رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1187

بالصور.. إيمان العمادي: العمل الإنساني لا يعرف ديانة أو مذهباً أو جنسية

02 مارس 2017 , 07:54م
Alsharq
Alsharq
Alsharq
Alsharq
Alsharq
Alsharq
Alsharq
Alsharq
Alsharq
نشوى فكري:

بدأت نشاطها الخيري أثناء دراستها ببريطانيا

لم نتمكن من النوم على الفرش وتملكنا حزن شديد من تدهور الأوضاع

في كينيا لم نقم في فندق واستضافنا أهل القرية رغم الفقر الشديد

تعجبوا بالمغرب لكوني قطرية نظرا للنظرة السائدة عن الخليج المترف

شعرت بقيمة النعم الموجودة ببلادنا عند رؤية المسنين يركضون للحصول على الطعام

معاناة وظروف قاسية يعيشها اللاجئون السوريون على الحدود التركية

أدعو الفتيات للذهاب في رحلة إغاثية لأنها ستغير تفكيرهن

إستكمالاً لتسليط الضوء على النماذج المشرفة للشباب والفتيات، من محبي العمل الخيري "سفراء الخير"، كان لنا هذا اللقاء مع الشابة إيمان العمادي، والتي بدأت عملها في المجال الخيري الإغاثي منذ أن كانت على مقاعد الدراسة في بريطانيا .

وتحدثت "للشرق" عن رحلاتها المتعددة في المغرب ولبنان وكينيا وتركيا، قائلة: أعتبر العمل الإغاثي والخيري، سواء داخل الدوحة أو خارجها بمثابة عبادة من عبادات الإسلام، ورغم وجود الكثير من المبادرات داخل الدوحة للأسر المحتاجة والعمال، ولكن العمل الشاق والسفر للدول الفقيرة يجذبني، فهو بمثابة مخرج طوارئ، عندما يمر الشخص بضيق، لذلك يجب الإخلاص في العمل والنية الخالصة لوجه الله، حيث تكمن الصعوبة في الاستمرارية بالعمل .

بداية العمل

وعن بداية رحلاتها الإغاثية، قالت إنها خلال سنوات دراستها ببريطانيا، سافرت أول رحلة تطوعية إلى المغرب، حيث تم ترشيحها من الجامعة كفتاة عربية، مشيرة إلى أنها رحبت وسعدت، وكانت المجموعة المرافقة لها عبارة عن فتيات من جنسيات وديانات مختلفة، وتابعت قائلة: اكتشفت آن العمل التطوعي لا يعرف ديانة أو مذهبا أو جنسية، فقد رأيت في الفريق المصاحب لي المسيحية واليهودية والعلمانية، وكنت العربية الوحيدة، فالاختيار كان عشوائيا، وكان البعض منهن يتحسس مني، وذهبنا إلى بيت المتطوعات، وظللن يومين لا يتحدثن معي، ولكنني كنت مستمعة جيدة لهن، وبدأنا في الذهاب إلى القرى البعيدة عن العاصمة المغربية والتي تعاني من فقر شديد، وقمنا بعمل مجموعة من السندويتشات البسيطة، حيث رأيت كبار السن هناك يركضون مسافات للحصول على الطعام، الأمر الذي أثر في كثيرا، وبالصدفة وجدت هناك الكثير من اللاجئين السوريين، الذين كانوا يتحدثون معي ويبكون عند إعطائهم الطعام، شعرت بنعمة الطعام الذي نجده في بلادنا .

رحلة المغرب

وأشارت إلى أنها في إحدى الرحلات إلى المغرب، صادف وجودها حلول شهر رمضان المبارك، وكانوا يعدون طعام إفطار صائم وهو مختلف تماما عن نظيره الموجود بالدوحة على حد قولها، موضحة أن المكان عبارة عن قاعة داخل مبنى قديم، ولكنني مع أعضاء الفريق قمنا بدهان المكان، ويوميا كنا نطبخ ونجهز الأكلات المغربية البسيطة والحريرة بالإضافة إلى التمر وأحيانا وجبة الكسكسي، وذلك بالتعاون مع فريق من المتطوعين في المغرب، حيث كنا نبدأ يوميا الإعداد بعد صلاة الظهر، وكان يأتينا مجموعة كبيرة من الفقراء والأطفال المشردين والنساء وكبار السن والأرامل، الذين ينتظرون يوميا على باب القاعة لتناول طعام الإفطار .

واستطردت قائلة: أعضاء الفريق كانوا يقومون بضيافة الجميع، ولا يأكلون إلا بعد انتهاء الجميع من تناول طعامهم، وأحيانا كثيرة نأكل وجبتي الإفطار والسحور كوجبة واحدة معا، فالإمكانيات كانت متواضعة وبسيطة جدا، موضحة أن الناس هناك فوجئوا عند معرفة أنني من الخليج، فالفكرة السائدة أن أهل الخليج أهل بذخ وترف وسعدت كثيرا بتغيير نظرتهم عن قطر وأهلها، وتابعت قائلة: كنا نتعامل وكأن المكان بيتنا، ونستقبل الصائمين، ونجهز الطعام ثم نقوم بغسل كمية كبيرة من الأطباق والأواني، باقي أعضاء الفريق من الأجانب أعجبوا جدا بالعادات الرمضانية .

