رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

4360

الكبيسي: متاحف قطر حققت إنجازات مهمة للحفاظ على الآثار

18 أبريل 2017 , 11:57م
alsharq
الدوحة - قنا

أكد السيد علي جاسم الكبيسي، مدير إدارة الآثار والتراث بمتاحف قطر أن الدولة حققت العديد من الانجازات أبرزها ضم موقع الزبارة الأثري إلى قائمة التراث الإنساني العالمي، حيث سجلت في عام 2013 لجنة التراث العالمي موقع الزبارة الأثري على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.

وقال الكبيسي، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن هذا الموقع يعد من أهم المواقع الأثرية في قطر.. وكان ذات يوم ميناء مزدهرا يعج بالصيادين والتجار، فضلا عن المشروع القطري السوداني للآثار الضخم والذي مر على انطلاقته أربع سنوات.

ويتألف موقع الزبارة المدرج من ثلاثة أجزاء رئيسية أكبرها البقايا الأثرية للمدينة التي يعود تاريخها إلى 1760. أما قلعة مرير فهي مستوطنة مترابطة بمدينة الزبارة الأولى، حصنت من أجل حماية الآبار الداخلية للمدينة.. بينما تعد قلعة الزبارة التي شيدت عام 1938 أحدث تلك العناصر وأبرزها في الموقع.

ويحتفل العالم في الثامن عشر من ابريل كل عام باليوم العالمي للتراث والآثار والمواقع التاريخية، والذي حدده المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية الـ (ICOMOS) للاحتفاء به كل عام ويتم برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/ ومنظمة التراث العالمي من أجل اليوم العالمي لحماية التراث الإنساني، حسب الاتفاقية التي أقرها المؤتمر العام لليونسكو في باريس في عام 1972.

ونظرا لقيمة موقع الزبارة الأثري وأهميته التاريخية سابقا، أبرز الكبيسي أن متاحف قطر وبتوجيهات من سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر، مهتمة كثيرا بهذا الموقع، ولذلك، فإن متاحف قطر تقوم بخطة شاملة لتهيئته بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة، حيث توجد لجنة مشتركة بين متاحف والهيئة للعمل على هذا المشروع ليكون مميزا.

وقال الكبيسي: هناك تواصل مع الجهة المستشارة وهي المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية الـ (ICOMOS) ليتم اعتماد الخطة الشاملة مع مراعاة المعايير الدولية، وهذه الخطة نحاول أن تكون منتهية مع نهاية العام الجاري (2017) من أجل البدء في تنفيذ هذه الخطة، ومن ضمنها مركز للزوار وسيكون له طابع خاص يتناسب مع المشروع وطبيعة الموقع ليخدم الجمهور والموقع، ويعكس القيمة التاريخية والاقتصادية والاجتماعية للموقع.

وبخصوص ما إذا كان هناك تفكير في ضم مواقع أخرى لقائمة التراث الإنساني العالمي، أوضح الكبيسي أن هناك مواقع ضمن النقاش، وهي تختلف ما بين مواقع أثرية وأخرى طبيعية، مشيرا إلى أنه أجريت عدة دراسات من قبل وزارة البلدية والبيئة التي تشتغل على ملف محمية الريم ومنطقة العديد بحكم موقعها الطبيعي بكثبانها الرملية وقربها من البحر وطبيعتها الخلابة، كما أنه كان هناك نقاش مع اليونسكو حول خليج سلوى بما يضمه من ثروة بحرية، منبها إلى أن هناك تحديات عديدة، وأن كل هذه الدراسات تحتاج لوقت وجهد.

وحول التعاون مع وزارة التعليم والتعليم العالي وجامعة قطر، أكد السيد علي جاسم الكبيسي، أن هناك تعاونا مستمرا بالنسبة للمناهج، حيث توجد مقررات تتعلق بالمتاحف والآثار في المناهج الحالية، كما أن هناك تعاونا مستمرا لمراجعتها وإدراج ما هو جديد يخدم النشء.

وأضاف: أن هناك لجنة مشتركة بين متاحف قطر وجامعة قطر لإنشاء تخصص فرعي ضمن أقسام الجامعة في الآثار للمساعدة في تأهيل بعض الخريجين للدخول إلى سوق العمل في هذا المجال، خاصة أن المجال الأثري يعد مجالا صعبا ويحتاج لمتخصصين، وتقريبا نحن في المرحلة النهائية، حيث تم الاتفاق على كل المقررات في هذا التخصص الفرعي بكل المواد والاتفاق عليها، واعتمادها مسألة وقت لرؤية مخرجاتها عما قريب، لتغذية الموارد البشرية سواء بمتاحف قطر أو وزارة الثقافة والرياضة أو المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) أو الهيئة العامة للسياحة وفي مجالات أخرى، لتكون للخريج أكثر من فرصة في سوق العمل.

