رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

خولة البوعينين


[email protected]
@Khawlalbu3inain

مساحة إعلانية

مقالات

390

خولة البوعينين

عز نفسك تجدها

07 أكتوبر 2025 , 02:04ص

من أسمى الإدراكات التي يمكن أن يبلغها امرؤ في يوم ما، أن يُدرك أن الاستغناء سيادةٌ تتجلّى حين تدرك الروح اكتمالها، فلا تعود تتشبّث بما يثقلها، ولا تركض خلف من لا يُدرك قدرها، فما الاستغناء إلا نضجٌ يُهذّب الرغبات، ويُعلّم النفوس أن منبع الاكتمال لا يُستمد من الخارج، إنما يُستقى من صفاء الداخل واتزانه.

فالروح التي تعي ذاتها تُدرك متى تُغلق الأبواب لاعتزال ما يُؤذيها، ومتى تنسحب من صحبةٍ تُرهقها، ومتى تُفارق أماكن خُنقت فيها سكينتها، ومتى تُوقف جدالات تستنزف راحتها. 

ذلك أن الاستغناء هو حضور صفّي في تفاصيل الحياة، وليس انقطاعا عنها، أو اعتزالا لبهجتها، حضور يختار السلام على الصخب، والنقاء على التكلّف، والسكينة على الجلبة التي تُشوّه المعنى وتعبث في جنباته. 

ومتى أدرك الإنسان ذلك، تولدت عنده الحكمة التي تحرر نفسه من ثِقل التعلق وربقة الحاجة، وأعادت إليها سيادتها الضائعة في متاهات الرجاء ومفازات الانتظار. 

فما أن تستغني حتى تعود إلى نفسك، إلى مكانك الأصيل، ومقامك الجليل، الذي أكرمك الله وأعزك فيه، فلا يُهددك فيه غياب أحد، ولا يُقلقك تبدل حال مخلوق، لأنك عرفت أن الاكتفاء بذاتك هو أعمق صور الغنى، وأرسخ معاني العزة. 

عندها يتسع المداد لرحابة السلام، وتُشرق حياة أنقى، تتجاوز كل اعتبار زائل، وتُستعاد فيها القدرة على امتلاك زمام الأمور من جديد، فكما قيل: استغنِ، فمن ترك مَلَك.

ولعل في الاستغناء من معاني السيادة التي تكتمل بعزة النفس، فهو حارس هذا المقام وسرّ ثباته. 

العِزّ الذي يُمكّن المرء من أن يصون روحه من الابتذال، ويحمي نفسه من التهتك، فيعرف إكرام موضعه المكرّم من رب العباد، فلا ينحني لما يُنقصه، ولا يُساوم على ما يُبهت نوره، يتنعم بتلك الكرامة الصامتة التي تغنيه عن الكلام، وتترفع به عن مهاوي الردى فلا يعلن رفضه إلا بصفاء واثق فينسحب من حيث لا يليق به البقاء. 

لأنه قد تأصل في باطنه أن من عزّ نفسه وجدها، ومن وجدها استراح، إذ لا يُرهق ذاته في طلب قبول عابر، ولا يبدد طاقته في مطاردة ودٍ متقلّب، يستغني عن كل ما لا يليق به، لأنه أدرك أن قيمته ثابتة، و مقامه رفيع لا يُستمد من عيون الآخرين.

حينها تتجلى أرقى مراتب الحرية، ويغدو الإنسان سيد نفسه بحق، حراً من ذل الحاجات، طليقاً من أسر المقارنات، منعتقاً من مخاوف الفقد والنبذ.

لحظة إدراك: 

يتجلى الجمال الأصدق حينما تكون مكتفيًا بذاتك، مطمئنًا لما أنت عليه، متصالحًا مع اتساعك، مستمتعاً بهدوئك، عارفًا أن كل ما يليق بك سيأتيك في وقته دون أن تفقد عزة نفسك، أو تُضطر لسلب راحة بالك، مستغنياً عن كل أذى، مالكاً لكل فضيلة.

اقرأ المزيد

alsharq العدالة المناخية بين الثورة الصناعية والثورة الرقمية

في السنوات الأخيرة، تصاعدت التحذيرات الدولية بشأن المخاطر البيئية الناجمة عن الصناعات الهيدروكربونية، وفي مقدمتها النفط والغاز. وقد... اقرأ المزيد

738

| 09 أكتوبر 2025

alsharq فلنكافئ طلاب الشهادة الثانوية

سنغافورة بلد آسيوي وضع له تعليماً خاصاً يليق به، فارتقى إلى مصاف الدول المتقدمة في المنظومة التعليمية، ولم... اقرأ المزيد

744

| 09 أكتوبر 2025

alsharq رفقاً بالقوارير لا عطفاً.. بل عدلاً

تتقدّم الأوطان حين تضع الإنسان أوّلا: تعليمًا وتربية وكرامة وعملا. في قطر، أنصفت الرؤية وتمكينُها المرأةَ وفتحت أمامها... اقرأ المزيد

303

| 09 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية