رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يُعتبر حب الخير للآخرين من كمال الإيمان، إذ يعكس روح التعاون والتعاطف ويعزز قيم الإنسانية والمشاركة، في الإسلام، يُشجع على مساعدة الآخرين والسعي لتحقيق الخير لهم، مما يساهم في بناء مجتمع متماسك. يعتبر حب الخير للغير من أسمى القيم الإنسانية، ويعكس عمق إنسانية الفرد وتفانيه في تعزيز الصالح العام، هذه القيمة ليست مجرد فكرة عابرة، بل هي جوهر يسهم في تعزيز التعاون والتراحم بين الناس.
حب الخير للغير يُعد جهادًا نفسيًا يتطلب مجهودًا كبيرًا، إذ يعكس قوة الإيمان والشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين. فعندما يتجاوز الفرد الأنانية ويُفضل الآخرين، يحتاج إلى إرادة وصبر. عندما يتحلى بالتعاطف ويفهم معاناة الآخرين، يصبح شخصًا إنسانيًا محبًا للخير.
حب الخير ليس شعورًا عابرًا، بل يتطلب الاستمرارية والعمل الدائم، مما يجعله تحديًا مستمرًا. يعزز هذا الحب المسؤولية الاجتماعية، حيث يُشعر الفرد بمسؤوليته تجاه المجتمع ويحفزه على تحسين حياة الآخرين. في سياق الأخلاق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حب لأخيك ما تحب لنفسك»، وهو دعوة لتعزيز قيم التعاون والمودة، يعني ذلك أن تتمنى الخير للآخرين كما تتمنى لنفسك، ويُشجع على فهم مشاعر الآخرين وتقدير احتياجاتهم.
و»حب لأخيك ما تحب لنفسك» هو دعوة لتعزيز قيم التعاون والمودة بين الناس. وأن تتمنى الخير والسعادة للآخرين كما تتمناه لنفسك، فالتعاطف يشجع على فهم مشاعر الآخرين وتقدير احتياجاتهم، والمسؤولية تُحفز الفرد على العمل من أجل رفعة الآخرين ودعمهم، وفكرة العدالة تعزز المساواة والاحترام المتبادل في العلاقات الإنسانية.، في النهاية يجب ان يعلم الجميع ان حب الخير للغير مبدأ أخلاقي يدعو إلى الإيثار والمحبة، ويساهم في بناء مجتمعات متكاملة ومتعاطفة. وحب الخير للآخرين له تأثير كبير في العديد من الجوانب منها النفسية والاجتماعية، بالإضافة إلى تأثيره في العمل بل تصل في بعض الأحيان الى الترقي في المناصب، ففي الأمور النفسية، حبك للغير يعزز السعادة عند الآخرين، بل يشعرهم بالراحة النفسية والرضا، مما يزيد من سعادتهم، بل أن تخفيف الضغوط يساعد على تخفيف مشاعر الغضب والحسد، مما يسهم في تحسين الصحة النفسية. وفي الأمور الاجتماعية نجد أن حب الخير يساهم في تقوية الروابط الاجتماعية، ويعزز من روح التعاون والتضامن بين الأفراد، ويساهم في خلق بيئة إيجابية تعزز من التعاون والمشاركة، مما يفيد المجتمع ككل، وفي العمل: عندما يسود حب الخير بين الزملاء، تزداد روح الفريق وتتحسن الكفاءة، ودعم الزملاء، يساعد في خلق ثقافة دعم متبادل، مما يعزز من الإنتاجية ويقلل من التنافس السلبي، وفي حال الترقي تكون العلاقة عكسية بين الطرفين فمساعدتك للآخرين وبناء علاقات إيجابية تُكسبك سمعة طيبة، وتسهل عملية الترقية، مهاراتك القيادية فى العمل وتأتي فى مقدمتها حب الخير الذي يعزز من مهارات القيادة، حيث يُظهر المرء قدرته على إدارة العلاقات وتحفيز الآخرين، وفي الجانب الآخر فرحة وسعادة زميلك فى العمل على الترقية، لذا