رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

 تويتر @docshayji

‏@docshyji

مساحة إعلانية

مقالات

669

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

2025 عام الفرص والتحديات لدول مجلس التعاون الخليجي

12 يناير 2025 , 02:00ص

تواجه دول مجلس التعاون الخليجي فرصاً وتحديات عديدة هذا العام - بعد نجاح دولنا الست مجتمعة بلعب دور قيادي في النظام السياسي والأمني العربي، تمثل باستضافة قمم عربية وخليجية وإسلامية استضافتها المملكة العربية السعودية ودولة الكويت- وحتى الوساطة بين روسيا وأوكرانيا لإطلاق سراح متبادل للأسرى. ووساطة قطر المستمرة لوقف حرب الإبادة على غزة برغم جميع العراقيل والشروط التعجيزية التي يضعها نتنياهو وحكومته المتطرفة. إضافة للتحولات الكبيرة والسريعة التي شهدها عام 2024 من الخليج إلى المتوسط وضرب إيران ومحورها وسقوط نظام الأسد وتوسع عدوان واحتلالات إسرائيل، وصولاً لدخول اليمن حلبة الصراع والمواجهة وأمن البحر الأحمر وبحر العرب. وانتهاء بالترقب والقلق من عودة ترامب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية.

ومع ذلك وبالرغم من زلازل منطقتنا بحرب إبادة إسرائيل على غزة في شهرها الخامس عشر، والانتكاسات المتلاحقة لمحور المقاومة وإيران قائدة المحور وحلفائها في غزة ولبنان واليمن - واغتيالات قادة حماس وحزب الله وتوجيه ضربات داخل إيران نفسها، وسقوط نظام الأسد في سوريا يضرب نفوذ إيران بخسارة استراتيجية، كما يعترف قادة الحرس الثوري الإيراني، ويعمق تراجع نفوذ إيران في المنطقة.

ونجاح دفع مقاربات وضغوط الولايات المتحدة وفرنسا وأوروبا والطرف الخليجي بانتخاب الرئيس جوزيف عون بعد 25 شهرا من الفراغ الرئاسي في لبنان-وتأكيد الرئيس الجديد بخطاب التنصيب على الحياد الإيجابي ووجوب احتكار الدولة السلاح في لبنان، ما يعني تجريد سلاح حزب الله برغم صعوبة وعدم وضوح كيفية تحقيق ذلك، وعزمه تطوير أفضل العلاقات مع «الأشقاء العرب». ما يعني انتزاع لبنان من نفوذ حزب الله وإيران ولو بشكل تدريجي وعودة لبنان إلى الحضن العربي، وهذا تطور لافت يقوض من نفوذ إيران محورها ويضعف محورها.

كما أن فوز وعودة ترامب للرئاسة في الولايات المتحدة وتوعده بفرض المزيد من العقوبات على إيران وحتى التماهي مع ضغوط ومطالب نتنياهو بتحجيم قدرات وبرنامج إيران النووي يزيد الضغط المتزايد على إيران.

فاز الرئيس دونالد ترامب، برغم ملاحقته بـ 34 تهمة جنائية فيدرالية وفي ولايتي نيويورك وجورجيا بالتدخل بانتخابات الرئاسة عام 2020-وتحريض أنصاره على اقتحام الكونغرس في موقعة الكونغرس الشهيرة لتعطيل المصادقة وتثبيت الرئيس المنتخب بايدن حينها، وصفها البعض بأشبه بأول انقلاب سياسي في أمريكا والديمقراطيات الغربية، وإدانته بتهمة التحرش بالكاتبة الصحفية جي ايه جي كارول قبل عقود في نيويورك، وقضية التلاعب والاحتيال المالي بمؤسسة ترامب ومنعه التعامل المالي والاستثماري ورئاسة شركات في نيويورك...وأصبح ترامب أول رئيس منتخب مدان لكن دون عقوبة السجن، بقضية «شراء الصمت» بدفع أموال للممثلة الإباحية ستورمي دانليز لعدم فضح العلاقات معها في انتخابات الرئاسة عام 2016. لتلك الأسباب كانت التوقعات استحالة فوزه، بل سينتهي به المطاف بالسجن، لكنه خالف توقعات الكثيرين وفاز بالرئاسة ثانية.

تعلّم ترامب من تجربته الرئاسية الأولى مكانة ودور وأهمية استقرار وأمن الدول الخليجية. فلا مجال للمخاطرة بحالة الاستقرار الخليجي، برغم الأعاصير والزلازل المحيطة بنا. وكذلك يدرك ترامب نفسه، ورغبة دول الخليج، وكذلك إيران للحاجة وأهمية عدم الإخلال بالأمن والابتعاد عن التصعيد غير المدروس والمجدي، الذي لا يرغب فيه أحد سوى نتنياهو ووزرائه المتشددين. ولتهديده الاستقرار وأمن الطاقة وانعكاساته السلبية على الاقتصاد العالمي. وكان لافتا استنكار وتنديد دول مجلس التعاون الخليجي بالاعتداءات الإسرائيلية على «سيادة إيران ومخالفتها للقوانين والأعراف الدولية».

لذلك منطقيا وعقلانياً سيمتنع ترامب عن التصعيد العسكري ضد إيران، وذلك لتداعياته الخطيرة على أمن الطاقة والاقتصاد العالمي، وعلى المنشآت النفطية والحيوية على الحلفاء الخليجيين، التي هددت إيران بضربهم، على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، وحتى على استثمارات ومصالح ترامب وشركاته ومؤسساته التي توسع حضورها في دول مجلس التعاون الخليجي!.

خاصة أن تركيز وأولويات دول مجلس التعاون الخليجي تقديم الجيو-اقتصادي على الجيو-سياسي لتحقيق رؤى دول مجلس التعاون لعام 2030 و2035 و2040-بتنويع مصادر الدخل وتقليص الاعتماد على عوائد النفط والاندماج أكثر في الاقتصاد العالمي-وذلك يتطلب الاستقرار والالتفات لتعزيز التحالفات والامتناع عن التصعيد. ما سيعزز أمن منطقة الخليج العربي بضفتيه. ويمكّن جميع الأطراف بالخروج بمعادلة رابح-رابح.

كتبت قبل شهر في الشرق عن مكانة دول مجلس التعاون الخليجي موضحا بأرقام واحصائيات المكانة الرائدة التي تحتلها دول المجلس ما يؤهلها لقيادة النظام العربي. أبرزها: بتجاوز مجمل الناتج الإجمالي لدول المجلس الست 1.2 تريليون دولار، يجعل اقتصادات المجلس في المركز 12 عالميا. وتجاوزت أصول صناديق الثروات السيادية الخليجية مجتمعة للإمارات والسعودية وقطر والكويت 4.4 تريليون دولار أمريكي، وتشكل أكثر من ثلث مجموع أصول أكبر 100 صندوق ثروة سيادية في العالم. ويبلغ مجمل الإنتاج النفطي الخليجي 16.7 مليون برميل نفط يومياً، الأول عالميا. وتحتل دول مجلس التعاون الخليجي المرتبة الأولى عالمياً باحتياطات النفط بواقع 511 مليار برميل نفط. والأولى باحتياطات الغاز الطبيعي بـ 44.2 مليار قدم مكعبة، والمرتبة الثانية في تسويق الغاز المسال عالميا 463.5 مليون متر مكعب. ووقعت دول مجلس التعاون الخليجي اتفاقيات تجارة حرة مع 10 شركاء تجاريين أبرزها الصين-ثاني أكبر اقتصاد عالمي، والمملكة المتحدة والهند وكوريا الجنوبية..

ومع بداية عام 2025 رسخت دول مجلس التعاون الخليجي مكانتها اللاعب الأكثر تأثيرا ومركز الثقل في النظام العربي وتشكيل وصياغة الموقف العربي. شهدنا ذلك في مواقف ومناسبات وفي القمم والمواقف خلال الأعوام الماضية. صارت دول مجلس التعاون الخليجي في موقع مميز يمنحها كثيرا من الفرص، لكن يرافق ذلك كثير من التحديات والتهديدات التي تفرض علينا التعامل معها بتوازن وحكمة.

اقرأ المزيد

alsharq العدالة المناخية بين الثورة الصناعية والثورة الرقمية

في السنوات الأخيرة، تصاعدت التحذيرات الدولية بشأن المخاطر البيئية الناجمة عن الصناعات الهيدروكربونية، وفي مقدمتها النفط والغاز. وقد... اقرأ المزيد

735

| 09 أكتوبر 2025

alsharq فلنكافئ طلاب الشهادة الثانوية

سنغافورة بلد آسيوي وضع له تعليماً خاصاً يليق به، فارتقى إلى مصاف الدول المتقدمة في المنظومة التعليمية، ولم... اقرأ المزيد

744

| 09 أكتوبر 2025

alsharq رفقاً بالقوارير لا عطفاً.. بل عدلاً

تتقدّم الأوطان حين تضع الإنسان أوّلا: تعليمًا وتربية وكرامة وعملا. في قطر، أنصفت الرؤية وتمكينُها المرأةَ وفتحت أمامها... اقرأ المزيد

300

| 09 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية