رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمل عبدالملك

[email protected]
@amalabdulmalik

مساحة إعلانية

مقالات

462

أمل عبدالملك

وهم الرفاهية

24 أغسطس 2025 , 05:35ص

شهدت الفترة الأخيرة تزايدًا لافتًا في حملات مقاطعة المشاهير على منصات التواصل الاجتماعي، وهي حملات لم تأتِ من فراغ، بل من وعي متنامٍ لدى فئات واسعة من المجتمع تجاه التأثير السلبي الذي يمارسه هؤلاء على النشء والشباب، فالكثير من المشاهير لا يقدمون محتوى هادفًا أو ملهمًا، بل يركّزون على استعراض حياتهم المترفة بما تحمله من مظاهر بذخ ورفاهية مفرطة، الأمر الذي يزرع في عقول المراهقين صورة مشوهة عن النجاح والسعادة، ويعزز لديهم نزعة الاستهلاك والمقارنات غير العادلة.

إن ثقافة "الاستعراض" التي يتبناها كثير من هؤلاء المشاهير تدفع الشباب إلى الاعتقاد بأن السعادة الحقيقية تكمن في اقتناء الماركات العالمية، والسفر المستمر، والسيارات الفارهة، متناسين أن خلف هذه الصورة اللامعة قد تختبئ قضايا غير أخلاقية أو حتى شبهات قانونية، كما أن غيابهم عن القضايا القومية والإنسانية الكبرى، وعلى رأسها قضية فلسطين، يجعلهم في نظر الكثيرين مجرد شخصيات سطحية لا تحمل أي مسؤولية اجتماعية أو إنسانية، بل همهم الأول والأخير هو تضخيم ثرواتهم وزيادة شهرتهم.

من أخطر الآثار المترتبة على متابعة هؤلاء المشاهير أن المراهقين، الذين يمرون بمرحلة بناء الشخصية والهوية، يجدون أنفسهم محاصرين بمقاييس غير واقعية للنجاح، وهذا قد يؤدي إلى الإحباط والشعور بالنقص، بل وحتى الانسياق وراء سلوكيات غير أخلاقية بحثًا عن طريق مختصر للشهرة والثراء، لذلك، فإن مقاطعتهم ليست مجرد ردة فعل عاطفية، بل خطوة واعية تهدف إلى حماية المجتمع من هذا التلوث الفكري والثقافي.

ولكي تكون هذه الحملات أكثر تأثيرًا وفعالية، لا بد من مرافقتها بخطط توعوية تستهدف المراهقين والأهالي على حد سواء، يجب توضيح أن ما يُعرض على هذه المنصات ليس الحياة الطبيعية ولا النموذج المثالي، بل مجرد مشاهد مُنتقاة بعناية لخدمة صورة زائفة، كما ينبغي تعزيز قيم القناعة والرضا بما قسمه الله، وغرس مفهوم أن السعادة الحقيقية لا تُشترى بالمال، بل تُبنى بالرضا الداخلي والعمل الجاد والإسهام في خدمة المجتمع.

إلى جانب ذلك، على المؤسسات التعليمية والإعلامية أن تقدم بدائل إيجابية، مثل قصص ملهمة لأشخاص حققوا النجاح بالعلم والاجتهاد، أو نماذج شبابية ساهمت في خدمة القضايا الإنسانية والوطنية، فالمجتمع بحاجة إلى قدوات حقيقية، لا إلى “نجوم” يبيعون الوهم.

إن مقاطعة المشاهير الذين يسيئون استخدام منصات التواصل ليست غاية في ذاتها، بل وسيلة لإعادة تصحيح البوصلة القيمية داخل المجتمع، فكلما أدرك المراهق أن هذه الحياة المبهرة ما هي إلا قناع هش، كلما زاد اقتناعه بأن القناعة كنز لا يفنى، وأن الرضا بقضاء الله هو الطريق الأصدق للراحة النفسية والسعادة الحقيقية.

وبذلك تتحول هذه الحملات من مجرد رد فعل جماعي إلى رسالة قوية بأن المجتمع لم يعد يقبل التزييف، وأنه ماضٍ نحو بناء وعي جديد يضع القيم والأخلاق فوق الاستعراض والترف الزائف.

اقرأ المزيد

alsharq اذكروا غزةَ فإنها أمانة

تعلمون بأنني أتصفح بشكل يومي موقع صحيفة الشرق بل وأستمتع وأنا أتصفحه لتنوعه واهتمامه بأدق الأمور وأصغرها، وهذا... اقرأ المزيد

111

| 20 أكتوبر 2025

alsharq وجبات الدايت تحت المجهر

لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت سنتر»، خيارًا ترفيهيًا أو موضة مؤقتة، بل أصبحت جزءًا من... اقرأ المزيد

150

| 20 أكتوبر 2025

alsharq جمهور التفاهة!

لم نكن لنتخيل أن الغباء له هذا الحضور الطاغي بيننا، وأن التفاهة تملك هذا العدد الهائل من الأنصار.... اقرأ المزيد

141

| 20 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية