رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

 تويتر @docshayji

‏@docshyji

مساحة إعلانية

مقالات

1005

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

ترامب يعجّل بتقويض مكانة أمريكا في الداخل والخارج!!

09 فبراير 2025 , 08:00ص

عاد الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في رئاسته الثانية والأخيرة، كما يؤمن ويكرر بتفويض- بشعار «أمريكا أولاً»، وليكمل هدفه بجعل أمريكا عظيمة مجددا ويركز على الشؤون الداخلية لتكريس دوره الرئيس الأهم، وهيمنته على حزبه الجمهوري ولينتقم من الدولة العميقة التي حاكمته وتآمرت عليه ووجهت له 34 تهمة جنائية.

وقّع الرئيس ترامب على 50 أمرا تنفيذيا أكثر من أي رئيس آخر خلال الأربعين عاما الماضية. شكّلت أوامر ترامب التنفيذية صدمات بتداعياتها في الداخل والخارج الأمريكي. شملت المراسيم الرئاسية: تقليص حجم الحكومة والبيروقراطية الأمريكية، بإلغاء وزارات وهيئات فيدرالية أو تشجيع الموظفين على التقاعد. وكان صادما أمره التنفيذي بإلغاء وزارة التعليم، وتقديم عروض لتشجيع تقاعد آلاف الموظفين الفيدراليين. وانسحاب أمريكا من اتفاقيات دولية- اتفاقية باريس للمناخ للمرة الثانية، ومنظمة الصحة العالمية، ومجلس حقوق الإنسان والأونروا- التي تُعنى بتقديم خدمات للاجئين الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها منذ نكبة عام 1948…

وفرض ترامب عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية في خرق واضح وتقويض للعدالة الدولية ضد مرتكبي جرائم الحرب وضد الإنسانية والقانون لإصدار المحكمة أوامر إلقاء القبض على نتنياهو وغالنت لارتكاب إسرائيل حرب إبادة في غزة. برر ترامب قراره للرد على قرارات المحكمة الجنائية غير المشروعة وبلا أساس ضد أمريكا وحليفنا المقرب إسرائيل!!!‏ ليشكر نتنياهو ترامب لفرضه عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية.

نددت المحكمة الجنائية الدولية بقرار ترامب فرض عقوبات ودعت الأعضاء 125 ودول العالم للاتحاد ضد قرار ترامب بفرض العقوبات. وأكدت دول أوروبية رئيسية دعم عمل المحكمة بوجه عقوبات ترامب. وأعلنت 79 دولة أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية رفضها لعقوبات ترامب على المحكمة. وأكدت رئيسة المحكمة أن العقوبات الأمريكية تضر باستقلالية المحكمة وتحرم ملايين الضحايا من العدالة، وتضعف العدالة الدولية عالميا.

وجمّد ترامب عمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)- تعمل وتساعد على الاستقرار في 130 دولة حول العالم وخاصة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأوكرانيا- ويتهم منتقدو الوكالة بالعمل على تعزيز دور أمريكا والتدخل في شؤون الدول، بينما يتهمهما ترامب وإيلون ماسك بالفساد ويديرها «مجانين»- ويتهمها آخرون بزعزعة أمن واستقرار دول. فصل ترامب موظفيها الـ 10 آلاف حول العالم، وأغلق مقرها الرئيسي في واشنطن. سيتسبب بأضرار كبيرة في قطاعات الصحة والتعليم والتنمية!! ليجمد قراره قاض فيدرالي.

** استفز ترامب الكثيرين باستضافة نتنياهو مجرم الحرب المدان والمطلوب إلقاء القبض عليه من المحكمة الجنائية الدولية- ليكون أول زعيم يلتقيه ترامب- وليستعرض أمامه خطته الصادمة والهلامية بنظرة رجل مطور للعقارات-مهنة ترامب التي يتقنها برغم إعلان إفلاسه عدة مرات. وذلك بالترويج بشكل صدم الجميع وأطرب نتنياهو واليمين الإسرائيلي المتطرف، بالاستيلاء وامتلاك قطاع غزة والسيطرة عليه واستلامه من إسرائيل بعد نهاية حرب غزة-ودون إرسال قوات عسكرية (كيف؟)!! وتنظيف القطاع وتطويره لمنتجعات مطلة على البحر الأبيض المتوسط، بعد تهجير سكانه قسراً إلى مصر والأردن ودول أخرى-وتطوير القطاع. وذلك برغم عاصفة الغضب والشجب والرفض والتنديد الفلسطيني والعربي والدولي وحتى من الحلفاء الأوروبيين والأمم المتحدة! ليبدأ بالتراجع التدريجي بعد عاصفة الغضب ويتكلم عن تهجير مؤقت ثم يؤكد أنه ليس في عجلة من أمره لامتلاك قطاع غزة!!

ورشح عن اجتماع نتنياهو في لقائه مع الرئيس ترامب وقيادات الكونغرس الأمريكي كيفية تدمير حماس وتمديد فترة المرحلة الأولى وعرض إنهاء الحرب والإفراج عن سجناء لم توافق إسرائيل سابقا على الإفراج عنهم- العمل على ترحيل قادة حماس من غزة. وإذا لم تتخل حماس عن السيطرة على قطاع غزة فلن تنسحب إسرائيل من محور فيلادلفيا. وهذا يطرح أسئلة كيف يؤثر خرق إسرائيل لبنود الاتفاق وعدم الالتزام بإدخال المساعدات الطبية والخيام والمنازل الكرفانات- وخاصة خطة ترامب بتهجير الفلسطينيين والاستيلاء على قطاع غزة على تنفيذ مراحل الاتفاق الثلاثة. لن ينجح ترامب بتحقيق خطته العبثية للرفض الجماعي وخاصة من أصحاب الأرض والقضية الذين ضحوا بالغالي والنفيس واستشهد عشرات الآلاف وعادوا ليقيموا خيامهم على أنقاض منازلهم المدمرة.

** كما هدّد ترامب قبل بدء رئاسته الثانية والأخيرة بضم كندا وجعلها الولاية 51 واحتلال جزيرة غرينلاند وانتزاعها من الدنمارك بأي طريقة (لامتلاكها مصادر طبيعية ولموقعها الإستراتيجي المهم قرب المحيط المتجمد الشمالي)- ويهدد باستعادة قناة بنما بالغة الأهمية وتربط البحر الكاريبي والمحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ جمهورية بنما!! لوقف النفوذ الصيني في خرق واضح للقانون الدولي وسيادة الدول والمواثيق والمعاهدات الدولية الراسخة. وأصدر أمرا تنفيذيا غيّر اسم «خليج المكسيك» الراسخ منذ القرن السادس عشر إلى «خليج أمريكا»!!

والملفت أن قرارات وتصميم ترامب تبعث وتقوض ما بات ثابتا منذ قرون، يتعارض مع رؤية ووعود ترامب بعدم التصعيد وشن حروب بل إنهائها كما يكرر وخاصة في خطاب تنصيبه. حيث ساهم في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قبل بدء رئاسته، ووعد بإنهاء حرب روسيا على أوكرانيا- وتوسيع رقعة التطبيع بين دول عربية وإسرائيل. والفوز بجائزة نوبل لينهي حياته السياسية القصيرة بعد 4 سنوات ورئاستين. لكن أوامره التنفيذية تناقض أهدافه التي يروج لها!!

أخطر ما يترتب على أوامر ترامب التنفيذية هو صورة أمريكا الدولة المستفزة لحلفائها والمعتدية على سيادتهم بعضهم أعضاء في حلف الناتو (كندا والدنمارك)!! وبعد الرد القاسي من روسيا والصين على شطحات ترامب سواء في موضوع غزة وغرينلاند وبنما- وفرض رسوم جمركية بقرارات تنفيذية على الصين وكندا والمكسيك، ثم يجمدها، في مخالفة لقوانين منظمة التجارة العالمية واتفاقيات التجارة الحرة واتفاقية USMCA لمنطقة أمريكا الشمالية…

تعيد الأوامر الرئاسية تشكيل النظام الأمريكي، وتقوض دور ومكانة أمريكا ويعزلها على المستوى الدولي. وفي انقلاب لواقع النظام الدولي! تبدو أمريكا- ترامب دولة مارقة ومعتدية، وفي سابقة تبدو الصين وروسيا أكثر اعتدالا وعقلانية.

اقرأ المزيد

alsharq العدالة المناخية بين الثورة الصناعية والثورة الرقمية

في السنوات الأخيرة، تصاعدت التحذيرات الدولية بشأن المخاطر البيئية الناجمة عن الصناعات الهيدروكربونية، وفي مقدمتها النفط والغاز. وقد... اقرأ المزيد

687

| 09 أكتوبر 2025

alsharq فلنكافئ طلاب الشهادة الثانوية

سنغافورة بلد آسيوي وضع له تعليماً خاصاً يليق به، فارتقى إلى مصاف الدول المتقدمة في المنظومة التعليمية، ولم... اقرأ المزيد

708

| 09 أكتوبر 2025

alsharq رفقاً بالقوارير لا عطفاً.. بل عدلاً

تتقدّم الأوطان حين تضع الإنسان أوّلا: تعليمًا وتربية وكرامة وعملا. في قطر، أنصفت الرؤية وتمكينُها المرأةَ وفتحت أمامها... اقرأ المزيد

231

| 09 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية