رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

8891

برعاية المصرف الوقفي للتنمية العلمية والثقافية في إطار إحياء التراث

"الأوقاف" تطبع "نشر القراءات العشر" لابن الجزري

27 أغسطس 2018 , 10:08م
alsharq
الدوحة - الشرق

* كتاب " نشر القراءات العشر" من أصحِّ ما كُتِب في علم القراءات

* الكتاب يتضمن خلاصة ما ألفه ابن الجزري في علم القراءات

* المؤلف اشتمل على القراءات وعلى مقدمات وأصول في علم التجويد والرسم القرآني

 

بتمويل من المصرف الوقفي للتنمية العلمية والثقافية بالإدارة العامة للأوقاف، أصدرت إدارة الشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كتاب: نشر القراءات العشر لإمام المقرئين محمد بن محمد المعروف بابن الجزري رحمه الله تعالى "ت 833هـ"). وذلك في خمسة أجزاء، تحقيق: الدكتور أيمن رشدي سويد، وقد حظيت هذه الطبعة بمراجعة وتدقيق إدارة الشؤون الإسلامية، بهدف إثراء المكتبة الإسلامية والجهات الثقافية والباحثين وطلاب العلم بأهم المراجع الفقهية.

يأتي إصدار هذا المرجع ضمن مشروع إحياء التراث، لما يمثله من إنجاز علمي وعملي وما يمثله من ترجمة فعلية لشروط الواقفين الكرام وتلبية حقيقية لرغبتهم في طباعة وإحياء أمهات الكتب العلمية رغبة في نشر العلم الشرعي وخدمة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهو ما توليه المصارف الوقفية بالإدارة العامة للأوقاف عناية خاصة، وتحرص عليه إدارة الشؤون الإسلامية، ويجسد جزءاً من رؤية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في رسالتها في نشر العلم الشرعي، والتعريف بمقاصد الشريعة وإبراز الجهود الثقافية لعلماء الأمة وإحياء مؤلفاتهم، حيث تقوم الوزارة بجهد كبير في اختيار الكتب النافعة من أمهات كتب التراث وطباعتها وتوزيعها.

التعريف بالكتاب

جمع الحافظ ابن الجزري رحمه الله في هذا الكتاب الكثيرَ من روايات وطرق القراءات العشر المتواترة، بأسانيدها المتصلة، مع شرح مصطلحاتها، وبيان مجملها، وتوجيه غامضها، وما تعلق بذلك من علوم الأداء؛ كمخارج الحروف وصفاتها، وغير ذلك من الفوائد الجمة.

ويقول عنه رحمه الله: كان من الواجب عليَّ التعريف بصحيح القراءات، والتوقيف على المقبول من منقول مشهور الروايات، فعمدت إلى أَثْبَت ما وصل إليَّ من القراءات، وأَوْثق ما صحَّ لديَّ من الروايات، عن الأئمة العشرة قراء الأمصار، والمقتدى بهم في سالف الأعصار، واقتصرت عن كلِّ إمامٍ براويين، وعن كلِّ راوٍ بطريقين، وعن كلِّ طريقٍ بطريقين: مغربية ومشرقية، مصرية وعراقية، مع ما يتصل إليهم من الطرق، ويتشعب عنهم من الفرق،... وجمعتها في كتاب يرجع إليه، وسفر يعتمد عليه، لم أدع عن هؤلاء الثقات الأثبات حرفًا إلا ذكرته، ولا خُلْفًا إلا أثبتُّه، ولا إشكالًا إلا بينتُه وأوضحته، ولا بعيدًا إلا قربتُه، ولا مفرقًا إلا جمعتُه ورتبتُه، منبِّهًا على ما صحَّ عنهم وشذَّ، وما انفرد به منفردٌ وفذٌّ، ملتزمًا للتحرير والتصحيح والتضعيف والترجيح، معتبرًا للمتابعات والشواهد، رافعًا إبهامَ التركيبِ بالعزو المحقق إلى كلِّ واحدٍ جمع طرقًا بين الشرق والغرب، فروى الوارد والصادر بالغرب، وانفرد بالإتقان والتحرير، واشتمل جزء منه على كل ما في الشاطبية والتيسير; لأنَّ الذي فيهما عن السبعة أربعة عشر طريقًا، وأنت ترى كتابنا هذا حوى ثمانين طريقًا تحقيقًا، غير ما فيه من فوائد لا تحصى ولا تحصر، وفرائد دخرت له فلم تكن في غيره تذكر، فهو في الحقيقة نشر العشر، ومَنْ زعم أنَّ هذا العلم قد مات قيل له: ((حيي بالنشر)).

التعريف بمؤلف الكتاب

هو إمام المقرئين وخاتمة الحفاظ المحققين، الإمام الحجة الثبت المحقق المدقق شيخ الإسلام سند مقرئي الأنام: أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري، ولد رحمه الله بدمشق سنة 751هـ، وأتم حفظَ القرآن الكريم في الرابعة عشرة من عمره، ثم أخذ القراءات إفرادًا وجمعًا على شيوخٍ منهم: الشيخ أبو محمد عبد الوهاب ابن السلار، والشيخ أحمد بن إبراهيم الطحان، والشيخ أحمد بن رجب، والشيخ إبراهيم الحموي، وغيرهم، وقرأ الحديث والفقه والأصول والمعاني والبيان على كثيرٍ من شيوخ مصرَ منهم: الشيخ ضياء الدين سعد الله القزويني، وأجازه بالإفتاء شيخ الإسلام المقرئ المحدث المؤرخ أبو الفداء إسماعيل بن كثير، وكذلك أذن له الشيخ ضياء الدين، وكذلك شيخ الإسلام البلقيني، وجلس للإقراء تحت قبة النسر بالجامع الأموي سنين، وولي قضاء الشام سنة 793 هـ.

وأخذ عنه القراءات كثيرون منهم ابنه أبو بكر أحمد، والشيخ محمود بن الحسين بن سليمان الشيرازي، والشيخ أبو بكر بن مصبح الحموي، وغيرهم.

وله مؤلفات مشهورة، منها: نشر القراءات العشر (وهو الذي بين أيدينا)، الدرة المضية في القراءات الثلاث المرضية، منجد المقرئين، المقدمة المعروفة بالجزرية، تحبير التيسير، نهاية الدراية، وغاية النهاية كلاهما في أسماء رجال القراءات، إتحاف المهرة في تتمة العشرة، إعانة المهرة في الزيادة على العشرة، الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين، التوضيح في شرح المصابيح، البداية في علوم الرواية، الجوهرة في النحو، الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء، وكتاب في رسم المصاحف، وغير ذلك، توفي رحمه الله سنة: 833 هـ.

أهمية الكتاب:

تظهر أهمية هذا الكتاب في تفردهبمميزات كثيرة منها:

1 — أنه من أصحِّ ما كُتِب في القراءات؛ إذ تميز باستيعاب كل الصحيح من القراءات، فجمع بين خصلتين لم تجتمعا معًا في المؤلفات التي ألفت قبله وهما: حشد كل القراءات وجمعها، وتحقيق شرط الصحة في كل ذلك، فلم تبق قراءة صحيحة عن العشرة إلا اشتمل عليها.

2 — أنه من أجمع ما أُلِّف في القراءات؛ إذ أورد فيه قراءة الأئمة العشرة من عشرين رواية، ومن ثمانين طريقًا إجمالًا، ومن نحو ألف طريق تفصيلًا، ومثل هذا نادرٌ في كتب القراءات؛ إذ غالبًا ما يقتصر بعضها على بعض القراءات العشر، ويكتفي بعضها ببعض الروايات.

3 — أنَّ هذا الكتابَ يُعتبر خلاصة ما ألفه ابن الجزري في علم القراءات وما يتبعه من فروع، فهو قد اشتمل على القراءات بطرقها الألف كما اشتمل على مقدمات ومبادئ وأصول في علم التجويد والرسم القرآني، وعُني فيه بدراسة أسانيد القراءات وتصحيحها بناء على ما أثبته في كتابيه طبقات القراء الصغرى والكبرى.

4 — أنه لم يكن مقتصرًا على علم القراءات وما يتعلق بها فحسب، بل تناول فيه ابن الجزري أيضًا مباحث مهمة في فنون أخرى في ثنايا حديثه عن مسائل القراءة، فقد كانت القواعد النحوية مرجعًا له، وكانت الأصول اللغوية شاهدًا لما يرجحه ويختاره من الخلاف.

مميزات هذه الطبعة من الكتاب

تمتاز هذه الطبعة بما بذله في إخراجها وتحقيقها الدكتور أيمن سويد حفظه الله، فقد قابلها على خمس نسخ خطية، إحداها قرئت على المؤلف مرَّتين، وعليها بلاغات وسماعات عديدة، وتصحيحات واستدراكات بخطه رحمه الله، كما التزم فيها بمعايير التحقيق العلمي، من ضبط للنص، وكتابة للآيات بالرسم العثماني، وتخريج للأحاديث الشريفة، وعزو للأبيات الشعرية، وترجمة للأعلام، وإحالة للنصوص إلى مصادرها، فضلًا عن الفهارس الشاملة والمتنوعة، وغير ذلك.

هذا مع ما تتميز به إصدارات إدارة الشؤون الإسلامية من مراجعة وتدقيق، واهتمام بالإخراج الفني والطباعي وفق أعلى المواصفات العالمية.

مساحة إعلانية