رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

593

دانا منصور: رمضان فرصة للإقلاع عن التدخين.. وتغيير العادات المرتبطة به ضرورة

28 يونيو 2016 , 10:32م
alsharq
الدوحة - الشرق

قالت الأستاذة دانا منصور، مثقفة صحية بالجمعية القطرية للسرطان، إن شهر رمضان فرصة ثمينة لاكتساب عادات صحية جيدة والتخلص من بعض العادات السيئة من بينها التدخين، حيث يمكن استغلال شهر رمضان كبرنامج صحي متكامل للإقلاع عن هذه العادة التي تتسبب في الإصابة بالعديد من الأمراض من بينها سرطان الرئة والتهابات الصدر والتأثيرات الضارة على صحة الأطفال.

وأوضحت أن استجابة الجسم للتدخين تختلف من شخص لآخر وأعراض الإقلاع عنه تختلف بحسب طبيعة الجسم، فهناك مدخنون لايعانون من أية أعراض جسدية بعد ترك التدخين، وهذه الفئة من المدخنين تقتصر صعوبة الإقلاع لديها على عوامل نفسية تتعلق بالتدخين كعادة سلوكية يومية لا أكثر، وفي هذه الحالة فإن شهر رمضان يعتبر بالنسبة لها علاجاً سريعاً ومضموناً مع قليل من العزيمة، وذلك مع تغيير النظام السلوكي اليومي المترافق مع الصوم والعبادات الأخرى.

وتابعت "أما بالنسبة للمدخنين الذين يصعب عليهم الإقلاع لأسباب نفسية وجسدية معاً ويعانون من أعراض جسدية تبدأ منذ الساعات الأولى لترك التدخين، فالأجدر بهم الاستفادة من شهر رمضان كبرنامج صحي متكامل يساعدهم على الإقلاع تدريجياً عن التدخين وبشكل يسمح لهم بعدم الوقوع بفخ العودة مجدداً إلى السم القاتل، لاسيما وأن معظم من يحاول ترك التدخين بين ليلة وضحاها يعود لاحقاً إلى عادته القديمة" .

وقدمت برنامجا صحيا للإقلاع عن هذه العادة والذي يبدأ بالعزيمة والقرار الذاتي النهائي، بعدها يحتاج المدخن فترة تهيئة من 3 أيام إلى أسبوع يقلل خلالها عدد السجائر اليومية تدريجياً إلى أقصى حد ممكن مع كسر العادات اليومية المتعلقة بالتدخين، على سبيل المثال يمكن تأخير السيجارة الأولى في اليوم إلى ما بعد الفطور بعدة ساعات، وتختلف هذه التفاصيل بحسب عادات الشخص..

وتابعت: يفضل خلال فترة التهيئة الإطلاع على بعض المقالات والبرامج الطبية التي تشرح مخاطر التدخين وآثاره على الجسم وتوضح الفوائد الصحية المرافقة للإقلاع عن التدخين، فذلك يساعد على التهيئة النفسية وتقوية الحافز لبداية حياة جديدة دون تدخين.

وأضافت "يمكن أن تستمر مرحلة التهيئة حتى نهاية الأسبوع الأول من رمضان كحد أقصى، وخلالها يجب تغيير جميع العادات السلوكية المتعلقة بالتدخين بما في ذلك الابتعاد عن الأماكن التي يكثر فيها المدخنون، وعدم التدخين داخل المنزل، ومع نهاية فترة التهيئة يجب أن يصل المدخن إلى الحد الأدنى لعدد السجائر اليومية 2 – 5 سجائر.

ونوهت على أنه يفضل البدء بفترة التهئية قبل بداية الصوم لتصبح الأيام الأولى من الصيام أسهل على المدخن، وبعد نهاية المرحلة الأولى يكون المدخن قد استعد نفسياً وجسدياً للمرحلة الثانية التي يجب أن تبدأ مع الأسبوع الثاني من الصيام كحد أقصى، مضيفة "وتتلخص المرحلة الثانية بالتخلص نهائياً من السجائر وتعويضها بالعقاقير واللصقات الطبية البديلة لنيكوتين السجائر التي يمكن الحصول عليها من خلال عيادات الإقلاع عن التدخين الموجودة بالدولة، وذلك تجنباً للأعراض الجانبية المرافقة لترك التدخين كالصداع والتوتر والشعور بالوهن.

وأردفت قائلة: بالإضافة إلى البدائل الطبية عند الحاجة الملحة للتدخين يمكن ممارسة رياضة المشي لتنشيط الدورة الدموية أو الاستحمام بماء دافئ، أو تناول الفواكه الحامضة أو الاتصال بصديق كلما شعرَت بالرغبة في تدخين سيجارة أو تنظيف الأسنان لإبعاد الرغبة بالتدخين" .

وقالت إنه مع الأسبوع الأخير من شهر رمضان يجب أن يبدأ المدخن بمرحلة الإقلاع النهائي عن التدخين، وذلك لضمان عدم العودة إلى التدخين والعادات القديمة المرافقة له بعد انتهاء الصوم، ويفضل الحفاظ على بعض العادات المكتسبة خلال الصوم والتي ترافقت مع ترك التدخين كرياضة المشي المسائي وترك أماكن التدخين وبعض التفاصيل السلوكية اليومية الأخرى.

ونصحت بإنشاء مجموعات اجتماعية صغيرة (4 -7 أشخاص) تضع برنامجاً موحداً لترك التدخين نهائياً كنوع من التشجيع المتبادل وممارسة العادات الاجتماعية الجديدة معا لتسهيل كسر القالب السلوكي اليومي القديم، كما ينصح باستشارة الطبيب المختص في عيادات الإقلاع عن التدخين من خلال مركزك الصحي لوصف العقاقير المناسبة والتشاور حول آلية الإقلاع عن التدخين .

وتابعت "ومع نهاية شهر رمضان يكون الجسم قد بدأ فعلياً بترميم الخلايا والأعضاء المتضررة من التدخين وتخلص تقريباً بشكل كامل من ترسبات النيكوتين، ولا يبقى إلا أن يتحلى الشخص ببعض العزيمة لإلغاء التدخين بشكل نهائي من حياته والتمتع بصحة جهازه التنفسي وانتظام الدورة الدموية وضغط الدم وتحسن ملحوظ في الصحة الجنسية العامة وتقليل خطر الإصابة بالأمراض الخطيرة كالسرطان والسكتة القلبية أو الدماغية والتي يعتبر التدخين سبباً مباشراً لها وتستطيع ممارسةَ التمارين الرياضية دون أن تشعر بانقطاع النفس كما تشعر بأَن ذهنك أصبح أكثر صفاء.

ونوهت منصور على أن دخان التبغ يحتوي على أكثر من 70 من المواد المختلفة المسببة للسرطان عند استنشاق الدخان، هذه المواد الكيميائية تدخل الرئة وتنتشر في جميع أنحاء الجسم، ويمكن لهذه المواد الكيميائية تغيير الجينات الهامة، كما يتسبب التدخين في إصابة أربعة من كل خمسة حالات بسرطان الرئة، فضلاً عن زيادة خطر الإصابة بالسرطانات الأخرى بما في ذلك سرطانات الفم والحنجرة والبلعوم والكبد والبنكرياس والمعدة والكلى والمثانة وعنق الرحم والقولون، وسرطان المبيض وبعض أنواع سرطان الدم، كما يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.

مساحة إعلانية