رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. فلافيا محمد عثمان

مساحة إعلانية

مقالات

54

د. فلافيا محمد عثمان

طفل مُندفع

05 سبتمبر 2025 , 12:33ص

لا يمكنه السيطرة على انفعالاته؛ وبنبرة تعاطف قالت أمه: ما زال صغيراً فعمره خمس سنوات فقط، وبدأت الشكوى تتكرر فهو على الرغم من أنه طفل طيب القلب وذكي ولطيف ومحبوب من معلماته إلا أنه يضرب الأطفال ثم يضحك، ولا يجلس بسهولة... يُحول المكان إلى فوضى لأنه لا يلتزم بالتعليمات ولديه إصرار شديد وتمسك بما يريد أن يفعله.. يركض سريعا نحو الباب وفي لحظة خاطفة كالبرق قد يعرض نفسه للخطر، يقاطع حديث الكبار ويندفع ليجيب قبل أن يستمع إلى السؤال الذي تم طرحه، يبدو عنيداً ويحتاج إلى فهم من نوع خاص، قد يسب الكبار والصغار وعند معاتبته على سلوكه ومناقشته بهدوء يشعر بالندم ويبكي، ولكنه يعاود نفس الأفعال مرة أخرى وكأنه لم يندم عليها من قبل. يبدو أنه من الصعب أن ينتظر دوره في اللعب أو الأنشطة الاجتماعية فهو يريد أن يقف دائمًا في المقدمة ليسيطر على مجريات الأمور.. لا يفكر في عواقب أفعاله وكلماته، ويتحدث كثيرا خلال الأنشطة الصفية واللاصفية مما يشتت الأقران، ومع مرور الوقت نكتشف أنه ما زال لا يلتزم بالتعليمات وكأنه في صراع مع توجيهات الكبار... يريد دائما أن يجرب أشياء لا تناسب سنه ويندفع ليقلد الكبار أو يجرب ما يشاهد على وسائل التواصل الاجتماعي من سلوكيات غريبة قد يرفضها المجتمع.

 وهنا أنا لا اقترح حلولا، ولكنها دعوة للانتباه إلى الطفل الذي يعاني من الاندفاعية والتي قد تُعرضه وتعرض الآخرين للخطر؛ ودعوة أيضاً إلى أن تشمل التوعية المجتمعية حملات واسعة لتثقيف وإرشاد الآباء والأمهات حول كيفية مساعدة هذا الطفل وتعديل سلوكه للوصول إلى الاستقرار المنشود؛ مع إبراز ونشر أوسع لأسماء الجهات المختصة التي يمكنها مساعدتهم ودعمهم الحقيقي خطوة بخطوة ليمكن للطفل تطوير مهاراته والسيطرة على اندفاعاته بأمان. 

 

مساحة إعلانية