رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

خمسة عشر شهراً من المقاومة

عانت غزة لما يقارب 15 شهرا من الحرب الشرسة التي شنتها إسرائيل عليها بعد عملية طوفان الاقصى التي بدأت في أكتوبر 2023، وتعتبر واحدة من أكثر الصراعات دموية وتأثيرًا في تاريخ المنطقة، وقد أسفرت هذه الحرب عن عدد كبير من الشهداء والجرحى وقُدّر عدد الشهداء في قطاع غزة 46707 شهداء وفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وبلغَ عدد الشهداء من الأطفال 17841، وعدد النساء 12298، ويصل عدد الشهداء الصحفيين 250 كانوا ينقلون الحقيقة للعالم الذي للأسف خَذلَ الفلسطينيين، ولم تستطع دول العالم الاتفاق على قرار وقف إطلاق النار في غزة طوال الأشهر الخمسة عشر، والدول القليلة التي استنكرت هذه الإبادة الجماعية ونددت بالعمليات العسكرية الإسرائيلية لم تجد تأييداً دولياً خاصة من الولايات الأمريكية التي كانت تقف مع الجانب الإسرائيلي وتمده بأحدث الأسلحة، وعلى الرغم من المأساة الإنسانية العميقة التي خلفتها الحرب، إلاّ أن قطر تبذل جهوداً واسعة لإيجاد الوساطات والمفاوضات لإنهاء الصراع منذ بدء الحرب وإلى أن نجحت أخيراً، لما تتمتع به من علاقات جيدة مع الفصائل الفلسطينية، في الوقت نفسه هي شريك إستراتيجي مع الولايات الأمريكية التي كانت طرفاً في المحادثات القطرية الأمريكية المصرية الإسرائيلية والتي ولله الحمد أسفرت عن وقف إطلاق النار وإنهاء العمليات العسكرية في غزة بدءا من اليوم 19 يناير 2025 وتنفيذ صفقة تبادل الأسرى، وقد صرحت القنوات الإسرائيلية عن أن قوات الاحتلال تستعد للانسحاب من مناطق كثيرة في قطاع غزة، ومتوقع أن تفتح قنوات الإغاثة الإنسانية حيث قال رئيس لجنة الإنقاذ الدولية إن المنظمة ستوسع حجم وأثر عملها في قطاع غزة، وذكر أن آثار الحرب ستستمر لفترة طويلة وهناك حاجة ماسة لزيادة تدفق الإغاثة الفورية للمدنيين، وتشير تقديرات اليونيسف إلى أن هناك نحو 17 ألف طفل فقدوا والديهم أو تم فصلهم عنهم، ونحو مليون طفل لم تعد لديهم منازل يعيشون فيها، وتعاني غزة من نقص حاد في الموارد الأساسية مثل الغذاء والدواء، والخدمات الصحية مشلولة تقريباً. وتُقّدر عمليات إعادة إعمار غزة إلى ما يقارب الـ 40 مليار دولار وقد تمتد عمليات الإعمار لـ 80 عاماً، وتصل نسبة المباني السكنية المُدمرة في غزة بـ 72 % بينما التنمية البشرية في غزة بكل مكوناتها من صحة وتعليم واقتصاد وبنى تحتية تراجعت 40 عاماً، فلابد من توفير السكن المؤقت لأهالي غزة وإزالة الركام لتبدأ عمليات الإعمار، ووفقاً لتقديرات منظمة العمل الدولية فقدَ أكثر من 200 ألف موظف وظائفهم في غزة، ولعّل أكبر مشكلة ستواجه الأطفال في غزة هي عمالة الأطفال نظراً لفقدانهم أحد والديهم وبدلاً من عودتهم للمدارس سيتجهون لسوق العمل. خمسة عشر شهراً من الدمار الكامل في البنية التحتية والمرافق والخدمات العامة والصحية والتعليمية، ناهيك عن التدهور الاقتصادي والدمار الاجتماعي بفقدان عدد كبير من الشهداء التي خلّفت تأثيرات نفسية جراء الحرب خاصة الأطفال، حجم الدمار كبير على كل الأصعدة وإعادة التأهيل النفسي والاجتماعي يحتاج لمختصين وقوة إرادة وصبر لا محدود من أهالي غزة الصامدين والذين صبروا وانتصروا بإذن الله. • تسهم الوساطة القطرية في تعزيز المصالح الإقليمية والدولية، فالتوصل إلى حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يصب فقط في مصلحة الفلسطينيين، بل أيضًا في استقرار المنطقة بشكل عام، مما يساعد على تهدئة القلق الدولي المتزايد حيال التصعيد العسكري. • يظل تأثير حرب غزة على الشعب الفلسطيني عميقًا، وقد يترك آثارًا طويلة المدى في ذاكرة الأجيال القادمة، وتُشّكل الوساطة القطرية بابًا للأمل نحو السلام، ولكن يتطلب الأمر التزامًا حقيقيًا من جميع الأطراف لتحقيق السلام لفلسطين وباقي المنطقة. • بإنهاء العمليات العسكرية في غزة تثبت قطر قوة دبلوماسيتها في حل النزاعات وقدرتها على إدارة الحوار لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة مما يحقق السلام الذي طالما نادت به قطر.

426

| 19 يناير 2025

عودة للغة العربية

في إجازة نهاية السنة زارت إحدى صديقاتي العربيات المهاجرة للدنمارك الدوحة لأول مرة وأُعجبت بل وقعت في غرام الدوحة ومرافقها وخدماتها وبنيتها التحتية ونظامها وأماكنها السياحية، وأشادت بالحكومة الرشيدة التي جعلت من قطر جنة الأرض، ناهيكَ عن السلام والأمان الذي شعرت به هي وعائلتها وهم يقومون بالجولات السياحية في الدوحة، ودعت الله ان يديم علينا الأمن والأمان والازدهار وأن يحفظ الله قطر من كل شر، ولكنها عبّرت عن مشاعر الاستياء عن عدم استخدام اللغة العربية في الأماكن العامة وأن اللغة الإنجليزية هي اللغة السائدة في التعاملات وقارنت ذلك مع الدنمارك حيث تعيش بأنهم يحرصون على التحدث بلغتهم وتعزيزها عند الأجيال الجديدة رغم تعلمهم اللغة الإنجليزية، كما لاحظت أن كثيرا من العائلات العربية والقطرية يتحدثون مع أبنائهم الصغار في الأماكن العامة باللغة الإنجليزية ويهملون العربية، وهذه الملاحظة ربما اغلبنا يلاحظها وسبق أن عبّرت عن استيائي عنها، فالأطفال يتحدثون لغة عربية ركيكة نتيجة التركيز على اللغة الإنجليزية أكثر، فهم يدرسون في مدارس أجنبية وفي البيت تعاملهم مع المربيات والأم كذلك بالإنجليزية مما ينشئ الطفل بعيدا عن اللغة العربية وما يتبعها من قيم ومبادئ أصيلة وإسلامية وعربية وهذا يتطلب جهدا أكثر من العائلة في غرس العادات والتقاليد الإسلامية. ومما لا شك فيه أن اللغة العربية تواجه بعض التحديات التي قد تؤثر على انتشارها واستخدامها، فمثلاً استخدام اللغات الأجنبية في مجالات التعليم، التكنولوجيا، ووسائل التواصل الاجتماعي بالتأكيد يؤدي إلى تقليل الاعتماد على اللغة العربية، ويعد النزعة إلى اللهجات المحلية واستخدامها بشكل متزايد، خاصة في وسائل الإعلام الاجتماعية والترفيه، قد يؤثر على الفصحى، مما يُعرّض الفصحى إلى التهميش، وللتعليم في بعض البلدان، دور مهم وذلك لعدم تدريس اللغة العربية بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى تراجع مهارات القراءة والكتابة لدى الأجيال الجديدة، كما ساهم انتشار العولمة في نشر ثقافات ولغات أخرى، مما قد يؤدي إلى تآكل الثقافات واللغات المحلية بما في ذلك العربية، وقلة المحتوى العربي المتميز على الإنترنت مقارنة باللغات الأخرى قد يؤثر على جذب الشباب لاستخدام العربية، بالرغم من انتشار اللغة العربية والتي يتحدث بها أكثر من 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم باعتبارها لغة القرآن الكريم، وتعتبر الفصحى اللغة الرسمية المستخدمة في الإعلام والتعليم والأدب، بينما تعبر اللهجات المحلية عن الفخر بالتراث الثقافي لكل منطقة، فهذا التنوع يعكس أساليب الحياة والعادات والتقاليد، وكل ذلك يجسد غنى الثقافة العربية. وتلعب اللغة العربية أيضًا دورًا هامًا في الأدب والفنون، فقد أبدع الأدباء والشعراء العرب في شتى العصور، معبرين عن مشاعرهم وأفكارهم باستخدام جمالية اللغة العربية، من الجاحظ إلى نزار قباني، وأحدث الأدب العربي تأثيرًا كبيرًا على الثقافة العالمية، إذ يمتاز بأسلوبه الفريد وبلاغته، مما جعله محط اهتمام لدراسات الأدب في جميع أنحاء العالم. وفي عصر التكنولوجيا الحديثة، لا يمكن إغفال أهمية اللغة العربية في العالم الرقمي أيضًا، فإن زيادة المحتوى العربي على الإنترنت وتوافر منصات التعليم الإلكتروني باللغة العربية يعمل على جعل المعرفة متاحة للجميع، كما أن وجود المبادرات التي تعزز تعلم اللغة العربية عبر الانترنت، يساهم في الحفاظ عليها وتعزيز استخدامها. وتولي دولة قطر اهتماما كبيراً باللغة العربية، حيث تعتبر اللغة العربية جزءا أساسيا من هويتها الثقافية والوطنية، ويظهر اهتمامها في التعليم، حيث يتم تدريس اللغة العربية في جميع مستويات التعليم الحكومي، من المدارس الابتدائية إلى الجامعات، كما تتوفر برامج تعليمية خاصة لتعزيز اللغة العربية وآدابها، كما تأسست العديد من المؤسسات والهيئات الثقافية في قطر لتعزيز اللغة العربية، حيث تُعقد فعاليات وورش عمل ومحاضرات تروج للغة، وتشجع دولة قطر على تعلم اللغة العربية بالمسابقات والجوائز حيث تنظم مسابقات أدبية مثل مسابقات الشعر والكتابة باللغة العربية، وكذلك تُقدم جوائز لتشجيع الأدباء والكتاب العرب، وتحرص الدولة على تنظيم الفعاليات الثقافية ومعرض الكتاب التي تركز على الثقافة العربية، مثل مهرجان «كتارا للرواية العربية» ومهرجان «الدوحة للكتاب». ويبقى دور الأسرة هو الأهم في المحافظة على اللغة العربية، فالجهود يجيب أن تكون مشتركة بين الافراد والمجتمعات والحكومات، وتعليم الأبناء اللغة العربية يجب أن يولي اهتماما أكبر من الأهل كما يمكن أن تلزم وزارة التربية والتعليم العالي المدارس الخاصة بزيادة حصص اللغة العربية والشرعية لينشأ الطلاب أكثر وعياً بدينهم وتمسكاً بتعاليم دينهم ولغتهم العربية، وأن يحرص الأهالي على مخاطبة أبنائهم باللغة العربية ويبتعدوا عن اللغات الاجنبية التي يمكن أن تكون مقتصرة على وقت الدراسة أو عندما يحتاجون التواصل فيها مع جنسيات غير عربية. اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي سيدة في عالم المعاني والألوان الثقافية، إن المحافظة على هذه اللغة وتعزيز استخدامها تعد واجبًا جماعيًا لضمان استمرار الهوية العربية وتطور الثقافة في عالم متغير. إذ تبقى اللغة العربية رمزًا للكرامة والقيم الإنسانية، مما يجعلها أحد أهم المكونات التي يجب أن تحافظ عليها المجتمعات العربية. تَعّلم اللغات الأجنبية مهم جداً ويفتح آفاقاً أكثر ولكن لا خير فيمن يجهل لغته الأصلية وهويته العربية ويتمسك بلغة وثقافة دخيلة عليه.

642

| 12 يناير 2025

ضوابط المحتوى الرقمي

ناقش مجلس الشورى مؤخراً مقترحا لتقنين صناعة المحتوى الإعلامي ونشره في المنصات الرقمية، كما ناقش المقترح ضرورة إيجاد إطار قانوني لإصدار رخصة مؤثر للمؤثرين عبر المنصات الرقمية، وتصدرها إحدى الجهات المعلية بالدولة وتتضمن عدداً من الاشتراطات والضوابط والمعايير منها الالتزام بالمحتوى الأخلاقي وذلك بتجنب تداول كل ما يمس الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي، واحترام الموروث الثقافي والقيم والهوية الوطنية وتجنب نشر خطابات الكراهية والتمييز والعنف، بالإضافة إلى أهمية تحمّل المسؤولية تجاه المجتمع وذلك بعدم نشر معلومات مضللة أو غير مثبتة علمياً مع أهمية الالتزام بالمصداقية عند الترويج، وفيما يخص حقوق الملكية الفكرية فضرورة عدم استخدام المحتوى المملوك للآخرين دون إذن مسبق أو ترخيص، ومن الأمور المطروحة للضوابط الشفافية وذلك بالالتزام بالافصاح عن الشراكات الإعلانية والرعايات وفق القوانين المحلية، وفيما يخص الضوابط القانونية فتم مناقشة مدة الرخصة وتجديدها، الرقابة والإشراف على المحتوى ومراجعته بشكل دوري من الجهة المختصة، والعقوبات والإجراءات التأديبية في حالة خرق هذه الضوابط مما يجعل مستخدمي المنصات الرقمية أكثر التزاماً في تقديم المحتوى، مما يضمن تقديم محتوى إعلامي هادف ويتماشى مع القيم خاصة أن في الفترة الأخيرة انتشرت حسابات تحمل العلم القطري وللأسف تنشر محتوى هابطا جداً وبعضه غير أخلاقي ناهيك عن الحسابات التي تنشر ما يثير الفتن في المجتمع ويؤجج أفراد المجتمع على بعض أو على الحكومة وغيرها مما يسيء للمجتمع القطري بشكل عام وقد يساهم في نشر ثقافة لا تنتمي إليه. ويُعتبر الإعلام إحدى أدوات التغيير والتأثير الفعّال في المجتمعات، حيث يلعب دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام ونشر المعلومات، ومع تزايد استخدام وسائل الإعلام الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، تبرز الحاجة الملحة لفرض ضوابط لتقنين تقديم المحتوى الإعلامي، كما أن فرض هذه الضوابط ليس مجرد إجراء تنظيمي، بل هو خطوة ضرورية لحماية القيم المجتمعية والحفاظ على الأمن الوطني. وفي ظل التطورات السريعة في مجال الإعلام، يمكن أن تنتشر الشائعات والأخبار غير الموثوقة بسرعة كبيرة، مما يؤدي إلى بلبلة وقلق في المجتمع. لذلك، من الضروري أن تكون هناك قواعد واضحة تنظم مصادر المعلومات وتحدد معايير لمصداقيتها، وتسهم الضوابط في تعزيز المحتوى الإعلامي الهادف والمفيد، فوجود معايير واضحة يمكن أن يشجع المنتجين والمعلنين على تقديم محتوى يرتكز على القيم الإنسانية والأخلاقية، بدلاً من الأموال السريعة أو الإثارة الزائفة، كما يمكن أن يساعد في تعزيز الثقافة الوطنية، من خلال التأكيد على الهوية الثقافية والاجتماعية للدولة. علاوة على ذلك، تلعب الضوابط دوراً مهماً في حماية الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل الأطفال والشباب، فوجود معايير تنظم المحتوى الذي يتم تقديمه لهم يمكن أن يحميهم من التأثيرات السلبية والمحتويات غير الملائمة، خاصة أن إنشاء بيئة إعلامية آمنة يساعد في تطوير جيل واعٍ قادر على التمييز بين الحقائق والخيال. تُعتبر الضوابط في تقديم المحتوى الإعلامي جزءًا من جهود تعزيز الحريات المسؤولة، إذ يجب أن تكون هناك توازنات واضحة بين حرية التعبير وحماية المجتمع، فالسماح بآراء متنوعة وانتقادات بناءة، مع معايير تحكم ما يُعتبر مقبولاً، يساهم في خلق بيئة حوارية إيجابية تعزز التفاهم والتسامح. * فرض ضوابط لتقنين تقديم المحتوى الإعلامي يُعتبر ضرورة ملحة، فهي لا تساعد فقط في حماية المجتمع من المخاطر، بل تساهم أيضًا في تطوير محتوى إعلامي يستند إلى القيم والحقائق، مما يعزز من تنمية الوعي والمشاركة الفعّالة في الحياة العامة. * فرض العقوبات سيحد من نشر محتوى هابط أو غير لائق أخلاقياً واجتماعياً واستخدام اسم قطر في تشويه الهوية الوطنية!

1437

| 05 يناير 2025

عاد عيدك يا بلادي

قال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في أحد خطاباته: ( إن علاقة الشعب بالحكم في قطر هي علاقة أهلية مباشرة، وثمة أعراف وآليات معروفة للتواصل المباشر بين الشعب والحكم) وفي مناسبة أخرى قال حضرة صاحب السمو: ( غايتان تجمعان التعديلات الدستورية المرتبطة بها: الحرص على وحدة الشعب من جهة، والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات من جهة أخرى)، كما ذكرَ سمّوه: ( كما تعلمون فقد كانت وحدتنا الوطنية مصدر قوتنا بعد التوفيق من الله سبحانه وتعالى، في مواجهة كل التحديات التي مررنا بها، ومن هنا فإن علينا دائماً حين نراجع تجاربنا أن نضع وحدتنا وتماسكنا فوق أي اعتبار) ولعّل قول سموه: ( كلنا في قطر أهل) تركت أثراً طيباً وإيجابياً في قلب كل قطري وما زالت تتردد في أذهاننا لتذكرنا بانتمائنا ومساواتنا على هذه الأرض الطيبة، نلمس في خطابات سموه حرصه على اللحمة الوطنية وتعزيز الانتماء وهذا ما ألفَ بين قلوب الشعب القطري، فعندما يُذّكرهم الحاكم بالتلاحم والمحبة فيما بينهم يتولد هذا الشعور تلقائياً في نفوس المواطنين بل وحتى المقيمين الذين طالما ذكرهم وقّدر خدماتهم في خطاباته. في قطر أصبحت أيامنا كلها أعيادا وطنية لشعورنا بالوطنية في كل خطاب وفي كل مناسبة قومية ودولية وثقافية، فاليوم الوطني يُجسد تاريخ ازدهار قطر وإنجازاتها التي نفخر بها على جميع الأصعدة، كما يُعّد اليوم الوطني رمزاً للولاء وترسيخاً للهوية الوطنية التي تسعى الدولة لتعزيزها في الأجيال، ويعتبر الاحتفال باليوم الوطني فرصة للمبدعين والهواة في المجالات المتنوعة مثل الفن والأدب والرياضة وغيرها للتعبير عن حبهم لوطنهم بإبداعاتهم التي يتميزون فيها متمسكين بتراثهم القطري الأصيل الممزوج بالحداثة والتطّور. كما يّعّبر اليوم الوطني عن العلاقات الوطيدة بين قطر والدول الخليجية والعربية والعالمية وذلك من خلال احتفال سفاراتها المنتشرة حول العالم، ولعّل تلاحم الشعب يعّبر عن اهتمام الدولة بالأسرة وتماسكها فالدولة تسعى لترسيخ وتقوية دعائم الأسرة مما ينعكس إيجابياً على المجتمع، وكذلك التركيز على التعليم يعكس مدى حرص الدولة على أن يكون المجتمع متعلماً واعياً باستطاعته مواجهة تحديات العصر ومواكبة التطور التكنولوجي، ولم تترك القيادة مجالاً إلاّ واهتمت فيه ووفرت للمواطنين والشعب القطري الحياة الكريمة وربما الأمن والأمان هو أكثر ما تتمتع به قطر وذلك يعكس قوة الأجهزة الأمنية وسعيها للحفاظ على سلامة الشعب القطري، وادعو الله أن يديم الأمن والأمان والسلام علينا وأن يكون في عون قيادتنا وأصحاب القرار في كل المجالات الذين يترجمون إستراتيجية قطر ويحولونها لواقع. بإذن الله إن الله استجاب لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله حين ختم خطابه بدعاء ( اللهم اجعلنا من الذين تحبنا شعوبنا ونبادلها حباً بحب)، فحب سموه وتقديرنا له وإيماننا بحكمة قيادته لا يشوبها شائب، وأثبتت مواقف قطر تجاه الأزمات والقضايا الدولية عمق سياستها وأثر دبلوماسيتها الممتازة مع الجميع، فهي تسعى وتجمع على الخير وتصالح وتفتح أبواب الحوار وتدعو للسلام وتحارب العنف والظلم، اللهم أدم علينا نِعمنا الوفيرة وفي مقدمتها قيادتنا الرشيدة بقيادة أمير البلاد المفدى. اليوم الوطني فرصة للتعبير عن مشاعر الحب التي يكّنها كل قطري وكل من يعيش على أرض قطر وكل حسب موقعه، فقطر وقيادتها يستحقون الحب والإخلاص والوفاء والعمل بجهد من أجل مستقبل زاهر ومتميز.

210

| 22 ديسمبر 2024

لنتَنافس بشرف

المنافسة في الأعمال، المشاريع والإنتاج بشكل عام بين الأشخاص والشركات والدول حق مشروع، وهي أساس للنجاح لأنها تحفّز المتنافس على التفكير في الجديد، وتساعده على الابتكار وخلق آليات مختلفة بل وتدفعه للتفكير خارج الصندوق ليحقق التميز والنجاح، والنجاح الفعلي يكون قائما على العمل بجد والإخلاص فيه وأن تكون الأفكار المقدمة والمعمول بها صادرة عن الشخص نفسه والأهم أن يستخدم طرقاً قانونية وأخلاقية في توصيل أعماله، وللأسف هذه الصفات أصبحت نادرة في أيامنا، فعلى العكس تماماً نرى أن المنافسة تشوبها الشبهات بل وتُعد من أبرز التحديات التي تواجه الأفراد والشركات على حد سواء، تتجلى هذه المنافسة في إساءة سمعة الآخرين، وسرقة الأفكار، وابتكار طرق غير أخلاقية لتحقيق النجاح، فمثلاً لا يتردد البعض في استدراج بعض الموظفين لمعرفة الخطط المستقبلية لأحد الاقسام أو المشاريع وعندما يعرف احدهم الفكرة يُسارع في تطبيقها أو تقديمها، الحال نفسه ينطبق على الأفكار فالبعض تخصصهم ابتكار الأفكار فنجد بعض المستغلين يقتبسون أفكارهم المبتكرة ويطبقونها دون أن يحفظوا الحقوق الفكرية لغيرهم مما يؤثر سلباً على العلاقات الإنسانية والإنتاجية. أمّا صور إساءة السمعة للمبدعين فهي أبشع ما يمكن أن يحدث، وتتمثل تلك الصور في نشر الشائعات المضللة حول زملاء العمل، والتحريض ضدهم لتقويض جهودهم، نقل أخبار كاذبة على لسان الزملاء وإلصاق تُهم عارية من الصحة وغيرها من الأساليب غير الأخلاقية التي يتبعها البعض، وتمثل هذه الأفعال انتهاكاً لأسس النزاهة التي يجب أن تسود في أي بيئة العمل. والسؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن التغلب على هذه الظواهر السلبية في المنافسة وجعلها شريفة، وإيجاد حلول من شأنها أن تساهم في بناء بيئة عمل أكثر صحية وأخلاقية، وربما أحد الحلول الناجحة توعية الطلاب في المدارس والجامعات على موضوع التنافس الشريف وتغذيتهم بالمبادئ والقيم التي من شأنها أن تجعلهم ينشأون على مبدأ التنافس الشريف ونبذ السرقات الفكرية والأدبية، فعندما يدخلون مجال العمل يكونون على وعي بما يدور حولهم، وفي مجال العمل من الضروري تعزيز ثقافة النزاهة والشفافية داخل المؤسسات وحث الإدارة العليا الموظفين على انتهاج الإخلاص في العمل وتجنب الممارسات اللاأخلاقية وغير الشريفة، وقد تكون الدورات وورش العمل مفيدة لتعزيز الأخلاقيات المهنية وتعليم كيفية التعامل مع المنافسة بشكل إيجابي، كما أن تشجيع الابتكار الجماعي، حيث يمكن للعاملين مشاركة أفكارهم بحرية ودون خوف من السرقة، مما يخلق بيئة تعاون مثمرة. يمكن أيضاً إنشاء نظام يتيح تبادل الأفكار والمشاريع، مع ضمان حقوق الملكية الفكرية للعاملين، وكلما كانت الإدارة منفتحة على الموظفين وتتعامل معهم بمبدأ الباب المفتوح والتعاون بين الفرق وتبادل الأفكار باحترام كلما حَفّز الموظفين في التنافس والتميز. وربما فرض عقوبات رادعة على الممارسات غير الأخلاقية وسيلة فعّالة للحفاظ على نزاهة العمل، من خلال تعزيز القيم الأخلاقية وبناء بيئة عمل داعمة، يمكن بذلك تجاوز تحديات المنافسة غير الشريفة، مما يفضي إلى نجاح مستدام للمؤسسات والعاملين فيها. التقليد أمر مذموم وفي عالم برامج التواصل الاجتماعي أصبح التقليد عادة لكسب متابعين أكثر أو للوصول للترند، فنجد أن كثيرا من المستخدمين للبرامج يقلدون بعض الشخصيات في محتواهم أو في طريقة ظهورهم والمشكلة أن البعض يُقلد في الظهور السيئ والذي لا يتماشى مع الأخلاق العامة وذلك فقط من أجل الشهرة، فهنا تُصبح المنافسة مُقززة! التنافس يجب أن يكون بشرف وبعيدا عن الطرق الملتوية وسرقة الافكار والمشاريع والإساءة لسمعة الآخرين أو التقليل منهم، كما أن نكران الجميل لمن قَدّم لنا يد العون في يوم من الأيام من أبشع الأمور التي تندرج تحت الخيانة وقلة الوفاء والتي يجب أن نتجنبها لأنها تجعل ناكر الجميل شخصا غير أمين ويصعب الوثوق فيه!

219

| 15 ديسمبر 2024

رزنامة قطر

أدرتُ حَلقة نقاش في مقهى الصحافة، الذي ينفذه المركز القطري للصحافة حول دور الإعلام الجديد في الترويج السياحي، وذلك بحضور شابين من صنّاع المحتوى في منصات التواصل الاجتماعي وهما سعود الكواري لمنصة ايش الجدول، وخليفة الهارون لشبكة منصات I love Qatar، وقد شرفّنا في المقهى سعادة الإعلامي القدير سعد الرميحي، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الإعلاميين والمؤثرين والمهتمين بالشأن الإعلامي والرقمي، ودار الحديث حول دور منصات التواصل الاجتماعي في خدمة السياحة ومساهمتها في تعريف الجمهور بالفعاليات المقامة وتغطيتها بطريقة احترافية وعرضها للجمهور مما يجعل الدوحة قِبلة للسياحة، خاصة وأن الطقس في هذه الفترة من السنة معتدل إلى بارد وتنشط فيها الفعاليات والأنشطة السياحية والثقافية والترفيهية، بالتأكيد أن للرياضة بكل أنواعها نصيبا في جذب السيّاح للبلد، وخلال الأسبوع الماضي شهدت الدوحة بطولة الفورمولا 1، التي استقطبت كثيرا من السياح المهتمين بالبطولة، ومن خلال منصة رزنامة قطر وموقع Visits Qatar يمكنكم معرفة كمّ الفعاليات التي ستشهدها الدوحة خلال الفترة القادمة من مهرجانات وحفلات ومعارض وغيرها، ولعل الحدث الأكبر هو احتفالات الدولة بذكرى التأسيس واليوم الوطني، والذي يصادف 18 ديسمبر، وستقام فعاليات متعددة في درب الساعي، وعدة مناطق متفرقة. وركزّت الدولة على السياحة تزامناً مع بطولة كأس العالم 2022، ونجحت في جذب السياح من كل دول العالم لما توفره من فعاليات ومناطق سياحية تُرضي جميع الأذواق والفئات، فمن يهوى البحر والبر بإمكانه الاستمتاع في مناطق مثل سيلين والعديد، ومن يهوى اكتشاف المدن والمقاهي والمراكز التجارية فتتوافر في الدوحة أفضل وأضخم المولات التي ترضي كل الأذواق، ومن يهتم بالفنون والتراث فسيجد في قطر مراده في المتاحف والمعارض الفنية التي تعمل بشكل مستمر طوال العام في أكثر من مكان مثل الحي الثقافي كتارا ومركز مطافي، أمّا أماكن المشي والاستمتاع بالأجواء فهي كثيرة مثل الكورنيش وسوق واقف ومنطقة مشيرب والحزم وجزيرة المها واللؤلؤة البيرل ولوسيل ومناطق كثيرة يمكن للسياح قصدها للقضاء وقت ممتع وعمل أنشطة متعددة، وبالنسبة للأطفال فتنتشر العديد من الألعاب في المولات أو بعض المناطق السياحية والفنادق وحدائق الألعاب، ومؤخراً تم الإعلان عن مشروع سميسمة أرض الأساطير والمتوقع أنه سيكون وجهة سياحية ترفيهية للعائلات المحلية والخارجية. في العقد الماضي كانت الدوحة تعتمد على سياحة المؤتمرات، ونجحت في ذلك لكثرة المؤتمرات التي تنفذها والتي يحضرها المشاركون من كل دول العالم، أما الآن وبفضل الإدارة الجديدة لقطر للسياحة وبإدارة سعادة السيد سعد بن علي الخرجي رئيس قطر للسياحة وفريقه تَشهد قطر نمواً غير مسبوق في المجال السياحي لاسيما وأن البنية التحتية مكتملة منذ 2022 والدولة مهيأة لاستقبال ملايين الزوار، كما أن معالم إستراتيجية السياحة واضحة وفي طريقها السليم، وفي تصريح لسعادة سعد بن علي الخرجي أكد على أن الدوحة في يناير الماضي استقبلت 702.800 زائر، وذلك بالتزامن مع كاس آسيا قطر 2023، وهو رقم قياسي لشهر واحد. وما زالت قطر للسياحة تعمل على كثير من الخطط السياحية لتحقق إستراتيجيتها وفقاً لرؤية قطر 2030. ونظراً لتنوع الجمهور المستهدف من الفعاليات السياحية، فلابد من تنوع الفعاليات لتلبي كل الأذواق، خاصة وأن الشعب في قطر مزيج من الثقافات والجنسيات المتنوعة، والتي بحاجة إلى فعاليات تناسبها وتناسب ثقافتها، وهو أحد المتطلبات السياحية، فالبعض لا يتقّبل فكرة العروض والفعاليات الفنيّة الأجنبية والتي هي موجهة لجمهور معين ليس بالضرورة أن يعرفها كل المواطنين ولا مطلوب منهم حضورها، فعلينا تَقّبل ذلك طالما أن البلد يسعى لجذب السيّاح من كل الجنسيات والثقافات، ويمكننا حضور ما يناسبنا من فعاليات وترك الباقي لمن يرغب في حضورها، فإرضاء جميع الأذواق وتلبية مجمل الاهتمامات ضروري للعاملين في القطاع السياحي. نشدُ على يد القائمين على السياحة في قطر، ونتمنى لهم التوفيق في خططهم ومشاريعهم القادمة التي تُنشّط السياحة الداخلية وتستقطب السيّاح من كل دول العالم. نمتلك مقومات طبية هائلة ومستشفيات وعيادات خاصة تضم أحدث التقنيات والأجهزة الطبية، وأعتقد أنه من الضروري وضع خطط تسويقية لتنشيط السياحة العلاجية في قطر، لتكون وجهة سياحية ترفيهية، ثقافية، تجارية وعلاجية. بعض إعلانات الفعاليات لا تصل للجمهور، وربما يسمع عنها البعض بعد انتهائها، فمن الأفضل تكثيف الترويج للمنصات التي يتم فيها إعلان الفعاليات لتصل أخبارها للجميع ويُقبل عليها الجمهور أكثر.

522

| 08 ديسمبر 2024

إعلانات اليوم

سابقاً كانت تتفنن الشركات في صياغة إعلاناتها التجارية لإيصال منتجاتها للجمهور، خاصة وأن للإعلان دورا هاما في الترويج عن المنتج والإقبال عليه واقتنائه أو تجربته، كما أن التسويق علم منفرد يُدرس في الجامعات العالمية لما له من أهمية على المستهلكين لاسيما إن كان الأسلوب المستخدم صحيحا ومقدما بطريقة جذابة تلعب على نفسية المستهلك، ولا يمكن لأي شركة مهما وصل صيتها أن تستغني عن التسويق والإعلانات، لأن الشركات المنافسة والتي قد تكون أقل منها مستوى والمهتمة بالتسويق قد تتفوق عليها بسبب الإعلان، ولو استعرضنا تطور الإعلانات لوجدنا كيف كانت عبارة عن مشهد من فيلم أو مسلسل أو ربما مضحكة بالنسبة لوضعنا الحالي، والإعلان قد يكون على شكل فيديو أو صور أو ربما وجود شخصيات معينة تروج له، وفي عالم شبكات التواصل الاجتماعي نجد أن معظم الشركات تلجأ لبرامج الإنترنت للترويج فما أن تفتح برنامج إلا وتجد للإعلانات مكانا في الصفحات أو قبل مقاطع الفيديو مثلاً، ومؤخراً تم الاعتماد بشكل كبير على شخصيات مستخدمة لشبكات التواصل الاجتماعي (بلوقرز) وفي رواية أخرى (فاشنيستا) نظراً لتواجدهم على شبكات التواصل الاجتماعي بشكل مكثف ولديهم جمهور متفاعل بشكل أسرع ربما من أي وسيلة إعلامية أخرى، وهذا ما دفع البعض إلى رفع أسعاره للإعلانات، فالبلوقر الذي سيقدم إعلانا لمتابعيه بغض النظر عن عددهم فهو سيقوم بالتأثير عليهم لتجربته للمنتج وسيستخدم هاتفه وخدمات الإنترنت الخاصة فيه كما أنه سيذهب للمكان المراد الإعلان عنه، فلا بد من مكافآته، ولو فكرنا بأنه سابقاً كانت الشركات والمؤسسات تقوم بدفع مبالغ خيالية لشركات الإنتاج لتصوير إعلان تلفزيوني ودفع مبالغ أخرى للحملات الإعلانية في الصحف والقنوات، فالمبدأ نفسه مع البلوقرز أو كما يسميهم البعض (مشاهير التواصل الاجتماعي)، أثبتت التجارب الحالية أن قدرة البلوقرز على التأثير على المستهلكين أكبر من الإعلان التلفزيوني فالبلوقرز يقومون بعرض رأيهم وتجربة المنتج أمام الجمهور وبإمكانهم رؤية المنتج عن قرب، والناس عادة تحب أن تسمع آراء الآخرين وتتأثر شريحة كبيرة بذلك فيقبلون على المنتج ويشترونه وربما يعجبهم أو لا يعجبهم فهنا ندخل في موضوع الإعجاب بالشيء وهو نسبي من شخص لشخص، ولكن البلروقر لم يجبر المتابعين على شراء المنتج ولكن رأيه دفعهم وهنا تأتي ثقافة المستهلك ومدى وعيه في احتياجه لهذا المنتج أم لا، فالبعض للأسف مهووس بالشراء ويمكن أن يطلب كل ما يعرض عليه سواء كان مناسباً ومحتاجاً له أم لا، والبعض يتأنى وربما يجرب المنتج عند أحد أصدقائه قبل شرائه لتحديد احتياجه وإعجابه به أم لا، خاصة أنه ليس كل ما يتم الإعلان عنه يكون بجودة عالية أو منتجا مفيدا للجميع وبعض البلوقرز لا يهمهم جودة المنتج فهم في النهاية يقدمون إعلانا مدفوعا وربما لن يستخدموا المنتج أو لن يعودوا للمطعم ذاته بعد ذلك فمهمتهم تقديم إعلان وكفى. على المستهلك أن يكون أكثر وعياً أثناء تعرضه للإعلان بحيث لا يتأثر بشكل أعمى ويميز بين ما يحتاجه ويعجبه وبين ما يعرضه المعلنون ولا يقتني ما يُعرض فقط لمجرد التقليد فكثير من المنتجات لا تتناسب معه ولا يحتاجها ولكن تأثير الاعلان دفعه لشراء المنتج.

483

| 01 ديسمبر 2024

القوة الناعمة للمرأة

عُقِدَ في العاصمة الروسية موسكو المنتدى الدولي الثالث «المرأة الألفية الثالثة» تحت رعاية السيدة إلفيا اميروفا رئيسة الاتحاد النسائي الدولي - لمنتدى امرأة الألفية الثالثة، وتَضمَّن جلسات نقاشية للعديد من المشاركات من جنسيات مختلفة، منها الحركة النسائية والعالم الحديث، القوة الناعمة للدبلوماسية، الشراكة الدولية للمجتمع النسائي في تنفيذ المبادرات في إطار جمعيات التكامل العالمي والإقليمي، كما ناقش الحضور عصر التغيير في عالم متعدد الأقطاب، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتعاون مع المجتمعات المهنية، وعلى هامش المنتدى أُقيم معرض «على يد امرأة» حيث عرضت النساء الروسيات منتجاتهن ومشاريعهن الصغيرة والتي تنوعت بين صناعة المجوهرات اليدوية، قطع الصوف، الأشغال اليدوية والإكسسوارات، حقائب جلد ومنتجات غذائية، حلويات وأنواع الشاي المحلي وغيره، كما صاحب المنتدى معرض للصور تم التقاط الصور من النساء في السلك الدبلوماسي، وتم توزيع جوائز لأفضل صورة لمسابقة التصوير الدولي تحت عنوان الأم والأطفال بالأزياء الوطنية، حَضَر المنتدى العديد من نساء الأعمال والأعلام وشخصيات رائدة في مجالات متنوعة مثل الطب والهندسة والتصميم والتجميل والعقارات وغيرها، وتم طرح أوراق عمل متنوعة حسب التخصصات والخبرات. وقد شاركتُ في كلمة الافتتاح التي تضمنت تجربة قطر في تمكين المرأة في كل المجالات حيث تتمتع المرأة بمكانة خاصة في المجتمع ولها دور بارز في مختلف المجالات منها: التعليم، العمل، المشاركة السياسية، الصحة، القوانين وحقوق المرأة، التشريعات والقوانين، المبادرات (المؤسسات الاجتماعية) والمبادرات الدولية، كما تَطّرقتُ للتحديات التي تواجهها المرأة حول العالم، ودور شبكات التواصل الاجتماعي في إيصال صوت المرأة ونشر التوعية حول قضاياها وحقوقها. أمّا ورقة العمل التي طَرحتها فتناولت موضوع القوة الدبلوماسية الناعمة للمرأة وعرضتُ عرضاً توضيحياً عرّفتُ فيه معنى القوة الناعمة أو الـ (Soft Power) حيث يشير إلى القدرة على التأثير في الآخرين من خلال الجاذبية والثقافة والقيم بدلاً من استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية، وتشير الدبلوماسية الناعمة للمرأة إلى كيفية استخدام النساء لمهاراتهن ومواردهن في تعزيز السلام، والمساهمة في حل النزاعات وتعزيز التفاهم المتبادل، وتَطرقتُ إلى مواقع الدبلوماسية الناعمة للمرأة خاصة وأنها تمثل جانباً مهماً في بناء عالم أكثر سلاماً وتعاوناً، وتعكس الصوت النسائي في الشؤون الدولية، وعرضتُ بعض الشخصيات العالمية التي كان لها دور بارز في القوة الناعمة، وتناولتُ في ورقة العمل أيضاً تعزيز القوة الناعمة الدبلوماسية للمرأة في شتى المجالات مثل المفاوضات، التعليم، المطالبة بحقوقها، وسائل التواصل الاجتماعي. تضمنت ورقة العمل القوة الدبلوماسية الناعمة للمرأة في قطر، وتعرضّتُ لتجربة المرأة القطرية بدءا من كونها أما ومربية في البيت إلى تقلُّدها المناصب العليا في البلد، وعرضت بعض الشخصيات القطرية المؤثرة والملهمة وذات الريادة. ورغم كل النجاحات التي تقدمها النساء حول العالم إلا أن التحديات ما زالت قائمة مثل التمييز القائم على الجنس والعنف ضد النساء لاسيما النساء في مناطق الحرب مثل فلسطين ولبنان والسودان وغيرها من المناطق المتنازع عليها حيث تكون المرأة الحلقة الأضعف وتُحرم من حقوقها. وختمتُ الورقة بوصية للمرأة بأن تتحدى الصعاب لتشارك في تنمية المجتمع فهي تستطيع إحداث تغيير مجتمعي وعالمي طالما أنها قادرة على التغيير في البيت، وذلك لن يكون إلا بالتسلح بالعلم والمعرفة وعدم الاستسلام. كانت فرصة مثمرة المشاركة في المنتدى الدولي الثالث «المرأة الألفية الثالثة» حيث تبادلنا الخبرات مع سيدات الأعمال في روسيا، وعرضنا التجربة القطرية الناجحة لتمكين المرأة.

987

| 24 نوفمبر 2024

المسافة الآمنة

في كل مرحلة عمرية يتعلم الإنسان مبادئ وعادات جديدة، ربما يجاهد نفسه ليتعود عليها أو يجد نفسه مجبولا عليها بناء على تراكمات التجارب التي مر بها والتي حتماً تُشكل ملامح شخصيته الجديدة في تلك المرحلة، يولد الإنسان على العفوية والطبيعية في التعامل، وتُشكل تربية الأهل شخصيته الطفولية ويتم غرس القيم والعادات فيها بناء على وجهة نظر وتوجهات الأسرة، وكلما تَقّدم الإنسان في عمره ودخل مرحلة جديدة أضاف سلوكيات وعادات جديدة لشخصيّته، وبالتأكيد ليست كل التجارب التي يمر بها سعيدة بل مع الأيام يكتشف شخصيات أنانية، غير سوية، تحمل بداخلها شراً يؤذي العالم، فالعالم مليء بكل أنواع الشخصيات البعض منهم يسعى للخير ويمتاز بالطيبة، ويراعي الله في تعاملاته والبعض الآخر على العكس تماماً، فنجده يتفنن في أذية الناس وربما أقربائه أو اصدقائه ولا يحفظ العلاقات الاجتماعية التي تربطه بهم، ناهيك عن أولئك المنافقين الذين يأتونك بوجه محب، ويدّعون خوفهم عليك وفي الخفاء يسيئون لسمعتك وتحزنهم سعادتك، ويبحثون عن عثراتك ليضحكوا عليها، ويتمنون زوال الخير عنك، وحمداً لله أن الأرزاق بيد الله لأن هؤلاء المرضى سيمنعون عنك الرزق بكل أشكاله لو كانت لديهم القدرة! ومع انتشار منصات التواصل الاجتماعي زاد الحسد وذلك لانفتاح الناس على حياة بعض، فمن مميزات تلك المنصات مشاركة التفاصيل اليومية مع الأصدقاء ورغم أنها ميزة إلاّ أنها تنقلب إلى سيئة لأن فضول البعض يجعلهم يراقبون ويحسدون الآخرين على يومياتهم وسفراتهم وطريقة حياتهم، بل يحسدونهم على هدوئهم وربما كوب القهوة الذي يحرصون على تناوله، لذلك عزَف البعض عن مشاركة يومياته لكثرة المواقف السيئة التي واجهته والتي يعتقد أنها من الحسد وعيون الناس مما أثر على تعاملاته مع الناس لأنه أصبح حساسا لكل تعليق ولكل كلمة ترد من متابعينه، وهنا ندخل في موضوع آخر ذي صلة وهو الهوس في تدوين التعليقات والتنمر على ما ينشره الناس في المنصات، فطالما أن المتابع غير مستمتع بالمحتوى فيمكنه إلغاء المتابعة أو عدم التعّرض للمنشور عوضاً عن التنمر على الشخص وتدوين تعليقات مُسيئة تصل للسب والقذف أحياناً، ففي رأيي أن من يدون تلك التعليمات المسيئة يعاني من نقص ويفرغّه في تلك التصرفات لجذب الانتباه ! تعلمت من العلاقات الاجتماعيّة التي مررت بها، أن تخصيص مسافة آمنة بيني وبين الناس أمر مريح جداً، ويحافظ على الخصوصية التي يهوى البعض اختراقها بفضوله، بل البعض لابد وأن نضع له حدا، لأنه لم يستوعب تلك الخصوصية فيطرح أسئلة تفصيلية ودون خجل عن حياتنا رغم أننا لا نسأله عن أي أمر خاص، بل يسعى لإخفاء تحركاته وأموره لكن فضوله يحركه لمعرفة أخبار الآخرين، ومثل هذه النماذج مزعجة جداً وتتمنى لو نتخلص منها للأبد! الحياة رحلة فيها المتعة وفيها التحديات والصعوبات، وبعض البشر في حياتنا يجعلونها هيّنة ومريحة، والبعض الآخر يجعلونك تكره اللحظة التي جمعتكَ بهم، لذلك ضع حدودا لكل من يحاول التلصص على حياتك، وحط نفسك بسدٍ منيع، فالقلوب متغيرة ومن يهواك اليوم قد يكون عدوك غداً فلا تأمن له! لا تأتي بفعل على الآخرين وأنت لا تقبله على نفسك، فالناس ايضاً لديها أحاسيس ومشاعر ومحبون وأهل، فكن مهذباً في تعليقاتك وتجنب الفضول والتنمر والعبارات المسيئة التي تكشف عن خلل في أخلاقك ونقص في شخصيتك!

381

| 17 نوفمبر 2024

الخامس من نوفمبر

في خطوة تاريخية تعكس روح المشاركة الشعبية في دولة قطر، شهد يوم الثلاثاء، 5 نوفمبر، استفتاءً تاريخياً شارك فيه المواطنون القطريون للتصويت على تعديلات بعض المواد في الدستور، وذلك بعد دعوة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في كلمته التي ألقاها في افتتاح الدورة ال 53 لمجلس الشورى في الخامس عشر من أكتوبر لعام 2024، حيث أعلن صاحب السمو عن مشروع التعديلات الدستورية والتشريعية التي تحقق المصلحة العليا للدولة، وتعزز من قيم العدل والمساواة في الحقوق والواجبات بين أفراد المجتمع القطري، حيث وجه صاحب السمو إلى العودة إلى نظام تعيين أعضاء مجلس الشورى، وأوضح صاحب السمو أن الغاية من هذه التعديلات الدستورية والتشريعية الحرص على وحدة الشعب من جهة، والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات من جهة أخرى، كما أشار صاحب السمو في خطابه أن الوحدة الوطنية هي مصدر قوتنا كقطريين بعد التوفيق من الله سبحانه وتعالى، في مواجهة كل التحديات التي مرت بها قطر، ولذلك تتم مراجعة التجارب بحيث تكون الوحدة والتماسك الوطني فوق كل اعتبار، كما دعا صاحب السمو في نهاية خطابه المُوقّر المواطنين والمواطنات للمشاركة في الاستفتاء الشعبي بعد مناقشة التعديلات الدستورية، وفعلاً تم تحديد يوم الخامس من نوفمبر 2024، ذلك التاريخ الذي سيُحفر في ذاكرة الأجيال، حيث لبى المواطن القطري دعوة صاحب السمو للاستفتاء، وتوافد المواطنون والمواطنات على مقار الاستفتاء التي انتشرت في معظم المجمعات التجارية والأندية وغيرها، كما توفر التصويت عبر موقع مطراش أو عبر المرور بالسيارة، وتمت عملية الاستفتاء بشكل سهل وسلس ودون ازدحام ولم تستغرق أكثر من دقيقة، وهنا أود الإشادة بوازرة الداخلية وعلى رأسها سعادة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني وزير الداخلية الذي أشرف على إجراءات عملية الاستفتاء وظهرت بهذا الشكل المنظم، المتطور تكنولوجياً، والذي يضمن النزاهة والمصداقية في النتائج، كما عملت اللجنة المشرفة على الاستفتاء بشكل مهني بحيث أعلنت النتائج قبل منتصف الليل والتي كشفت عن عدد المشاركين في الاستفتاء العام 84%، ونسبة الاصوات الموافقة من الأصوات الصحيحة 90.6%، نسبة الأصوات غير الموافقة 9.2%، و1.8 % نسبة الأصوات غير الصحيحة، وبذلك تكون النسبة العظمى موافقة على التعديلات الدستورية والتشريعية، مما يعكس وعي المواطنين بحقوقهم وأهمية مشاركتهم، وفي اليوم التالي صادق صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، على التعديلات الدستورية لسنة 2024 على الدستور الدائم لدولة قطر. أبرز الاستفتاء أهمية المشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات المصيرية التي تؤثر على مستقبل الوطن، لاسيما وأن التعديلات الدستورية تهدف إلى تعزيز مبدأ العدل وسيادة القانون وتسعى للمحافظة على تطلعات المواطنين في العيش في مجتمع متماسك قوي دون انقسامات طبقية، مما يزيد من لُحمة أفراد المجتمع مع قيادتهم. وللتعديلات الدستورية أهمية في قطر فهي تعزز مفهوم الشراكة بين الحكومة والمواطنين، حيث يتمتع المواطنون بفرصة أكبر للإدلاء بآرائهم والمشاركة في صياغة السياسات التي تؤثر على حياتهم اليومية، كما تساهم التعديلات في تعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي، إذ إن تعزيز المشاركة الشعبية يجعل من الممكن معالجة القضايا بطرق أكثر توافقية وفعالية. ومن الجدير بالذكر أن هذه التعديلات تأتي أيضًا في سياق رؤية قطر الوطنية 2030، التي تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز روح المواطنة، إن إشراك المواطنين في مثل هذه القرارات يعكس التزام القيادة بتطوير المجتمع وتحقيق تطلعات أفراده. كما أن الانعكاسات الاجتماعية للتعديلات إيجابية، فزيادة الوعي والمشاركة السياسية تساهم في خلق مجتمع أكثر انخراطاً ووعياً بقضاياه، علاوة على ذلك، فإن تعزيز الحقوق والحريات يمكن أن يؤدي إلى تحسين جودة الحياة، حيث يشعر المواطنون بأنهم جزء من الوطن ولهم دور فعال في تشكيل مستقبله. استفتاء 5 نوفمبر يعد علامة فارقة في تاريخ قطر، وهو ليس مجرد إجراء قانوني، بل هو رمز للتغيير الإيجابي والمشاركة الفاعلة للمواطنين، إن انخراط القطريين في مناقشة مستقبلهم عبر تلك التعديلات يعكس تطلعاتهم وأملهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك. • أثبت وسم «لبيه سمو الأمير» الذي تَصدر منصة x مدى التفاف المجتمع القطري حول قيادته، وإيمانهم بحكمة قرارات الحكومة التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن، كما عبّر عن رضا المواطنين من إشراكهم في رسم ملامح الدستور بما يخدم مواطنتهم ومستقبل الأجيال. • في كل ظرف وطني تَمر به قطر، نحمد الله على النعم العظيمة التي نتمتع بها وعلى رأسها القيادة الحكيمة والرشيدة التي يتمتع بها قائدنا سيدي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، الذي يأخذنا وبلادنا لمحطة جديدة من الأمان والسلام.

543

| 10 نوفمبر 2024

اللغة الأم

شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، افتتاح مؤتمر الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة تحت عنوان «الأسرة والاتجاهات الكبرى المعاصرة»، وأكدت صاحبة السمو في كلمة الافتتاح أن «هناك ثمة تحدياً آخر يواجهنا كعرب يتمثل في الدفاع عن مكانة اللغة الأم في حياتنا ووجداننا ومناهجنا التعليمية، فاللغة العربية جوهر هويتنا والحامل الحضاري لتاريخنا وقيمنا وحكمة أسلافنا وخصوصياتنا الثقافية، ولا يعني الاعتزاز باللغة العربية تعصباً يمنعنا من تعلم لغات أخرى تعمق معارفنا ولكن القول الفصل ألا تأخذنا اللغة التي نتعلمها بعيداً عن لغتنا الأم». وأوضحت قائلة: «وبكلمات أخرى، يجب ألا تزعزع اللغات الأخرى مكانة لغتنا وتحل محلها. ولا يسرني ما لاحظته عندما شاهدت وسمعت شبابا عربا، من الجنسين، يستخدمون اللغة الإنجليزية في التواصل اليومي ويدعون، بلا حياء، أنهم بهذه اللغة يعبرون عن أنفسهم بشكل أفضل مما يفعلون بلغتهم العربية، ولعل أخطر ما يمكن أن تتعرض له اللغة العربية أن يهجرها أبناؤها وهم في بيئتهم الثقافية». ونبهت صاحبة السمو إلى أن «اللغة العربية هي نحن»، وبدونها نغدو هجينا بلا هوية، وهذا هو التحدي الثالث، لأن اللغة هي الوعاء الذي تتشكل فيه ثقافتنا، وبالاثنتين معا، اللغة والثقافة، تصاغ هويتنا. لذا لا خيار أمامنا لحماية كياننا الوجودي سوى حماية لغتنا العربية والاعتزاز بها، وصيانة ثقافتنا من الهجوم الكاسح للثقافات الأجنبية، فاللغة العربية هي كل ما تبقى لنا كعرب في الدفاع عن هويتنا ووجودنا القومي، بعد أن اختفت أو تراجعت العناصر الوجودية الأخرى وهمشت المرجعيات القيمية». واللغة العربية من أهم اللغات في العالم، إذ تُمثل جزءًا حيويًا من الهوية الثقافية والتاريخية للأمة العربية، وتعكس اللغة غنى التراث العربي من أدب وشعر وفنون، وهي وسيلة للتواصل بين الشعوب الناطقة بها، ويعتبر تعليم الجيل الجديد اللغة العربية ليس مجرد ضرورة أكاديمية، بل هو واجب ثقافي يعزز الانتماء ويكرس الهوية، كما تساعد اللغة العربية في بناء شخصية الطفل، إذ تسهم في تطوير مهارات التفكير النقدى والتعبير عن الذات، كما أن إلمام الشباب باللغة العربية يعزز الفهم العميق لتراثهم الثقافي والتاريخي، مما يسهم في تقوية الروابط الاجتماعية والشعور بالانتماء. علاوة على ذلك، تعد اللغة العربية مفتاحًا لفهم القضايا الراهنة، فمع تصاعد العولمة، يصبح من المهم الحفاظ على لغة الضاد كوسيلة لحماية الهوية والثقافة، لذا، يُنصح بأن تُخصص الجهود والموارد لتعزيز تعليم اللغة العربية، سواء في المناهج الدراسية أو في الأنشطة المجتمعية، انطلاقًا من أهمية الدور الذي تلعبه في تشكيل الهوية العربية واحتفاظها بقيمها وتراثها. تعتبر اللغة العربية من أهم العناصر التي تسهم في الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية، فهي وسيلة التعبير عن الثقافة، فاللغة العربية تحمل في طياتها تراثًا ثقافيًا عريقًا يتضمن الأدب والفنون والعادات والتقاليد، مما يساعد في نقل الهوية الثقافية للأجيال الجديدة، واللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، هذا يجعل من تعلمها وقراءتها جزءًا أساسيًا من العبادة والهوية الإسلامية، تاريخياً، كانت اللغة العربية لغة العلم والمعرفة، حيث ساهم العلماء العرب في مجالات متعددة مثل الرياضيات والطب والفلسفة. وعليه لابد من المحافظة على اللغة العربية من التشويه والإهمال، فالأجيال الجديدة ابتعدت كثيراً عن اللغة ويؤسفني عندما أسمع أما قطرية تتحدث مع أطفالها في الأماكن العامة باللغة الإنجليزية فهي بذلك تساهم في طمس اللغة العربية وتُبعد أبناءها عن هويتهم العربية، فدور الأهل مهم جداً في المحافظة على الإرث اللغوي العربي، والطفل بإمكانه تعلم لغات عدة في صغره مع المحافظة على لغته الأم وهذا ما يجب أن تحرص عليه العائلات العربية. • إن لم نحترم هويتنا العربية لن نجد الاحترام من الشعوب الأخرى المتمسكة بلغتها وثقافتها وعاداتها وإن كانت متعددة الثقافات واللغات.

