رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. أحمد القديدي

د. أحمد القديدي

مساحة إعلانية

مقالات

273

د. أحمد القديدي

نطقت بلسان أمة وانتصرت للحق يا صاحب السمو

26 سبتمبر 2025 , 12:54ص

أجمعت المحافل الدبلوماسية وقادة معظم الدول وعديد المراقبين للشأن الأممي على أن الخطاب الذي ألقاه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء 23 سبتمبر الجاري يعتبر بكل المقاييس وثيقة ثمينة لا شك ستحتفظ بها المنظمة الأممية في أرشيفها التاريخي؛ لأنها تشكل تحليلا واعيا دقيقا جريئا لأحداث الشرق الأوسط في لحظة خطيرة من التاريخ الحديث للمنطقة.

وكما تساءل الدكتور عبدالحميد صيام أحد أعرق المستشارين بالأمم المتحدة قائلا: «من هو الزعيم من بين القادة غير صاحب السمو أمير قطر يمكنه بيان تلك الحقائق من موقع أمير دولة تنفرد بصفات استثنائية حيث أدت وتؤدي رسالة وساطة الخير والسلام؟ ويجيب: «لا أحد». 

ونذكر بعناوين فرعية وضعتها عديد الصحف مع الخبر والفيديو لتشير الى أهم النقاط التي شملها الخطاب التاريخي ونوجزها من جهتنا فيما يلي: افتتح سموه الخطاب بلمحة تاريخية عن نشأة منظمة الأمم المتحدة وأسباب الاتفاق الدولي الواسع الذي أوجدها بعد حربين عالميتين دمرتا العالم وأدتا الى موت ملايين البشر فكانت هذه المنظمة نتيجة قرار جماعي استخلص العبرة من فشل عصبة الأمم التي سبقتها، ثم تطرق سمو الأمير الى أصول قضية فلسطين منذ عقود طويلة بدءا بقرار أممي قسم فلسطين الى دولتين واحدة لليهود وواحدة للعرب الفلسطينيين من مسلمين ومسيحيين ومنذ ذلك التاريخ (1947) تحول النصف اليهودي الى كيان محتل واستعمار عنصري بل إرهابي شرع في ارتكاب جرائم التهجير والترويع كالانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي وأخلاق الحروب وهي المتواصلة الى اليوم في أشكالها المروعة أي عزم رئيس حكومة الاحتلال على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية واستعمال التجويع سلاح إبادة وهي الممارسات الرهيبة التي هزت ضمائر العالم. ولعل الكيان المارق نسي أن القضية الفلسطينية عصية على التهميش واتضحت للرأي العام الدولي حقيقة وهي أن الشرق الأوسط اليوم مخير بين زوال الاحتلال أو زوال الشعب الفلسطيني! وبالرغم من تلك السياسات الإرهابية المارقة عن كل قانون صمد الشعب الفلسطيني فخطط المحتل الى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط لا على أسس التاريخ بل على أسس خرافية لا توجد إلا في خيالات المتطرفين الواهمين لأن دولة فلسطين التي طالبت بها الدول واعترفت بها هي حق من حقوق شعب أصيل ووجودها ليس منة من أحد. وأشار سموه الى المصطلح الشائع والمضلل الذي يصف جرائم الإبادة بعبارة (حرب) بينما ليس ما يقع حربا فالحرب هي كما نعلم صراع بين جيشين وفي الحالة الفلسطينية نجد جيشا يقصف بطيرانه المقاتل وصواريخه ومسيراته شعبا مدنيا أعزل حتى بلغ عدد شهداء قطاع غزة والضفة أكثر من 41 ألف بينهم 17 ألف طفل وأغلب هؤلاء يتم قصفهم وهم يحملون أوعيتهم للبحث عن لقمة تنقذهم من الموت جوعا أما الجرحى والمعاقون والذين ما يزالون تحت الأنقاض فيصعب عدهم! الى جانب كوارث غير مسبوقة مثل قصف المستشفيات وقتل الكوادر الطبية وحرمان من تبقى منهم من الدواء. وطبعا كل ما يحدث من فظائع مصحوب بهدم البنية التحتية وقصف الخيام وتهجير أكثر من مليون فلسطيني الى خارج أرضه. وأمام هول المأساة المروعة اختارت دولة قطر أن توظف تجاربها العريقة في وساطات الخير والسلام وتواصل مع شريكيها مصر والولايات المتحدة جهودها في ظل ظروف معقدة وصعبة. 

وهنا يأتي الخطاب التاريخي الذي ألقاه حضرة صاحب السمو، حفظه الله ورعاه، مشيرا الى أن العدوان الهمجي الذي تعرضت له بلاده أكد للعالم أن المستهدفين هم من منظمة حماس الذين كانوا يتشاورون حول رد مناسب على مقترحات إسرائيلية وأمريكية معتقدين أنهم في أمان وأن حصانة الوسيط مضمونة! فكيف يبرر المعتدي ما لا يبرر وبأي منطق يغتال المعتدي من كان يتفاوض معهم وينتظر جوابهم حتى تحقن دماء الجميع ويتم تحرير الرهائن والأسرى تمهيدا لتحقيق السلام؟ ولم تتأخر دولة قطر يوما عن بذل مساعداتها المادية لمنظمات الغوث وخاصة (الأونروا) الى جانب مساهماتها في بناء المستشفيات والمدارس والبيوت والطرقات والجسور من منطلق الشعور بحتمية التضامن بين الأشقاء وعدم الاكتفاء بالتنديد والمواساة. ولم تحد قطر لحظة عن تفعيل دبلوماسيتها من أجل تحقيق حل الدولتين وإنشاء الدولة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية متمسكة بالقانون الدولي واحترام المواثيق والمعاهدات. في حين أن الحكومة العنصرية الإسرائيلية تخطط لإنجاز وهم خرافي يسمى إسرائيل الكبرى! ونورد من خطاب سمو الأمير بعضا من الفقرات المهمة: «إننا نثمن دور الدول التي اعترفت بدولة فلسطين ولا شك أن هذه الاعترافات تكتسب أهمية معنوية إذ تبعث برسالة مفادها أن العنف والمزيد من العنف لا ينجح في تصفية قضية عادلة مثل قضية فلسطين. ونحث باقي الدول على الاعتراف بدولة فلسطين.

وإذا كان ثمن تحرير الرهائن الإسرائيليين هو وقف الحرب فإن حكومة إسرائيل تتخلى عن تحريرهم. فهدفها الحقيقي هو تدمير غزة بحيث يستحيل فيها السكن والعمل والتعليم والعلاج أي تنعدم مقومات الحياة الإنسانية وذلك تمهيدًا لتهجير سكانها. لهذا السبب يريد رئيسها مواصلة الحرب فهو يؤمن بما يسمى أرض إسرائيل الكاملة. وهو يعتبر أن الحرب فرصة لتوسيع المستوطنات وتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف كما يخطط لعمليات ضم في الضفة الغربية. لم يعد هناك شك في أن التطهير العرقي وتغيير واقع المناطق المحتلة بل وفرض وقائع جديدة على الإقليم هو هدف هذه الحرب. وقد بين هذا الاعتداء الغادر على سيادة دولة خليجية على بعد آلاف الأميال أن رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي يتباهى بأنه غير وجه الشرق الأوسط في العامين الأخيرين يقصد فعلًا أن تتدخل إسرائيل حيثما شاءت ومتى شاءت. 

قطر اختارت نهج السلام وإيمانًا منها بأن عدم الاستقرار لا يعرف حدودًا وأن الإنسانية مصيرها مترابط فقد واصلت دولة قطر جهودها الدبلوماسية للإسهام في حل أزمات أخرى كالحرب في أوكرانيا والحروب في إفريقيا. وقد أثمرت المثابرة في هذه الجهود مع شركائنا في القارة الإفريقية عن خطوات نوعية نحو إحلال السلام كان أبرزها التوقيع على إعلان المبادئ في الدوحة بين حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وتحالف نهر الكونغو/حركة 23 مارس دعمًا لمسار السلام. 

هذه فقرات من الخطاب التاريخي وقد ختمه سموه بتحليل أوضاع عدد من الدول العربية المجاورة لدولة الاحتلال والتي استباح المحتل أرضها خارج كل قانون وكل أخلاق.

اقرأ المزيد

alsharq الشرع والواقعية السياسية

منذ اليوم الأول لتوليه قيادة سوريا بعد الإطاحة بنظام الأسد، والرئيس أحمد الشرع يحطم رويدا رويدا جميع التصورات... اقرأ المزيد

303

| 18 نوفمبر 2025

alsharq وزارة التربية والتعليم هل من مستجيب؟

شخصيا كنت أتمنى أن تلقى شكاوى كثير من المواطنين والمقيمين من أولياء أمور الطلاب الذين يدرسون في مدارس... اقرأ المزيد

1182

| 18 نوفمبر 2025

alsharq د. زغلول النجار.. عالمٌ حمل عزة العلم وصدق الدعوة

( قضية الإسلام عادلة، لكنها كثيرًا ما تُقدَّم بألسنةٍ ضعيفة ) «الشيخ محمد الغزالي» بهذه الكلمات التي تختصر... اقرأ المزيد

168

| 18 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية