رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
سألت نفسي سؤالا هاما هل نُربي أطفالنا ليكونوا مفكرين أحرارًا، أم مستهلكين يتبعون القطيع؟ وحقيقه اصابني حالة استغراب (وربما استياء) من بعض مظاهر السطحية المنتشرة في المجتمع اليوم، لظاهرة (الهوس الجماعي بالأشياء التافهة أو البسيطة) مثل الوقوف في طوابير طويلة للحصول على دمية أو منتج مؤقت، الاسعار المرتفعه للمنتج. واذا ما ناقشت هذا الهوس من جانب تخصصي بتحليل عدة أبعاد: (اجتماعية، نفسية، اقتصادية، اعلامية) أولًا: التحليل النفسي لماذا ننجذب للتفاهة من وجهة نظر نفسية ؟ الناس بطبيعتهم يبحثون عن الشعور بالانتماء لجماعة. حين ينتشر ترند معين، مثل دمية لابوبو أو منتج معين، يصبح المشاركة فيه شكلاً من أشكال (أنا منكم)، ووسيلة للاندماج مع المحيط، وايضا بسبب ان المنتجات التافهة غالبًا تمنح (متعة فورية) بدون مجهود، في عالم صارت فيه الحياة مرهقة ومليئة بالضغوط. اللعبة، الصورة، أو الترند تعطي جرعة مؤقتة من السعادة، كنوع من الهروب من الواقع. ثانيًا: التحليل الاجتماعي لماذا ننجذب للتفاهة من وجهة نظر اجتماعية ؟ بسبب انحدار في المعايير الثقافية حين يتحول الاهتمام الجماهيري من الفكر، الفن، أو المشاريع المجتمعية إلى منتجات تافهة أو محتوى سطحي، يعكس ذلك تحوّلاً في سلم الأولويات الجماعية. وغالبًا ما يُرافق هذا الانحدار صعود في «ثقافة الشهرة الفارغة». غياب القدوات الحقيقية في ظل غياب الرموز الثقافية والفكرية المؤثرة، أصبح المؤثرون التافهون هم الواجهة الجديدة. هؤلاء يروجون لمنتجات لا قيمة لها على حساب القيم والمحتوى الجاد.الفراغ الاجتماعي حيث ان بعض المجتمعات تعاني من فراغ فكري وعاطفي، يجعل الناس تبحث عن أي شيء يملأ هذا الفراغ، ولو كان بلا معنى. ثالثًا: التحليل الاقتصادي لماذا ننجذب للتفاهة من وجهة نظر اقتصادية ؟ وكيف تستفيد الشركات من هذه الظاهرة؟ في العصر الرقمي، (الاهتمام) صار سلعة تباع وتشترى. الشركات تستخدم استراتيجيات التسويق لجعل منتجها ترندًا، حتى لو كان غير مهم، فقط لجذب الانتباه، لأن الضجة = أرباح ويقوم البعض بترويج أن المنتج محدود أو (لفترة قصيرة فقط). رابعًا: التحليل الإعلامي والسوشال ميديا لماذا ننجذب للتفاهة من وجهة نظر اعلامية ؟ تظهر لعدة اسباب اهمها....وسائل التواصل تجعل من كل حدث بسيط ترندًا، وتضخمه، بينما تتجاهل في كثير من الأحيان المواضيع العميقة والمهمة لأنها لا تحصل على تفاعل كافٍ. النتائج طويلة المدى على جيل اطفالنا: 1. ينشأ جيل يهتم بالشكل لا المضمون، يبحث عن الترفيه لا التعلّم، ويُربّى على الشهرة لا على القيمة. 2. تآكل القيم الثقافية مثل العمل الجاد، القراءة، التفكير النقدي، قد تتراجع مقابل قيم استهلاكية مفرغة. 3. التطبيع مع السطحية فتصبح التفاهة أمرًا طبيعيًا، بل مرغوبًا، ومن يعارضها يُتهم بأنه (معقّد) أو (يأخذ الأمور بجدية زائدة). الخلاصة ظاهرة الاصطفاف خلف ترندات تافهة ليست مجرد (سلوك عابر)، بل مؤشر على تحولات أعمق في الثقافة والقيم والسلوك الاجتماعي. والمطلوب اليوم ليس فقط نقد الظاهرة، بل العمل على فهم أسبابها وتقديم بدائل حقيقية تعيد التوازن بين الترفيه والمعنى. لما نعود أطفالنا على لعبة لابوبو، إحنا ما نشتري لعبة فقط، إحنا نبرمج قيم. فإما أن نُربّي عقلًا ناقدًا يعرف ما يريد، أو نسلمه لموجات التفاهة القادمة بلا مقاومة.
360
| 08 يوليو 2025
لكل زمنٍ حكاية، ولكل جيلٍ ملامح تشبهه، وتفاصيل تشكله. كنا نظن أن ما عشناه سيظل هو الثابت، وأن قيمنا، وعلاقاتنا، وطريقتنا في الحياة ستروى كما هي لأبنائنا من بعدنا. لكننا صحونا لنجد أن الحكاية تغيرت، والملامح تبدلت، وبدأنا نتساءل هل الزمن هو من تغير؟ أم نحن من اختلف؟ أم أن أبناءنا يسيرون في طريق لا يشبهنا؟ الجميع يلاحظ اليوم اختلافًا واضحًا في سلوكيات الجيل الجديد، من حيث المشاركة في شؤون الأسرة، أو تحمل أعباء الحياة، أو حتى الإحساس بالمسؤولية. تغيرت مفاهيم كثيرة لم يعد التعب يرى ضرورة، ولا التضحية واجبا، ولم يعد الانتماء للأسرة كما كان. فهل المشكلة في الزمن الذي أصبح أسرع وأقسى؟ أم في تربيتنا التي لانت مع الوقت؟ أم في أبنائنا الذين نشأوا في ظروف مادية ونفسية مختلفة عنّا؟ بين جيل الأمس وجيل اليوم، مسافة ليست فقط في السنوات، بل في النظرة للأشياء، في اللغة، في الإحساس، وحتى في طريقة الحب والخوف والأحلام وفي طريقة التفكير، والتعبير، والتفاعل مع الحياة. لا أحد مخطئ تمامًا، ولا أحد على صواب مطلق، لكنها فجوة تستحق التأمل، لا الاتهام. وهنا جاء الوقت لكي اجيب على جميع التساؤلات...... هل تغير الزمن… أم نحن تغيرنا… أم أبناؤنا هم من تغيروا؟ هل الزمن تغير؟ نعم، الزمن تغير، الظروف اختلفت، والتقنية تسارعت، والحياة أصبحت مريحة وسريعة. لم تعد هناك فرص كافية للاحتكاك بالحياة القاسية التي كانت تصنع منا أشخاصًا أقوياء. جيل اليوم وُلد في عصر أسهل ماديًا، وأكثر تكنولوجيًا، وأقل احتكاكًا بالتحديات الحياتية اليومية. هل نحن تغيرنا؟ نعم. كآباء وأمهات، أصبحنا نخاف على أبنائنا أكثر مما نربيهم، نسهل حياتهم أكثر مما نعدهم لها. بدافع الحب والخوف، حرمناهم أحيانا من التجارب التي تبنيهم. صار شعارنا... نحن نتحمل لأجلهم بدل أن نقول نعدهم ليكونوا قادرين على التحمل هل أبناؤنا تغيروا؟ نعم، ولكن ليس بالضرورة أنهم أصبحوا أسوأ فقد ولدوا في بيئة مختلفة تمامًا: مدارس أجنبية حديثة. سوشيال ميديا تروج لحياة مثالية زائفة. صحبة تشجع على الراحة والتمرد. أمهات وآباء مشغولين. مال متوفر يساعدهم على مستوى حياة تتمتع بالرفاهية دون الشعور بالاخرين إذًا من المسؤول؟ ليس هناك إجابة واحدة، فالأمر مركب. ما هو الحل؟ • نعطي أبناءنا أدوارًا حقيقية داخل البيت. نشعرهم بأن العطاء جزء من النضج، والتعب جزء من التقدير. نمدحهم عندما يلتزمون، ونحاسبهم عندما يقصّرون. نقلل من الدلال المفرط، ونرفع سقف التوقع والثقة. وأخيرًا حكمة اليوم: الطفل لا يحتاج عالمًا مثاليًا، بل يحتاج أسرة تعده لعالم غير مثالي.
669
| 01 يوليو 2025
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم...
8547
| 09 أكتوبر 2025
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة...
5463
| 06 أكتوبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...
4752
| 05 أكتوبر 2025
في زمن تتسابق فيه الأمم على رقمنة ذاكرتها...
2106
| 07 أكتوبر 2025
لم يكن الإنسان يوماً عنصراً مكمّلاً في معادلة...
1653
| 08 أكتوبر 2025
قبل كل شيء.. شكراً سمو الأمير المفدى وإن...
1503
| 08 أكتوبر 2025
مع دخول خطة وقف إطلاق النار حيز التنفيذ،...
1119
| 10 أكتوبر 2025
في الوقت الذي كان العالم يترقب رد حركة...
1056
| 05 أكتوبر 2025
في السنوات الأخيرة، تصاعدت التحذيرات الدولية بشأن المخاطر...
1023
| 09 أكتوبر 2025
التوطين بحاجة لمراجعة القوانين في القطــــاع الخـــــاص.. هل...
873
| 05 أكتوبر 2025
سنغافورة بلد آسيوي وضع له تعليماً خاصاً يليق...
867
| 09 أكتوبر 2025
المحاولات التي تتكرر؛ بحثا عن نتيجة مُرضية تُسعد...
831
| 07 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية