رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

روضة مبارك راشد العامري

مساحة إعلانية

مقالات

285

روضة مبارك راشد العامري

عام جديد.. أنت جديد: تبني المستقبل وتتجاوز الماضي

07 يناير 2025 , 02:00ص

مع بداية العام الجديد، تأتي فرصة فريدة للتجديد وإعادة التصور. ليست بداية العام مجرد تاريخ، بل هي دعوة للتأمل وإعادة التوازن وإعادة تخيل الحياة التي نطمح إليها. إنها فرصة لخلق رؤى جديدة للمستقبل، والتخلي عن أثقال الماضي، والتمسك بالواقع الذي نعيشه الآن. هذه اللحظة المحورية تتيح لنا فن فتح صفحة جديدة في حياتنا الشخصية والتركيز على ما هو مهم حقًا.

المستقبل هو لوحة فارغة تنتظر منا أن نرسمها بخطوط جريئة ومشرقة من الطموح والأمل. في بداية العام الجديد، لدينا فرصة للتفكير بشكل إبداعي حول ما ينتظرنا. تطوير أفكار جديدة للمستقبل يبدأ بطرح أسئلة تلهم النمو: ماذا أريد حقًا أن أحقق؟ ما الإرث الذي أرغب في تركه؟ كيف يمكنني مواءمة أفعالي مع قيمي؟

عبر تصور أهدافنا وتجزئتها إلى خطوات قابلة للتنفيذ، نرسم طريقًا واضحًا إلى الأمام. عملية خلق رؤية للمستقبل تتطلب شجاعة وخيالًا. الأمر يتعلق بالجرأة على الحلم، سواء كان الحلم بدء مهنة جديدة، بناء علاقات أقوى، أو المساهمة في قضية أكبر. بداية العام هي الوقت المثالي للسماح لهذه الطموحات بالتشكل وتوجيه قراراتنا. إذ أنه لا يمكن تحقيق رؤية المستقبل بشكل كامل دون معالجة ظلال الماضي أولاً. الماضي يحمل دروسًا، لكنه قد يعيقنا إذا سمحنا له بتحديد هويتنا. للدخول إلى المستقبل بثقة، يجب أن نتخلى عن الندم والضغائن والإخفاقات التي تثقل كاهلنا. التسامح مع أنفسنا والآخرين هو عمل قوي للتحرر، يحرر عقولنا للتركيز على الحاضر. وتجاوز الماضي لا يعني نسيانه؛ بل يعني التعلم منه. كل خطأ، وكل خسارة، وكل خيبة أمل تحمل درسًا يشكل من نحن. من خلال رؤية الماضي كمعلم وليس كعائق، يمكننا استخراج الحكمة من تجاربنا والمضي قدمًا بوضوح متجدد.

بالنسبة للعيش في الحاضر فهو إحدى أهم المهارات التي يمكننا تطويرها. يذكرنا العام الجديد بأهمية التركيز على ما يحدث هنا والآن، بدلاً من الانشغال بما مضى أو القلق بشأن ما قد يأتي. التركيز على الحاضر يسمح لنا بالانخراط الكامل في حياتنا، سواء كان ذلك عبر قضاء وقت ممتع مع أحبائنا، أو تكريس أنفسنا لعمل هادف، أو ببساطة الاستمتاع بالأفراح الصغيرة في الحياة اليومية. الحاضر هو المكان الذي تكمن فيه قوتنا. إنه اللحظة الوحيدة التي يمكننا فيها التصرف والتغيير والنمو. عبر الانتباه إلى أفكارنا وأفعالنا، يمكننا مواءمة عاداتنا اليومية مع أهدافنا طويلة المدى. هذا التوازن يخلق شعورًا بالرضا والإشباع الضروري للنمو الشخصي.

ومع دخولنا العام الجديد، نحصل على هدية البداية الجديدة. فتح صفحة جديدة يعني التخلي عما لم يعد يخدمنا والتركيز على الإنجازات والفرص القادمة. إنها قرار واعٍ لترك المشتتات والسلبية والخوف خلفنا، وبدلاً من ذلك، احتضان التفاؤل والمرونة والإصرار. ولذلك فإنه للاستفادة القصوى من هذه البداية، ابدأ بالاحتفال بإنجازاتك، مهما كانت تبدو صغيرة. الاعتراف بما حققته يعزز إيمانك بقدرتك على النجاح. من هناك، حدد ما يعيقك واتخذ خطوة متعمدة للتعامل معه، سواء كانت عادات غير صحية، أو علاقات سامة، أو شكوكًا في النفس. كل خطوة صغيرة نحو التغيير تساهم في تحول أكبر.

بداية العام الجديد تذكرنا بأن الحياة رحلة، ونحن كتابها. عبر إعادة تصور المستقبل، تجاوز الماضي، والتركيز على الحاضر، يمكننا خلق رواية مليئة بالهدف والنمو والفرح. هذا العام، دعنا نحتضن فرصة فتح صفحة جديدة في حياتنا، مع التركيز على إنجازاتنا وترك ما يُعيقنا. بينما نمضي قدمًا، تذكر أن كل لحظة تحمل إمكانية التغيير. العام الجديد ليس مجرد قرارات؛ إنه ثورة في التفكير واحتضان أفضل نسخة من أنفسنا. دع هذا العام يكون العام الذي تخطو فيه بجرأة نحو المستقبل، وتعيش فيه الحاضر بكل كيانك، وتترك الماضي حيث ينتمي—خلفك.

اقرأ المزيد

alsharq كيف ننقذ وعينا من الزحام الرقمي؟

لقد تحول الضجيج إلى سمة العصر: ضجيج الصورة، ضجيج المنصات، ضجيج المؤثرين، وضجيج الخطابات المتنافسة على تشكيل وعينا... اقرأ المزيد

147

| 26 أكتوبر 2025

alsharq تسويق الخوف

عزيزي القارئ لا تخف من العنوان واطمئن. فلست أتحدث عن أعياد الهالووين الوثنية والتي تحدث مع نهاية كل... اقرأ المزيد

228

| 26 أكتوبر 2025

alsharq بين العلم والضمير

عندما تحول العلم من وسيلة لخدمة البشرية إلى ماردٍ مارقٍ متفلّت يسير بمنطقه الخاص دون الالتفات إلى الإنسان... اقرأ المزيد

360

| 26 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية