رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2408

د. أحمد الريسوني: المغرب العميق قرآنيُّ الهوى.. الإسلام قلبه وتاجه

22 يونيو 2016 , 01:45م
alsharq
الرباط ـ قدس برس

أكد أن المكوّن الأمازيغي صامد ومتجذر في المملكة ..

المغرب عرف كلَّ الديانات والمذاهب والتيارات ولكن أعمقها الإسلام

المغاربة تبنوا مذهب المالكية في الفقه وقراءة الإمام نافع للقرآن الكريم

المالكية مذهب عام للدولة لكن السياسة الرسمية ترمي إلى اختزاله في مجرد تعليمات

أكد نائب رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، الدكتور أحمد الريسوني، أن الإسلام يمثل قلب المغرب وتاجه، وأن المكون الأمازيغي في العمق المغربي لا يمكن أن ينازع أحد في سبقه وأصالته وتجذره وصموده.

وأوضح الريسوني، في تصريحات نشرها على صفحته الشخصية على الإنترنت، أنه كما لأن "للدولة العميقة" نفوذ خفي في "الدولة الظاهرة"، وسياساتها ومؤسساتها، فإن لكلّ ما هو راسخ متجذر ضارب في أعماق الشعب، عن طواعية واختيار، لا عن إكراه واضطرار، دور كذلك في تحديد هوية المغرب.

وأشار الريسوني، إلى أن المغرب يتجاذب هويته مكونان: المكون الأمازيغي، الذي قال بأنه "لا يمكن أن ينازع أحد في سبقه وأصالته وتجذره وصموده"، والمكون الإسلامي، الذي وصفه بأنه "قلبُ المغرب وتاجُه".

وذكر الريسوني، أن "المغرب عرف وجرَّب في تاريخه القديم والحديث وما بينهما، كلَّ الديانات والمذاهب والتيارات. ولكن أعمقها تجذرا فيه وأطولها استقرارا عبر تاريخه هو الإسلام".

وأضاف: "المغرب أخذ الإسلامَ ودخل فيه بكامله. ثم سرعان ما اهتدى إلى المنهج السني الصحيح، ففضله وآثره على غيره".

ولفت الريسوني الانتباه إلى أن المغاربة تبنوا اختيارات أخرى للإسلام أبرزها وأقواها اختياران اثنان هما: مذهب الإمام مالك في السنة والفقه، وقراءة الإمام نافع للقرآن الكريم.

وقال: "ما يجمع هذين الاختيارين، أو هذين المذهبين، هو شرف الانتساب إلى المدينة النبوية المنورة، وهي البقعة التي احتضنت الإسلام الأتم الأسلم الأقوم. ففيها اكتمل الإسلام قرآنا وسنة، تنزيلا وتطبيقا. وهي عاصمة الدولة الإسلامية النموذجية. وهي موطن أكبر عدد من الصحابة وعلماء الصحابة. فلذلك كان من الرشاد والسداد لدى أهل المغرب اختيارهم وتبنيهم التام لمذهب أهل المدينة وقراءة أهل المدينة".

وأضاف: "لقد كان اختيارهم في النهاية اختيارا فطريا منطقيا، سديدا وسليما. وبكل بساطة: اختاروا المدينة المنورة وما هو متَّبع فيها وما هو آتٍ منها. فمن هنا اختاروا واتبعوا مذهب الإمام مالك وقراءة الإمام نافع".

ونوّه الريسوني إلى أن خصوصية المذهب المالكي، مذهب أهل المدينة، تكمن في "أنه اعتُمد على مدى قرون وقرون، مذهبا عاما للدولة والمجتمع في مخلف المجالات"، مشيرا إلى أن "السياسة الرسمية المتبعة اليوم ترمي إلى اختزاله وتحويله إلى مجرد تعليمات يُلزم بها القيمون الدينيون فقط، وفي المساجد فقط".

وبالإضافة إلى مذهب مالك وقراءة نافع، والكلام للريسوني، فإن للمغاربة اختيارين آخرين، وهما من الاختيارات التي طبعت التدين المغربي والتمذهب المغربي، وهما: مذهب الإمام أبي القاسم الجنيد في السلوك والتزكية (التصوف)، ومذهب الإمام أبي الحسن الأشعري في العقيدة ومسائلها الكلامية.

وحول هذين الاختيارين يقول الريسوني: "معلوم أن ما يميز مذهب الجنيد في التصوف هو التمسك بالكتاب والسنة، فلذلك يوصف منهجه بالتصوف السني والتصوف السلوكي العملي. ولذلك فهو بعيد وبريء من كل البدع والخرافات والانحرافات الصوفية المتأخرة".

