رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

820

وزير التعليم: استقطاب المعلمين القطريين وتحفيزهم على قمة أولوياتنا

05 سبتمبر 2016 , 10:45م
alsharq
عادل الملاح

د. محمد بن عبدالواحد الحمادي:

* الحفاظ على الكوادر القطرية وتمكينهم من اعتلاء المناصب القيادية بالمدارس المستقلة

* ندعو مديري المدارس لتوفير بيئة آمنة للقطريين وفتح المجال أمامهم للترقي الوظيفي

* تحفيز الطلبة بشتى الأساليب وتنمية دافعيتهم

* نهدف لرفع كفاءة المعلم وتحسين الأداء الأكاديمي للطلبة

* نورا القحطاني: رسالة المعلمين من أسمى الرسالات والمهام التي وجدت على وجه الأرض

* عائشة شهبيك: ضرورة الاستفادة من الإطار العام للمنهج الوطني

دعا الدكتور محمد بن عبد الواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي مديري المدارس المستقلة وأصحاب التراخيص إلى تعزيز استقطاب المعلمين القطريين، والمحافظة عليهم بإبقائهم في المدارس، وتحفيزهم، وفتح المجال أمامهم للترقي الوظيفي والمهني، وتمكينهم من اعتلاء المناصب القيادية والأكاديمية وفق ميولهم وقدراتهم، وتوفير بيئة آمنة وجاذبة، تمكنهم من الانتقال من سلوك العزوف عن مهنة التعليم، إلى سلوك الشغف بمهنة التعليم، والانتماء إليها، حتى نجني ثمار هذا الاستثمار.

وأكد سعادته أن هدف مبادرات وزارة التعليم هو تحسين الأداء الأكاديمي للطلبة بجميع المراحل الدراسية، وتحقيق جودة التعليم، من خلال رفع كفاءة المعلم، وتحسين أدائه وتجويده، لنصل بمهنة التدريس إلى أرفع معايير الأداء المهني والجودة الشاملة، لذا سنضع عملية استقطاب المعلمين القطريين والإبقاء عليهم بالمدارس على قمة أولوياتنا.

جاء ذلك خلال الاحتفال بالمعلمين القطريين الجدد للعام الدراسي الجديد 2016 2017 بحضور سعادة الدكتور محمد بن عبد الواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي وعدد كبير من مسؤولي وقيادات الوزارة و150 معلما ومعلمة من المعلمين والمعلمات الجدد.

تحفيز الطلبة

وشدد سعادة الوزير في كلمته التي ألقاها خلال الحفل على ضرورة تحفيز الطلاب بشتى الأساليب وترجمة ذلك إلى سلوكيات عملية ملموسة، وتنمية دافعيتهم، لاسيما الطلبة العزوفين عن التعلم، ومعرفة أسباب عزوفهم ومعالجة ذلك، وتزويدهم بما يناسبهم من تعليم، لا سيما مهارات البحث والتجريب والاعتماد على الذات، لإشباع فضولهم في الحصول على المعلومات واكتسابه.

بالإضافة إلى تكوين القيم والاتّجاهات والمواقف الإيجابية لديهم، والأهم من ذلك كله، أن تجرى عملية التعليم نفسها في مناخ ديمقراطي يشارك فيه الجميع؛ فالمعلم المتميز يُعِد ويُخرَّج أجيالاً متميزة، معتزة بنفسها ووطنها، وبدينها وقيمها وبإرثها.. فهو إذن كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.

البيئة المدرسية

وأكد الدكتور الحمادي في كلمته على ضرورة الارتقاء بالبيئة المدرسية لتصبح مكاناً محفزاً للطالب تعزز الاستكشاف والإبداع، لاسيما البيئة والمناخ داخل الفصل المدرسي، ليصبح التلاميذ شغوفين ومتعطشين لكل ما يُقدم لهم، ومتطلعين إلى مزيد من المعرفة، من خلال تنمية فضولهم وشغفهم ورغبتهم في مزيد من الاستكشاف، ليشعروا بأنهم جزءٌ من مجتمع خلاق، خاصة وأن زيادة التحصيل الأكاديمي للطلبة تعتمد على الطريقة التي يتعلمون بها، وعلى الممارسات التي تتم داخل الفصول المدرسية، وعلى طرائق وأنماط التعلم واستراتيجياته الحديثة، التي تكسب الطلاب مهارات ومعارف تعزز تحسين تحصيلهم الأكاديمي.

نهضة قطر

وقال سعادة وزير التعليم: "إن نهضة قطر وتقدمها لا تعتمد على مواردها المادية والطبيعية فحسب، بل على تعزيز تنميتها البشرية كذلك، من خلال اكتساب المعرفة النوعية وتوظيفها لتحقيق التنمية المستدامة وهذا ما أدركته قيادتنا الرشيدة برؤيتها الاستشرافية الثاقبة، حينما أعطت الأولوية والدعم الكامل لتطوير التعليم، ووجهت له كل الاعتمادات المالية اللازمة، لخلق رأس المال البشري والمعرفي، وحددت معالم منظومة التعليم وموجهاتها العامة في رؤية قطرِ الوطنيةِ 2030، لتُدِيرونها بإخلاصكم وكفاءتكم أنتم ومن سبقكم على هذا الطريق المشرق نحو المستقبل، وتشرفون كمعلمين قطريين وقيادات تربوية على مخرجاتِها؛ لأنكم الأكثر دراية بمجتمعكم، وبخصوصيته الثقافية، وبتطلعات شعبه، وآمال قيادته، ذلك أن جودة التعليم وتحسين مخرجاته أصبحت ضرورة وطنية، فرضتها ظروف المنافسة العالمية، ولا يتحقق ذلك لوطننا المعطاء إلا إذا اضطلع أبناؤه بالدور المنوط بهم وعلى رأسهم المعلمون القطريون.

قيادات وزارة التعليم والتعليم العالي

المعلمين الجدد

واستطرد سعادته: "إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن يتجدد لقاؤنا مع كوكبة جديدة من أبناء وبنات قطر، الذين اختاروا مهنة التعليم سبيلاً للعمل، ليُسهموا بخبراتهم في تربية وتعليم الأجيال وإعدادها للمستقبل، وفي إنجاز التنمية البشرية لمجتمعنا كخيار استراتيجي ضمن ركائز رؤية قطر الوطنية 2030 ونحن إذ نحتفي اليوم بهذه الكوكبة، إنما نحتفي بكوادر وطنية واعدة، تُشكل إضافةً نوعيةً لمنظومة التعليم ولمسيرة البناء الوطني في آن واحد، لذلك كان حرصنا على الاحتفال بهم وتهنئتهم على انضمامهم لمهنة التعليم التي تُجَسِد قمة الالتزام المهني والتفاني في العمل.

ووجه حديثه إلى الحضور من المعلمين الجدد قائلا: "نحن سعداء بانضمامكم لمنظومة التعليم، وإيثاركم تلبية نداء "عَلِّمْ من أجلِ قطر"، واستجابتكم لبرنامج "طُموح" بالشراكة مع كلية التربية بجامعة قطر، وبرنامج " المعلمة المساعدة " بالشراكة مع كلية المجتمع في قطر، وذلك بالرغم من الخيارات الوظيفية الكثيرة التي كانت أمامكم، وهو ما يؤكد حرصكم على بناء وطنكم ليحقق مشروعه النهضوي، مواكباً لركب الدول المتقدمة التي استفادت من مخرجاتها التعليمية رفيعة المستوى، والقادرة على التجديد والابتكار والإبداع والإضافة النوعية في كل مجالات الحياة.. بل تبوأت بفضل مخرجاتها مواقع الصدارة في سلم التنافسية العالمية.

وتابع: هذا ما نسعى إلى تحقيقه لبلدنا من خلال مواصلة تطوير التعليم، بتطوير كوادره الوطنية التي تقود مسيرة العمل التربوي في سياق مجتمعي واعٍ وداعمٍ لهذه المنظومة، وعلى علم تام بأهمية التعليم وبمزاياه وعائداته ومنافعه على الفرد والمجتمع على حد سواء.

خيارات تعليمية

وقال سعادته: علينا أن نتذكر دائماً في مسيرة عملنا أننا نتعامل مع فصول دراسية "متعددة القدرات" بها طلبة من خلفيات ثقافية متعددة، وبقدرات علمية متنوعة، يفضلون التعلم بطرائق تدريس مختلفة وليس بنمط واحد، مما يحتم عليكم مراعاة فروقهم الفردية، ومعرفة قدراتهم وميولهم واتجاهاتهم، والأنماط المفضلة لتعلمهم، وصولاً لاعتماد مجموعة من الاستراتيجيات تمكنكم من الاستجابة لاحتياجاتهم المتعددة ودعمها وتنميتها، لاسيما احتياجات الطلبة الموهوبين، أي أن يتعرف المعلم على احتياجات طلابه ويصمم فرصاً وخيارات تعليمية متنوعة تساعد على نجاح كل طالب..

وأضاف: يتأتى ذلك من خلال الاطلاع على الاتجاهات الحديثة في طرائق التدريس وأساليبه لاسيما استراتيجيات تنويع التدريس، ليكون الطالب محور العملية التعلمية، مما يتيح مشاركة جميع الطلاب في الفصل، ذلك أن طرائق التدريس يجب أن تتماشى مع تنوع قدرات وميول ومهارات الطلاب في الفصل وتعززها، لا أن يسود نمط واحد للتعلم أو يُفرَض على الجميع.

التطور التكنولوجي

وأوضح في كلمته قائلا: " بالرغم من التطور التكنولوجي والتقني وتأثيراته المتسارعة على المفاهيم والرؤى التربوية، سيظل المعلم حجر الزاوية في منظومة التعليم؛ لذلك قمنا باستحداث إدارة لشؤون المعلمين بالهيكل التنظيمي الجديد للوزارة، تختص بوضع المعايير وإصدار التراخيص المهنية للكادر الأكاديمي وصولاً لتمهين مهنة التدريس. كما تم إنشاء مركز للتدريب والتطوير التربوي، لتعزيز التطوير المهني للمعلمين والارتقاء بأدائهم بصورة مستدامة، بالإضافة لإنشاء إدارة للتوجيه التربوي تختص بوضع السياسات والوسائل الكفيلة بتطوير التوجيه التربوي والتأكد من مدى توافر الكفايات والمهارات الأساسية اللازمة للعاملين في هذا المجال.

ولضبط الممارسة المهنية وتعزيز أخلاقيات المهنة، تم وضع وتطبيق وثيقة السلوك المهني والوظيفي للتربويين العاملين في مجال التعليم، متضمنة القيم والمعايير والأطر المرجعية للعلاقات، كما قمنا بوضع الوثيقة التوجيهية لرفع مستوى المسؤولية والمحاسبية في المدارس المستقلة وسنعمل على تنفيذها بدءاً من هذا العام بمشيئة الله.

صنع القرار

ولقد عززنا أيضاً مشاركة المعلم في صنع القرار التربوي من خلال لجان منتخبة مثل اللجنة الاستشارية للمعلمين واللجنة الاستشارية لمديري المدارس المستقلة، وسنواصل بعون الله بناء القدرات الوطنية في المجال التربوي والتعليمي، بدعم مهنة التعليم، حتى تصبح المهنة المفضلة للخريجين المتميزين والموهوبين، وذلك من خلال تعزيز شراكتنا مع كلية التربية بجامعة قطر، لتعظيم مزايا ومخرجات برنامج "طُموح" لحصول طلابنا على بكالوريوس التعليم الابتدائي والثانوي، وابتعاث كل الراغبين في الحصول على درجات علمية عليا في التخصصات التربوية، كما نحن فخورون بشراكتنا مع منظمة علم من أجل قطر، لاستقطاب مزيد من المعلمين لمهنة التدريس.

جانب من الحضور في حفل وزارة التعليم

مبادرات هادفة

ونظراً للدور المحوري للمعلم في العملية التعليمية والتربوية، تم تنفيذ العديد من المبادرات الهادفة، منها على سبيل المثال لا الحصر مبادرة " تطبيق نظام الرخص المهنية الجديد للأكاديميين بالمدارس"، بهدف ضمان جودة الممارسات المهنية، وتنقيح المعايير المهنية الوطنية للمعلمين وقادة المدارس وتعميمها على المدارس.

وفي الختام أود التذكير والتأكيد على ما قاله معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفه آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في الثاني من شهر مايو من هذا العام أثناء مداخلته في اللقاء التشاوري الثالث مع أطراف العملية التعليمية حينما قال: "نحن مؤتمنون على مسيرة التعليم، وهي مستقبل قطر.. وهي أمانة في أعناق جميع الموظفين، والمعلمين، وجميع القائمين على التعليم، ومهما كانت الظروف والصعاب، فإن مستقبل قطر هدف سامٍ وعلينا أن نحسن العمل من أجله".

أسمى الرسالات

ألقت المعلمة نورا سعد القحطاني كلمة المعلمين الجدد وقد أكدت فيها أن رسالة المعلمين من أسمى الرسالات والمهام والمِهن التي وجدت على وجه الأرض، لأنها وبكل صدق تقوم على بناء فكر الإنسان، حتى ينهض بنفسه وبوطنه ودينه، مشيدة بمراحل تطور العملية التعليمية في قطر.

وقالت: لقد عاصر المعلمون القُدامى نهضة قطر وتطورها في مختلف الميادين، وأهمها (التعليم).. فكانت تلك المراحل صعبة ومكللة بكثير من التحديات والعقبات، ومع ذلك استطاع المعلمون الأولون بناء أجيال من الطلبة كما تُبنى الأسوار العالية، فاستطاعوا شق مسيرة التربية والتعليم، وغرسوا الثمار في قلوب أبناء قطر، حتى نهضت قطر ووصلت إلى مشارف العالمية. وكل ذلك لم يكن ليأتي إلا من خلال سواعدهم النبيلة وجهودهم الحثيثة، فطوبى لمن كان معلماً وسيكون معلماً.

وأضافت: جاءت اللحظة لحظة تحسُّس الغرس، وتلمس نِتاجه، وجَنْي ثماره وها نحن الآن نجتمع معاً ولأول مرة؛ لنؤرخ مسيرتنا على نفس الخُطا، التي قطعناها بكد واجتهاد، وبما يتماشى مع مواكبة التطور الذي يعاصرنا اليوم ونعاصره..

وهذا الأمر يدفعنا جميعاً لأن نسير على خُطا الوطن ورؤيته الحكيمة لاستثمار جيل راقٍ بفكره، متميز بعلمه، جاهز وقادر للابتكار والإبداع في مختلف المجالات، ولهذا علينا أن نأخذ بأيدي أبنائنا وبناتنا الطلبة، وننير لهم الطريق لمواصلة مسيرتهم التعليمية بنجاح وتميز، النجاح والتميز اللذان ننشدهما للجميع وليس لفئة محددة، نريد من الجميع أن يكون متميزاً، وهذا ما نتمناه حقاً أن يتحقق على أرضنا الغالية قطر، آلا يكفينا فخراً أن نكون نحن المسؤولين عنهم؟ بل هو فخر واعتزاز يغمر نفوسنا جميعاً لِأَنْ نقوم بواجبنا المطلوب نحو الوطن والطلاب والشعب القطري الكريم.

وتابعت: بالأصالة عن نفسي، وبالنيابة عن إخواني المعلمين والمعلمات القطريين الجدد، نقدم لكم شكرنا على حضوركم، وشكر اً خاصاً لأصحاب المقام ممن بادروا عن طيب خاطر بالترحيب بنا في هذا اليوم الذي يحفزنا للبدء في عام أكاديمي جديد.. وأنا مؤمنة كما يؤمن غيري بأنه عام أكاديمي سيكون مليئاً بالمواقف الجميلة التي ستترك نتائج إيجابية وتجارب ناجحة في عقول أبنائنا الطلبة، ولنعقد النية على العمل الخالص لوجه الله رب العالمين.

من جانبها أكدت السيدة عائشة شهبيك صاحبة ترخيص ومديرة مدرسة سعود بن عبد الرحمن المستقلة النموذجية خلال إلقاء كلمتها باعتبارها من المعلمات القدامى على أهمية تطور المعلم والمرتبط بتطور المنظومة التعليمية بشكل كامل مشيرة الى اهتمام دولة قطر بالعلم والتعلم مؤكدة على أهمية الإطار العام للمنهج الوطني والاستفادة منه مشددة على ضرورة التغيير الى الأفضل من أجل التطور المستمر في منظومة التعليم.

مساحة إعلانية