوع من رقائق الخبز، اشتهرت به الأسر القطرية، ويستخدم في كثير من الأكلات الشعبية، ويصنع محليا في البيوت، ولكن مع تطور العصر ابتعدت ربات البيوت عن صنعه بسبب المشاغل اليومية الخاصة بسوق العمل، فاستغلت المجمعات التجارية هذا الأمر وقامت بصنعه وإعداده للبيع، وبذلك استطاعت الأسر أن تعوض صناعته محليا بالحصول عليه جاهزا وبكميات كبيرة وبنفس الطعم تقريبا..

و"خبز الرقاق" عبارة عن عجينة رخوة بعض الشيء تكال بواسطة اليد على شكل لقمة ثم تبسط على (الطابي المسطح) بواسطة اليد أيضاً، وتترك على النار حتى تجف الخبزة ثم تقش الخبزة بواسطة (المحماس) وهوعبارة عن يد مصنوعة من الحديد أو النحاس تحمس بها حبوب القهوة على النار. وتؤكل الخبزة بعد أن يوضع عليها الدهن والسكر وتؤكل أيضاً على شكل ثريد.

تحقيقات الشرق" تحدثت مع عدد من السيدات، والرجال، وبعض التاجرات بسوق واقف، لمعرفة ما مدى استعدادات تحضيرهن لرمضان، وكانت ردودهن كالآتي:

سرعة العصر

"أول كنا نخبز الخبز في البيت مع أمهاتنا ونتعاون عليه، بس الحين صرنا نشتريه من المجمعات التجارية والمخابز"، تلك الكلمات التي بدأت بها "نوال المري" حديثها عندما استرجعت ذكريات طفولتها في رمضان وتجهيزاته، ولكنها تؤكد أن سرعة العصر لم تشمل هذا الجيل فقط ولكنها نالت من كبار السن أيضاً..

وتقول "والدتي أصبحت تشتري خبز الرقاق الذي يباع في كل مكان باسم "خبز التاندور" بسبب أنه أسرع من تلك التحضيرات التي يتوجب على كل قطرية أن تقوم بتجهيزها في الشهر الفضيل بسبب كثرة المناسبات والاجتماعات العائلية اليومية.

إقبال كبير

في الوقت الذي اقترب فيه شهر رمضان، بات هاجس صنع خبز الرقاق يسيطر على تفكير السيدات وخصوصاً ممن يتكدس يومهن بأعباء العمل، حتى بتن يستصعبن عملية صنع الخبز وبدأن يشترينه من المجمعات التجارية أو المخابز.

تقول شروق القحطاني: في الآونة الأخيرة نادرات جدا من يقمن بصنعه، لأنه يأخذ وقتا طويلا وخاصة عند اقتراب رمضان؛ والكميات المستهلكة تزداد بطريقة غير طبيعية في الشهر الفضيل؛ لأنه طبق أساسي لكل مواطن قطري.

توزيع الخبز

بينما ذكرت "دلال لبدة" أن هناك بعض الصديقات المقربات لأمها يقمن بصنع خبز الرقاق وبيعه للناس بكميات كبيرة، وهذه الطلبية تستمر لـ 6 أشهر تقريباً، لأن عملية صنع الخبز باتت صعبة وتتطلب الكثير من الوقت.

تكمل "لبدة" وتقول: "نقوم بشراء كميات هائلة من الخبز قبل رمضان بشهر تقريباً؛ لأنه يعتبر غذءانا اليومي "للافطار والسحور"، ولهذا السبب هناك الكثير من السيدات اللواتي ليس لديهن أعمال يقمن بصنع هذا الخبز وتوزيعه على المجمعات التجارية والمخابز، ومن ثم يتم تغليفه في علب بلاستيكية ويباع بأسعار متفاوتة".

الصنع البيتي

وعلى الجانب الآخر، تحدث "خميس بن جمعة" بأن خبز الرقاق هو من أكثر الأكلات الشعبية التي تعد أساسية بالنسبة للمواطن القطري، وخاصة في رمضان، حيث يقدم للضيوف دائماً ويتسحر به معظم المواطنين بشكل يومي، ولكن جمعة كان رأيه يختلف كثيراً مع أراء السيدات.

ويرى بن جمعة، أن نساء أسرته هن من يقمن بعملية صنع خبز الرقاق بدون أي عناء ولا يتطلب الأمر شراء هذا الخبز من المجمعات التجارية، حيث اتضح من كلامه أن السيدات اللواتي تفرغن للبيت هن من استطعن أن يقمن بصنع الخبز والمحافظة على التراث.

إقبال شديد

ونوّه "جمعة علي المهيزع"، بأن أسعار بيع خبز الرقاق بالمجمعات باتت ترتفع بين الحين والآخر وخصوصاً بعد اقتراب الشهر الفضيل، حيث أكد أن علبة الخبز التي تزن أربعين كيلو باتت بـ 500 ريال قطري، في حين أن الكرتونة الواحدة المعلبة أصبحت بـ 70 ريالا، ولكن رغم هذا فإن ما يباع في المجمعات التجارية لم يختلف كثيراً عما تقوم بصنعه النساء في البيوت، ولهذا السبب فإنه لقي رواجاً كبيراً بين المواطنين.

إقبال معدوم

تحقيقات الشرق قامت بجولة ميدانية لمنطقة سوق واقف للتحدث مع عدد من السيدات اللواتي يقمن بعملية صنع خبز الرقاق، منهن من تحدثن ورفضن ذكر أسمائهن، ومنهن من وافقن وطالبن بعدة اقتراحات..

في البداية تحدثت لين باتجوا عن تجربتها في هذا المجال، وهي ليست مواطنة ولا تعرف عادات وتقاليد البلد ولكنها اصرت على أن تتعلم طريقة عمل صنع خبز الرقاق لتواكب احتياجات المواطنين، ومنها تصيب الرزق.

تقول "باتجوا": منذ عدة أعوام كانت السيدات يقبلن على شراء كميات كبيرة من الخبز قبل رمضان بشهر تقريباً،أما الآن فنسبة الإقبال ضعيفة جداً وأشبه بالمعدومة؛ وذلك لأن الكثيرات من السيدات استسهلن عملية شراء كميات واحدة من المجمع التجاري والاحتفاظ بها لعدة شهور.

مطالبات

واشتكت إحدى البائعات من أن حرارة الجو تزداد يوماً تلو الآخر وأحياناً بعض الأكلات التي يحضرنها للسوق تتلف تماماً وتسبب مشاكل كثيرة مع المشترين، وخصوصاً الخبز الذي يتم عمله بأكثر من نكهة، ولذلك طالبت بوضع عدد من المظلات لحماية المنتجات من التلف ولزيادة إقبال الناس عليها أكثر من ذلك.

مساحة إعلانية