رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

2543

عيادات "الإقلاع" ..بين النجاح واكتساب ثقة المدخنين

19 مارس 2016 , 06:19م
alsharq
هنادي الحوراني

استدعت النسبة العالية من المدخنين فب قطر إلى تعزيز الجهود الصحية والتوعوية للحد من انتشار هذه الظاهرة، حيث بادرت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، إلى توسيع خدمة عيادات الإقلاع عن التدخين، لتشمل خمسة مراكز صحية وهي مركز مسيمير، مركز الظعاين الصحي، مركز عمر بن الخطاب الصحي، مركز أبوبكر الصديق الصحي، بالإضافة إلى مركز الغرافة، وذلك لإتاحة الفرصة أكثر للراغبين من مواطنين ومقيمين في الإقلاع عن هذه العادة السيئة.

بعد هذه التجربة التي أطلقتها "حمد الطبية" قبل خمسة عشر عاما، يطرح المراقبون تساؤلات كثيرة مفادها: إلى أي مدى نجحت تجربة عيادات الإقلاع عن التدخين، وما هي النتائج التي حققتها، وهل استطاعت جهود مكافحة التدخين الوصول إلى أهدافها، وكيف سيتم تطويرها لتصبح أكثر فاعلية؟.

قد يكون من الصعب القول إن الأهداف من حملة مكافحة التدخين تحققت، فما زال المشوار طويلا، خصوصا في ظل الإحصاءات التي كشفت عن ارتفاع نسبة المدخنين في أوساط المراهقين، إلى جانب انتشار ظاهرة وقوف العديد من المدخنين أمام المراكز الصحية والمستشفيات وبعض المؤسسات والهيئات للتدخين دون حسيب أو رقيب، لكن في المقابل تبدو النتائج التي حققتها عيادات الإقلاع عن التدخين طيبة ومبشرة للوصول إلى الأفضل.

وقد كشفت متابعة "الشرق" أن حوالي 40% من الذين يزورون العيادات يقلعون عن التدخين، بينما تمكنت نسبة 25% التخفيف من التدخين، في حين مازالت نسبة 35% تحتاج للمزيد من الإقناع لترك التدخين، فيما تشهد العيادات إقبالا كبيرا، حيث يزور العيادات حوالي 1240 مريضا جديداً سنوياً.

ويقول الدكتور أحمد الملا استشاري أول ورئيس عيادة مكافحة التدخين بمؤسسة حمد الطبية، إن خطوة توسيع عيادات الإقلاع عن التدخين لتشمل المراكز الصحية تهدف إلى تعزيز الجهود وإتاحة إمكانية أكبر أمام الراغبين في الإقلاع عن التدخين؛ للوصول إلى الخدمات المقدمة في هذا الجانب، وذلك في إطار الاستراتيجية الوطنية للرعاية الصحية الأولية التي تهدف إلى تحسين قطاع الرعاية الأولية من خلال العديد من المشاريع والمبادرات.

وأكد أن التدخين عادة سيئة مكتسبة، ومن شأنها تدمير الصحة الجسدية والنفسية، ولها آثارها الاجتماعية السيئة على المجتمع وأفراده، محذرا من استمرار المدخنين على هذه العادة بكل أنواعها مثل السجائر والنرجيلة دون محاولة الإقلاع عنها.

وأشار إلى أن تجربة تعميم العيادات للمساعدة فى الإقلاع عن التدخين لدى المراكز الصحية، مشيرا إلى أن عيادة الظعاين بدأت منذ فترة قصيرة بتقديم خدمات صحية للمواطنين للإقلاع عن التدخين، سابقا كانت ولا تزال عيادة الغرافة تستقبل المواطنين الذين يرغبون في الإقلاع.

وأضاف: تقوم العيادات بنشر التوعية الصحية وإقامة محاضرات وندوات عن مضار التدخين وفوائد الإقلاع عنه في مختلف المؤسسات التعليمية وغير التعليمية في قطر، مؤكدا أن الإرادة القوية والالتزام الشخصي أمران مهمان جدا لمن يريد الإقلاع عن التدخين أما الطرق المستخدمة لمساعدة المدخن على الإقلاع، فهي:

استخدام الأدوية:

وحول طرق العلاج الدوائى، قال د.أحمد الملا: إن الأدوية تعطى حسب حالة المدخن وهي: Champix- Nicotine Patches- Nicotine Lozenges وقبل وصف الدواء تقدم العيادة التوعية والاستشارة الصحية من قبل مثقف صحي.

العلاج النفسي:

وبالنسبة للعلاج النفسي، يتم الكشف عن أهم الأسباب المسؤولة عن دفع الشخص إلى إدمان التدخين ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة، كما يهدف الإرشاد النفسي الصحي إلى إحداث تغيير في سلوكيات المدخن والعادات، ويتم فيه الشرح للمدخن عن فوائد الامتناع عن التدخين ومضار التدخين، وذلك مع استخدام الوسائل التوضيحية المتاحة في عيادة مكافحة التدخين، كما يتم اقتباس نسبة أول أكسيد الكربون للمدخن.

استخدام بدائل النيكوتين:

تستخدم بدائل النيكوتين مثل اللاصقة الجلدية والبخاخ والعلكة لعلاج آفة التدخين، لكن ما هو مستخدم في العيادة هو اللاصقة الجلدية، وذلك لسهولة استخدامها وقلة الأعراض الجانبية، وقد أدخل أيضا إلى العيادة العلاج بمعينات النيكوتين.

أما حول التقييم لتجربة العيادات، يقول الدكتور الملا: في قطر نسبة عالية من المدخنين، ووجود عيادات للإقلاع عن التدخين تقدم التوعية الصحية والعلاج لجميع المواطنين لتسهل عملية الإقلاع وتؤدي إلى مجتمع يهتم بالصحة، يزور العيادة حوالي 1240 مريضا جديدا سنويا.

وأوضح أن حوالي 40% من الذين يزورون العيادة يقلعون عن التدخين، لافتا إلى أن أكثر الفئات ترددا على العيادات هي الفئات العمرية من عمر 25-55 من الرجال.

حملات التوعية:

وبشأن حملات التوعية، قال: نقوم بحملات توعية صحية على مدار السنة في المدارس الجامعات ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص، ونعمل بمبدأ "الوقاية خير من ألف علاج"، لذلك سنزيد من انتشار الحملات التوعوية على صعيد قطر، ونعمل على زيادة عيادات الإقلاع عن التدخين لتغطي كافة أنحاء قطر.

تجربة ناجحة

وفي رصد لتجارب زوار عيادات الإقلاع عن التدخين، قال السيد صالح عطية: أنا أدخن منذ سبع سنوات تقريبا وبدأت أشعر بالإهانة والذل، ففي أي مكان ممنوع التدخين، في صالات المطار مثلا أحس أني منبوذ وإذا أردت التدخين، أذهب إلى غرفة المدخنين، وفي العمل أيضا أضطر للتدخين في الخارج، فأخذت قرارا بالتوقف عن التدخين، ولأهمية ذلك على صحتي، حيث كنت "أكح" كثيرا، فهي عادة سيئة ومضرة بالصحة ومكلفة أيضا، وقد حاولت التوقف لعدة مرات وأطول مرة كانت لمدة شهر، ومن ثم عدت ثانية، فاقترح علي أحد الأصدقاء أن أجرب إحدى عيادات الإقلاع عن التدخين وذهبت هناك، حيث قدمت لي دكتورة مجموعة من النصائح والإرشادات، حيث الإرادة وقوة العزيمة تلعب دورا كبيرا، كما قمت باستخدام بعض الأدوية واللاصقة الطبية، حتى تمكنت من التغلب على هذه الآفة اللعينة، وها أنا الآن لم أدخن سيجارة واحدة منذ ستة أشهر ولا أفكر في الرجوع إليها.

أما السيدة هاجر ياسين تحدثت عن تجربتها التي استمرت نحو خمس سنوات بقولها: بدأت بتدخين الشيشة مع أصدقائى منذ أيام الجامعة، حيث كان معظمهم يدخنون، كما كنت أقوم بتدخين السجائر الرفيعة بطعم النعناع، وخاصة عندما يكون لدي ضغوط ومشاكل محيطة، وعندما تزوجت وحبلت بطفلتي الأولى حاولت التوقف عن التدخين، كما أن الطبيب نصحني بالتوقف، لكني لم أستطع الإقلاع، بل خففت قليلا، وكنت أشاهد العديد من الدعايات وحملات التوعية من قبل المستشفيات والعيادات عن خطورة التدخين، وخاصة على المرأة الحامل، فقررت تجربة إحدى هذه العيادات وقمت بإجراء الفحوص، وبعدها كان هناك جلسة استشارية وقدم لي الدكتور المختص الكثير من التشجيع والدعم، فالأمر كان صعبا علي في البداية، لكنه نبهني إلى خطورة وسموم التدخين على الجنين، وماذا يفعل التدخين بجسمي وببشرتي وأسناني ووضع لي خطة للإقلاع بتغيير نمط حياتي وبمحاربة التوتر عن طريق ممارسة الرياضة وتناول غذاء متوازن، كما قمت باستخدام علكة النيكوتين وما زلت أتابع ذلك عبر الهاتف ولم أدخن منذ ثلاثة أشهر تقريبا.

أما السيد عبدالرحمن السالم، فعن قصته مع التدخين يقول: بدأت التدخين منذ أربع سنوات، وهي عادة اكتسبتها بداية من أصدقائي في المدرسة، فمعظمهم كانوا يدخنون ثم تعودت وأدمنت على ذلك، ورغم أني أعرف خطورة التدخين وقيامى بعدة محاولات للإقلاع عنه، إلا أني لم أستطع ذلك، حيث كانت أطول فترة للتوقف عن التدخين شهرين، وقد سمعت عن عيادات مكافحة التدخين، وهي خطوة مهمة ومشجعة، لكنني لم أجرب أي عيادة، فأنا أعتقد أن الإرادة والرغبة الفعلية وحدها كفيلة لإقناع الشخص بالتوقف عن التدخين.

اقرأ المزيد

alsharq القمم العربية الطارئة منذ تأسيس الجامعة العربية.. دواعي الانعقاد وأهم القرارات

يشكل الهجوم الإسرائيلي الغادر الذي استهدف أحد المقرات السكنية لعدد من قادة حركة حماس في العاصمة الدوحة خرقا... اقرأ المزيد

230

| 13 سبتمبر 2025

alsharq  العمل الإنساني العالمي.. مفاهيم راسخة تمثل الضمير الحي للبشرية

يعد اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2008 ويُصادف 19 أغسطس من كل... اقرأ المزيد

202

| 18 أغسطس 2025

alsharq إيطاليا تغرّم شركة ملابس صينية شهيرة مليون يورو.. ما حقيقة المواد المستخدمة؟

غرّمت هيئة مراقبة المنافسة الإيطالية، اليوم الإثنين، الجهة المسؤولة عن المواقع الإلكترونية في أوروبا لمجموعة شين للتجارة عبر... اقرأ المزيد

300

| 04 أغسطس 2025

مساحة إعلانية