561

| 03 نوفمبر 2024

شهر التوعية

يُخصص شهر أكتوبر للتوعية من مرض سرطان الثدي في كل أنحاء العالم، وينتشر اللون الوردي في معظم المستشفيات والأماكن العامة، وتسعى الجهات الصحية في كل بلد إلى إطلاق حملات خاصة ومكثفة للتوعية بسرطان الثدي لتشجيع المرأة على الفحص المبكر لتحاشي الإصابة بالمرض، وأخذ الاحتياطات اللازمة ومعرفة العلاج في حالة الإصابة به. كما أن التوعية مستمرة دائماً بمرض السرطان بشكل عام لاسيما الأمعاء والتي ركزت عليها مؤسسة حمد الطبية خلال الفترة الماضية بالإضافة للتوعية بسرطان الثدي، وذلك بتوزيع كتيبات تشرح كيفية الكشف عن المرض وأعراضه وطريقة أكتشافه، وتأخذ التوعية أشكالاً متعددة مثل إنتاج برامج متخصصة إذاعية وتلفزيونية وتقارير صحفية، بالإضافة إلى المحاضرات والندوات والنقاشات المفتوحة مع الأطباء والمتخصصين أو شخصيات عامة أصيبت بالمرض أو شخصيات إعلامية داعمة للحملات الوطنية، وتوعية الطلبة في المدارس والجامعات من الأمور الضرورية أيضاً، حيث بإمكانهم توعية كبار السن في عائلاتهم، ولينشئوا على ثقافة صحية تجعلهم واعين لأي تغيير يحدث في أجسامهم وبالتالي الفحص وعمل اللازم. البعض يعتقد أن مرض السرطان مرض قاتل، وأنه ميت لا محالة مجرد أن يصاب به، إلا أن أسباب الموت كثيرة وأحياناً لا يكون هناك سبب أصلاً فموضوع الموت بيد الله تعالى ولا يمكن توقعه، ولكن الأعمال في علاج المرض يؤدي للموت لا محالة، فلا يجب أن نؤدي بأنفسنا للتهلكة فمتى شعر الإنسان بأعراض غربية في جسمه أو عانى من تعب ما، يجب أن يبادر بعمل الفحوصات اللازمة للتأكد من سلامته، أما إذا كان حاملاً للمرض فعليه الخضوع للعلاج بشكل سريع وعدم التباطؤ فيه حتى لا يزيد المرض وتسوء الحالة، والأهم من ذلك الهدوء النفسي الذي يجب أن يتحلى به المريض، والابتعاد عن القلق والتوتر وأخذ العلاجات في أوقاتها والتقييد بنظام غذائي ونمط حياة صحي، وممارسة التمارين الرياضية والتعرض لنماذج إيجابية أصيبت بالمرض وشفيت منه أو ما زالت تتعالج منه للاقتداء بها، وربما حضور جلسات تنشط التفكير الإيجابي وتنمي الذات وتسهل التعامل مع المرض والأهم ممارسة الحياة بشكل اعتيادي والمشاركة المجتمعية والابتعاد عن الانطواء والوحدة. البعض يتحاشى الطبيب والفحوصات وان عانى من بعض الآلام والبعض قد يكون معرضا للمرض بحكم الوراثة فيتجنب الفحوصات وفي نظره أن لا يعلم أفضل من أن يعلم ويدخل في دائرة العلاج نظراً لأنه شهد على علاج أهله، وهذا خطأ كبير فيفترض أن يقوم بالفحص الدوري لضمان سلامته ولتلقي العلاج بأسرع وقت ممكن والسيطرة على المرض في حال إصابته به لا سمح الله. * نحن نتحمل مسؤولية صحتنا، وبما أن الجهات الصحية تقوم بالحملات التوعوية والدولة توفر العلاجات اللازمة سواء داخل الدولة او خارجها فكل ما علينا المحافظة على صحتنا والابتعاد عن مسببات هذه الأمراض والوقاية منها بالفحوصات المبكرة للسيطرة عليها في حال الإصابة بها. *تحية للجمعية القطرية للسرطان على الجهود التي تبذلها لتذليل الصعوبات التي تواجه مرضى السرطان والمساعدات التي تقدمها لهم. • مشاركة تجربة المرض وتفاصيلها مع الآخرين تخفف من الألم، وتعزز الإيمان بالله والثقة وتجعل المريض يشعر بالارتياح وفي الوقت نفسه يتم توعية باقي النساء لذلك نأمل من الناجيات من المرض مشاركة تجاربهن مع رحلة العلاج وعدم الخجل من المرض.

1437

| 27 أكتوبر 2024

alsharq
من فاز؟ ومن انتصر؟

انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت...

7071

| 14 أكتوبر 2025

alsharq
الكرسي الفارغ

ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...

2991

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
معرفة عرجاء

المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....

2856

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
النعش قبل الخبز

لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...

2586

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
نموذج قطر في مكافحة المنشطات

يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...

2556

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يصنع التاريخ

في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...

2127

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
قادة العالم يثمّنون جهود «أمير السلام»

قمة شرم الشيختطوي صفحة حرب الإبادة في غزة.....

1623

| 14 أكتوبر 2025

alsharq
ملف إنساني على مكتب وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة

في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...

1401

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
مواجهة العزيمة واستعادة الكبرياء

الوقت الآن ليس للكلام ولا للأعذار، بل للفعل...

1251

| 14 أكتوبر 2025

alsharq
العطر الإلكتروني في المساجد.. بين حسن النية وخطر الصحة

لا يخفى على أحد الجهود الكبيرة التي تبذلها...

1128

| 14 أكتوبر 2025

alsharq
وجبات الدايت تحت المجهر

لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...

960

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
أين ربات البيوت القطريات من القانون؟

واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...

837

| 21 أكتوبر 2025

أخبار محلية