رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اقتصاد

5281

إنشاء أول مصنع قطري للبيوت المحمية المبردة وتشغيله نهاية العام

12 أغسطس 2015 , 01:47ص
alsharq
حوار - هابو بكاي:

أكد السيد أحمد حسين الخلف - رجل الأعمال ورئيس مجلس إدارة الشركة القطرية لتطوير المشاريع أن صناعة البيوت المحمية للزراعة في الدولة ستكون صناعة قطرية 100 % في المستقبل القريب جداً، حيث نجحنا في تحويل هذه الصناعة من صناعة مستوردة إلى صناعة محلية، وذلك لتقليل الكلفة الرأسمالية.

أحمد حسين الخلف

وكشف الخلف في حوار لـ "بوابة الشرق" أنه نجح في إيجاد الحلول الجذرية لاستدامة إنتاج الخضروات والفواكه في قطر على مدار العام، وبمستويات تسمح بتغطية كافة احتياجات الدولة من هذه المواد الاستراتيجية خلال العشر سنوات القادمة، مشيرا إلى أن الحل الجذري الذي توصلنا إليه هو القيام بصناعة هذه البيوت المحمية محلياً، حيث اشترينا المعدات ومصنع متكامل، حيث سيتم وصوله وتركيبه خلال الأشهر الثلاثة القادمة، وسيكون جاهزاً مع نهاية العام الحالي، وسنبدأ بإنشاء البيوت المحمية بالتقنية التي طورناها مع نهاية العام، مشيراً إلى أن الطاقة الإنتاجية للمصنع كبيرة جداً حيث إنه إذا توفرت الأراضي المناسبة والبنية التحتية بإمكان المصنع إنتاج ما يبني من نصف مليون متر مربع إلى مليون متر مربع سنويا من البيوت المحمية، وهذا حجم كبير.

وبخصوص القدرة الإنتاجية ونوعيته، وأوضح الخلف أن كل متر مربع ينتج سنويا 25 كيلو، وهذا يعني أنه في حالة توفر الأراضي يمكن أن ننتج 25 مليون كيلو في العام، وهو ما يمثل 25 ألف طن سنويا، وقطر تستهلك يوميا ما يقدر بـ 600 طن يومياً من الخضروات، وبالتالي فإن استهلاك الدولة من الخضروات يقدر سنويا بحوالي 219 ألف طن سنوياً، وبالتالي فإنه من خلال توفر الأراضي ومع المصنع الجديد يمكن أن نغطي حاجيات استهلاكنا المحلي بالكامل من الخضروات في غضون 10 سنوات، معتبرا أن هذا المشروع سيحقق نتائج هائلة ويمثل ثورة على مستوى صناعة الزراعة في قطر، خصوصا أننا مؤمنون بأن البلد بحاجة لهذا النوع من الزراعة والذي يمثل الحل الجذري، الذي يمكننا من توفير اكتفاء ذاتي بشكل يناسب ظروفنا وطبيعة مناخنا.

صناعة الزراعة

ولفت الخلف إلى أن الجو والمناخ في قطر مختلف عما هو معروف في عالم الزراعة، حيث لاتوجد تربة صالحة للزراعة ولامساحات كافية، ولامياه كافية ولا حتى ثقافة زراعية موجودة، وبالتالي نحن نسميها صناعة الزراعة، لذلك قررنا تطوير الزراعة من خلال الاستثمار في بيوت محمية تقاوم المناخ غير الملائم وشديد الحرارة وصيف يمتد لفترة طويلة، وهذه البيوت هي الطريقة الوحيدة لإنشاء محميات زراعية تنتج طوال السنة.

إنشاء أول مصنع من نوعه في العالم لصناعة البيوت المحمية المبردة وتشغيله نهاية العام.. المصنع ثورة في صناعة الزراعة في قطر وينتج ما يبني مليون متر مربع من البيوت المحمية سنويا

وأضاف لقد قمنا بتجارب محلية عملية طورناها، حيث عملنا على تطوير نظام يتلاءم مع مناخنا، فلم نجده في العالم، حيث ذهبت شخصيا إلى إسبانيا والدانمارك وهولندا وأمريكا الشمالية والجنوبية والصين، وكل الدول التي لها تجارب في مجال الزراعة، ولم أجد بيوت محمية للزراعة تناسب مناخنا الذي يتميز بشدة الحرارة وطول فترة الصيف وارتفاع مستويات الرطوبة، وبالتالي وجدنا أن الطريقة الوحيدة هي إقامة تجارب عملية تمكننا من تطوير هذا النوع من البيوت حتي تناسب مناخنا، وقد مكنتنا هذه التجارب من تحقيق نجاح كبير، حيث قمنا بعمليات تطوير هذه البيوت على مراحل.

