رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
استوقفتني قصة عابرة للمغني السابق البريطاني الشهير المعروف بـ "ستيفنز" الذي غير اسمه بعد اسلامه الى يوسف. وقد أثرت فيه قصة النبي يوسف في القرآن، وكان السبب المباشر لإسلامه أهدى له أخوه نسخة من القرآن الكريم، وقد أثرت فيه "سورة يوسف" بشكل خاص، مما أكد له أنها ليست من صنع البشر، وكان سببا في اسلامه. في احدى المقابلات الصحفية سئل ستيفنز سؤالاً استفزازياً: كيف تقبل تعدد الزوجات بعد دخولك الإسلام وانت انسان غربي متحضر؟ فرد بكلمة جعلت العالم في صمت! " سؤالك موجه لنسخة قديمة من زمن لم أكن فيه مسلماً. هل تعلم أنني لا أعرف عدد النساء اللواتي عرفتهن قبل الإسلام! بل ربما لا أعرف حتى عدد أولادي منهن! لماذا لم تسألني هذا السؤال في تلك الأيام؟!" حل الصمت على المكان ثم أكمل بهدوء المؤمن الثابت الحكيم. " اليوم أنا مسلم، ولي زوجة واحدة فقط، ولا نية لي أن أتزوج ثانية. الإسلام لم يفرض التعدد، ولكنه اباحه بشروط قاسية: العدل، والمسؤولية، ورعاية الأسرة. فهل هذا ما يخيفكم؟ ثم سأل سؤال صفعة للسائل: أم أن ما لا يقلقكم هو العالم المتحضر الذي يفاخر بالعلاقات العابرة؟ بأطفال لا يعرفون آباءهم، وآباء يموتون دون أن يعرفوا أبناءهم؟! أيهم أصلح للبشرية؟ رجل يتزوج أربعاً وتحمل مسؤوليتهن؟ ام آلاف العلاقات بلا عقد، بلا أخلاق بلا أثر، سوى الضياع؟!" كانت صفعة حضارية خالدة أيقظت العقول من غفلتها.
في ظل الهرولة التقنية التي صبغت ملامح العصر، طفت على سطح المجتمعات العربية والإسلامية ظاهرة ما يُعرف في الأدبيات الغربية بـ "العلاقات العابرة ". فإن هذه العلاقات التي تتسم بضعف الالتزام وقصر الأمد، حتى باتت تطرح تساؤلات عميقة ومقلقة حول مآلات الروابط الإنسانية في ظل العولمة والغزو الثقافي التي لا تعترف بالحدود أو الخصوصيات القيمية الدينية. كما أن الظروف الاقتصادية قد تفاقم من تزايد تلك العلاقات. سواء في حالة الفقر او الغنى، فسهولة العلاقات العابرة للغني تجعله يفسق ويبحث عن اشباع شهوته وصعوبة الزواج تكون ذريعة للفقير كذلك.
فإن من الناحية الاجتماعية، تفكك الأواصر واستلاب المودة، تمثل العلاقات العابرة تمرداً غير معلن على مؤسسة الزواج التقليدية والروابط الأسرية المتينة. إن خطورة هذه العلاقات تكمن في تحويل الإنسان من "كائن اجتماعي" يسعى للاستقرار وبناء أسرة، إلى "كائن استهلاكي" يبحث عن إشباع لحظي واحتياجات عاطفية أو جسدية مؤقتة. تؤدي هذه الظاهرة إلى ما يسميه علماء الاجتماع "سيولة الروابط"؛ حيث يصبح الانفصال أسهل من المواجهة، والهروب من المسؤولية سمة بارزة. هذا النمط من العلاقات يورث حالة من "الاغتراب النفسي"، إذ يجد الفرد نفسه في دائرة مفرغة من اللقاءات التي لا تترك أثراً سوى الفراغ العاطفي، مما يضعف النسيج المجتمعي الذي يقوم في أساسه على الثقة والالتزام طويل الأمد. كما أن انتشار هذه الظاهرة يساهم في تأخير سن الزواج أو العزوف عنه، مما يهدد التوازن الديموغرافي والاستقرار النفسي للأجيال الصاعدة.
حيث تعيش المجتمعات الإسلامية صراعاً فكرياً بين "المرجعية الدينية" التي تعلي من شأن الميثاق الغليظ، وبين "ثقافة الوافد الغريب" التي تروج للحرية الفردية المطلقة. ففي الإسلام، لا يُنظر إلى العلاقة بين الرجل والمرأة كمجرد عقد مدني أو تلاقٍ عابر، بل هي منظومة متكاملة من الحقوق والواجبات، وسكن روحي قائم على "المودة والرحمة".
إن الثقافة الإسلامية تضع ضوابط صارمة تهدف لحماية كرامة الإنسان، وبالأخص المرأة، من الابتذال أو التحول إلى سلعة في سوق العلاقات المؤقتة. العلاقات العابرة، بهذا المعنى، تصادم المفهوم الإسلامي لـ "العفة" و"الحياء" و"المسؤولية الاجتماعية". فالإسلام يربط العلاقة بالبناء (الأسرة)، بينما تقوم العلاقات العابرة على الهدم " الاستمتاع دون تبعات ".
علاوة على ذلك، فإن الانفتاح الرقمي عبر تطبيقات التعارف قد خلق "ثقافة التوافر الدائم"، مما أفقد العلاقات قدسيتها وخصوصيتها. هذا التداخل الثقافي أدى إلى نوع من "الارتباك القيمي" لدى الشباب، الذين يجدون أنفسهم ممزقين بين الفطرة السليمة التي تطلب الاستقرار، وضغوط ثقافية تدفع نحو التجريب العبثي.
إن مواجهة تمدد العلاقات العابرة لا تبدأ بالمنع الزجري فحسب، بل بإعادة إحياء القيم الأصيلة التي تجعل من العلاقة بين الرجل والمرأة مشروعاً لبناء حضارة لا مجرد لحظة عابرة. إننا بحاجة إلى خطاب اجتماعي وتربوي يجدد الاعتبار لمفهوم "الالتزام بمسؤولية الأسرة " بوصفه أعلى درجات الأخلاق، ويؤكد أن السعادة الحقيقية هي تلك التي تنمو في ظل الاستقرار والالتزام وفق المبادئ الإسلامية، بعيداً عن أوهام العلاقات التي تولد لتموت في ليلتها. إن الحفاظ على "الميثاق الغليظ" هو الحصن الأخير لمجتمعاتنا.
هل تجرأت وقلت «الله»!
هل تجرأت وقلت «الله».. والإيمان! بهذا التساؤل التهكُمي يختم الإعلامي والناقد الأمريكي الساخر جيم بروير فيديو ينتقد فيه... اقرأ المزيد
129
| 31 ديسمبر 2025
وإنه لنصر لأبي عبيدة أو استشهاد
«مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا... اقرأ المزيد
114
| 31 ديسمبر 2025
على عتبة عام جديد.. أمل يتجدد
يفصلنا يوم واحد عن نهاية عام وبداية عام جديد، يوم في الوعي الإنساني كلحظة فاصلة، تشبه الوقوف عند... اقرأ المزيد
90
| 31 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
2025
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1635
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1152
| 24 ديسمبر 2025