رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

41540

احذروا.. مياه الشرب المتعرٍضة للشمس خطيرة على أجسادكم

26 يناير 2016 , 07:02م
alsharq
جمال لطفي

طالب عدد من المواطنين جميع البلديات بالتشديد على محلات البقالة والسوبر ماركت بعدم ترك مياه الشرب خارج حدود المحل لفترات طويلة، حتى لا تتعرض لاشعة الشمس وتتسبب في احداث بعض الأمراض او تعرض العبوة للتلف نتيجة لتفاعلها مع درجات الحرارة خلال النهار.

وأوضحوا ان هناك تعليمات واضحة من إدارات الرقابة الصحية بعدم اتباع هذا الاسلوب الذي يعتبر مخالفة واضحة يعاقب عليها القانون.

وأكدوا أن البعض تتكدس لديه البضاعة بالداخل مما يضطر الى ترك عبوات المياه امام المحل لفترة طويلة.

وقال السيد علي فهد محسن الشهواني الهاجري إن الاجراءات التي اتخذتها البلديات في السابق والتي اسفرت عن عدم ترك مياه الشرب خارج المحلات التجارية لفترات طويلة، إلا ان المشكلة عادت مرة اخرى.

وشوهد البعض يقوم بانزال عبوات المياه من سيارات الشركة وتركها امام المحل لفترات طويلة مما يعد مخالفة صريحة لقوانين البلدية.

كما ان حرارة الشمس تؤثر بلا شك على هذا المنتج وربما يعود ذلك لجهل بعض العاملين في هذه المحلات لشروط البلدية مما يتطلب الامر اعداد دورات تدريبية للتعرف على الجوانب الصحية لجميع السلع الغذائية.

ومثلما تنظم البلديات محاضرات ودورات للمفتشين لماذا لا تفكر في اشراك العاملين في محال بيع السلع الاستهلاكية الغذائية حتى يستطيعوا معرفة الاجراءات وعدم تجاوزها من الناحية القانونية لان صحة المواطن والمقيم تعد من اهم الاشياء.

قرارات البلدية

وتحدث المواطن ناصر المهندي إن بعض البقالات وليس جميعها لا تلتزم بقرارات البلدية الخاصة بعدم ترك مياه الشرب خارج المحل.

حيث تقوم بشراء كميات كبيرة تكفي حاجة الناس من جميع المقاسات الا ان عملية تكدس البضاعة بالداخل اضافة الى ضيق المحل يجعل هؤلاء لا يلتزمون بمثل هذه القرارات مما يعرض صحة المستهلكين للخطر.

وطالب المهندى مفتشي البلدية بالتدقيق يوميا على هذه المحال وتحذيرها من عدم ترك المياه بالخارج حفاظا على سلامة الجميع.

ولاشك ان المياه تعتبر مادة غذائية مهمة، وأن تعريضها لأشعة الشمس المباشرة يؤثر على خواصها الكيميائية، كما أن تعريض العبوات البلاستيكية المعبأة فيها المياه لأشعة الشمس المباشرة يؤثر على مادة العبوات البلاستيكية، وبالتالي على المياه، فقد اثبت الابحاث ان الخواص الكيميائية في المياه الصحية المعبأة ومقارنة الخواص الكيميائية للمياه الصحية المعرضة للشمس حيث تغير نسب بعض العناصر الكيميائية كارتفاع نسبة الحموضة PH الكالسيوم Ca بالنسبة للعينة البلاستيكية المعرضة لأشعة الشمس وارتفاع نسبة الماغنسوم Mg للعينة الزجاجية بالإضافة إلى انخفاض نسبة الأملاح الذائبة TDS للعينة الزجاجية التي تعرضت لأشعة الشمس.

لذلك فمن خلال الدراسة كانت التوصيات هي تخزين عبوات مياه الشرب المعبأة بعيدا عن أشعة الشمس كما أن الحفظ في العبوات الزجاجية أفضل من العبوات البلاستيكية.

كما أكدت دراسة بريطانية حديثة أن شرب المياه المعبأة في زجاجات بلاستيكية ومتروكة في مكان يعرضها لأشعة الشمس، تؤدي إلى الاصابة بمرض سرطان الثدي لدى النساء والرجال. وأكدت الدراسة ذاتها، التي أجراها الباحث شيريل كرو، المتخصص في جراحات الأورام عام 2012، أن المياه المتروكة في السيارات تتعرض لأشعة الشمس والركود، مشيرا الى أن الحرارة تتفاعل مع المواد الكيميائية المصنوعة منها العبوة البلاستيكية، وتقوم بتحرير مادة "الديوكسين" شديدة الخطورة، التي تظهر بنسبة كبيرة في عينات الأنسجة المسببة لسرطان الثدي.