و"أما المذهب الأشعري، فأهم ما يميزه: التوسط والتوازن؛ سواء في مسائل الصفات والتأويل، أو في أحكام العصاة والبغاة، أو في التوازن بين النقليات والعقليات وبين الأثر والنظر".

قرآني الهوى

وأكد الريسوني أن المغرب العميق قرآنيُّ الهوى، وقال: "للمغاربة تعلق كبير بالقرآن الكريم، وشغف بحفظه وخدمته. وقديما قيل: القرآن نزل بالحجاز، وحُفظ بالمغرب، ورُتل بمصر، وخُطّ في تركيا. وبهذا دخل المغاربة ضمن أكثر الشعوب تميزا في العناية بالقرآن الكريم وخدمته".

وأشار الريسوني إلى أنه "لم يعد التميز القرآني للمغاربة مقتصرا على الحفظ، بل أصبح القراء المغاربة ذكورا وإناثا، يتصدرون نجوم التجويد والترتيل في العالم الإسلامي".

و"من المميزات المغربية المتفردة في العناية بالقرآن الكريم، يقول الريسوني ـ ما يعرف بقراءة الحزب، أعني القراءة الجماعية الراتبة لحزبَـيْـن من القرآن الكريم، في عامة مساجد المغرب، وبكافة مدنه وقراه، أحدهما يُقرأ بعد صلاة الصبح، والآخر بعد صلاة المغرب".

ورأى الريسوني أن ما يؤكد أصالة هذا العمق الشعبي في المغرب، أيضا "القيَـمُ المعظَّمة في أعماق المغاربة".

وقال: "العمق الشعبي لأي مجتمع يتجلى ـ مما يتجلى فيه ـ في القيم المعظمة والمحترمة بشكل طوعي، وطويل الأمد، لدى جمهور ذلك المجتمع".

وأضاف: "الشعب المغربي من الشعوب التي تعظم الدين والتدين والمتدينين الصادقين. ويدخل في ذلك تعظيم كل القيم الدينية والأخلاقية الثابتة والبارزة. وهذه كلها أمور معروفة بعمقها ورسوخها في المجتمع المغربي".

وذكر الريسوني، أنه منذ سنين طويلة، وهو يتأمل في ظاهرة الأشخاص والسادة الذين عظمهم ومجدهم عموم المغاربة، فوجد أن ذلك يرجع في مجمله إلى ثلاث خصال هي: العلم، والتصوف، والجهاد.

وقال: "استنتجت وعلمت من هذا أن أعظم القيم وأقدسها وأعمقها عند المغاربة هي: العلم الشرعي، الصلاح والإصلاح، الجهاد الشرعي"، على حد تعبيره.

يذكر أن المغرب هو رابع البلدان العربية الأكثر اكتظاظا بالسكان، بعد مصر، السودان، والجزائر، ويقارب عدد سكانه 35 مليون نسمة. ومعظم المغاربة مسلمون على المذهب المالكي. وهناك أقليات يعرفون باسم الحراطين والغناوة.

وكان عدد اليهود في المغرب يصل إلى 265.000 نسمة عام 1948، إلا أنه انخفض حاليا إلى حوالي 5.500 نسمة (حوالي 0.2% من مجموع السكان) بسبب هجرة الكثير منهم إلى إسرائيل وأوروبا.

وتشكل المسيحية في المغرب حوالي 1.1% أي حوالي 380.000 نسمة وذلك طبقًا لتقديرات عام 2009. أما نظام الحكم بالمغرب فهو نظام ملكي دستوري ديمقراطي اجتماعي.

اقرأ المزيد

alsharq وزارة المواصلات تشارك في معرض قطر للقوارب 2025

تشارك وزارة المواصلات، بصفتها الشريك الاستراتيجي، في فعاليات النسخة الثانية من معرض قطر للقوارب 2025، الذي انطلق أول... اقرأ المزيد

86

| 07 نوفمبر 2025

alsharq وكيل الوزارة المساعد لشؤون الأسرة تلتقي مع رئيس المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي

التقت سعادة الشيخة شيخة بنت جاسم آل ثاني وكيل الوزارة المساعد لشؤون الأسرة بوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، مع... اقرأ المزيد

114

| 07 نوفمبر 2025

alsharq المجلس الوطني للتخطيط يشارك في جلسة بقمة التنمية الاجتماعية

شارك المجلس الوطني للتخطيط في فعاليات مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية، الذي استضافته دولة قطر في الفترة... اقرأ المزيد

56

| 07 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية