رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

483

شاهين لـ الشرق: القمة الإنسانية العالمية الأولى تعالج مشاكل العمل الإغاثي

07 مايو 2016 , 08:35م
alsharq
حوار - أحمد البيومي

الإغاثة فشلت في العالم الإسلامي لكثرة الاحتياجات والنقص في إدارة التمويل

نأمل أن تصل اجتماعات الدوحة لنتائج كبيرة تخدم العمل الإنساني في العالم

هناك محاولات لتشويه العمل الإغاثي وربطه بتمويل الجماعات المتطرفة

قال عزت شاهين، عضو مجلس الإدارة والمنسق الدبلوماسي في هيئة الإغاثة الإنسانية بالجمهورية التركية: إن القمة الإنسانية العالمية الأولى التي ستعقد في اسطنبول الشهر الجاري ستركز على معالجة مشاكل العمل الإنساني والإغاثي في العديد من مناطق الصراع خاصة في سوريا.

وأضاف شاهين في حوار مع الشرق: إن القمة التي سيحضرها عدد كبير من زعماء العالم ستركز على ثلاثة قطاعات هي: القطاع الحكومي، والخاص، والجمعيات المدنية، مشيرا إلى أن جهود الإغاثة في العالم الإسلامي فشلت لسببين أولهما: نقص في إدارة التمويل والتنفيذ في المنظمات الإنسانية الإسلامية، وثانيهما: الاحتياجات ونسبة الفقر في الدول الإسلامية أكبر من قدرات الممولين بسبب الصراعات وسوء الإدارة والجهل والخلافات بين المسلمين.

وأوضح عضو مجلس الإدارة والمنسق الدبلوماسي في هيئة الإغاثة الإنسانية بالجمهورية التركية، أن عمل الجمعيات الإنسانية هدفه الحفاظ على حياة وكرامة الشعوب والدفاع عن حقوقهم وإيصال المساعدات إلى كل المحتاجين في داخل سوريا. وهذا واجب كل المنظمات الإنسانية... وإلى

مزيد من التفاصيل:

اسمح لنا في البداية أن نبدأ باجتماعات المجلس الإسلامي للمؤسسات المانحة بمنظمة التعاون الإسلامي الذي يعقد حاليا بالدوحة.. ما هي الأهداف والنتائج المنتظرة منها؟

هناك رابطة لتنفيذ الأعمال الخيرية والإنسانية التي تقوم الجمعيات الإسلامية مثل القسم الإنساني في منظمة التعاون الإسلامي، ولكن مؤتمر الدوحة الخاص باجتماعات المجلس الإسلامي للمؤسسات المانحة بمنظمة التعاون الإسلامي يعد الأهم والأكبر، علاوة على حداثته وقوته. والحقيقة أن هناك أملا كبيرا في أن تصل اجتماعات الدوحة إلى نتائج كبيرة من أجل خدمة وتمويل العمل الإنساني والإغاثة في جميع أنحاء العالم.

نحن ماهرون في جمع التبرعات، ولكن جميع الأطراف فشلت في التنسيق فيما بينها، ولذلك قامت مظلات أخرى بهذا العمل مثل الأمم المتحدة. فنحن لدينا القدرة والكوادر البشرية لإدارة وتنسيق الأموال الخيرية. ونأمل من هذه الاجتماعات أن تخرج بعمل موحد وتعاون مشترك لخدمة الإنسانية في العالم الإسلامي وغيره من الدول، وهذا سوف يساعد على خدمة العمل الجماعي وتوحيد الجهود في هذا السياق.

فشل ملحوظ

ولكن برأيك.. لماذا فشلت جهود الإغاثة في العالم الإسلامي حتى الآن؟

فشلت جهود الإغاثة في العالم الإسلامي لسببين أولهما: نقص في إدارة التمويل والتنفيذ في المنظمات الإنسانية الإسلامية، وثانيهما: الاحتياجات ونسبة الفقر في الدول الإسلامية أكبر من قدرات الممولين بسبب الصراعات وسوء الإدارة والجهل والخلافات بين المسلمين، فأكبر نسبة من النازحين والفقراء والأيتام والمظلومين من المسلمين.

هناك جهود كبيرة من الجمعيات الخيرية في كل مكان، ولكن المطلوب أكبر بكثير، وأنا أتذكر مثلا أننا أرسلنا شاحنة طحين إلى منطقة حلب السورية، وفوجئنا انها تكفي ليوم واحد، وهذا يترجم أن الحاجات ضخمة للغاية وأكبر من قدرات المانحين والممولين. ولهذا نحن نأمل أن تخرج اجتماعات الدوحة بنتائج جيدة تخدم هذا الأمر وتعوض النقص والاحتياج في الحجات والقدرات. وهدفنا هو إعطاء الناس الأمل بتوفير حياة كريمة لهم، والضغط على المانحين كي يقدموا المزيد من التبرعات والخدمات، علاوة على حث السياسيين في العالم حتى لا يتركوا الشعوب الفقيرة والمحتاجة وحدها بدون دعم.