وتنصح الدراسة بعدم شرب المياه من مثل هذه الزجاجات التي تعرضت لأشعة الشمس خصوصا لفترات طويلة، حيث انها من الأسباب الأكثر شيوعا، التي تؤدي للإصابة بسرطان الثدي هي "شرب المياه التي تعرضت لأشعة الشمس والحرارة والركود، مما يؤدي الى تحلل مستويات عالية من مادة "الديوكسين" المسرطنة المصنعة منها العبوة البلاستيكية، والتى تظهر بنسبة كبيرة في عينات الأنسجة المسببة لسرطان الثدي.

كما اثبت الدراسات أن المادة البلاستيكية المصنوعة منها زجاجات المياه تحتوي على مواد عضوية ذات خواص كيميائية متعددة تكسب البلاستيك المرونة المطلوبة والمتانة الشديدة، ‏إذ تكمن خطورتها في أنها تتحول بفعل أي تغير حراري إلى مواد أخرى من مشتقات الـ(سينايد)، ولها سمية عالية تصل للجسم من خلال تسربها للمياه أو أي سائل آخر يوضع داخل هذه الزجاجات‏.

وتبين أن حبيبات "البولي إيثيلين"، أو "البتوتبين" المستخدمة في صناعة هذه الزجاجات تحتوي على أحد العناصر المسرطنة يسمى "ديثيل هيدروكسلامين"، مؤكدة ضرورة الانتباه لإبعاد عبوات المياه عن أي تغيرات حرارية محتملة وعدم الاستخفاف بالأمر.

وعلى الرغم من تحذيرات الصحية من احتمال التسبب بإصابات سرطانية في حال حدوث تفاعل كيميائي بين المواد المكونة للعبوة البلاستيكية ومياه الشرب في داخلها، إلا أن أغلب أصحاب المحلات يجهلون تلك المخاطر الصحية، بل حتى إن عرفوها فإنهم يتغاضون عنها فعلى سبيل المثال تتعرض العبوات المحتوية على المياه المعبأة للحرارة الشديدة خلال تخزينها في مخازن شركات تعبئة المياه نفسها علاوة على طرق نقل هذه المياه عبر ناقلات مفتوحة وغير مكيفة، وهي بطبيعة الحال غير مناسبة لنقل هذا العنصر المهم والحيوي الذي يعلم القاصي والداني أنه يتأثر بالحرارة وأشعة الشمس المباشرة، ولتستمر الرحلة المهينة لعنصر الحياة، ليبدأ فصل آخر في منافذ البيع، حيث تخزن عبوات المياه لشهور طويلة في مخازن تفتقر لأبسط الاشتراطات الواجب توافرها في مثل هذه الظروف، وتحت ظروف تخزينية لا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال.

الأمر الذي قد يساهم في فقدان جودتها، ولم تنته هذه الرحلة القاسية المهينة حيث يتم تخزين مجموعة من صناديق المياه خارج محلات البيع أو على قارعة الطريق وفي فضاءات غير منظمة تحت أشعة الشمس مباشرة، علاوة على درجات الحرارة المرتفعة وغيرها من الظروف البيئية القاسية، ثم تقدم هذه المياه داخل المحلات على أنها مياه صحية باردة نقية تروي الظمأ، ومع حلول فصل الصيف خاصة نحث المستهلكين بعدم اقتناء المياه المعدنية من الدكاكين والمحلات التي لا تطبق شروط التخزين والعرض وخاصة تلك العبوات التي تحمل علامات تكسير أو تلك التي تتضمن جسيمات عائمة وظاهرة بداخلها.

تنبيهات عديدة

"الشرق" حملت كل هذه التساؤلات والاستفسارات لمسئولي البلدية للتعرف على اجراءات البلدية الخاصة بمثل هذه المواضيع.

حيث اوضحوا ان جميع الشركات التي تعمل في هذا المجال تلقت تنبيهات عديدة من البلدية بضرورة الزام المحال الصغيرة بالاحياء السكنية بادخال مياه الشرب الى داخل المحل وعدم تركها عرضة لاشعة الشمس حتى لا تتأثر وتصبح غير صالحة للاستخدام الآدمي، ولابد ان تكون في درجة حرارة ما بين 25 و30 درجة.

حيث ان هذه المياه تتعرض للتلف وتفقد جودتها، إذا لم تتم تعبئتها ونقلها بطريقة صحيحة ودور البلدية لا يتوقف عند هذه المرحلة بل هناك مراحل تسبق حتى عملية التعبئة.

مثل الكشف عن المياه بالمصانع المحلية والتأكد من جودتها ومطابقتها للمواصفات المطلوبة ومن ثم يتم السماح للشركات بتعبئتها وهدفنا من ذلك الحفاظ على صحة وسلامة جميع المواطنين والمقيمين.

ويجب على جميع المحال التجارية الالتزام بتوجيهات البلدية والمفتشين الذين يقومون بجولات يومية حتى لا يكونوا عرضة للمخالفات.

مساحة إعلانية