فان حب الخير للآخرين ليس مجرد قيمة أخلاقية، بل هو عنصر أساسي يساهم في تحقيق النجاح الشخصي والاجتماعي والمهني. وحب الخير للغير له تأثيرات إيجابية كبيرة على الصحة النفسية والجسدية، فهو يساعد على تقليل التوتر، كما أن مساعدة الآخرين تُفرج عن هرمونات السعادة مثل الإندورفين، مما يعزز الشعور بالسعادة، والأشخاص الذين يمارسون العطاء والتعاون يميلون إلى تحسين صحتهم العامة، مما يعزز من مناعتهم، وتصل الى الوقاية من الأمراض فالنشاط الاجتماعي والمشاركة في الأعمال الخيرية قد يرتبط بتقليل مخاطر الأمراض المزمنة مثل الاكتئاب وأمراض القلب. اذا فوائد حب الخير للغير كثيرة تبدأ بتعزيز السعادة ورفع مستويات السعادة والرضا الذاتي، وتحسن العلاقات الاجتماعية وتعزز من الروابط الإنسانية، وتقلل التوتر والقلق وتوفر الشعور بالراحة النفسية، وتعزز الصحة النفسية، وتطور مهارات القيادة، وتعزز من قيم التعاون والمشاركة، وتساهم في تحسين الأجواء وزيادة الروح المعنوية، وتنمي الشعور بالمسؤولية، لتحقيق مصلحة المجتمع وأريد أن أختم مقالى بأكبر مثال عن حب الخير للغير ألا وهو حب الرسول لأمته الذي كان شاملاً، تجلى في دعوته، رحمته، وأفعاله اليومية، مما أسهم في بناء مجتمع متماسك ومحب، بداية من الدعوة إلى الإيمان، حيث كان الرسول يسعى دائمًا لنشر رسالة الإسلام، موجهًا الناس نحو الإيمان والخير، حيث كان يتمنى هداية الجميع، كما عُرف برحمته الشديدة تجاه الناس، حتى مع أعدائه، وكان يدعو الله أن يهديهم، وكان صلى الله عليه وسلم يُعطي الفقراء والمحتاجين، ويحث الصحابة على العطاء ومساعدة المحتاجين، ومتسامحا، عفا عن الذين آذوه في مكة بعد الفتح، مؤكدًا على أهمية التسامح والمحبة، وبذل جهده في تعليم الناس أمور دينهم ودنياهم، مستغلًا كل فرصة لتوجيههم نحو الخير، وكان يدعو لأمته بالخير والبركة، مثل دعائه المشهور: «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون».
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
• ناشطة اجتماعية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
لم يكن ما فعلته منصة (إكس) مؤخرًا مجرّد تحديثٍ تقني أو خطوةٍ إدارية عابرة، بل كان دون مبالغة لحظةً كاشفة. فحين سمحت منصة (إكس) بقرارٍ مباشر من مالكها إيلون ماسك، بظهور بيانات الهوية الجغرافية للحسابات، لم تنكشف حسابات أفرادٍ فحسب، بل انكشفت منظوماتٌ كاملة، دولٌ وغرف عمليات، وشبكات منظمة وحسابات تتحدث بلسان العرب والمسلمين، بينما تُدار من خارجهم. تلك اللحظة أزاحت الستار عن مسرحٍ رقميٍّ ظلّ لسنوات يُدار في الخفاء، تُخاض فيه معارك وهمية، وتُشعل فيه نيران الفتنة بأيدٍ لا نراها، وبأصواتٍ لا تنتمي لما تدّعيه. وحين كُشفت هويات المستخدمين، وظهرت بلدان تشغيل الحسابات ومواقعها الفعلية، تبيّن بوضوحٍ لا يحتمل التأويل أن جزءًا كبيرًا من الهجوم المتبادل بين العرب والمسلمين لم يكن عفويًا ولا شعبيًا، بل كان مفتعلًا ومُدارًا ومموّلًا. حساباتٌ تتكلم بلهجة هذه الدولة، وتنتحل هوية تلك الطائفة، وتدّعي الغيرة على هذا الدين أو ذاك الوطن، بينما تُدار فعليًا من غرفٍ بعيدة، خارج الجغرافيا. والحقيقة أن المعركة لم تكن يومًا بين الشعوب، بل كانت ولا تزال حربًا على وعي الشعوب. لقد انكشفت حقيقة مؤلمة، لكنها ضرورية: أن كثيرًا مما نظنه خلافًا شعبيًا لم يكن إلا وقودًا رقميًا لسياسات خارجية، وأجندات ترى في وحدة المسلمين خطرًا، وفي تماسكهم تهديدًا، وفي اختلافهم فرصةً لا تُفوّت. فتُضخ التغريدات، وتُدار الهاشتاقات، ويُصنع الغضب، ويُعاد تدوير الكراهية، حتى تبدو وكأنها رأي عام، بينما هي في حقيقتها رأيٌ مُصنَّع. وما إن سقط القناع، حتى ظهر التناقض الصارخ بين الواقع الرقمي والواقع الإنساني الحقيقي. وهنا تتجلى حقيقة أعترف أنني لم أكن أؤمن بها من قبل، حقيقة غيّرت فكري ونظرتي للأحداث الرياضية، بعد ابتعادي عنها وعدم حماسي للمشاركة فيها، لكن ما حدث في قطر، خلال كأس العرب، غيّر رأيي كليًا. هنا رأيت الحقيقة كما هي: رأيت الشعوب العربية تتعانق لا تتصارع، وتهتف لبعضها لا ضد بعضها. رأيت الحب، والفرح، والاحترام، والاعتزاز المشترك، بلا هاشتاقات ولا رتويت، بلا حسابات وهمية، ولا جيوش إلكترونية. هناك في المدرجات، انهارت رواية الكراهية، وسقط وهم أن الشعوب تكره بعضها، وتأكد أن ما يُضخ في الفضاء الرقمي لا يمثل الشعوب، بل يمثل من يريد تفريق الأمة وتمزيق لُحمتها. فالدوحة لم تكن بطولة كرة قدم فحسب، بل كانت استفتاءً شعبيًا صامتًا، قال فيه الناس بوضوح: بلادُ العُرب أوطاني، وكلُّ العُربِ إخواني. وما حدث على منصة (إكس) لا يجب أن يمرّ مرور الكرام، لأنه يضع أمامنا سؤالًا مصيريًا: هل سنظل نُستدرج إلى معارك لا نعرف من أشعلها، ومن المستفيد منها؟ لقد ثبت أن الكلمة قد تكون سلاحًا، وأن الحساب الوهمي قد يكون أخطر من طائرةٍ مُسيّرة، وأن الفتنة حين تُدار باحتراف قد تُسقط ما لا تُسقطه الحروب. وإذا كانت بعض المنصات قد كشفت شيئًا من الحقيقة، فإن المسؤولية اليوم تقع علينا نحن، أن نُحسن الشك قبل أن نُسيء الظن، وأن نسأل: من المستفيد؟ قبل أن نكتب أو نشارك أو نرد، وأن نُدرك أن وحدة المسلمين ليست شعارًا عاطفيًا، بل مشروع حياة، يحتاج وعيًا، وحماية، ودراسة. لقد انفضحت الأدوات، وبقي الامتحان. إما أن نكون وقود الفتنة أو حُرّاس الوعي ولا خيار ثالث لمن فهم الدرس والتاريخ.. لا يرحم الغافلين
894
| 16 ديسمبر 2025
يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي يجمع المنتخبين الأردني والمغربي على استاد لوسيل، في مواجهة تحمل كل مقومات المباراة الكبيرة، فنيًا وبدنيًا وذهنيًا. المنتخب الأردني تأهل إلى النهائي بعد مشوار اتسم بالانضباط والروح الجماعية العالية. كما بدا تأثره بفكر مدربه جمال السلامي، الذي نجح في بناء منظومة متماسكة تعرف متى تضغط ومتى تُغلق المساحات. الأردن لم يعتمد على الحلول الفردية بقدر ما راهن على الالتزام، واللعب كوحدة واحدة، إلى جانب الشراسة في الالتحامات والقتالية في كل كرة. في المقابل، يدخل المنتخب المغربي النهائي بثقة كبيرة، بعد أداء تصاعدي خلال البطولة. المغرب يمتلك تنوعًا في الخيارات الهجومية، وسرعة في التحولات، وقدرة واضحة على فرض الإيقاع المناسب للمباراة. الفريق يجمع بين الانضباط التكتيكي والقوة البدنية، مع حضور هجومي فعّال يجعله من أخطر منتخبات البطولة أمام المرمى. النهائي يُنتظر أن يكون مواجهة توازنات دقيقة. الأردن سيحاول كسر الإيقاع العام للمباراة والاعتماد على التنظيم والضغط المدروس، بينما يسعى المغرب إلى فرض أسلوبه والاستفادة من الاستحواذ والسرعة في الأطراف. الصراع في وسط الملعب سيكون مفتاح المباراة، حيث تُحسم السيطرة وتُصنع الفوارق. بعيدًا عن الأسماء، ما يجمع الفريقين هو الروح القتالية والرغبة الواضحة في التتويج. المباراة لن تكون سهلة على الطرفين، والأخطاء ستكون مكلفة في لقاء لا يقبل التعويض. كلمة أخيرة: على استاد لوسيل، وفي أجواء جماهيرية منتظرة، يقف الأردن والمغرب أمام فرصة تاريخية لرفع كأس العرب. نهائي لا يُحسم بالتوقعات، بل بالتفاصيل، والتركيز، والقدرة على الصمود حتى اللحظة الأخيرة.
744
| 18 ديسمبر 2025
يوماً بعد يوم تكبر قطر في عيون ناظريها من كأس العالم الذي أبهر وأدهش وأتقن، الى احتضان فعاليات كأس العرب. نعم نجحت قطر في جمع العرب في ملتقى استثنائي، بدأ بافتتاح مهيب وأسطوري اجتمعت فيه حضارة العرب وعاداتهم وأحلامهم ونجحت في تقديم فلسفة الاستاد خلال الأيام الماضية على أنه البيت العربي الكبير الذي يجمع العرب متجاوزين الحدود والفوارق. لقد تبيّن لنا أن هناك الكثير مما يجمع العرب، وليس حرف الضاد وحده، فها هي كرة قدم أظهرت أنهم يقفون ويستطيعون البناء وتقديم الأفضل، وأن هناك جيلا متفائلا يؤمن بالمستقبل وبأنه قادر على أن ينهض من تحت الركام، جيل جديد يتنفس عطاءً ويضع لبنات البناء الذي يعيد المجد لهذه الأمة. أما فلسطين فكانت حاضرة في هذا المهرجان الكروي، في تضامن ليس جديدا أو غريبا على قطر وشعبها، ولعل الأوبريت المؤثر حين جمع قصص الاناشيد الوطنية للدول العربية عبّر لكل الحاضرين والمشاهدين أن تحريرها ممكن وان وحدتنا ممكنة. قطر ومن جديد تجمع العرب في كأس العرب للمرة الثانية من المحيط الى الخليج في هذه الاحتفالية الكروية التي تعد الأكبر في العالم العربي، والسؤال الذي يطرح نفسه عن سرّ نجاح قطر مرة تلو الأخرى؟ لقد وضعت قطر بصمتها على خريطة العرب والعالم فأصبح يشار إليها بالبنان لما تمتلكه من قدرات استثنائية على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى وتمثل كأس العرب فصلاً جديداً في هذا الإرث الرياضي الغني والمتنوع. قطر وخلال أعوام مضت وضعت رؤيتها، وحددت هدفها وسخرت امكاناتها، وبذلت كل ما تستطيع لتحقيق ما رأيناه من ترتيبات لإقامة كأس العالم على أرض صغيرة حجما، كبيرة بالفعل فكان لها ما أرادت واستقر الهدف وجاءت في هذه البطولة لتبني على ما تم انجازه وتعطي أكثر وأكثر. تمتلئ ملاعب قطر بالجماهير التي تحول ملاعب المونديال الأيقونية إلى مسرح جديد للإثارة الكروية العربية يستفيد فيها المشاركون والجماهير من منظومة متكاملة، أسست على أرقى المعايير البيئية العالمية، فهي لم تعتمد بناء ملاعب يطلق عليها مصطلح الأفيال البيضاء ببناء أبنية ضخمة لا داعي لها بل شيدت على مبدأ الاستدامة واستخدام أدوات صديقة للبيئة بحيث يمكن تفكيك وإعادة استخدام الملاعب وفق خطة مدروسة بمجرد الانتهاء منها سواء بإعادة تدويرها في مشروعات داخلية أو بالتبرّع بها وإهدائها إلى دول أخرى لرفع كفاءة منشآتها الرياضية إضافة الا أنها ملاعب بلا تدخين وملاعب يصدح فيها صوت الأذان انجاز مختلف ومقدر. يضاف إلى هذه الملاعب المونديالية، أنها استفادت من البنية التحتية الرياضية الواسعة التي أولت قطر اهتماما كبيرا بها بما في ذلك مرافق التدريب الحديثة، ومناطق المشجعين التي توفر تجربة ترفيهية متكاملة وفي نقطة تحسب لهذه الجهود تتضمن الملاعب خيارات أماكن مخصصة للمشجعين من ذوي الإعاقة. وهنا لا بد من ذكر تسهيلات حركة المشجعين من خلال شبكة منظمة من المواصلات فنجاحها يعد حجر الزاوية في انجاح البطولة فهي توفر شبكة نقل حديثة ومتكاملة تتمتع بسلاستها وفعاليتها مع وجود مترو الدوحة العمود الفقري للدوحة الذي يربط غالبية الملاعب والمناطق الحيوية في قطر خلال دقائق معدودة، بجانب منظومة نقل عام فعالة سلسة الحركة خلال الفعاليات الكبرى، فضلا عن طرق حديثة تساهم بصورة كبيرة في تقليل الازدحام وتعزيز انسيابية حركة الجماهير. وإلى جانب ذلك، يتوفر أسطول حديث من الحافلات الكهربائية الصديقة للبيئة لتقليل الانبعاثات الكربونية، وكذلك خدمة نقل عام مستدامة وفعالة تشمل "مترولينك"، والتي تتمثل في شبكة حافلات فرعية مجانية تربط بين محطات المترو والأماكن المحيطة. لقد ركزت قطر على الاستدامة عبر استخدام حافلات كهربائية وتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، وتوفير تجربة سلسة في نقل المشجعين مع الأخذ في الاعتبار احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة عند تصميم وسائل النقل والمحطات، وهو الأمر الذي يساعد على ترك إرث مستدام لقطر يعزز من مكانتها كمركز للفعاليات العالمية. وبينما تدار المباريات من جهة تقام مجموعة من الفعاليات الثقافية والترفيهية لتعزيز تجربة المشجعين وخلق أجواء إيجابية وبناء جسور بينهم حيث ترحب قطر بهم بطريقتها وبحسن وكرم الاخلاق والضيافة. أي انجاز هذا، خطوة ٌتحسب وتقدر ونقطةٌ بألف هدف، فقطر تربط استثمارها بالرياضة بتحقيق نمو اقتصادي وسياحي وفي نفس الوقت وفي هذا المحفل العربي الاخوي تزيل اسباب الفرقة وتقرب المسافات في تجمع لم نكن نراه او يشهد له في من سبقها من فعاليات لكأس العرب. أي انجازٍ هذا في أكبر تجمع عربي، إذا هي الارادة الجادة والحقيقية المنتمية، تغلفها الشجاعة والاقتدار الساعية لبث الخير. قطر لا تمتلك المال فقط، إنما هي تتبع قواعد النجاح وتركز على الإنسان وفكره وتطويره، لا تترك جهدا ً في الاستفادة من خبرات الآخرين والتعلم منها والبناء عليها، وتعطي الفرص وتمنح المساحات للعطاء لمن يريد من القطريين أو غيرهم ممن يعيشون على أرضها. من استاد ملعب البيت كان الافتتاح، ولن تكون النهاية، لقد أصبحت قطر على الدوام البيت الذي يجمع ولا يفرق يلم الجراح ويبث الطمأنينة. الأمل يحدونا لأن نزيد ما تم بناؤه فكريا وروحيا ومعنويا في قطر، وفي غيرها من شقيقاتها من الدول العربية والإسلامية، حتى نغدو منارة يهتدى بنا.
690
| 15 ديسمبر 2025