رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

5303

تربويات : أزياء بعض المعلمات تنافي قيم المجتمع

19 نوفمبر 2014 , 06:59م
alsharq
بيان مصطفى

أصبحت إشكالية الحفاظ على الهوية من أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات العربية، وهو ما يتطلب توفير المناخ الصحي للأجيال المتعاقبة في أكثر البيئات تأثيرا في نشأتهم، ولأن المعلم هو أهم أركان المنظومة التعليمية، فهو الذي يشكّل العقول ويترك الأثر الأكبر في حياتهم.

و تسلط "الشرق" الضوء على بعض المعلمات في مدارس البنات، وهن اللاتي يمثلن أحد عوامل التأثير في كل سلوكياتهن، وخاصة مظهرهن الذي تنطبع صورته الذهنية في ذاكرة الطالبات، لتساهم في تحديد المبادئ والأفكار التي تتبناها، فالكفاءة ليست مقصورة على القدرات العلمية لشغل هذه المهنة السامية، ولهذا فإن مظهر المعلمة هو إحدى السمات التي تشاهدها الطالبة بشكل يومي فيستقر في ذاكرتها، وقد أشارت بعض المواطنات والمختصات التربويات إلى أنه قد لا يتناسب مع مهنتها، مضيفات أن بعض المعلمات لا يرتدين الحجاب، في حين تصدر عن بعضهن الآخر سلوكيات تتنافى مع مهمتها التي يجب أن ترتقي من خلالها بعقول طالباتها، لكن بعضهن قد لا يدركن رسالتهن التربوية.

وقد انتقدت المواطنات ما ترتديه المعلمات خاصة في المدارس النموذجية، مؤكدات أن هذه الإشكالية لا يجب أن يتم تركها لسياسة المدارس التي ترى بعضها أن ما ترتدي المعلمة أثناء خروجها من المدرسة هو أحد خصوصياتها التي تدخل ضمن إطار الحرية الشخصية، في حين عارضت مواطنات هذا المبرر الذي لا يحترم القيم المجتمعية، وهو ما يفترض وجود قوانين صارمة تعمم على جميع المدارس؛ ليتم اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية بمنع التعاقد مع المعلمات اللاتي لا تتوافر فيهن الضوابط التي تؤهلهن لأن يكنّ قدوة، وأوضحت أخصائية تربوية ضرورة عدم التركيز على المستوى الأكاديمي دون ملاحظة هذه المعايير التربوية، والالتزام بالزي اللائق حتى لا تكون بعض المعلمات أحد معاول الهدم التي تحيط بالفتيات؛ بسبب الانفتاح الهائل في عصر العولمة، ما يهدد بذوبان هوية الأجيال، فإن كان المجلس الأعلى للتعليم يضع اللوائح المنظمة للعملية التعليمية بأكملها، فلم لا يتم وضع لائحة عامة تحدد هذه الضوابط التي تثير الجدل وتترك علامات الاستفهام حول أسباب وجود هذه المظاهر التي تستطلعها "الشرق" من خلال مواطنات ومختصات على اتصال مباشر بالمؤسسة التعليمية.

وترى السيدة دلال الدوسري أن بعض المدارس تفرض على المعلمات الالتزام بالزي الذي يتناسب مع قيم المجتمع، خاصة في المدارس النموذجية، التي يفترض على المعلمات اللاتي يدرّسن بها الالتزام بارتداء العباءة أمام الطلاب، وتضيف الدوسري أن بعض المعلمات لا يلتزمن بالحجاب، وما يزيد الوضع سوءًا أن العديد منهن يقمن بتدريس المواد الشرعية، حيث إنها تكون قد تخصصت في هذا العلوم الشرعية، دون أن تنعكس على شخصيتها والتزامها بقيم دينها.

وتقول دلال: كنَّا نعجب لحجاب معلماتنا عندما كنّا طالبات، حيث كنَّ خير قدوة لنا أثناء فترة دراستنا، مضيفة أن الطالبات يتخذن المعلمة نموذجا يحتذى به في جميع السلوكيات، سواء كانت إيجابية أو سلبية، وفي إشارة إلى بعض المعلمات المساعدات.

تتابع الدوسري: أنهن غير مدربات أو مؤهلات لينخرطن في عملية التدريس التي تقتضي أن يكون لدى المعلمة أساليب تربوية سليمة حتى توجه الأجيال، مشيرة إلى أن صغر أعمارهن بسبب عملهن فور تخرجهن من المرحلة الثانوية يحول دون قدرة بعضهن على المساهمة في توفير بيئة تربوية للطالبات، خاصة عندما يعملن في المرحلة الثانوية، وهو ما يتطلب تأهيلهن تربويا قبل أن يلتحقن بالعمل، حيث إن المعلمة تحتك بشكل مباشر مع الطالبات.

أما مريم الشريم فترى أن توعية البنات بالزي اللائق هو ما يحول دون تأثرهن بالعوامل الخارجية، مضيفة أن البيئة المدرسية هي إحدى المؤسسات التي تسهم في تشكيل شخصية الطالب، والمعلم هو المربي الذي يلعب الدور الأكثر تأثيرا في حياة الطالب الذي يكتسب سلوكياته، وهو ما يُحمله مسؤولية أن يترك الأثر الإيجابي في حياة طلاب، ويجب أن تحرص المعلمة في مدارس البنات على أن لا تناقض بسلوكياتها التوجيهات التي ترشد إليها طالباتها، مضيفة أن حتى العباءة قد لا تفي بضوابط الزي اللائق الذي يجب أن ترتديه المعلمة لتلائم البيئة المدرسية.

وتقول فاطمة الكواري، معلمة: إن شأن إلزام المعلمات بزي يتناسب مع القيم المجتمعية يتوقف على سياسة المدرسة الداخلية، فبعضها يمنع اللباس الذي لا يتفق مع التقاليد، مضيفة أن هناك مواطنات ومقيمات لا يرتدين زيا يتناسب مع مكانتهن ومهمتهن السامية في تعليم النشء، وهذا يرجع إلى تعدد ثقافات المعلمات، بالرغم من أن غير المسلمات منهن يحترمن المؤسسة المدرسية بغض النظر عن ارتدائهن الحجاب، لكن الإشكالية في المعلمات اللاتي يتنافى مظهرهن مع القيم، رغم تغطيتهن لرؤوسهن، مما قد يوصل العديد من الطالبات إلى انتقاد إلزامهن في المدارس بالحشمة والكثير من القواعد، في حين لا تلتزم به معلماتهن، ولهذا يتوجب على المدارس وضع القوانين الصارمة في هذا الشأن وتعريف المعلمة بها قبل تعاقدها.

حرية شخصية

وفيما يتعلق بوجود لائحة، تشير السيدة نادية لرم، مديرة مدرسة ميمونة الابتدائية المستقلة للبنات، إلى أن كل مدرسة تتولى وضع اللائحة الخاصة بها تبعا لسياستها، مضيفة أن اللباس المحتشم يكون من ضمن الضوابط التي تتضمنها، ولكنها تكون داخل المدرسة فقط، وترى السيدة نادية أن زي المعلمة أثناء خروجها من المدرسة أحد خصوصياتها التي لا تستطيع المدرسة الخوض فيها، لافتة إلى أنه يجب احترام حريتها الشخصية فيما ترتديه أثناء خروجها، ولكن داخل المدرسة يتم التنبيه على المعلمة بشكل ودِّي بأن تلتزم باللباس المحتشم لتكون قدوة للطالبات، مضيفة أنها لا يمكن أن تفرض الحجاب على الأجانب، ولكن يتم توجيههن لارتداء ملابس واسعة تتلاءم مع مكانة المعلمة ومع المؤسسة التي تعمل بها.

وتختلف معها السيدة روضة القحطاني، موظفة، في مفهوم الحرية الشخصية، موضحة أن الحرية لا يجب أن تسبب ضررا وتؤثر سلبا على الطالبات اللاتي يتلقين كل ما يصدر عن المعلمة من سلوكيات، حيث تبالغ بعضهن في زينتهن ولباسهن غير اللائق بمهنتهن ومكانتهن، خاصة عند خروجهن من المدرسة بهذا المظهر، ما يُسقط الصورة الإيجابية للمعلمة القدوة في أذهان الطالبات.

وتقول القحطاني: لازالت صور معلماتي عالقة في ذهني حتى الآن، فقد تأثرت بحجابهن الذي كن به خير قدوة لنا، وفي إشارة إلى المدارس النموذجية، تشير إلى أن الإشكالية الأكبر تكمن في المعلمات اللاتي يُدرسن الطلاب، غير مراعيات أن حتى الطلاب في هذه المرحلة تحتفظ ذاكرتهن بصورة ذهنية للمعلمة، مما يتوجب عليها أن تحافظ على ارتدائها للملابس المحتشمة، وعدم المبالغة في زينتها داخل مدارس الأولاد، خاصة أن بعضهم يكون على مشارف مرحلة المراهقة، لافتة إلى وجود خطوة إيجابية لبعض المديرات اللاتي قمن بإلزام جميع المعلمات بارتداء ما يلائم المدرسة، مؤكدة أن جميع الإدارات عليها وضع حد لهذه المظاهر في جميع المدارس وبشكل خاص المدارس النموذجية، لمنع التأثير السلبي من بعض المعلمات اللاتي يجب أن يكن قدوة في حجابهن والاحتشام لغير المسلمات.

حلول الإشكالية

بدورها، تقول الدكتورة لطيفة المغيصيب، إن الطالبة تتأثر بسلوكيات المعلمة ولباسها، مما يتوجب وجود ضوابط للباس المعلمات داخل المدارس وأيضا الجامعات ليتم مراعاة الحشمة، خاصة عند خروجها من المدرسة، مضيفة أن تبرير البعض هذه السلوكيات تحت مسمى الحرية الشخصية يتنافى مع ضوابط المجتمع الذي يجب أن يتم مراعاة عاداته وتقاليده، بالإضافة إلى احترام الحرم الجامعي، وفيما يتعلق بالتأثير السلبي على الطالبات، تشير الدكتورة لطيفة إلى التناقض الذي تتعرض له الفتاة حينما يتم توجيهها إلى ارتداء الحجاب، في حين ترى معلمتها القدوة لا ترتديه أو لا تلتزم بضوابطه.

وتؤكد المغيصيب على ضرورة وجود قانون يحدد ضوابط الحشمة في ملابس المعلمات، بالإضافة إلى إصدار تعميم في المدرسة لينبههم إلى ضرورة المحافظة على الزي اللائق داخل وخارج المدرسة، وتنوه الدكتورة لطيفة على أهمية وضعها في معايير اختيار المعلمة للتدريس لتضاف إلى الشروط المهنية والعلمية والقدرات التعليمية، لافتة إلى أن تقنين هذا السلوك يبدأ باعتبارات الاختيار في المقابلة الشخصية، فالمظهر واللياقة معايير يجب أن يتم وضعها في مقدمة الأولويات، فيتم ملاحظة ما ترتديه المُتقدمة للعمل في مهنة التعليم، وأيضا ملاحظة سلوكياتها التي سيتأثر بها الطالبات بشكل مباشر، خاصة أنهن يمضين معها ساعات طويلة خلال الفترة الدراسية، وتتابع المغيصيب: يجب أن لا نُهمش الأسباب التي من شأنها صناعة جيل قوي يتحلى بقيمنا السامية، إلى بجانب حمايتهم من وسائل الإعلام الهدامة، عن طريق المعلمة التي يجب أن تُرسخ الصور الذهنية السليمة، فدورها رئيسي في تربية النشء، وهي أحد مكونات البيئة السليمة التي لا يجب التهاون في توفيرها للأبناء، حتى نحول دون تأثرهم بالدعاية الهدامة، وفي إشارة إلى أحد المظاهر السلبية.

تقول الدكتورة لطيفة: المعلمة يجب أن يكون لديها مهارات تربوية واتزان نفسي لتتعامل مع الخلل السلوكي عند بعض الطالبات وما يتخلله من إعجاب متبادل قد تكون بعض المعلمات طرفا فيه، بدلا من محاربة هذه السلوكيات غير السوية عن طريق إدراكها لسيكولوجية التعامل مع هذه المظاهر، وإن كانت حالات فردية، لكنها تحتاج إلى التقويم عن طريق التوجيه، وتستطرد الدكتورة لطيفة: المعلمات اللاتي يدرّسن في المدارس النموذجية عليهن أن تحرصن على الرداء المحتشم، خاصة في الصفوف المتقدمة في المرحلة الابتدائية، حيث يبدأ بعد الطلاب في مرحلة المراهقة.

اقرأ المزيد

alsharq وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في سوريا: مشاركتنا في المؤتمر الإسلامي لوزراء العمل بالدوحة يكرس عودة سوريا إلى محيطها العربي والإسلامي

أكدت سعادة السيدة هند قبوات وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في الجمهورية العربية السورية، أن مشاركة سوريا للمرة الأولى،... اقرأ المزيد

248

| 16 أكتوبر 2025

alsharq سلسلة جبال التاكا شرق السودان.. رحلة عبر الزمان وشموخ يحكي عظمة المكان

تعد سلسلة جبال التاكا التي تحتضنها مدينة كسلا حاضرة ولاية كسلا بشرق السودان من أجمل المعالم الطبيعية التي... اقرأ المزيد

292

| 15 أكتوبر 2025

alsharq لولوة الخاطر تروي قصة فسيلة شجر الزيتون التي غرستها في 2021 وصمود أهل غزة وفلسطين

قالت سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، إن اليوم يشرقفجر جديد... اقرأ المزيد

838

| 14 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية