رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

4664

"الأفلاتوكسين".. سم قاتل مسرطن.. ومختصون يحذرون

23 مارس 2016 , 06:18م
alsharq
تقوى عفيفي

تردد مصطلح (الأفلاتوكسين) كثيرا في وسائل الإعلام بعد قيام وزارة البلدية والبيئة بعدد من الإغلاقات لمطاعم ومحلات أغذية خلال الشهرين الماضيين نظرا لمخالفتها القوانين والشروط الصحية لحفظ وبيع الأغذية .

الشرق تواصلت مع الأطباء والمختصين لمعرفة بعض المعلومات عن الأفلاتوكسين وكيفية تجنب التعرض له وأفادنا المختصون بأن الأفلاتوكسين من أهم السموم الناتجة عن سوء تخزين بعض المنتجات الغذائية والذي يسبب سرطان الكبد وممكن أن يودي بحياة المريض .

كما أفادوا بأن هذا النوع من السم يعتمد في تواجده إلى حد كبير على الموقع الجغرافي وعلى الممارسات الزراعية والمحصولية حيث يزداد في المناطق الحارة والرطبة ويزداد في حالة ملامسته للتربة خاصة إذا كانت ملوثة وإذا زاد تجفيف المحصول أو لم يتم التخزين بشكل صحيح يمكن أن تصبح الآثار أشد خطورة .

وضعت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان عام 1993 الأفلاتوكسين في قائمة المسببات الأساسية من الدرجة الأولى لمرض السرطان بأنواعه المختلفة في الإنسان، ومن أكثرها سرطان القولون كما يعتبر الكبد أول الأعضاء المستهدفة من سموم الأفلاتوكسين، وفي هذا الموضوع أوصت منظمة دستور الأغذية بألا تتجاوز حدود الأفلاتوكسين 10 ميكروجرام/ كجم، ولهذا فمن المهم الانتباه لعدم تلوث الأغذية والحلويات بالأفلاتوكسن بحيث لا تتجاوز الحدود القصوى المسموح بها .

وأثبتت الدراسات العلمية وجود سم الأفلاتوكسين في اللحوم والبيض والحليب ومشتقاته ولقد تسبب وجود الأفلاتوكسين في عليقة (وجبة) البط إلى انسداد الأوردة الدموية في كبد البط وذلك عند تناولها كمية صغيرة جداً ( 84 جزءاً في المليون ) .

وتحدثت الدكتورة هبة السيد العربي عن أن هناك العديد من الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية ويكون معظم هذه الأمراض عبارة عن حالات عدوى تحدث بسبب مجموعة متنوعة من البكتريا والفيروسات وغيرها من الجراثيم الضارة التي يمكن أن تكون موجودة في الأغذية، الأفلاتوكسين هو من ضمن أنواع البكتريا التي تنتج عن سوء تخزين المواد الغذائية كالحبوب مثل الذرة والبقوليات والمكسرات التي تحفظ في بيئة حارة ورطبة ( ينتج سم الأفلاتوكسين بواسطة عدة سلالات من عفن الأسبرجليس، وعندما تنمو هذه الأعفان على بيئة مناسبة فإنها تنتج أربعة مركبات مختلفة على الأقل مما يؤدي لنمو الفطريات التي تقوم بإفراز الأفلاتوكسين والذي يؤدي لحدوث سرطان الكبد .

وقال محمد الجوهري ويعمل طبيبا بيطريا ببلدية الدوحة بأن سم الأفلاتوكسين يتواجد بكثرة في الحبوب الزيتية مثل الذرة المخزن لفترة طويلة جداً أو قد ينتج بسبب عملية النقل غير السليمة له، وفي هذه الحالة ينشط الفطر في أجواء معينة قد تصيب المستهلك بسرطان الكبد ومنها حالة الرطوبة العالية والحرارة المرتفعة، كما أن سم الأفلاتوكسين لا يتواجد في البقوليات فقط ولكنه يتواجد أيضاً بالتمور إذا لم تخزن بشكل سليم . وأكد أن أقل المنتجات الغذائية عرضة للإصابة بسم الأفلاتوكسين هي الخضر والفواكه .

وأكد الجوهري أن هناك علاقة وطيدة بين أكل الأفلاتوكسين وبين هضمه وبين سرطان الكبد وحدوث مشاكل في الرئتين وذلك من خلال استنشاق الفطر لمدة طويلة والذي من المحتمل أن يكون حاملا لهذا السم . كما أكد الجوهري على أهمية حفظ البقوليات في أماكن باردة، وذكر أن الدولة يجب أن تشدد على المستوردين بوضع آليات لمعرفة إمكانية وجود تلوث بالأغذية في بعض الدول المعروف عنها انتشار هذا السم في موادها الغذائية ومن ثم وضعها في قائمة الحظر وذلك حفاظاً على صحة المواطنين .

بينما أكد محمد عثمان ويعمل طبيبا بيطريا ببلدية الدوحة بأن عملية النقل وطريقة التخزين لهما عامل كبير جداً في إفراز هذا السم، فمثلاً إذا ارتفعت درجة حرارة المخزن أو زادت نسبة الرطوبة به سيسبب هذا الأمر سوء تهوية والذي يجعل الفطر ينشط وينتج عنه سم الأفلاتوكسين، وأبرز مثال على ذلك الخبز الذي نحتفظ به في البيت فإنه في بعض الأحيان يتعفن ويتحول للون الأخضر وهذا هو الفطر الذي ينتج عنه مؤخرا سم الأفلاتوكسين . ولذلك لن يستطيع أي شخص التنبؤ بوجود هذا السم بالأطعمة إلا بعد إرسال عينات للمختبر لتحليل المنتج الغذائي .

ويكمل عثمان حديثه: إن أهم أعراض هذا السم هو ضعف الخصوبة وسرطان الكبد وضعف نمو الأطفال والتحكم في هرمون الخصوبة، لهذا يجب الانتباه جيداً لطريقة حفظ وتخزين الأغذية . وأكد أن الموضوع لا يقتصر على المخازن والمحلات ولكن أي مادة غذائية إذا تم تخزينها بطريقة خاطئة فسوف ينمو عليها الفطر والذي هو المسبب الأول لهذا السم، ولذلك فإن دور الجهاز التفتيشي بالدوحة إرسال عدد من العينات المشكوك فيها للمختبر للتأكد من خلوها من البكتيريا والفيروسات، ومن ثم يتم فحصها كيميائياً لمعرفة ما إذا كانت تحمل سموما أو مواد كيميائية .

مساحة إعلانية