تقارير وحوارات

1243

مواطنون : الإستغلال السيئ للأراضي الفضاء جعلها مصدراً للتلوث

انتقد عدد من المواطنين والمقيمين قيام بعض الأشخاص بتحويل الأراضي الفضاء الموجودة بالأحياء السكنية لمواقف عشوائية للشاحنات والسيارات المهملة مؤكدين أن هناك أضرارا كثيرة يتعرض لها سكان هذه المناطق بسبب هذه الظاهرة حيث إن تحول هذه الأراضي إلى مكبات للقمامة يؤثر على الصحة العامة بسبب تلوث البيئة الذي تسببه لتصبح مصدرا للتلوث والأمراض.

كما اشتكى عدد من المواطنين من استغلال العمال لتلك الأراضي في تخزين الأشياء الخاصة بهم أو تحويلها لورش خاصة بشكل غير رسمي، "الشرق" استطلعت آراء المواطنين حول هذه المشكلة وكيف يمكن القضاء عليها.

في البداية قال فتحي أحميدة أستاذ بكلية التربية بجامعة قطر إن هذا الموضوع أصبح يحدث حتى في الأماكن الراقية في الدفنة، حيث إنني شاهدت في الدفنة بعضا من الأراضي المجهزة للبناء وتوقفت لظرف ما وللأسف تحولت بعد فترة لمكبات قمامة ومواقف عشوائية للشاحنات، بسبب ندرة المواقف بالمنطقة، هذه الظاهرة أصبحت واضحة في بعض الأماكن، وإذا لم نجد حلاً قريباً لهذا الموضوع أو وضع مخالفات رادعة سنشهد زخماً من المواقف العشوائية التي ستشوه المنظر الحضاري لدولة قطر، كما إنني واجهت الموضوع بشكل شخصي حيث إنه تجمعت القمامة بشكل كبير في موقف من مواقف السيارات وأصبح هذا المكان يشكل خطراً كبيراً على الصحة .

حملات توعوية

وأضاف إنني أحث السلطات على معاقبة المخالفين بقانون رادع يمنع كل مواطن من إلقاء القمامة بالأراضي الفضاء، وأكد أحميدة أن ثقافة كل مواطن تنعكس على تصرفه الشخصي ومهما ردعنا المخالفين بقوانين صارمة سنظل نواجه تلك المشكلة لأنها ثقافة تحدث من بعض المواطنين، لذا أحث الجهة المسؤولة بالعمل على حملات توعوية بالشوارع والمدارس والجامعات وجهات العمل تمكنهم من التقليل من هذه الظاهرة، مثل الحملات التوعوية التي قامت بها عن "لا تبصق " بالشوارع والحدائق والمتنزهات، وبما أن الإعلام له دور كبير في المجتمع ويؤثر على الرأي العام فإننى أطالب القنوات الفضائية والصحف توعية الناس بعدم رمي مخلفاتها في الأراضي الفضاء وخصوصاً إذا كانت برامج خاصة للأطفال، لترسيخ تلك الثقافة فيهم منذ الصغر .

مناهج تعليمية

وأكدت مي حبيب مرشدة أكاديمية بجامعة قطر أن تلك الظاهرة تسبب تشوه المنظر العام للأماكن التي تسعى الدولة جاهدة للحفاظ عليها، وبالنسبة للأراضي الفضاء طالما أنها لم تستغل بطريقة صحيحة ستظل عرضة لمكبات القمامة، كما إنني أقترح وضع لوحات في تلك الأراضي مكتوب عليها المخالفات التي ستفرض على المواطن الذي سيستخدم تلك الأرض بشكل خاطئ، وذلك لأن أغلب المواطنين يجهل تلك المواطنين، واتفقت مي مع أحميدة في كون رمي القمامة بتلك الأراضي ينعكس عن الثقافة التي تربى عليها الشخص ببلده لذا يجب أن نضع مناهج تعليمية للأطفال منذ صغرهم بتجنب تلك الصغائر التي تنعكس على صورة البلد.

مستودعات للقمامة

وأردف عبدالله فارح كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر قائلا إن هناك أراضي بالدفنة تحولت لمستودعات للقمامة ومواقف للشاحنات، مع العلم بأن هذه المساحات تابعة لبعض الشركات والوزارات ولكن لم يتم استخدامها بشكل جيد، وللأسف هذا ما لاحظته من تواجدي بإحدى الشركات بالطابق العاشر من خلال رؤيتي لذلك المنظر المشوه الذي يحيط بالشركة، مشيرا إلى أن دولة قطر تعمل جاهدة لتحسين صورتها وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطن ومن ضمنها الحفاظ على صحته، وما يحدث في تلك المناطق يؤدي لجلب الأمراض والذباب والبعوض الذي يؤذي السكان، مؤكدا أيضاً أن الغرامة المفروضة بشأن رمي المخلفات في الأراضي الفضاء وهي 5000 ريال قطري قليلة جداً ويجب أن نقوم برفعها لنردع المخالفين بطريقة صارمة، كما أن تلك الأراضي أو المساحات التي تحيط بالمساكن تحولت لمخازن لأغراض المنازل أو رمي أثاث البيت القديم أو التخلص من الأجهزة الكهربائية .

