رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

1210

غانم السليطي يطرح الوجع ويمسك بالمسرح وجمهوره "رؤية نقدية"

30 يناير 2018 , 07:30ص
alsharq
 جهاد أيوب

رؤية نقدية لمسرحية شللي يصير 3

سينوغرافيا غاية بالجمال رغم إشكالية الديكور الزماني والمكاني البيئي

في هذه الزاوية النقدية، نعرج على ممثلي وسينوغرافيا مسرحية شللي يصير، إذ جاء الفنان الكبير غانم السليطي ذاك الباحث الدائم، رجل في مسرح، ومسرح في رجل، متمتعاً بمقدرة عجيبة في امساك المسرح وفي التواصل السريع مع الجمهور، وغانم المخرج يعرف تحريك شخوصه، ويراقب حتى خلال العرض، ويبحث عن اضافات لفريقه، وهذه تطعم العمل بالمحبة والحسم، وغانم المؤلف يسرق حالات الواقع ويترجمها مكتوبة شكلاً ومضموناً.

هدية سعيد، عائدة محملة بماضيها، واثقة الحركة والنطق، شخصيتها في الاداء الصوتي، تشعر حينما تقول جملتها كأنها تغني، تأخذك من الكوميدا إلى التراجيديا بخفة وبسرعة، متمكنة لكونها فنانة ممثلة بجدارة، وتواضعها مع فريق العمل، والتهذيب في تعاملها يفرض علينا احترامها فنياً وانسانياً!

جاسم الانصاري، رشيق، متمكن من تحريك جسده، يلعب على المسرح براحة، هو فنان يرسم لأن يحتل مساحة كبيرة في الفن الخليجي اذا اتيحت له الفرصة، والجميل ان المسرح يحبه، وعليه استغلال ذلك، وعيبه في هذا العرض انفلات بعض الكلمات منه لتصلنا غير واضحة، وعدم تماسك نفسه اذا تم الارتجال من الزملاء مباشرة...تزاوج النفس مع الحركة، والنطق مع الجسم مطلب فنان المسرح في كل زمان!

فهد القريشي، موهبة قوية، ثاقبة، مجتهدة، ورشيقة، وقدم كاركتر العجوز بتقنية عالية، لديه مقدرة على التلوين، رغم امساكه بالمسرح خلال مشهده الوحيد، وتمسكه بالشخصية المركبة كان يحتاج إلى مساحة أكبر، وبجرعة كوميديا اطول.

مشعل المري، شاب نشيط، ومستمع جيد، حضوره المسرحي محبب، يتنقل برشاقة، يؤدي ما يطلب منه ولا يضيف، وهذا خطأ، عابه طريقة استخدام صوته فكثير من المفردات لم تصلنا لسرعة نطقها...مع الزمن سنجد لهذا الممثل حضوره الجيد.

خالد ربيعة، الهضامة، الرشاقة، وتأدية الدور بعباطة ذكية، فنان ينعش المسرح، ويجمله.

بو هلال، منذ زمن لم اشاهده، هو اليوم يقف واثقاً، يرسم خطواته، ولم يعد يؤمن بالانفلات على الخشبة، جسد ما طلب منه برشاقة وخفة، اضاف نكهة جميلة ومؤثرة ومحببة رغم مروره بمشهد يتيم لكنه فاعل.

خالد خميس، وعبدالله العسم، واسماعيل القصاص، و مايا وجوه محببة، قدمت ادوارها بنجاح، وبما استطاعوا، ولم يصيبونا بالانزعاج.

السينوغرافيا، مشغولة بدقة، ومن اجمل ما يكون حينما زاوجت البحر مع البر، وتحديداً في الفصل الاول. وكنت اتمنى ان يتصالح الديكور مع الاضاءة وبالأخص في المشهد الاول من الفصل الاول خلال اجتماع التأمر، فهنا بقيت الاضاءة مسطحة على كافة المسرح، مع ان المطلوب ان تصبح صفراء أو بيضاء مع خلفية سوداء لتغطي طاولة المتأمرين وحركة الممثلين، وتعاود إلى التسطيح الضوئي حينما يدخل الموظف المصري.

استعراضات بعيدة عن التكلف

الاستعراضات بمشاركة صبايا وشباب قدمت وجبات جميلة، ومدروسة بعيداً عن الارتجال والفوضى، ورسمت في كل طلة مشاهد معاصرة في لعبة الميديا، وتراثية في مشهد الصيد، وبيئية في مشهد قطر، ومعاصرة في المشهد ما قبل الأخير، وزاد الاستعراضات حضوراً الازياء المشغولة بعيداً عن التكلف، والتصنع، وكذبة الازياء.

نغمة تراثية

الموسيقى والأغاني للقدير مطر علي مشغولة بدراية، وبرشاقة رغم حفاظها على النغمة التراثية، لن يستدم شوائب العصر، شكلت قيمة مضافة للعمل، وتُردد بعضها دون ان تشعر، وهذا سر اعمال مطر علي.

نجوم العمل

"شللي يصير" تأليف واخراج وبطولة غانم السليطي، ومخرج إعلانات المسرحية حسين الصايغ، وشارك في العمل هدية سعيد، جاسم الانصاري، بو هلال، خالد خميس، عبدالله العسم، فهد القريشي، خالد ربيعة، مشعل المري، اسماعيل القصاص، مايا، والطفل محمد عاهد.

موسيقى الاغاني مطر علي، كلمات الاغاني عبد الرحمن الصديقي، سينوغرافيا حسين بيضون، ازياء سونيا الحبيب.

مساحة إعلانية