تقارير وحوارات

859

علي الرميحي لـ"الشرق": اتفاقيات التعاون القطري البحريني تغطي مجالات حيوية للتنمية المستدامة

وزير الإعلام البحريني..

التنسيق الإعلامي القطري ـ البحريني يسهم في تعزيز التعاون المشترك

تبادل الخبرات الفنية والتكنولوجية في الإذاعة والتليفزيون والصحافة ووكالات الأنباء

أشاد وزير الإعلام البحريني ورئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية علي بن محمد الرميحي، بالعلاقات الأخوية التاريخية الوطيدة والمتنامية بين مملكة البحرين ودولة قطر، باعتبارها نموذجًا للتعاون والشراكة السياسية والاقتصادية، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وأخيه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ، القائمة على الود والاحترام المتبادل والأخوة في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وأشار الرميحي في حوار مع "الشرق" على هامش انعقاد المؤتمر العام السادس لاتحاد الصحافة الخليجية بالمنامة، إلى حرص مملكة البحرين على تعزيز العمل الخليجي المشترك لاسيما في المجال الإعلامي، من خلال تدعيم أنشطة المؤسسات الإعلامية الخليجية المشتركة، ومن بينها اتحاد الصحافة، داعيًا إلى توحيد الإعلام الخليجي وزيادة فاعليته بما يسهم في تعميق المواطنة الخليجية وتدعيم المسيرة المباركة نحو الاتحاد الخليجي، وتقوية الجبهة الداخلية في مواجهة الفتن الطائفية والتطرف والإرهاب والتدخلات الخارجية، وفيما يلي نص الحوار..

تشهد العلاقات القطرية البحرينية بفضل من الله تعالى وتوجيهات القيادتين الرشيدتين تقدمًا ملحوظًا في جميع المجالات وتتطور يومًا بعد يوم، ما هو تقييمكم لمسار هذه العلاقات؟

ترتبط مملكة البحرين بروابط تاريخية وثيقة مع دولة قطر الشقيقة تستمد مقوماتها من عوامل التقارب الجغرافي والحضاري بين البلدين وما يجمع الشعبين من أواصر الدم والنسب ووشائج القربى ووحدة المصير، في إطار الأخوة العربية والإسلامية ومنظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وتمثل هذه العلاقات الأخوية نموذجًا للتعاون والشراكة السياسية والاقتصادية القائمة على الود والاحترام المتبادل و تعزيز التعاون الثنائي ودفع مسيرة العمل الخليجي المشترك في كافة الميادين وصولاً إلى الاتحاد الخليجي، لما يحقق خير وصالح الشعوب الخليجية الشقيقة في ترسيخ الأمن والاستقرار وتحقيق المزيد من الرخاء والتنمية المستدامة.

واكتسبت هذه العلاقات زخمًا شديدًا منذ إنشاء اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين البلدين الشقيقين عام 2000، وانعكاساتها الإيجابية على تحقيق قفزات هائلة في حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين، وتأسيس العديد من المشروعات الاستثمارية المشتركة في مجالات الصناعة والتجارة والسياحة والمال والأعمال وعلى الصعيد الخليجي في مجالات الربط البري والكهربائي والسكك الحديدية، وغيرها.

وهناك العديد من الاتفاقيات الموقعة، أهمها: اتفاقية إنشاء جسر المحبة في عام 2006، واتفاقيات النقل الجوي والتعاون الدبلوماسي والقنصلي وتنقل مواطني البلدين بالبطاقة الشخصية، وغيرها من الاتفاقيات في إطار المنظومة الخليجية وأبرزها الاتفاقية الاقتصادية الموحدة، وإقامة منطقة التجارة الخليجية الحرة، وإعلان الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة والاتحاد النقدي، والاتفاقية الأمنية لعام 2012.

وفي ظل العلاقات الاجتماعية وصلات الدم والرحم التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، كيف تنظرون للتعاون الإعلامي المشترك، وإلى أي مدى استطاع الإعلام ترسيخ هذه العلاقات بالشكل المطلوب؟

التعاون الإعلامي البحريني القطري سواء على الصعيد الثنائي مع المؤسسة القطرية للإعلام وإداراتها المتخصصة أو في الإطار الخليجي الجماعي، هو انعكاس لطبيعة وخصوصية هذه العلاقات الأخوية التاريخية النموذجية بين القيادات والشعوب الخليجية. ويشمل هذا التعاون مختلف القطاعات والقنوات الإعلامية من نقل للأخبار والمعلومات وتبادل للخبرات الفنية والتكنولوجية في مجالات الإذاعة والتليفزيون والصحافة ووكالات الأنباء، ودعم جهود جهاز إذاعة وتليفزيون الخليج، ومؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك في إنتاج وتبادل البرامج الإذاعية والتليفزيونية، إلى جانب التنسيق في مجال الإعلام الخارجي، ونسعى إلى مزيد من التعاون والتنسيق الثنائي وزيادة فاعلية وتأثير العمل الإعلامي الخليجي المشترك، في ظل ما تواجهه دولنا الخليجية من تحديات داخلية وتهديدات إقليمية ودولية.

من واقع خبرتكم الطويلة في المجال الإعلامي وبشكل خاص في الإعلام الفضائي ما هو الدور المطلوب من الإعلام في ظل التحديات التي تواجه منطقتنا الخليجية؟

نحن مدركون لأهمية وضرورة توحيد الإعلام الخليجي وزيادة فاعليته وتأثيره في محيطه الداخلي والخارجي ليس فقط بنشر الأخبار وتداول المعلومات، وإنما بتحمل المسؤولية في الارتقاء بالوعي المجتمعي، وبث برامج هادفة وبناءة تعزز القيم الوطنية المشتركة، وتحافظ على الهوية الثقافية العربية والإسلامية والقيم الإنسانية الداعية إلى التسامح والاعتدال، وإعلاء الكلمة الصادقة والموضوعية والمسؤولة، وفق الالتزام بالتشريعات الوطنية والاتفاقيات الخليجية والعربية والدولية ذات الصلة.

وندعو المؤسسات الصحفية والإعلامية الخليجية إلى التعامل مع التحديات المعاصرة على مستويين، أولهما: تقوية الجبهة الداخلية في مواجهة الفتن الطائفية والإرهاب، وغرس قيم الولاء والانتماء للأوطان في نفوس المواطنين، ونبذ دعوات الفرقة والتطرف، وثانيهما: التمسك بروح العمل الجماعي في مواجهة أي تدخلات خارجية أو حملات إعلامية مضادة، انطلاقًا من أن أمن الخليج العربي كل لا يتجزأ، وتقوية روابط التعاون الإعلامي في تعميق المواطنة الخليجية والالتفاف حول المسيرة المباركة لمجلس التعاون نحو الاتحاد الخليجي. وأؤكد أن وزراء الإعلام بدول مجلس التعاون الخليجي حريصون على تنسيق التحركات الإعلامية وتعزيز التواصل مع مراكز صنع واتخاذ القرار والمؤسسات الإعلامية والفكرية والبحثية العالمية، بما يعكس حقائق التطورات الخليجية في مختلف المجالات.

مسيرة اتحاد الصحافة الخليجية

كيف تقيمون مسيرة اتحاد الصحافة الخليجية بعد أكثر من 10 سنوات على قيامه باعتباركم دولة التأسيس والانطلاقة؟ وما مرئياتكم لتعزيز دور اتحاد الصحافة؟

مما لا شك فيه أن استمرار اتحاد الصحافة الخليجية، منذ تأسيسه بالمنامة في عام 2005، يمثل أحد الدلائل الشاهدة على التكامل والتنسيق الإعلامي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويكتسب أهمية رمزية وموضوعية في تعزيز التنسيق المهني والفني بين المؤسسات الصحفية الخليجية، كأحد التجمعات الإعلامية البارزة على الساحة الإقليمية.

غير أن التطورات المتسارعة في مجال الصحافة الإعلام وما تواجهه المنطقة الخليجية والعربية من تحديات أمنية ومؤامرات خارجية تسعى إلى زعزعة أمنها واستقرارها والمساس بسلامتها الإقليمية، تستدعي ضرورة تفعيل دور الاتحاد في توحيد الأسرة الصحفية الخليجية والارتقاء بالأداء المهني والتقني والاحترافي لرجال الصحافة والإعلام، باعتبارهم خط الدفاع الأول عن دولهم كما أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر في توجيهاته السامية إلى أعضاء الاتحاد بالعمل على توعية الرأي العام وتنويره بأهمية التمسك بالوحدة والتلاحم والابتعاد عن إثارة الفتن حفاظاً على أمن أوطاننا الخليجية وتنمية مكتسباتها، والوقوف سداً منيعاً في مواجهة حملات التضليل والتشويه التي تتعرض لها.

من خلال موقعكم في قيادة الإعلام بمملكة البحرين الشقيقة كيف ترون التعاون الإعلامي بين دول مجلس التعاون الخليجي عبر الآليات الراهنة، ومن بينها مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك في ظل القفزات الإعلامية والتقنية التي تجتاح العالم من حولنا؟

حققت دول مجلس التعاون الخليجي إنجازات رائدة في مجال العمل الإعلامي المشترك، وتنسيق السياسات والبرامج الإعلامية، عبر آليات للتبادل الإخباري بين وكالات الأنباء، وتعزيز أنشطة جهاز إذاعة وتليفزيون الخليج، ومؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك، وتنفيذ برامج مشتركة للتحرك الإعلامي الخارجي، وغيرها من التطورات بما يواكب استراتيجية العمل الإعلامي المشترك لدول المجلس للسنوات (2010-2020م)، نحو إعلام خليجي موحد ومتطور يخدم مصالح الدول الخليجية وشعوبها.

وأثبت الإعلام الخليجي في مختلف المواقف والتحديات وحدة الصف إزاء حماية الأمن القومي الخليجي والعربي، من خلال مساندته للتحالف العربي والإسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية لمحاربة الإرهاب، وتثمين الجهود السعودية الدينية والإنسانية العظيمة في خدمة الإسلام والمسلمين ورعاية زوار الحرمين الشريفين، ورفض تسييس المناسك الدينية، والوقوف إلى جانب أمن واستقرار مملكة البحرين والدول الخليجية في مواجهة الأعمال الإرهابية والتدخلات الإيرانية، وتدعيم حق دولة قطر الشقيقة في تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022، باعتباره إنجازًا غير مسبوق ويسجل باسم دول مجلس التعاون.

ونؤكد مساندتنا لجهود مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك، بوصفها البيت الإعلامي الخليجي، عبر تاريخها العريق منذ تأسيسها في عام 1976، وإسهاماتها في تجسيد الوحدة الحضارية والتاريخية والثقافية لدول المجلس وشعوبها وإحياء التراث الخليجي والعربي والإسلامي، عبر إنتاج برامج إذاعية وتلفزيونية مشتركة، والعديد من البرامج التربوية والثقافية والصحية والبيئية والوثائقية حول إنجازات العمل الخليجي المشترك، ومتابعة إنجازاتها العصرية برعاية رئيس مجلس الإدارة معالي الأخ الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب بدولة الكويت الشقيقة، وتعاون الأجهزة الإعلامية المعنية بالدول الأعضاء.

سعادتكم كمتخصص في المجال الاعلامي كيف ترون العلاقة التي تربط ما بين القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي التي بدأت في التشكّل مؤخرًا؟

العلاقة بين وسائل الإعلام التقليدية بمختلف أنواعها المرئية والمسموعة والمطبوعة، وشبكات الإعلام الاجتماعي هي علاقة تنافسية وتكاملية وذلك من ناحيتين. الأولى إن تزايد الاعتماد على هذه الشبكات الحديثة في التعبير عن الرأي أو نشر الأخبار دون قيود جغرافية أو زمنية أو ضوابط مهنية يفرض على وسائل الإعلام التقليدية تطوير أدواتها في النشر الصحفي والإعلامي بسرعة فائقة ودقة عالية لتبصير الرأي العام بالحقائق والمعلومات الموثوقة وذات المصداقية في مواجهة إساءة استغلال هذه الشبكات من قبل بعض الحسابات المشبوهة أو المتطرفة والتي تروج الشائعات والأكاذيب والأفكار المنحرفة أو تقوم بالتحريض على العنف والإرهاب أو الإساءة إلى حقوق الآخرين والمساس بالقيم الأخلاقية والمجتمعية.

وأود الإشادة في هذا الصدد بتدشين تطبيق الهاتف الجوال الموحد لوكالات الأنباء الخليجية في نوفمبر الماضي بدعم مادي وفني من وكالة الأنباء القطرية (قنا)، في مبادرة تقنية مهمة لجمع أخبار دول مجلس التعاون الخليجي في موقع موحد باللغتين العربية والإنجليزية، والتعاون الخليجي على جانب آخر في صياغة قانون موحد للإعلام الإلكتروني، ودراسة إنشاء قناة خليجية على اليوتيوب، وغيرها من المشروعات لتوظيف التقنيات الحديثة في العمل الإعلامي.

زخم إعلامي

في سياق العمل الإعلامي الخليجي المشترك.. كيف ترون سعادتكم تواجد قيادات الصحافة الخليجية في البحرين وهذا الزخم الإعلامي الكبير؟

تعتز مملكة البحرين باستضافة هذا التجمع المميز لقيادات الصحافة الخليجية ورؤساء المؤسسات والجمعيات الصحفية والمهنية في بلدهم الثاني، باعتباره تعبيرًا صادقًا عن روح الأخوة، والحرص المشترك على النهوض بمسيرة الصحافة الخليجية ودورها الحضاري في توثيق روابط المواطنة والوحدة الخليجية التي تجمع بين شعوبنا في ظل التاريخ المشترك ووحدة المصير.