تقارير وحوارات

201

مناوشات "شبعا".. هل تكون شرارة لاعتداء إسرائيلي جديد على لبنان؟

يبدو أن طبول الحرب بدأت تدق بين لبنان وإسرائيل في منطقة قابعة على جمر من النزاعات والتعقيدات بين مكوناتها المختلفة.. فهل تكون هذه شرارة عدوان إسرائيلي على لبنان.

"حزب الله" اللبناني أعلن قصفه مركبة عسكرية إسرائيلية، ما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة 7 آخرين، بحسب جيش الاحتلال، بعدها تعرضت مناطق حدودية في جنوب لبنان إلى قصف إسرائيلي بحسب ما أفادت الأربعاء مصادر أمنية لبنانية.

القصف الإسرائيلي، الذي استخدمت فيه المدفعية والدبابات، طال 5 مناطق على الأقل تقع بالقرب من الحدود، وسقطت 8 قذائف على الأقل في الجانب اللبناني من الحدود.

رواية اليونيفيل

وأعلنت القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفل" في بيان لها أن 11 صاروخاً أطلقوا من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل.

وقال بيان "اليونيفل" أنه "عند نحو الساعة 11.30 من قبل ظهر اليوم، لحظت اليونيفيل إطلاق 6 صواريخ نحو إسرائيل من محيط عام منطقة الوزاني، شمالي الميسات.

وردّ الجيش الإسرائيلي بنيران المدفعية على المحيط العام نفسه للمنطقة"، مضيفا أنه "في هذه الأثناء، وعند نحو الساعة 1.30 عصراً، تمّ إطلاق 5 صواريخ من محيط منطقة كفرشوبا نحو إسرائيل. وردّ الجيش الإسرائيلي بالأسلحة المدفعية تجاه مصدر النيران".

وتابع البيان أنه "خلال مجريات الأحداث، تعرّض أحد جنود حفظ السلام في اليونيفيل المنتشرين في موقع للأمم المتحدة بالقرب من الغجر لإصابات بالغة أدّت إلى وفاته، وما زال سبب الوفاة الدقيق غير محدد وما زال رهن التحقيق".

وأوضح البيان أن رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء لوتشيانو بورتولانو قام فوراً بالاتصال "بالأطراف للمساعدة على ضبط الوضع ومنع أي تصعيد إضافي".

اجتماع أمني

من جانبه، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، مساء الأربعاء، اجتماعا استثنائيا مع القادة الأمنيين في البلاد لمناقشة الخيارات المتاحة بعد مقتل جنديين في هجوم لحزب الله اللبناني.

وجاء في بيان صادر عن مكتبه نشر هذا المساء أن نتانياهو "يجري في هذه اللحظة استعراضا للوضع الأمني في المقر العام للدفاع في تل أبيب".

ويشارك في الاجتماع إلى جانب نتانياهو خاصة وزير الدفاع موشي يعالون وقائد القوات المسلحة الجنرال بيني جانتز ومدير جهاز الأمن الإسرائيلي الشين بيت.

وقال نتانياهو بحسب البيان "إن الذين يقفون وراء الهجوم اليوم سيدفعون الثمن". واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي أيضا إيران باستخدام حزب الله الشيعي اللبناني لضرب إسرائيل عند حدودها الشمالية.

الموقف العربي

أعرب الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي عن قلقه الشديد من حالة التوتر والتصعيد التي يشهدها جنوب لبنان، مؤكداً على ضرورة التحرك السريع لوقف الاعتداءات الإسرائيلية واحتواء حالة التدهور في منطقة مزارع شبعا، وفقاً لما نص عليه قرار مجلس الأمن رقم 1701 من التزامات في هذا الشأن.

وكان العربي قد اجري اتصالاً هاتفياً مع جبران باسيل وزير الخارجية والمغتربين بالجمهورية اللبنانية للتداول في مستجدات الموقف المتدهور في جنوب لبنان وما يمكن للجامعة العربية أن تقدمه من دعم للحكومة اللبنانية في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.

وللاحتلال تاريخ..

تعود بداية تاريخ العداء بين الاحتلال الإسرائيلي ولبنان إلى عام 1982، عندما غزا لبنان فيما أطلق عليها عملية "السلام الجليل"، حيث تحوَّلت الأراضي اللبنانية إلى ساحة قتال بين منظمة التحرير الفلسطينية وسوريا وإسرائيل، والتي تعود أسبابها إلى بعض من الأحداث التي سبقتها، وبدأت الحرب عندما قررت إسرائيل شن عملية عسكرية ضد منظمة التحرير الفلسطينية بعد محاولة اغتيال سفير إسرائيل في بريطانيا "شلومو أرجوف"، حيث قامت إسرائيل باحتلال الجنوب اللبناني، وهاجمت المنظمة، والقوات السورية، والميليشيات اللبنانية.

وحاصر الاحتلال الإسرائيلي أثناء الحرب الأولى، منظمة التحرير وبعضًا من قوات الجيش السوري في بيروت، ما أدى إلى انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية بعد تعرضها لقصف، تحت حماية قوات حفظ السلام، إلى أن انتهت الحرب عام 1985، إلا أن الجيش الإسرائيلي لم ينسحب فعليًا من جنوب لبنان إلا عام 2000.

أما المحطة الثانية، فهي حرب لبنان الثانية، أو كما يسمونها في لبنان "حرب تموز"، وهي العمليات القتالية بين حزب الله اللبناني، والقوات الإسرائيلية، في 12 يوليو 2006، واستمرت لمدة 34 يومًا، كما شهدت هذه الحرب مفاجأة من حزب الله، حيث أشار الدكتور منصور عبدالوهاب، المترجم العبري السابق للرئاسة، إلى أن إسرائيل أدركت في هذه الحرب أن "اللعبة" مع إيران، عندما كشف التنظيم عن امتلاكه لصواريخ وأسلحة متطورة فاجأت تل أبيب.

ويبدو بعد أحداث اليوم، أن إسرائيل ولبنان، تدخلان في محطة ثالثة من الصراع، بعد المناوشات التي بدأت بقصف إسرائيل في القنيطرة لـ6 من أعضاء حزب الله، ورد التنظيم اليوم بعملية منظمة قصمت ظهر الاستخبارات الإسرائيلية، حيث وصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الحدث بـ"الفشل الاستخباري الإسرائيلي".