الاحتياج في العالم الإسلامي في أغلبه بسبب الكوارث الإنسانية والسياسية وليس بسبب الكوارث الطبيعية، ولهذا تعمل الجمعيات الخيرية على حل النتائج وليس الأسباب، وهذا ما تملكه تلك المنظمات، فبدون حل الأزمات السياسية وإزالة أسباب الصراعات، فلا سبيل في وقف معاناة الشعوب المتضررة في المستقبل القريب.

الملف السوري

ما هي نشاطاتكم الإغاثية في الأزمة السورية؟

نحن نعمل الآن كجسر بين 100 جمعية وجهة مانحة وبين جمعيات خيرية في الداخل السوري. وهناك مراكز للتنسيق في الريحانية، وكيلس، وشندوفة، علاوة على باب الهوى وباب السلام. واستطعنا من خلال هذا التنسيق أن نمد 150 مخيما للنازحين في الداخل بالحاجات والإمدادات اللازمة لمعيشتهم، علاوة على أننا قمنا ببناء بيوت ومستشفيات في بعض من هذه المخيمات. والحقيقة فإن إيصال المساعدات إلى الاماكن التي تسيطر عليها قوات المعارضة أسهل من تلك التي يحكمها النظام، ومع ذلك استطعنا إيصال مساعدات في العديد من المدن ومنها الغوطة وحمص ودمشق ومضايا وغيرها من الأماكن.

ونحن نركز على إيصال المساعدات في الداخل السوري، ونرى أن هذا أهم وهنا نركز على شيئين الأمن والمعيشة، والناس الذين في الداخل فقدوا الأمن والمعيشة، والذين دخلوا تركيا نالوا الأمن، أما الذين ذهبوا إلى أوروبا فحصلوا على الأمن والمعيشة معا. ولهذا صرنا جسرا بين المانحين والشعب السوري في الداخل. وأظن أنها مهمة صعبة.

عمل إنساني مجرد

بعض التقارير حاولت تلطيخ العمل الإنساني واتهامه بأنه يخدم المتطرفين في بعض المناطق..كيف تردون على هذه الاتهامات؟

هناك بالفعل بعض التقارير المغلوطة حول هذا الأمر تحاول ربطه بمنظمات متطرفة، وأظن أن هذه التقارير المقصود من ورائها تشويه العمل الإنساني المجرد، فالذي يقتل الشعب يرفض أن نقدم له يد العون والمساعدة. وهذه الاتهامات غير صحيحة وغير ومنطقية. وأقول لكل من يدعي هذا أن يدخل معنا في سوريا ويرى بنفسه ماذا نفعل هناك.. وأزيد على ذلك بالقول: إننا نعمل كذلك في اليمن وفلسطين والعراق وميانمار، وكل الأماكن التي بها أزمات.

وفي أية ثورة هناك طرف يعمل من خلال السلاح، وطرف آخر يقدم المساعدات والعون والغوث. ونحن نعمل مع الجهات الإنسانية العالمية والإقليمية، وهدفنا الأساسي تخفيف الصراع بين المتنازعين والمتحاربين، لأن الصراع لن يفيد في بناء المجتمعات، ونحن نحترم الثورة في سوريا، ولكننا لسنا على علاقة مع الثوار والمقاومة، فعملنا إنساني محض. كما أن عملنا في الجمعيات الإنسانية هدفه الحفاظ على حياة وكرامة الشعوب والدفاع عن حقوقهم وإيصال المساعدات إلى كل المحتاجين في داخل سوريا. وهذا واجب كل المنظمات الإنسانية. وعندما بدأت الحرب ضد الإرهاب اختلطت الأمور لدرجة أن البعض يظن أن كل من يدخل سوريا هو إرهابي أو على علاقة بمنظمات مسلحة. والواقع في الداخل السوري سييء للغاية، فهناك من بدأ يأكل القطط والكلاب من شدة الجوع.

القمة العالمية

ما هي أهداف القمة الإنسانية العالمية الأولى التي ستعقد في اسطنبول الشهر الجاري؟

ستقوم الأمم المتحدة برعاية القمة الإنسانية العالمية الأولى الشهر الجاري في اسطنبول، ومن المنتظر أن تركز القمة التي سيحضرها عدد كبير من زعماء العالم على قطاعات ثلاثة: الحكومي، والقطاع الخاص، والجمعيات غير الحكومية أو المدنية. وهذه الجهات الثلاث سيكون لها دور في دراسة النظام الإنساني من أعلى إلى أسفل، حتى يدرس جيدا، ونقدم أفضل آلية عمل ممكنة فيه. كذلك ستناقش القمة المشاكل التي تواجه العمل الإنساني، حيث تواجه المنظمات الإنسانية مشاكل عديدة في العمل داخل مناطق الصراع والبؤر الملتهبة. وبسبب الفشل الأمني والسياسي على سبيل المثال، فقد قتل مئات الآلاف من السوريين، علاوة على تشريد الملايين في الداخل والخارج.

ويأتي عقد القمة بمبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وينظمها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. ويشارك فيها حوالي 5 آلاف شخص من مختلف دول العالم، بينهم مسؤولون حكوميون، وممثلون عن العديد من الهيئات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني، وعالم الأعمال، بالإضافة إلى مسؤولين من مناطق الأزمات.

مساحة إعلانية