أول بيت محمي

بدأنا ببناء أول بيت محمي على مساحة 20 ألف متر مربع وهو يعتبر واحداً من أكبر البيوت المحمية في الشرق الأوسط، وبنينا الثاني والثالث والرابع والآن عندنا 100 ألف متر مربع بيوت محمية 60 % منها صناعتنا نحن وتم تطويرها محليا، و40 % استوردناها من الخارج لكنها لم تنجح 100 %، لذلك طورناها، وبالتالي فإن 60 ألف متر مربع من المساحة المتوفرة لدينا عبارة عن صناعة محلية ونحن نفتخر بأن هذه صناعة قطرية وتطوير قطري لصناعة الزراعة في الدولة وهو الحل الجذري والأمثل لحل مشكلة الإنتاج المحلي للخضار والفاكهة داخل دولة قطر.

والأهم من كل هذا هو نوعية الإنتاج في بيوتنا وهذا شيء مهم جدا، حيث قمنا بزراعة عضوية ولم نستعمل المواد الكيميائية سواء للتخلص من الحشرات أو للسماد، وهذه الزراعة العضوية عملناها على أفضل أنواع البذور والشتلات، وبالتالي نحن اليوم نفتخر بأن لدينا إنتاج عالي الجودة وبنوعيات وأصناف مختارة ومميزة وبأسعار منافسة، فأنا لا أجامل إذا قلت إن إنتاجنا المحلي يفوق نوعيا وصحيا الإنتاج الأوروبي وأسعار أقل من أسعار المنتجات التي نستوردها من أوروبا بالضعف، وبالتالي كانت تجربة ناجحة، نعتقد أن البلد بحاجة لهذا النوع من الاستثمار لتغطية جزء من الأمن الغذائي، ونحن كلنا جنود كل حسب تخصصه لخدمة هذا البلد وتنميته وتطويره.

إنتاج المصنع في حالة توفر الأراضي والبنية التحتية يغطي حاجيات الاستهلاك المحلي بالكامل في غضون 10 سنوات.. جاهزون للشراكة مع الجادين في المجال الزراعي ونؤمن لهم كفاءة المنشأة وتسويق المنتج والإدارة

تأمين الإنتاج على مدار العام

وشدد الخلف على أنه في الوقت الحاضر فإن إنتاج الشركة من الخضروات من هذه البيوت المحمية متوفر في السوق على مدار العام وبنوعية وجودة لا تضاهي، وبأسعار أقل بنسبة 50 % من أسعار الخضروات المستوردة، مشيرا إلى أنه مع المصنع الجديد وزيادة الإنتاج ستقل التكلفة، لذلك مهم جدا قيام الدولة بتشجيع تطوير هذا النوع من الزراعة لانه هو الذي سيؤمن احتياجات الدولة من هذا النوع من الزراعة وفي نفس الوقت يقلل تكلفة الانتاج مما يجعل الاسعار ارخص وأكثر تنافسية، مشيرا إلى أن انتاج البيوت المحمية التي تم تطويرها محليا يتميز بكونه صحي 100 % وبجودة عالية ويمكن للجهات المختصة في الدولة مراقبة هذا المنتج والتاكد من جودته ومواصفاته العالية.

لافتا إلى أن المشكلة أن الخضروات التي يتم استيرادها من الخارج لاتوجد امكانيات فنية لدراسة مكوناتها، والخطورة الكبيرة في هذه المنتجات المستوردة أن اغلبها يعتمد علي الكيماويات، وهو ما يضر بالصحة العامة كون أن الكيماويات التي تدخل في الزراعة هي المسبب الأول للمسرطانات، لذلك تبني الدولة لهذا النوع من الزراعة هو حماية للصحة العامة

الشراكة مع الجادين

وعن مدى استفادة المستثمرين والمهتمين بالقطاع الزراعي من قدرات المصنع الجديد، قال الخلف إن الهدف الرئيسي للاستثمار في صناعة البيوت المحمية، هو خلق صناعة محلية يستفيد منها الجميع، مشيرا إلى استعداده للتعاون مع كل الجادين في القطاع الزراعي والعمل على أن نطور لهم هذا النوع من البيوت المحمية بأسعار منافسة لأن إيماننا ببناء هذا النوع من البيوت بأسعار منافسة ستسمح بتطوير الإنتاج المحلي بأسعار مناسبة، والطريقة الوحيدة لتقليل التكلفة هي تطوير وبناء هذه البيوت محليا، وهذا ما عملنا عليه، وهو مادفعنا للاستثمار بقوة في إنشاء مصنع لهذا النوع من الصناعة، حيث سيساهم في خفض كلفة هذه البيوت وخفض كلفة الإنتاج .

خدمة الزراعة في قطر

وشدد الخلف على أن هذا المصنع لخدمة الزراعة في دولة قطر وسيؤمن هذه البيوت لكل شخص جاد ومهتم بهذا النوع من الزراعة، كاشفا أن الشركة مستعدة ليست لبناء البيوت فقط وإنما نحن جاهزون للاستثمار مع الجادين في هذا المجال ونضمن لهم البيع وهو أهم ما يفكر فيه أي مستثمر، وبالتالي نحن نعمل ثلاثة أشياء مهمة، نبني المشروع ونضمن جودة المنتج، ونقوم بالإدارة ونضمن التسويق وضمان المنشأة، وبالتالي فإن ضمان هذه الأمور يضمن نسبة الربح ونجاح المشروع، وعليه فإننا نضمن للمستثمرين الجادين في هذا القطاع هوامش ربحهم، حيث إننا نبني المشروع ونضمن كفاءة المنشأة ونضمن تسويق المنتج، كما نقوم بالإدارة من أجل الكفاءة العالية .

نفتخر بنجاحنا في تطوير صناعة قطرية في المجال الزراعي ونتطلع لدعم الدولة .. إنتاجنا المحلي يفوق نوعيا وصحيا الإنتاج الأوروبي وأسعاره أقل بالضعف من المستورد.. دور كبير لـ "قطر للتنمية" في دعم جهود التنمية بما فيها الزراعة

طبيعة وموصفات االمصنع

وعن طبيعة المصنع ومواصفاته، قال الخلف إن هذا أول مصنع من نوعه في العالم لصناعة البيوت المحمية المبردة، مشيرا إلى أن البيوت المحمية العادية الجميع يعملها ولاتمثل مشكلة، لكن المشكلة في البيوت المحمية المبردة التي يمكن أن توفر الإنتاج طوال السنة في قطر خصوصا، مشيرا إلى أنه توجد بيوت محمية مبردة في بعض الدول لكن نظامنا يختلف عن نظام هذه البيوت، فهذا النظام الذي طورناه هو نظام فريد ويختلف عن بقية أنظمة جميع أنواع البيوت المحمية المبردة الأخرى، لأن مناخنا في قطر مختلف، فعندنا درجات الحرارة ترتفع لدرجات مرتفعة في الصيف، وكذلك الرطوبة عالية، مشيرا إلى أن الفكرة أصلا من البيوت المحمية هي للمناطق الباردة من أجل توفير الدفء للنبات بينما الحاصل عندنا هو العكس تماما، لذلك طورنا عدة أنظمة لتوفير المناخ المناسب لنمو النبات سواء كان تبريدا خارجيا أو داخليا في البيوت المحمية وبالتالي تجد منتجاتنا في أشهر الصيف الحارة وفي وقت الذروة وأعلى درجات الرطوبة في السوق المحلي يوميا وبعينات نفتخر بها، حيث إن ما يميز منتجاتنا هي الاستدامة والجودة وهذا غير موجود.

قدرة البيوت المحمية على إنتاج الفواكه

وبخصوص قدرة هذه البيوت على إنتاج الفواكه، أوضح الخلف أنه مع بداية السنة سنقوم بإنتاج أصعب أنواع الفواكه وهي الفراولة وسنعمل على تطوير زراعة الفواكه، مشيرا إلى أن الميزة في البيوت المحمية هي توفيرها للمناخ المناسب لنمو النبات بحيث تكون درجة الحرارة مابين 15 درجة مئوية فوق الصفر إلى 30 درجة والرطوبة المناسبة لاتتعدى 60 %، وبالتالي فاننا نوفر للنبات البيئة المناسبة، خصوصا أنه لايعرف فصل اسمه الصيف أو الشتاء، وإنما يعرف المناخ وبالتالي إذا وفرته فأنت أعطيت للنبتة الظروف المناسبة للإنتاج على طول السنة، سواء كان المنتج عبارة عن خضار أو فاكهة أو غيرها من النباتات، ونظام البيوت المحمية الموجودة عندنا ارتفاعه 7 أمتار وأي نوع من النبات لا يتعدى 7 أمتار كارتفاع، وبالتالي يمكن أن تضع فيه أي نوع من الفواكه أو الخضروات، لكن الموضوع هو الكلفة والمساحات، فمثلا في مجال الخضروات يمكن أن تنتج بكثافة، لكن الفواكه تحتاج في بعض أنواعها لمساحات أكبر .

تطوير صناعة قطرية للبيوت المحمية

دعم قوي من الدولة

وبخصوص دعم بنك قطر للتنمية لهذا النوع من الزراعة، أشاد الخلف بدور البنك في دعم جهود التنمية بشكل عام ودوره الكبير في دعم هذا النوع من الصناعة، مشيرا إلى تجربته الجيدة مع بنك قطر للتنمية، وقدمو لنا المساعدة الكبيرة، لافتا إلى أن كل شخص جاد ولديه مشروع مجد يجب أن يستغل دعم الدولة من خلال بنك قطر للتنمية، لأن البنك يعطي قروضا ميسرة بدون فائدة للمشاريع المنتجة وذات القيمة المضافة في مختلف القطاعات بما فيها الزراعة، لكنه يعطيها للمشاريع الجادة، لذلك استغلال الفرصة ودعم الدولة من خلال البنك في تطوير هذه الصناعة له دور كبير، وأحد عوامل النجاح هو دعم البنك لهذا النوع من المشاريع.

مساحة إعلانية