رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

284

ندوة لبروكنجز: الطائفية صناعة أوروبية

25 مايو 2016 , 09:28م
alsharq

أكدت ندوة أكاديمية نظمها مركز بروكينجز الدوحة، أن الإسلام دين التسامح والتراحم والمحبة أسس منذ بدء الخلق لبناء مجتمعات متماسكة متقاربة يؤطرها نسيج متآلف ينضوي تحته تعددية الثقافات والأديان، ويقوم على تجسيد فضاءات الأمن والسلام والاستقرار وتجسيد روح المحبة والتسامح والتآلف والتعاون لخدمة الإنسانية جمعاء.

وأوضح متحدثون في الندوة التي عقدت تحت شعار "الأراضي المقدسة.. إحياء التعددية في الشرق الأوسط"، أن منطقة الشرق الأوسط كانت قبل أن تمتد لها اليد الاستعمارية الغربية والشرقية منطقة تسامح وتآلف أكثر من أوروبا في القرن التاسع عشر، منوهين إلى سماح الإمبراطورية العثمانية بالتعددية الدينية بدرجة عالية حسبما أشار نيكولا بيلهام مؤلف كتاب "إحياء التعددية بالشرق الأوسط"، إذ أشار في معرض توضيح عمق التسامح الديني الإسلامي إلى أن المسلمين كفلوا للجميع حق تقرير المصير، وأن هذا تجلى في عهد الإمبراطورية العثمانية ضمن حدودها الواسعة.

إلى ذلك قال د. عبدالوهاب الأفندي، مدير برنامج العلوم السياسية والعلاقات الدولية بمعهد الدوحة، إن الحفاظ على الدين لم يخلق العنف والطائفية التي تشهدها المنطقة الآن.

وأكد في الندوة، التي أدارها الدكتور إبراهيم فريحات، زميل أول في السياسات الخارجية وخبير الصراعات الدولية في جامعة جورج تاون، أن تعميق الطائفية إنما هو من صنع أوروبي ومن خارج المنطقة ككل، رغم أن لغة الطائفية استخدمت من خلف الأبواب منذ زمن بعيد، إلا أن الاستعمار الأوروبي كان له الباع الطويل في تجسيد لغة الطائفية بالمنطقة وليس حكامها.

واستشهد الأفندي على مسألة تعزيز لغة الطائفية والهيمنة الطائفية بما يجري حاليا في العراق حيث العنف المتنامي بعد التدخل الغربي في العراق والعمل على تحويل نسيجه الاجتماعي إلى ملل مختلفة غير متآلفة علاقاتها قائمة على العنف والعنف المضاد. وقال الأفندي ردا على اتهامات الإسلام بالوقوف وراء لغة الطائفية والعنف، إن هذه تشكل افتراءات على دين التسامح والتآلف والمحبة ودين البناء الإنساني ودين السلام، ولكن الواقع يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الاستعمار الغربي للمنطقة هو من يقف وراء تأجيج لغة الطائفية وتعميق الصراعات وأعمال العنف والإرهاب.

وحذر من تغلغل روح الطائفية واستمرارها كما أرادها الاستعمار الغربي للمنطقة، لأن هذا الواقع يعمل على هدم المنطقة وإدخالها في نفق مظلم على عكس ما أراده الدين الإسلامي الحنيف من تحقيق الأمن والسلام والوئام للبشرية جمعاء.

وكانت الندوة قد لامست في سياقها كافة مظاهر العنف الطائفي بالمنطقة والعنف السياسي، وطالت قضايا مهمة ومسألة تآكل النسيج الاجتماعي بالمنطقة جراء هيمنة لغة الطائفية القائمة على العنف.

مساحة إعلانية