وبخصوص المشروع القطري السوداني للآثار، أشار السيد علي جاسم الكبيسي، مدير إدارة الآثار والتراث بمتاحف قطر إلى أن هناك لجنة مشتركة بين الجانب السوداني والقطري، ولجنة علمية بها أعضاء مختصون من متاحف قطر والعلماء بالبعثات الأجنبية لدراسة وعمل مراجعة لكل تطور في المشروع وبناء الخطة القادمة لكل سنة، وتجتمع هذه اللجنة ما لا يقل عن مرتين في السنة لضمان تحقيق الأهداف.

وبخصوص ما إذا كان هناك قطريون ضمن البعثات، أوضح، أن هناك بعثة قطرية واحدة ضمن 40 بعثة من مختلف الجنسيات (بريطانية، أمريكية، فرنسية، سويسرية، بولندية، إيطالية، ألمانية وسوادنية..)، وتعمل هذه البعثات في مجال المسوحات والتنقيب باستخدام التقنية الحديثة، لافتا إلى أن البعثة القطرية، يمكن اعتبار أنها البعثة الوحيدة التي تستخدم الأجهزة المتطورة في التنقيب عن الآثار، مشيرا إلى أن متاحف قطر تقوم بتمويل هذه البعثات كلها.

وأفاد مدير إدارة الآثار والتراث بمتاحف قطر، أن كل بعثة تختلف عن الأخرى حسب العمل المناط بها القيام به ومساحة الموقع الأثري الذي تشتغل فيه، حيث إن البعثات تحتاج إلى إحضار طلبة متخصصين وللتدريب أيضا. ويتراوح عدد فريق كل بعثة ما بين 5 و20 فردا، مشيرا إلى أن كل بعثة لها تخصص، فهناك من يدرس المعابد والأهرامات وهناك من يدرس القبور والطبقات الجيولوجية، موضحا في الآن ذاته أن ما يميز علم الآثار هو صلته بكل العلوم.

ونوه بهذا الخصوص بأن إحدى البعثات من جامعة لندن اكتشفت أن أقدم صناعة للحديد في إفريقيا انطلقت من السودان وانتشرت بعد ذلك، وتم توثيق هذا الاكتشاف، حيث لاحظ الفريق البحثي وجود خامات من الحديد في المنطقة، كما اكتشفوا مناطق الصهر، معتبرا أن هذا الاكتشاف يمكن أن تتبعه دراسات عديدة لاحقا.

وحول ما إذا كانت هناك خطة إعلامية حول الكشوفات، أوضح مدير إدارة الآثار والتراث بمتاحف قطر أنه تم إنشاء منظمة غير ربحية مؤقتة سميت بقرار جمهوري في السودان بـ"منظمة تنمية آثار النوبة.. قطر ـ السودان"، وتدار من قبل إدارة قطرية للعمل على هذه المشاريع ولها مقر في السودان.

وفي هذا السياق، أشار إلى أنه سيتم إنجاز فيلم وثائقي تاريخي لإبراز القيم التاريخية والاقتصادية والأثرية حسب تعليمات الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر، كما سيتم عرض كل المكتشفات على هامش الاجتماعات الخاصة لليونسكو بالتراث.

وتغطي أعمال هذه البعثات حوالي 800 كيلومتر على طول نهر النيل من الخرطوم إلى قرب الحدود المصرية وتغطي أعمال هذه البعثات جميع الفترات السودانية، تقريبا من في الفترة من ثلاثمائة وخمسين ألف عام من أوائل عصور ما قبل التاريخ في السودان مرورا بإمبراطوريات كوش بكرمة، ناباتا وميرو، وصولا إلى العصور الوسطى المسيحية والإسلامية في القرون الوسطى، حتى القرن الثامن عشر الميلادي.

وأشار إلى أن هذه المبادرة تبين بوضوح دعم قطر للثقافة والحضارات والتاريخ، بالإضافة إلى المشاريع التنموية ودعم الأشقاء في بعض الدول وكذلك الجانب الإنساني بما يعود على المجال البحثي بشكل إيجابي في المستقبل.

وذكر الكبيسي أن قطر قامت بتمويل مشاريع موازية ببناء مخيمات سكنية لإقامة البعثات الأجنبية، وسوف تستخدم هذه الإقامات لتهيئة الموقع وتكون منتجعات سياحية أثرية، حيث في مجمع البركل هناك مجمع سكني وفي البجراوية بمروي يوجد مجمع أيضا، مبرزا أن التركيز على هاتين المنطقتين جاء نظرا لغناهما الأثري، حيث إن البعثات الأجنبية ما زالت تعمل جاهدة لتفكيك أسرار اللغة المروية.

مساحة إعلانية