رحلة تركيا

وتحدثت العمادي عن رحلتها إلى منطقة أورفا التركية على الحدود السورية، وكان الهدف من الرحلة هو الخروج بالناس من الحالة المعيشية الصعبة التي يعيشون فيها، فالبيوت كانت عبارة عن طابوق إسمنتي، والباب قطعة من القماش، والكلاب الضالة تنتشر بالمنطقة وتدخل على بيوت العائلات، لذلك كان الفريق الإغاثي، قد جمع تبرعات لدفع إيجار سنة كاملة لأكثر من 50 أسرة من اللاجئين، أي بما يعادل حوالي 12 ألف ريال للعائلة الواحدة.

لافتة إلى أن إحدى العائلات التي دخلنا عليها، لإعطائها مسكن جديد بديل، كانت عائلة سورية رفض رب الأسرة الخروج، خوفا من ضياع هذا المكان الذي حصل عليه بصعوبة كبيرة، من شدة المعاناة والظروف القاسية التي يعيشونها بعد ترك أرضهم، وظللنا ساعة كاملة نحاول إقناعه للذهاب للبيت الجديد، وكانت هناك أيضا إحدى السيدات السوريات التي أصرت على استضافة أعضاء الفريق، حيث إنهم في رحلة سابقة ساعدوها على إيجاد منزل تقيم فيه، وبالفعل جهزت لنا أكلة سورية تدعى "شيش برك" كنوع من الشكر، وقامت بطبخ كل ما تملكه في بيتها، فكرم الضيف عندهم أهم من أنفسهم، حتى إنها رفضت الجلوس وتناول الطعام معنا، خوفا من ألا يكفي الطعام الجميع، وكانت هذه آخر ليلة لنا في أورفا، ثم ذهبنا إلى الفندق للمبيت ليلة واحدة ثم السفر، لنفاجأ بأن أعضاء الفريق جميعا رغم المجهود لم يتمكنوا من النوم على الفرش، وتملكهم حزن شديد، وجلسوا جميعا على الأرض، من شدة أوضاع الناس المتدهورة .

رحلة كينيا

ولفتت العمادي إلى أنها سافرت في إحدى الرحلات إلى دولة كينيا، والتي تعاني انتشار الفقر الشديد والأمراض، ولم تكن إقامتنا داخل فندق، بل تم استضافة كل فتاة من قبل أهل القرية التي ذهبنا إليها، فالبيت بالكامل فيه لمبة واحدة يتم إطفاؤها وقت المغرب، والأكل عبارة عن خضر فقط، من غير طعم، والأطفال يذهبون لمدارس عبارة عن حوش، لذلك حرصنا على المعيشة معهم، محاولة منا لإدخال البسمة على قلوب المسلمين هناك، ونحمد الله كثيرا على النعم التي منحها لنا رب العالمين في حياتنا وبلادنا .

أما رحلة لبنان، فقالت إنها أول رحلة إغاثية تقوم بها من قطر، عن طريق المبادرة الشبابية "فزعة وفاء"، وكانت تستهدف اللاجئين السوريين الذين يعانون في المخيمات، وذهبنا لزيارة "بيت ليان" في منطقة البقاع، والمخصص للأيتام من أطفال المسلمين، والذي لمسنا فيه أطفالا مهذبين جدا، رغم قسوة ظروفهم، تتم تربيتهم على المبادئ الإسلامية، ولذلك حرصنا على المساهمة من خلال تبرعات أهل قطر، مشيرة إلى أنهم ذهبوا إلى مستشفى الأمراض السرطانية، ووجدوا حالات كثيرة، في المراحل الخطرة من المرض، ولم يستطيعوا الحصول على الأدوية لارتفاع ثمنها، فمنهم من كان يضطر للمخاطرة بحياته والذهاب إلى سوريا، لشراء الدواء من هناك، وحالات أخرى توقفت عن أخذ الدواء، والكثير من المواقف المؤلمة التي لن أنساها.

وصادف تواجدنا في لبنان مع وفد إغاثي كويتي، يوجد بصحبتهم الكثير من الأطفال من عمر 7 إلى 10 سنوات، فاستغربنا كثيرا، وعندما سألناهم عن السبب في إحضار الأطفال، قالوا نحاول تغيير جيل الآيباد، وليروا بأعينهم كيف يعيش الأطفال في مثل سنهم، ولنغرس فيهم حب الخير ومساعدة الغير، كما أمرنا ديننا الحنيف .

وأخيرا وجهت العمادي رسالة إلى الفتيات بضرورة تجربة الأعمال التطوعية، والذهاب في إحدى الرحلات الإغاثية، لأنها ستغير الكثير من معتقداتهن وتفكيرهن، وسيدركن النعم والراحة التي يعشن فيها، خاصة أن قطر يوجد بها الكثير من الحملات والمبادرات الخيرية .

مساحة إعلانية