رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

إبراهيم عبد المجيد

كاتب وروائي مصري

مساحة إعلانية

مقالات

2088

إبراهيم عبد المجيد

رضينا بالتجسس فانتهوا إلى القتل !  

26 سبتمبر 2024 , 01:00ص

تابعت في ألم ما فعلته إسرائيل بأجهزة "البيجر" التي انفجرت في حامليها من أعضاء حزب الله في بيروت، فأصابت حوالي ألفين ومات عدد يزيد على العشرة، وبين المصابين خمسمائة حالة خطرة.

كانت صدمتي في أن الحرب مع إسرائيل قد أخذت شكلا غير متوقع وهو الوصول إلى حياة الناس عن طريق أجهزة الاتصال الحديثة. أثير كلام كثير حول السبب، وهل الأجهزة من البداية بها مواد متفجرة، أم هي على اتصال بمركز يستطيع الإشارة إليها أن تنفجر.

إلى جانبه هل تم الإعداد لذلك مبكرا في الدولة المصدرة التي لم يستقر عليها الرأي، هل هي في آسيا مثل تايوان أم أوروبا مثل المجر.

ظلت صدمتي بما حدث باعتباره تطورا غير متوقع في الحروب، خاصة أنه وصل إلى ما يحمله أي شخص قد لا يكون له علاقة بالسياسة أو الحرب، وسألت نفسي هل يمكن أن يحدث هذا في بقية أنواع الأجهزة وما أكثرها. من هو صاحب هذه الفكرة الجهنمية في القتل غير المتوقع للبشر.

نعرف جيدا أن هذه الأجهزة مهما ابتعدت عن مصدِّريها تظل مجالا للتجسس على حامليها، فكل أحاديثهم عليها لا تضيع. بل كل المواقع مثل الفيسبوك وتويتر وغيرها عليها كل المعلومات عن مستخدميها، ونحن نعرف ذلك ولا نهتم، لأنه من ناحية لا يمكن الحياة الآن بدونها، ومن ناحية أخرى ليس في حياة الأغلبية من البشر ما يخيف. حتى فكرة أنه على كل بلد أن تصنع أجهزتها حتى تتجنب التجسس لا تصلح رغم أهميتها، لأن كثيرا من الحكومات تتجسس بدورها على المستخدمين. صارت مراقبة المواقع وصفحات السوشيال ميديا مثل مراقبة الصحف، لأنها صارت الصحف التي تصدر بعيدا عن الحكومات. مرة أخرى أقول إن ما أثارني هو تعمد قتل المدنيين بهذه الطريقة. حقا إسرائيل لا تتوقف عن قتل المدنيين في غزة، فهي حتى الآن لا تعرف أين هم العسكريون من كتائب القسام، لكن وصل ما تعتبره جبروتا إلى المدنيين بلا غارات.

يحدث هذا والعالم يقف يتفرج ودوله المؤثرة رافعة شعار الديمقراطية لم تحتج. أن تصل الفُرجة بالدول الكبرى في العالم إلى هذه الدرجة من الاستهانة بالمدنيين ليس جديدا منذ بدأت الحرب على غزة، ويؤكده ما حدث ويحدث في لبنان الآن من غارات إسرائيلية. لكن ما حدث تأكيد على أننا في مرحلة جديدة لم يعرفها التاريخ من قبل. على طول التاريخ هناك إمبراطوريات زحفت على غيرها وقتلت شعبها جنودا ومدنيين والعالم غائب عن الأخبار، لكن أن يحدث هذا التطور في القتل على مرأى من العالم، فهي مرحلة جديدة تعجز أقذر الكلمات عن توصيفها.

هل يتصور هؤلاء أن التاريخ سينتهي إلى ما يريدون؟ هل انتهت الحرب على غزة باستسلام غزة رغم مضي عام كامل؟ أليس هذا فشلا كاملا لإسرائيل يمكن أن يفسر ما حدث بأجهزة البيجر كنوع من إعلان الحضور بما لا تتوقعون. ورغم ما حدث بعد ذلك من غارات بين إسرائيل وحزب الله فلا يجب أن ننسى السؤال، إلى أين سنصل في هذا العالم ودوله الكبرى تغلق عينيها عما جرى، ولا تعتبره إرهابا وتجاوزا إنسانيا لم تعرفه البشرية، وتصم آذانها كأن شيئا لم يحدث، فلا تتوقف عن دعم الصهاينة ولا توريد السلاح لهم مثلا. هل تنتظر هذه الدول الديمقراطية في بلادها من فضلك، أن تقوم الأحزاب المتنافسة فيها إلى تفجير أعضاء بعضها بما يحملونه من أجهزة اتصال، ولا تكتفي بالتجسس حتى تتعظ؟

 

اقرأ المزيد

alsharq العدالة المناخية بين الثورة الصناعية والثورة الرقمية

في السنوات الأخيرة، تصاعدت التحذيرات الدولية بشأن المخاطر البيئية الناجمة عن الصناعات الهيدروكربونية، وفي مقدمتها النفط والغاز. وقد... اقرأ المزيد

894

| 09 أكتوبر 2025

alsharq فلنكافئ طلاب الشهادة الثانوية

سنغافورة بلد آسيوي وضع له تعليماً خاصاً يليق به، فارتقى إلى مصاف الدول المتقدمة في المنظومة التعليمية، ولم... اقرأ المزيد

798

| 09 أكتوبر 2025

alsharq رفقاً بالقوارير لا عطفاً.. بل عدلاً

تتقدّم الأوطان حين تضع الإنسان أوّلا: تعليمًا وتربية وكرامة وعملا. في قطر، أنصفت الرؤية وتمكينُها المرأةَ وفتحت أمامها... اقرأ المزيد

456

| 09 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية