رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1882

أسرى فلسطينيون مضربون عن الطعام في العناية المكثفة

19 سبتمبر 2021 , 07:00ص
alsharq
رام الله - حنان مطير

أمام مبنى رئاسة الوزراء في مدينة رام الله تقف الحاجة فوزية والدة الأسير المضرب عن الطعام كايد الفسفوس، وقد حملت صورته معلنةً هي الأخرى إضرابها عن الطعام قائلةً: "أريد أن أحتضن ابني، وأن أراه حرًا، إنني لا أنام الليل من كثرة بكائي واستنجادي بالله أن يعيدهم لي سالمين".

وأضافت:"اليوم يقضي أولادي الأربعة في سجون الاحتلال ومن قبل كانوا أولادي الستة، منذ عام2000 لم نجتمع يومًا على سفرةٍ واحدةٍ، لقد عاشوا في السجون أكثر مما عاشوا معي في بيتي".

أما طفلته جوان التي لم تبلغ الثامنة بعد فقد غاب عنها والدها 6 سنوات متفرقات، تظهر عبر وسائل التواصل داعية الله أن ينقذ أباها قائلة والدموع تنهمر من عينيها البريئتين: "مشان الله طمنوني عن بابا، أنا بحب بابا، أنقذوا بابا، يا رب أرجع من المدرسة ألاقيه في البيت ينتظرني".

ويواصل "6" من الأسرى الفلسطينيين إضرابهم المفتوح عن الطعام منذ عشرات الأيام، رفضاً لسياسة الاعتقال الإداري التعسفية بحقهم، بينما وصلت حالة بعضهم حد الخطورة القصوى، وقد تراجع تسليط الضوء على قضيتهم خلال الأيام الماضية في ظل التفاعل المستمر والمحمود مع قضية الأسرى الستة الذين حرروا أنفسهم من سجن "جلبوع" وأعيد اعتقال 4 منهم.

والأسير كايد الفسفوس من قرية دورا جنوب الخليل هو أقدم الأسرى الستة المضربين حيث يواصل إضرابه الذي يقترب من يومه الـ 70 في سجون الاحتلال.

*غياب التفاعل

وحول هذا أكد الباحث ورئيس مركز فلسطين لدراسات الأسرى لـ"الشرق" أن حالة كايد الصحية صعبة للغاية ويقبع في مستشفى سجن الرملة منذ أسبوعين، ويعاني من خلل في دقات القلب، وقد فقد من وزنه ما يزيد عن 25 كيلو جراما، ولا يستطيع الحديث إلا بالإشارة.

وحذر الأشقر من خطورة حقيقية على حياة الأسرى الستة المضربين عن الطعام بعد تردي أوضاعهم الصحية بشكل كبير جداً، في ظل غياب التفاعل الحقيقي مع قضيتهم خلال الأيام الماضية، ودعا إلى ضرورة إعادة قضية الأسرى المضربين عن الطعام إلى الواجهة مرة أخرى.

ويقبع الأسير مقداد القواسمي من مدينة الخليل أيضًا في العناية المشددة وقد نُقِل منذ أيام من مستشفى الرملة إلى مستشفى كابلان بعد تدهور خطير على صحته.

تقول والدة مقداد: "أفتخر به وأشدّ على يده وأدعو له بالصمود والإفراج لكنني أم أشعر بحسرة وأبكي دومًا إذا ما مددت يدي على الطعام وتناولته وابني مضرب عنه وقابع في العناية المشددة بمستشفى المحتل".

وتضيف: "الاحتلال يتفنن في التنغيص والانتقام والتنكيد، لكن ثمن الحرية كبير ما دام الاحتلال في أرضنا ينتزعه الفلسطينيون من أعمارهم وصحتهم وابني لم يتخذ تلك الخطوة إلا لأنه قادر عليها بإذن الله".

وبين الأشقر أن الأسير "القواسمي" يواصل إضرابه عن الطعام لليوم 55 على التوالي، ويعانى من آلام حادة في كل أنحاء جسده، ونقص وزنه ما يزيد عن 20 كيلو جراما، ولا يستطيع الوقوف على قدميه أو الحديث، وبدأ يعانى من مشكلات في القلب، ويشتكي من صداع دائم ودوخة وهناك خطورة على حياته.

وأوضح أن من بين الأسرى الذين يواصلون كذلك الإضراب منذ نحو 40 يومًا على التوالي الأسير المهندس علاء سميح الأعرج من طولكرم، وأشار إلى أنه أسير سابق أمضى ما يزيد عن 5 سنوات في سجون الاحتلال، وأعادت قوات الاحتلال اعتقاله في 30 حزيران 2021، وأصدرت بحقه أمر اعتقال إداري لمدة 6 شهور.

وكشف أن صحته تراجعت خلال الأسبوع الجاري بشكل واضح، ونقلته إدارة السجون إلى مستشفى سجن الرملة تحت المتابعة، حيث نقص وزنه ما يزيد عن 15 كيلو جرام، ويعاني آلاما شديدة في كل أنحاء جسده، ويشتكي من صداع في رأسه وقيء مستمر وهناك خطورة على حياته.

ويواصل الأسير هشام أبو هواش من دورا جنوب الخليل إضرابه المفتوح لأكثر من 30 يوما على التوالي؛ وهو أسير سابق أمضى ما مجموعه 8 سنوات، وأعيد اعتقاله في أكتوبر من العام الماضي، وصدر بحقه قرار اعتقال إداري، وجدد له 3 مرات، ولا يزال يقبع في زنازين العزل لممارسة الضغط عليه لوقف اضرابه، وقد تراجعت صحته بشكل ملحوظ ويعانى من آلام شديدة ودوخة مستمرة ومشكلات في دقات القلب - وفق الباحث الأشقر -.

ويتابع: "كما يواصل الأسير "رايق صادق بشارات" من طوباس إضرابه المفتوح منذ 24 يوما؛ وهو معتقل ادارياً منذ يوليو 2021، وكان اعتقل سابقاً عدة مرات، وأمضى ما يزيد عن 9 سنوات في الأسر، وتعرض لإصابة أدت إلى بتر في يده، و يقبع في زنازين سجن مجدو، ويعانى من مشكلات في عمل القلب، وآلام حادة، وصداع مستمر، وقد نقص وزنه أكثر من 10 كيلو جرامات.

ويواصل الأسير المحرر شادي أبو عكر من مخيم عايدة إضرابه عن الطعام رفضًا لاعتقاله الإداري وهو اسير سابق أمضى أكثر من 10 سنوات في سجون الاحتلال، وأعيد اعتقاله منذ عام، وصدر بحقه قرار اعتقال إداري وجدد له 3 مرات، مما دفعه للدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، وقد تراجعت صحته في الأيام الاخيرة، ويرفض الاحتلال نقله الى المستشفى ولا زال يواصل عزله لإرغامه على وقف إضرابه.

*حقوق مشروعة

وحمَّل الأشقر سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة المضربين عن الطعام، في ظل رفض الاستجابة لمطلبهم العادل والوحيد بوضع حد لاعتقالهم الإداري، وطالب المؤسسات الدولية الحقوقية والانسانية التدخل لإنقاذهم قبل فوات الأوان والعمل على أن يحصلوا على حقوقهم المشروعة.

والاعتقال الإداري هو اعتقال بدون تهمه أو محاكمة، يعتمد على ملف سري وأدلة سرية لا يمكن للمعتقل أو محاميه الاطلاع عليها، ويمكن حسب الأوامر العسكرية الإسرائيلية تجديد أمر الاعتقال الإداري مرات غير محدودة، حيث يتم استصدار أمر اعتقال إداري لفترة أقصاها ستة شهور قابلة للتجديد، والاعتقال الإداري بالشكل الذي تستخدمه قوات الاحتلال محظور في القانون الدولي.

كما طالب الباحث أبناء الشعب الفلسطيني ومؤسساته الفاعلة بضرورة زيادة الفعاليات التضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام، والضغط المستمر على المؤسسات الحقوقية للقيام بواجبها تجاههم حتى نيل حريتهم.

مساحة إعلانية