رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

7558

عقد قران مراسلة صحفية على أسير محكوم بـ 3 مؤبدات

12 نوفمبر 2021 , 07:00ص
alsharq
الصحفية المقدسية داليا النمري والأسير تامر الريماوي
القدس المحتلة - حنان مطير

كانت رسالةً معطرةً بالحب، وصَلَتْها من أسير محكومٍ بالسجن المؤبد، يطلب يدها للزّواج، فتذوّقَتْ كلماتها كقطعة سكرّ. "إنه هو الرجل المُنتظر، فأنا أقاوم المحتلّ بالعمل مراسلة حرب، وهو ضحّى بسنوات عمره بسبب أعماله النضالية ضد المحتل".

كلمات قالتها المقدسية داليا النمري مراسلة قناة روسيا اليوم لـ "الشرق" بعد أن أعلنت خطبتها على الأسير تامر الريماوي المحكوم بثلاثة مؤبدات في سجون الاحتلال.

وأضافت: "كيف لا أوافق وأنا لا أقبل بأقل من مناضل؟ إنه شرفٌ لي كبير". وتروي: "حين كنتُ طالبة في الجامعة في الانتفاضة الثانية كنت أخرج في مظاهراتٍ شبابية ضد الحواجز العسكرية التي يضعها الاحتلال في كل مكان، وفي ذات الفترة كان تامر مطاردا قرابة العام والنصف، حيث كان قائدا في كتائب شهداء الأقصى، وكنا حينها نحلم بالزواج من فدائي مناضل".

وتواصل: "مرت السنوات وشاء الله أن يتقدّم لطلب يدي برسالة ذات خط جميل وقعت على قلبي فملأته بالحب". وتوضح داليا أن الأسير تامر عرفها من خلال ظهورها كمراسلة عبر شاشة روسيا اليوم، تلك المسموح عرضها في السجن إلى جانب بضع قنوات أخريات.

تابعها تامر مراراً عبر تقاريرها الصحفية والثورية المختلفة التي تعرضت في كثيرٍ منها لاعتداءات الاحتلال وصمدت في وجههم من أجل إظهار الحقيقة، لتدخل قلبه ولا يتردد في السؤال ومعرفة بعض التفاصيل حولها من خلال زيارة أهله له في السجن، حتى وصل ليقين أنها تلك المرأة التي يبحث عنها.

تبتسم داليا وتقول: "حياتي تغيرت، فلست أنا من أمدّه بالأمل فقط بقبول عقد القران، إنما هو من يمدّني بالأمل". وتضيف: "بِتُّ أشعر برغبة في إعداد عدد أكبر من التقارير الصحفية فأنا أعلم أنه ينتظرني بشوق عبر الشاشة، أصبح اختياري لملابس أكثر دقة وترتيبا، فمنذ الارتباط به بات لحياتي طعم أكثر حلاوة، السحر يكمن في كونه مناضلا ضحى بسنوات عمره من أجل وطنه".

التقاء روحي

وتعلق: "إننا نلتقي كثيرا التقاء روحيا رغم أنف السجان، وإنني أشعر به كما لو أنه معي حقيقة". وتتابع: "الرسائل التي تصلني منه أجمل بكثير من أي رسالة قد تصلني إلكترونيا عبر واتس أو فيس، فكلماتها المليئة بالحب لا تغادر قلبي، وخط يده الجميل يصلني كما لو أنني أراه يكتبها قربي".

وتؤكد داليا "موافقتي على الزواج شرف لي ورفع لمعنويات تامر الذي يحاول الاحتلال كسرها بذلك الحكم الخيالي، وهي رسالة لكل الأسرى وليس لتامر فقط بأنهم عظماء والكل يفتخر بهم".

وتعبر: "الأهم أنها رسالة أيضًا للمحتل أن الأسرى في قلوبنا ولن يغادرونا وإن غيبهم وتركهم خلف القضبان لسنوات طويلة، وأن كل محاولاتهم في إظهار أن حياة الأسير انتهت هي محاولات فاشلة وإن كان الحكم بالسجن بالمؤبدات".

يذكر أن الأسير تامر من بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله يقبع في الأسر منذ الثامن والعشرين من شهر مايو 2003، ومحكوم بالسجن المؤبد لثلاث مرات، وقد كان عمره 23 عامًا حين تم اعتقاله، حيث حاصرته قوة عسكرية كبيرة في مبنى ببلدة بيتونيا ظهر الأربعاء في الثامن والعشرين من مايو 2003، وخاض لوحده يومها معركة لساعات طويلة ضد عشرات من جنود الاحتلال الذين استخدموا الرصاص والقذائف، وبعد نفاد مخزونه اقتحموا المبنى ولكنهم لم يجدوه، واستمروا بالبحث عنه عدة ساعات، حتى عثروا عليه داخل ممر المصعد الكهربائي.

>> الأسير الفلسطيني تامر الريماوي

داليا لديها إيمان قوي بأن تامر سيخرج، وأن أسره لن يطول وأن حكمه مجرد رقم زائل، وإن لم يخرج بصفقة تبادل قريبة فسيخرج بمناسبة أخرى "أنا بانتظاره".

مساحة إعلانية