رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. عائشة جاسم الكواري

مساحة إعلانية

مقالات

1163

د. عائشة جاسم الكواري

الحوار بين الثقافات

23 فبراير 2014 , 02:15ص

أنهيت بالأمس زيارتي للرباط بعد مشاركتي في مؤتمر اليونسكو الاقليمي حول دور الاعلام في تعزيز ونشر ثقافة الحوار، يأتي المؤتمر في إطار التعاون مع برنامج الملك عبدالعزيز للحوار والسلام، حيث كانت هذه المشاركة فرصة كبيرة ومميزة لي شخصياً للاطلاع على أهم الجهود المؤسساتية والدولية في تعزيز ونشر ثقافة الحوار بين الثقافات المختلفة، من خلال مجموعة مميزة من الخبرات الناجحة التي ساهمت في هذا المجال، ومن خلال وسائل الاعلام وخاصة على مستوى الشباب، حيث تم طرح نماذج من هذه المبادرات.

مثل هذه المؤتمرات الاقليمية والدولية تعتبر فرصة لتبادل الأفكار والآراء مع إعلاميين من الدول العربية، لمناقشة الفرص المتاحة والتحديات التي يواجهها قطاع الاعلام فيما يتعلق بتعزيز الحوار على المستوى الإقليمي والوطني.

يعتبر موضوع الحوار بين الثقافات من أبرز الموضوعات التي تعاملت معها المنظمات الدولية تعاملا استراتيجيا. لهذا لابد من النظر في أهمية تبني مبادرات وسياسات ـ إنْ صح التعبير ـ تعزز ثقافة الحوار بين الثقافات، مبنية على عدد من المبادئ والقيم مثل، أن ثقافتنا الاسلامية ترفض جميع أشكال التعصب والانغلاق والتطرف والعنف ونزاعات الهيمنة والانفرادية، وأنها ثقافة تؤمن بالاختلاف والتعدد والتنوع، وتعتبر أن هذه الظواهر مرتبطة بالطبيعة الإنسانية نفسها، وهي أساس تطورها وثرائها وتجددها المستمر.

لذلك قامت منظمة اليونسكو بالتعاون مع عدد من الوزارات والمراكز والمؤسسات، ببذل الجهود الملائمة لدعم ثقافة الحوار والتفاعل ولمواجهة نزاعات الهيمنة والدعوات إلى الصراع والصدام بين الأديان والحضارات. لا شك أن هويتنا وطرائق رؤيتنا للواقع مشروطة بمرجعياتنا الثقافية التي تؤثر على نظرتنا لأنفسنا، وكيفية تعاطينا مع الآخرين وتفاعلنا مع العالم، وعلى ذلك تؤثر علينا وسائل الإعلام تأثيراً كبيراً يشمل ليس فقط تفكيرنا وإنما يمتد كذلك إلى تصرفاتنا.

وهناك أمر آخر بالغ الأهمية، هو الاعتراف بأن التنوع الثقافي يستمد معينه من تجارب وإسهامات جميع البلدان والثقافات والشعوب. والتنوع الثقافي يعزز القيم الإنسانية ويقيم أرضية مشتركة، حيث لا يمكن لأي ثقافة أن تدّعي الفضل على سائر الثقافات. ورغم أن التنوع بإمكانه إثارة الفرقة والتعصب بل والعنف كذلك؛ فإن وسائل الإعلام إنْ كانت حرة وتعددية ومهنية قادرة هي أيضاً على توفير منتدى للتفاوض السلمي بشأن هذه الاختلافات.

وقبل ان اختم مقالي، أذكر لكم عددا من الافكار والتوصيات التي قدمها المشاركون مثل: اهمية اعادة تمكين الاعلاميين في مجال الحوار وتعدد الثقافات، ضرورةً بناء القدرات الاعلامية وبالخصوص لدى الاعلاميين الشباب، والتذكير بأخلاقيات المهنة للعمل الاعلامي، مع أهمية التركيز على الحق في الحصول على المعلومات وتداولها، وإقرار سياسات تشجِّع على تفعيل ثقافة الحوار بين الثقافات.

مساحة إعلانية