رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. علي بن سعد النعيمي

تويتر  @drAliAlnaimi

مساحة إعلانية

مقالات

1706

د. علي بن سعد النعيمي

ألف لام التعليم

17 يناير 2021 , 01:00ص

"فلان العضو المؤسس" "فلان عضو مؤسس" لحظة عزيزي القارئ؛ لا يوجد تكرار في هاتين الجملتين فكلتاهما صحيحة، ولكنهما مختلفتان في المعنى اختلافاً يترتب عليه تفسيرات كثيرة، فألف لام التعريف عندما دخلت على كلمة "العضو والمؤسس" جعلت من المعني بالقول هو المؤسس الوحيد، بينما كلمة "مؤسس" دون التعريف أصبحت نكرة. فالمعنى الآن يصبح ان بالإمكان ان يكون هناك مؤسسون اخرون غير المتكلم عنه.

وفي حقيقة الامر، لم اكن ابدا جهبذا او فصيحا بليغا في قواعد اللغة العربية وأصول النحو والصرف، بل طالما كانت مادة القواعد عقدة بالنسبة لي، وخصوصا اذا طلب في الامتحان ان أعرب جملة ما، وبالرغم من ضعفي في قواعد اللغة العربية الا ان الحصيلة العلمية لمادة اللغة العربية التي كنا ندرسها في فترة الثمانينيات من القرن الماضي، وأسلوب التعليم في المدارس الحكومية جعلا مني سيبويهاً في قواعد اللغة العربية، اذا ما قورنت مع جيل الشباب الحالي الذي للأسف لا يكاد يعرف المبتدأ من الخبر ولا المفعول به من الفاعل.

والذي دعاني إلى ان اكتب في هذا الموضوع هو ما شهدته قبل أيام في مكانين مختلفين مع مجموعة من الشباب الذين يجتهدون في أداء أعمالهم وواجباتهم بهمة ونشاط، ولكن للأسف لاحظت مدى ضعفهم في ابسط قواعد اللغة العربية بالرغم من تفوقهم في أداء مهامهم وأعمالهم، فدار في خلدي تساؤل، هل السبب يكمن في عدم اهتمامهم باللغة العربية ام ان المشكلة في أساليب التعليم او في المادة التعليمية التي درست لهم بالمدارس الحكومية؟، وإن كان هؤلاء نتاج المدارس الحكومية فما حال من تخرج من المدارس الخاصة الاجنبية؟.

لقد كان التعليم في الثلاثة عقود الأخيرة من القرن الماضي يزخر بالمواد العلمية والثقافية والأدبية الدسمة، والتي تكسب الطالب العلوم والمعارف اللازمة لمواجهة الحياة الدراسية الجامعية والعملية بعد ذلك، فأذكر على سبيل المثال لا الحصر أننا كنا ندرس مادة الفقه والتوحيد والتجويد والتلاوة والتفسير ضمن المواد الشرعية، بل لقد كان لبعض هذه المواد كتاب منفصل لأهميتها، اما في اللغة العربية فكان هناك على الأقل كتابان، هما القراءة العربية والقواعد والنحو والصرف في مرحلة متقدمة، اضف الى ذلك التعبير والإنشاء، وكانت مادة التاريخ تزخر بسرد جميل ومفصل يبدأ من العصر الجاهلي مرورا بصدر الإسلام والخلافة الاموية، فالعباسية والعثمانية، حتى نصل الى التاريخ المعاصر.

اما عن مواد الجغرافيا والتربية الوطنية والانجليزي والرياضيات فحدث ولا حرج، فقد كانت ترسانة من العلم والثقافة، واذكر ان مستوى الطالب في القسم العلمي من الثانوية العامة يصل الى مستوى طلاب سنة أولى لكلية الهندسة او العلوم، بفضل ما يدرسه من مواد التفاضل والتكامل والمصفوفات والميكانيكا والفيزياء والكيمياء والاحياء ومناهج البحث، وكان انعكاس ذلك كله على المستوى الثقافي العالي الذي يتمتع به أجيال تلك الحقبة.

ومع كل احترامي وتقديري للجهود التي يبذلها القائمون على التعليم في دولتنا الحبيبة الا انني اعتقد بأن هناك فجوة ما في ثقافة الأجيال الحالية علينا ادراكها ووضع السياسات التعليمية المناسبة لها، فمن السهل ان اعوض ضعف الطلبة في التحدث بلغة اجنبية ما، ولكن من الصعب تعويض فقد الهوية الثقافية الإسلامية والعربية لأبنائنا.

@drAliAlnaimi

اقرأ المزيد

alsharq من الخور إلى الدوحة.. نداء لا يُرد

في الفضاء الواسع، لا يسكنُ الناسُ وحدهم، بل يسكنُ معهم وجعٌ لا يُقال، وحنينٌ لا يُحتمل. ذكرياتٌ مثقلةٌ،... اقرأ المزيد

84

| 05 سبتمبر 2025

alsharq الستر.. أعظم درس في التربية

في حياة كل إنسان ثمة مواقف صغيرة قد تغيّر مسار حياته كله. قد تكون كلمة عابرة أو تصرفًا... اقرأ المزيد

96

| 05 سبتمبر 2025

alsharq طفل مُندفع

لا يمكنه السيطرة على انفعالاته؛ وبنبرة تعاطف قالت أمه: ما زال صغيراً فعمره خمس سنوات فقط، وبدأت الشكوى... اقرأ المزيد

45

| 05 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية