رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1558

خطباء الجمعة: الصبر والاستعانة بالله يغيران حال الإنسان للأفضل

21 أكتوبر 2016 , 09:45م
alsharq
الدوحة ـ الشرق

* دعَوا لاتخاذ الأسباب المشروعة..

* السادة: أسئلة الآخرة معلومة لا يجيب عليها إلا مسلم حقيقي

* محمد يحيى: من تمام ملك الله أنه لا يتجاسر أحد على أن يشفع لغيره

* د. محمود عبد العزيز: عدم الأخذ بالأسباب والسكون يعد نوعاً من الصبر السلبي

* د. عيسى شريف: أربع قصص فيها العظة والعبرة تضمنتها سورة الكهف

تناولت خطب الجمعة في عدد من المساجد بالدوحة، قضايا إيمانية مختلفة في مجال العبادات والعقائد والقصص القرآني.. ودعا الخطباء الى الاستعانة بالله مع الصبر، حتى يتحقق المطلوب وتتغير حال الإنسان من حال إلى حال..

وحذروا من الصبر السلبي الذي هو الدعة والسكون والخمول، وترك العمل وحثوا على الصبر الإيجابي باتخاذ الأسباب المشروعة، مع طول النفس وترك الاستعجال وحسن الظن بالله والثقة.

القبر.. أول اختبار

قال فضيلة الشيخ عبدالله السادة، في جامع مريم بنت عبدالله، (شرق اللاندمارك): "اللافتُ للفكر والنظر أن الأسئلة في اختبارات الدُنيا غيرُ معلُومةٍ للمُمتحن؛ فيستعدُ لها المُجدُ المُجتهدُ ويُذاكرُ، ويضعُ لكُل احتمالٍ حسابَهُ، أما أسئلةُ الآخرة فمعلُومةٌ من قُرُونٍ مُتطاولةٍ، أخبرنا بها الصادقُ المصدُوقُ، فأولُ مراحل هذا الاختبار هُو فتنةُ القبر، وفيه أسئلةٌ ثلاثةٌ يُسألُها كُلُ ميتٍ: مَن ربُك؟ ما دينُك؟ من نبيُك؟.

وتابع: من آمن بالله تعالى ووحّدهُ وتوكل عليه، وأطاع أوامرهُ واجتنب نواهيهُ؛ فإنهُ سيُجيبُ بقوله: ربي اللهُ، ومن أسلم وعرف أن الدين عند الله الإسلامُ، وأن من ابتغى غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منهُ، وأن الإسلام: الانقيادُ والطاعةُ لشرع الله سُبحانهُ، ولم يجد من نفسه في ذلك حرجاً ولا شكاً ولا ضيقاً؛ عند ذلك سيُجيبُ: ديني الإسلامُ، ومن آمن بالنبي الأُمي مُحمدٍ وأطاعهُ فيما أمر، واجتنب ما نهى عنهُ وزَجَر، وأحبهُ أكثر من حُبه لنفسه وماله وأهله، واتبع سيرتَهُ واقتدى بسُنته، وقدمها على كُل ما تهواهُ نفسُهُ، وجعل هواهُ تبعاً لما جاء به النبيُّ؛ عند ذلك سيُجيبُ: نبيي مُحمدٌ.

أما الكافرُ أو المُنافقُ؛ فإنهُما يقُولان: هاه هاه، لا أدري، لا أدري، سمعتُ الناس يقُولُون: كذا؛ فقُلتُ مثل قولهم؛ فيُقالُ لهُ: لا دّريت ولا تليت، وكلاهُما يتمنى الرجعة إلى الحياة الدُنيا ليستدرك، ولكن هيهات! لقد أُعطي كُلُ مخلُوقٍ مُهلتَهُ الكافية المُقدرة لهُ في حياته؛ فمن عمَرها بالخير سيق إلى الخير، ومن خرّبها بالشر سيق إلى الجحيم.

عبادة غير الله.. ضلال

ومن ناحيته؛ تناولت خطبة فضيلة الداعية محمد يحيى طاهر، في خطبة الجمعة أمس، بجامع الأخوين سحيم وناصر أبناء الشيخ حمد بن عبدالله بن جاسم آل ثاني رحمهم الله، شرح آية الكرسي، التي هي أفضل آية في كتاب الله تعالى. وأشار خطيب جامع الاخوين الى قول أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ في شرحه لقول المولى سبحانه "لا تأخُذُهُ سنةٌ"، قائلا: "قام فينا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بخمس كلمات، فقال:"إن الله عز وجل لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبُحاتُ وجهه، ما انتهى إليه بصره من خلقه".

وتابع: " لهُ ما في السماوات وما في الأرض"، أي خلقها ويملكها ويدبرها؛ فالجميع عبيده فلماذا يتكبرون؟! وفي ملكه، فلماذا على معصيته يجترئون، وتحت قهره وسلطانه يخضعون، فلماذا يظلمون؟ مشيرا الى ان من تمام ملكه وعظيم سلطانه: أنه لا يتجاسر أحد على أن يشفع لأحدٍ عنده إلا بإذنه له في الشفاعة.

وأوضح تفسير قوله جل وعلا: "من ذا الذي يشفعُ عندهُ إلا بإذنه"، بأن كل الوجهاء والشفعاء، عبيد له مماليك، لا يُقدِمون على شفاعة حتى يأذن لهم. وأضاف: ولكم أن تتخيلوا كم يحدث في الأرض من حدث في الدقيقة، بل في الثانية الواحدة؟ كم تسقط من أوراق، وتنزل من أمطار، ويموت من بشر، ويولد من ولدان، وتحمل من أرحام، ويتحرك من حيوان، ويطير من طير؟ بل حتى الهواءُ الذي يتنفسه الإنسان والحيوان والنبات، والخطوات التي يمشونها، والماء الذي يشربونه، والطعام الذي يأكلونه، كل ذلك لا يكون إلا بتقدير الله تعالى، وعلمه وأمره.

الصبر يغير الحال

أكد فضيلة الداعية د. محمود عبدالعزيز أنه بالصبر والاستعانة بالله يغير الله من حال إلى حال، وقال: إن الصبر أنواع؛ فمنه الصبر على طاعة الله، والصبر عن معصية الله، والصبر على أقدار الله المؤلمة. واوضح د. محمود عبدالعزيز في خطبة الجمعة أمس؛ بجامع المانع بالوعب، أن الباعث على الصبر: هو ابتغاء وجه الله. قال تعالى: "ولربك فاصبر". مشيرا الى ان الصبر الذي لا يكون باعثُه وجهَ الله، لا أجر فيه وليس بمحمود، وقد أثنى الله في كتابه على أولي الألباب، الذين من أوصافهم ما ذكره بقوله: "والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم، وأقاموا الصلاة، وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية"..

ولفت الخطيب الى عدد من الأحاديث النبوية، في شأن فضل الصبر؛ ومنها: ما ورد عن أبي سعيدٍ الخُدري رضي اللهُ عنهُ، قال: قال رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم: "من يتصبر يُصبّرْهُ اللهُ، وما أُعطي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر".

فضل سورة الكهف

وتناول د. عيسى يحيى شريف، في خطبة الجمعة بجامع علي بن طالب بالوكرة، فضل سورة الكهف، مشيرا الى ما روى البخاري ومسلم في صحيحيهما، أن أحد الصحابة رضي الله عنهم، قرأها فوقعت له كرامة عظيمة وهو يقرأها؛ كما في حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما، قال: "كان رجل يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه فرس مربوطة بشطنين، فتغشّتُه سحابة، فجعلت تدنو وتدنو وجعل فرسه ينفر، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال: تلك السكينة تنزلت للقرآن".

وقال: إنه ورد في الحديث، أن حفظ الآيات العشر الأولى من سورة الكهف، أو قراءة الآيات العشر الأخيرة منها، سبب للعصمة من الفتنة بالدجال، مضيفاً: إن سورة الكهف تضمنت أربع قصص؛ فيها العظة والعبرة كما هو الشأن في قصص القرآن. وأوضح أن تلك القصص هي قصة أصحاب الكهف، التي سميت السورة بها، وقصة صاحب الجنتين، وقصة موسى مع الخضر عليهما السلام، وقصة ذي القرنين رحمه الله تعالى، وكل واحدة من هذه القصص الأربع قد عالجت فتنة من كبريات الفتن، التي يسقط فيها كثير من الناس.

مساحة إعلانية