رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
عندما نتأمل عالم الأطفال عبر تصرفاتهم وردود أفعالهم، بصياحهم وصراخهم، وكلامهم وحروفهم المنطلقة بكل عفويةٍ واسترسالٍ وصدقٍ على مواقف أو رفضٍ لم يرق لهم؛ تعبيرٍ ورسالةٍ ينقلون خلالها جُملاً وكلمات لما زار نفوسهم وأقلق طمأنينة وسكون بحر نفوسهم الهادئ الساكن، جراء تصرفات وسلوك عالم الكبار.. الذي رمى بحجارة كلماته وسلوكه.. ليربك ويحرك سكون بحرهم الهادئ.. لتثور أمواج نفوسهم ومشاعرهم عبر ردود فعلٍ عفوية تترجم صدق طفولتهم وأرواحهم البريئة الشفافة النقية.
يتمنى الفرد منا أن تكون له القدرة والعفوية التي لدى الأطفال، وأن يعود طفلا أو يحفظ هذا الطفل بكيانه ومراحل عمره.. ليعبر عن رفضه وعما أقلق بحر هدوء نفسه من حركات سفنٍ بشريةٍ عبرت محيط روحه دون سابق إنذار وتصريح..!
عبرت عنوةً وفجأةً محملةً بما يثقلها من كم أشكال المشاعر المتلونة والسلبية !. نتأمل أرواح البشر.. نجد أن بداخل كل إنسانٍ "مجموعة إنسان" من طفل صغير عابق بين ثنايا روحه خائف وصامت وبرئ، إلى روح شاب طموح مندفع جرئ، إلى ذلك الشيخٍ المنزوي هناك بصمت حكمة ورؤية بعيد..
فكل إنسانٍ تسكنه ثلاث أرواح وشخصيات تتحرر منه وتنطلق وتعبر عنه وقتما يريد. في أوقاتٍ ولحظاتٍ كثيرةٍ.. يحتاج الفرد إلى جانب الشخصيات الثلاث التي تسكن روحه؛ يحتاج إلى شكل آخر من السلوك يحتاج إلى ممارسة شكل من أشكال الجنون والتمرد كي يمارسها ويعيشها للحظات.. يحتاج إلى رداء الجنون العاقل.. كي ننتشل أرواحنا من جنون عقول وأرواح بشر قد تدفعنا أرواحهم وتصرفاتهم إلى جنون دائم وداء لا دواء له!
نحتاج إلى جنونٍ وتمرد بأشكال وصور عديدة ممكنة.. خلالها نسمح بالتنفس والبوح بحالات الضيق والرفض التي قد تزور الإنسان. أشكال الجنون والتمرد كثيرة جداً.. والأشكال المعقولة والصحية من الجنون.. هناك في العلاج و الطب النفسي علاج لبعض الحالات العصبية أو حالات الغضب والرفض، وقد يلجأ الإنسان إلى كسر مجموعة من الأطباق من خلالها ينفس عما يعتريه من مشاعر غاضبة ناقمة سلبية، ولهذه الحالات هناك محلات خاصة في دول أوروبية لبيع هذه الأطباق وبأسعار زهيدة ليحملها الإنسان ويكسرها متى شاء أو أن يكسرها في المحل نفسه إن شاء.. أو أن يلجأ الإنسان إلى الصراخ بأعلى صوته، وحالة الصراخ والبوح هذه لا تكون إلا في مكان يسمح له بالصراخ كأن يكون على شاطئ البحر أو في غرفته أو أي مكان لا يضج بالبشر ويخلو من وجوه وآذان تسمعه أو يلجأ إلى الكتابة ليعبر عما يسكن نفسه من كلام وأحاسيس ومشاعر غاضبة ويمزق تلك الأوراق!.
يمارس الإنسان في التمرد والجنون شكلا من أشكال الجرد السنوي أو اليومي للروح مما اعتراها من تراكمات عجزت الروح عن التعبير عنها وحلها أو رفضها.
في عالم الطفولة لا نحتاج إلى تفكير وتمحيص وتنسيق وتبرير لأقوالنا وأفعالنا.. هي تكون كما تظهر وتكون.. والطفل في أرواحنا يظل لأوقات كثيرة هو المسيطر على شخصياتنا وحياتنا وتحركنا، نتركه يمارس حريته مع البشر بكل عفوية. ولكن تظل أرواح بعض البشر دوماً مستنكرة ورافضة السلوك الإنساني الذي لا يروق لها.. لتلجأ إلى القيل والقال لأي تصرفٍ لا يعجبها حتى وإن لم يمسها أو يعطل مسيرتها، ولكن ماذا نقول لعقول بعض البشر وتفكيرها القاصر؟.
آخر جرة قلم: طفولة، شباب، و كهولة، تمرد وجنون.. مراحل عديدة.. وأحوال كثيرة.. تسكن وتزور روح الإنسان، تظل المشكلة أن عجز الطفل عن الانطلاق والكلام ! ولم يجد الشاب متنافساً للتعبير ومجالا للطموح والحماس! ولا تجد الشيخوخة التقدير والالتفات والانصات والاهتمام! ليبحث الإنسان عن مساحة أخرى للتعبير والتمرد والجنون والانطلاق.. ليترك حيز الإنسان.. بمراحله المختلفة الساكنة روحه جانبا، ليعيش ويكون بحالة تمرد خاصة يمارس خلالها شكلا من أشكال التنقية والطهارة والتصفية لروحه بما اعتراها ولازمها وزارها من متغيرات وشوائب وسلوكيات بشرية ومنغصات.. اقتحمت عنوة سكون روحه وهدوء حياته! اقتحمت بالألوان متناقضة غير متجانسةِ.. لترسم بريشة عشوائية عفوية شخبطات وصوراً وحروف على جدار روحه، تتلاشى وتمحى ولا يكون لها أثر وندوب على روحه. ليعود ويبقى ذلك الإنسان.. المتحرك المنطلق حينا، العاجز الساكن العابق بركن وظل حينا آخر والطفل الدائم.. ويبقى ويعود بمجموعة رائعة من مجموعة إنسان.
لغة (السونكي) الدامية
رفع جثة الطفل الذي لم يتجاوز عمره ثلاث سنوات بطرف (السونكي)، وهي تشبه الحربة الحادة المعلقة في رأس... اقرأ المزيد
303
| 05 نوفمبر 2025
«ولكنني لست من هنا»
كم مرة جلست بين مجموعة، ومر بك ذاك الشعور بأن كل ما حولك غريب لا تنتمي له؟ كم... اقرأ المزيد
216
| 05 نوفمبر 2025
السودان.. حوار العقل العربي مع مُشعِلي الفتنة
في السودان الجريح، لا تشتعل النيران في أطراف تلك الجغرافيا فحسب، بل تمتد لتأكل الكيان العربي وضميره الخامل،... اقرأ المزيد
288
| 05 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد وحدودٍ من نار، انقطعت شرايين الأخوة التي كانت تسقي القلوب قبل أن تربط الأوطان. تمزّقت الخريطة، وتبعثرت القلوب، حتى غدا المسلم يسأل ببرودٍ مريب: ما شأني بفلسطين؟! أو بالسودان ؟! أو بالصين ؟! ونَسِيَ أنَّ تعاطُفَه عبادةٌ لا عادة، وإيمانٌ لا انفعال، وأنّ مَن لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم. لقد رسم الاستعمار حدودهُ لا على الورق فحسب، بل في العقول والضمائر، فزرعَ بين الإخوة أسوارا من وهم، وأوقد في الصدورِ نارَ الأحقادِ والأطماع. قسّم الأرضَ فأضعفَ الروح، وأحيا العصبيةَ فقتلَ الإنسانية. باتَ المسلمُ غريبًا في أرضه، باردًا أمام جراح أمّته، يشاهدُ المجازرَ في الفاشر وغزّة وفي الإيغور وكأنها لقطات من كوكب زحل. ألا يعلم أنَّ فقدَ الأرضِ يسهلُ تعويضُه، أمّا فقد الأخِ فهلاكٌ للأمّة؟! لقد أصبح الدينُ عند كثيرين بطاقة تعريفٍ ثانوية بعدَ المذهبِ والقبيلةِ والوطن، إنّ العلاجَ يبدأُ من إعادةِ بناءِ الوعي، من تعليمِ الجيلِ أنّ الإسلام لا يعرف حدودًا ولا يسكنُ خرائطَ صمّاء، وأنّ نُصرةَ المظلومِ واجبٌ شرعيٌّ، لا خِيارٌا مزاجيّا. قال النبي صلى الله عليه وسلم (مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم «وتعاطُفِهم» كمثلِ الجسدِ الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحمّى). التعاطف عبادة، التعاطف مطلب، التعاطف غاية، التعاطف هدف، التعاطف إنسانية وفطرة طبيعية، لذلك فلننهضْ بإعلامٍ صادقٍ يذكّرُ الأمةَ أنّها جسدٌ واحدٌ لا أطرافا متناحرة، وبعمل جماعي يترجمُ الأخوّةَ إلى عطاءٍ، والتكافلَ إلى فعلٍ لا شعار. حين يعودُ قلبُ المسلم يخفقُ في المغربِ فيسقي عروقَه في المشرق، وتنبضُ روحهُ في الشمالِ فتلهم الجنوبَ، حينئذٍ تُهدَمُ حدودُ الوهم، وتُبعثُ روحُ الأمةِ من رمادِ الغفلة، وتستعيدُ مجدَها الذي هو خير لها وللناس جميعاً قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ). عندها لن تبقى للأمّة خرائط تُفرّقها،. وتغدو حدود وخطوط أعدائنا التي علينا سرابًا تذروه الرياح، وتتقطع خيوطُ العنكبوتِ التي سحروا أعيننا بوهم قيودها التي لا تنفك. فإذا استيقظَ الوجدان تعانقَ المشرقُ والمغربُ في جسدٍ واحد يهتفُ بصوتٍ واحد فداك أخي.
3315
| 04 نوفمبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق بالحياة، تملؤه الأصوات وتشتعل فيه الأرواح حماسةً وانتماء. اليوم، صار صامتًا كمدينةٍ هجرتها أحلامها، لا صدى لهتاف، ولا ظلّ لفرح. المقاعد الباردة تروي بصمتها حكاية شغفٍ انطفأ، والهواء يحمل سؤالًا موجعًا: كيف يُمكن لمكانٍ كان يفيض بالحب أن يتحول إلى ذاكرةٍ تنتظر من يوقظها من سباتها؟ صحيح أن تراجع المستوى الفني لفرق الأندية الجماهيرية، هو السبب الرئيسي في تلك الظاهرة، إلا أن المسؤول الأول هو السياسات القاصرة للأندية في تحفيز الجماهير واستقطاب الناشئة والشباب وإحياء الملاعب بحضورهم. ولنتحدث بوضوح عن روابط المشجعين في أنديتنا، فهي تقوم على أساس تجاري بدائي يعتمد مبدأ المُقايضة، حين يتم دفع مبلغ من المال لشخص أو مجموعة أشخاص يقومون بجمع أفراد من هنا وهناك، ويأتون بهم إلى الملعب ليصفقوا ويُغنّوا بلا روح ولا حماسة، انتظاراً لانتهاء المباراة والحصول على الأجرة التي حُدّدت لهم. على الأندية تحديث رؤاها الخاصة بروابط المشجعين، فلا يجوز أن يكون المسؤولون عنها أفراداً بلا ثقافة ولا قدرة على التعامل مع وسائل الإعلام، ولا كفاءة في إقناع الناشئة والشباب بهم. بل يجب أن يتم اختيارهم بعيداً عن التوفير المالي الذي تحرص عليه إدارات الأندية، والذي يدل على قصور في فهم الدور العظيم لتلك الروابط. إن اختيار أشخاص ذوي ثقافة وطلاقة في الحديث، تُناط بهم مسؤولية الروابط، سيكون المُقدمة للانطلاق إلى البيئة المحلية التي تتواجد فيها الأندية، ليتم التواصل مع المدارس والتنسيق مع إداراتها لعقد لقاءات مع الطلاب ومحاولة اجتذابهم إلى الملاعب من خلال أنشطة يتم خلالها تواجد اللاعبين المعروفين في النادي، وتقديم حوافز عينية. إننا نتحدث عن تكوين جيل من المشجعين يرتبط نفسياً بالأندية، هو جيل الناشئة والشباب الذي لم يزل غضاً، ويمتلك بحكم السن الحماسة والاندفاع اللازمين لعودة الروح إلى ملاعبنا. وأيضاً نلوم إعلامنا الرياضي، وهو إعلام متميز بإمكاناته البشرية والمادية، وبمستواه الاحترافي والمهني الرفيع. فقد لعب دوراً سلبياً في وجود الظاهرة، من خلال تركيزه على التحليل الفني المُجرّد، ومخاطبة المختصين أو الأجيال التي تخطت سن الشباب ولم يعد ممكناً جذبها إلى الملاعب بسهولة، وتناسى إعلامنا جيل الناشئة والشباب ولم يستطع، حتى يومنا، بلورة خطاب إعلامي يلفت انتباههم ويُرسّخ في عقولهم ونفوسهم مفاهيم حضارية تتعلق بالرياضة كروح جماهيرية تدفع بهم إلى ملاعبنا. كلمة أخيرة: نطالب بمبادرة رياضية تعيد الجماهير للمدرجات، تشعل شغف المنافسة، وتحوّل كل مباراة إلى تجربة مليئة بالحماس والانتماء الحقيقي.
2577
| 30 أكتوبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال الذي نشرته الأسبوع الماضي بجريدة الشرق بذات العنوان وهو «انخفاض معدلات المواليد في قطر»، وقد جاء الكثير من هذه التعليقات أو الملاحظات حول أن هذه مشكلة تكاد تكون في مختلف دول العالم وتتشابه الى حد كبير، والبعض أرجعها الى غلاء المعيشة بشكل عام في العالم، وهذه المشكلة حسبما أعتقد يجب ألا يكون تأثيرها بذات القدر في دول أخرى؛ لأن الوضع عندنا يختلف تماما، فالدولة قد يسرت على المواطنين الكثير من المعوقات الحياتية وتوفر المساكن والوظائف والرواتب المجزية التي يجب ألا يكون غلاء المعيشة وغيرها من المتطلبات الأخرى سببا في عدم الاقبال على الزواج وتكوين أسرة أو الحد من عدد المواليد الجدد، وهو ما يجب معه أن يتم البحث عن حلول جديدة يمكن أن تسهم في حل مثل هذه المشكلة التي بدأت في التزايد. وفي هذا المجال فقد أبرز معهد الدوحة الدولي للأسرة توصيات لرفع معدل الخصوبة والتي تساهم بدورها في زيادة المواليد ومن هذه التوصيات منح الموظفة الحامل إجازة مدفوعة الاجر لـ 6 اشهر مع اشتراط ان تعود الموظفة الى موقعها الوظيفي دون أي انتقاص من حقوقها الوظيفية، وكذلك الزام أصحاب العمل الذين لديهم 20 موظفة بإنشاء دار للحضانة مع منح الأب إجازة مدفوعة الأجر لا تقل عن أسبوعين، وإنشاء صندوق لتنمية الطفل يقدم إعانات شهرية وتسهيل الإجراءات الخاصة بتأمين مساكن للمتزوجين الجدد، وكذلك إنشاء صندوق للزواج يقدم دعما ماليا للمتزوجين الجدد ولمن ينوي الزواج مع التوسع في قاعات الافراح المختلفة، وهذه الاقتراحات هي في المجمل تسهل بشكل كبير العقبات والصعاب التي يواجهها الكثير من المقبلين على الزواج، وبتوفيرها لا شك ان الوضع سيختلف وستسهم في تحقيق ما نطمح اليه جميعا بتسهيل أمور الزواج. لكن على ما يبدو ومن خلال الواقع الذي نعيشه فإن الجيل الحالي يحتاج الى تغيير نظرته الى الزواج، فالكثير اصبح لا ينظر الى الزواج بالاهمية التي كانت في السابق، ولذلك لابد ان يكون من ضمن الحلول التي يجب العمل عليها، إيجاد أو إقرار مواد تدرس للطلاب خاصة بالمرحلة الثانوية وتتمحور حول أهمية تكوين وبناء الاسرة وأهمية ذلك للشباب من الجنسين، والعمل على تغيير بعض القناعات والاولويات لدى الشباب من الجنسين، حيث أصبحت هذه القناعات غير منضبطة أو غير مرتبة بالشكل الصحيح، والعمل على تقديم الزواج على الكثير من الأولويات الثانوية، وغرس هذه القيمة لتكون ضمن الأولويات القصوى للشباب على أن يتم مساعدتهم في ذلك من خلال ما تم ذكره من أسباب التيسير ومن خلال أمور أخرى يمكن النظر فيها بشكل مستمر للوصول الى الهدف المنشود. وفي ظل هذا النقاش والبحث عن الحلول، يرى بعض المهتمين بالتركيبة السكانية ان هناك من الحلول الاخرى التي يمكن أن تكون مؤثرة، مثل التشجيع على التعدد ومنح الموظفة التي تكون الزوجة الثانية أو الثالثة أو حتى الرابعة، علاوة مستحدثة على أن تكون مجزية، الى جانب حوافز أخرى تشجع على ذلك وتحث عليه في أوساط المجتمع، حيث يرى هؤلاء أن فتح باب النقاش حول تعدد الزوجات قد يكون إحدى الأدوات للمساهمة في رفع معدلات الإنجاب، خصوصًا إذا ما اقترن بدعم اجتماعي ومؤسسي يضمن كرامة الأسرة ويحقق التوازن المطلوب.
2085
| 03 نوفمبر 2025