رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في الماضي لم نكن نسمع في قطر هوس الــ (تيك توك) ولا تقاليع الـ (سناب شات) ولا ترند في (X) أو في أي من مواقع التواصل الاجتماعي بأمر مخالف للدين أو العادات ولا شيء مما كنا نسمعه ونراه من أولئك الذين يهمهم أن يكونوا مشاهير حتى ولو كانت مخالفة للقانون أو لعادات البلاد وتقاليدها، واليوم وصلنا هذا الجنون للأسف لمجرد الشهرة الفارغة وزيادة المتابعين بصورة أدعى لأن تكون مقززة للأسف وبات بعض الشباب يسعى ليحقق أعلى نسب مشاهدة في حسابه على التيك توك أو سناب شات حتى ولو كان هذا على حساب أن يخالف القانون بصورة صريحة وسافرة أو أن يتعدى على تقليد ملتزم من تقاليد هذه البلاد والتي سارت محافظة عليه عقودا من الزمن، ويأتي هؤلاء في تحد غريب لينتهكوا هذا الستار بصورة تجعلنا نسأل ما الذي تغير في المجتمع ليخرج عن عباءة التزامه الذي عُرف بها ؟! هل هي عولمة التكنولوجيا وجنون هذه البرامج التي تصر على تضمين كل ما هو مجنون وخارج عن المألوف ؟! أم أنه التطور الذي يجب أن نقبل به ونقبل بأن يخرج من مجتمعنا من يسايره ويمشي على موجته دون حول منا ولا قوة ؟! ماذا يعني أن يقود أحدهم سيارته برعونة معرضا حياته وحياة المارة للخطر وعلى أماكن مخصصة للمشي سيرا على الأقدام لمجرد أن يصور في التيك توك ويزيد من نسبة متابعة المقطع ؟! ماذا يعني أن يشوه أحدهم جدران المباني ويصوره صاحبه ليكون حديث المجتمع ؟! ماذا يعني أن يقود أحدهم مركبته بشكل حلزوني بين السيارات ويعلم بأن هناك من يصوره وسوف يضع المقطع في X أو أحد تلك البرامج ويصبح حديث الشارع؟! هل هذه هي الشهرة التي يريدها هؤلاء ؟! بئس شهرة تلك إذن ! فالشهرة أبدا لا تكون بمخالفة القانون أو تشويه المباني أو تعريض الآخرين لخطر محدق وأن يكون ترند لمجرد القيام بهذا التشويه الأخلاقي والفكري والمجتمعي دون حس المسؤولية والشهرة، لا يجب أن تكون على حساب دين أو مجتمع أو أبرياء لا يجب أن يكونوا ضريبة غالية لهذه الشهرة غير المدروسة وغير المحببة وغير المطلوبة، ثم منذ متى كانت الشهرة هذه مرتبطة بأن يخرج أحدهم في مظهر المغامر المجنون ليكون حديث المغردين المطالبين بمحاسبته على رعونته التي لم يقم بها للبلاد والعباد أي ميزان يذكر وكأنه يطبق مقولة من أمن العقاب أساء الأدب ونحن الذين نقدم النصيحة على العقاب أولا إلا إذا كانت المخالفة صريحة للقانون فهنا يتقدم العقاب على أي نصيحة يمكن أن تقال بعد انقضاء فترة العقاب الذي يكون عادة علة حجم الجرم المشهود.
نعلم أننا نعيش عالما تكنولوجيا يمكن أن يوصف بالعالم الثوري وأن أجيال اليوم تختلف عما كانت عليه الأجيال السابقة ولكننا على يقين بأن التربية هي من تسهم في استخدام التكنولوجيا بصورة تختلف عما هي عليه وأن هذه التربية هي من تجبر هذا النشء على اختيار الصحبة الطيبة التي تعينه على مجابهة هذه الحياة بحسب الدين والعرف والقانون والعادة السائدة في المجتمع والصحبة لها دور كبير في تحييد مسالك الشخص أو التزامه، وكلنا نرى ماذا يمكن أن تفعل البطانة بصاحبها بغض النظر إن كان مسؤولا أو شخصا عاديا ولكن قل لي من تصاحب أقل لك من أنت. واليوم للأسف كثير من الأُسر لا يتعرفون على أصدقاء أولادهم سواء كانوا شبابا أو حتى فتيات وهذا له دور كبير في تغيير مسارات الأبناء سواء الأخلاقية أو المجتمعية ولذا ليس علينا أن نلوم هذه الصحبة إن لم تكن النشأة صالحة في البيت والعائلة وهي من توجه هذا أولا لنشوء شخصية سوية ملتزمة أولا ثم اختيار صحبته الطيبة ثانيا، فاحذروا أن تكون هذه التقاليع بداية لما هو أشد في مجتمعنا ولما لا تحمد عقباه ولا ينفع حينها البكاء على اللبن المسكوب.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
1992
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1587
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1122
| 24 ديسمبر 2025