ضعف الرقابة

وأشارت هيا التميمي أن البلديات ربما تتهاون في تحرير مخالفات النظافة، وأن الرقابة أصبحت ضعيفة على تلك الأراضي الواسعة ربما لأنها تعتبر ملكاً لشخصيات مهمة، وعبرت التميمي عن استيائها من هذا الموضوع وتؤكد أنها تعاني من هذه المشكلة حيث تواجهها كل يوم، حيث يوجد أمام سكنهم الخاص مساحة واسعة يستغلها السكان ممن يعيشون حولها برمي الأشياء القديمة من أثاث منزلهم وهذا الموضوع شوه المنظر العام للمنطقة التي أعيش فيها، وتكلمنا معهم أكثر من مرة بعدم فعل ذلك ولكن دون فائدة، لذلك نطالب بتشديد الرقابة في كل مناطق الدولة وخاصة المناطق النائية عن الدوحة لأن الكثير من السكان يعلمون بأن الرقابة ضعيفة في تلك الأماكن ويستغلون ذلك في تحويل تلك الأماكن لمخازن لهم.

وزارة البلدية

وقالت الدكتورة بتول خليفة أستاذة الصحة النفسية بجامعة قطر إن الخطأ يقع على عاتق وزارة البلدية لأنها لم تقم بدورها على أكمل وجه، وأكبر مثال على ذلك البيوت والفلل المقسمة لتصبح أحياء سكن شعبية يسكنها العمال بتلك المساحات الواسعة للأراضي التي يستغلها هؤلاء العمال لتصبح مخازن وورشا صناعية لهم، وذكرت خليفة أنها رأت ذلك الموضوع بأكثر من مكان وخاصة الأراضي التي تحولت لمواقف خاصة للشاحنات وسكن للعمال، أعتقد أن الحل البديل لهذا الموضوع هو أن يتم استخدام تلك الأراضي بأشياء تعود بالنفع على الدولة وبنفس الوقت توظف العمال الذين يبحثون عن عمل، كما أنه يجب استغلال أرض من تلك الأراضي لتصبح موقفا للشاحنات بدلاً من أن تختار مكاناً وسط الأحياء السكنية تزعج العمال فيه، وهذا سيعود بالنفع على الأشخاص من الناحية الصحية والناحية الجمالية أيضاً .

تقسيم الفلل

وأكدت خليفة أن البلدية تسن قوانين ممتازة وأكثر من رائعة ولكن المشكلة تكمن في أنها غير مفعلة ولا تستخدم بشكل دائم، وأكبر مثال على ذلك في الأراضي التي تعطيها الحكومة للمواطنين لكي يستخدموها بشكل ينفعهم أو ليقوموا عليها فللا خاصة بهم أو شركات، حيث قام البعض منهم بتأجير تلك الأماكن لشخص معين وهذا الشخص استغل المنطقة الواسعة من الأرض لبناء فلل سكنية، حيث يقوم بتقسيمها من الداخل لأكثر من شقة ويقوم بتأجيرها للأشخاص، سواء كانوا عمالا عزابا أو عائلات فكل هذا لا يهمه ولكن كل ما يهمه هو العائد المادي، ونفاجأ بعد ذلك باستخدام المساحة التابعة للفيلا بأغراض شخصية، ووضع المستلزمات الشخصية من أجهزة وأثاث وعفش حتى القمامة يتم وضعها أمام الفيلا، وهذا يؤثر على المستوى الصحي لأطفالنا لأنه يجلب الحشرات والبعوض، وأحياناً تتأخر البلدية عن تنظيف تلك الأماكن فتؤثر على الناحية الجمالية للمكان ويصبح مستودعاً للقمامة، لذا نطالب بأقرب وقت ممكن الاهتمام من قبل وزارة البلدية بهذا الموضوع، وتطبيق القوانين غير المفعلة لهذا الموضوع، ونريد حلاً سريعاً لموضوع استخدام الناس للأراضي الواسعة في بناء فيلا وتأجيرها لأكثر من شخص .