رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1163

بين إدلب وطرابلس.. هل يواجه أردوغان وحده طغيان الأسد وحفتر؟

19 فبراير 2020 , 10:31ص
alsharq
الدوحة – بوابة الشرق

على جبهتين بعيدتين إحداهما في شرق البحر المتوسط والأخرى جنوبه، تواجه تركيا ميليشيات تتبع نظام الأسد وأخرى تتبع لخليفة حفتر.. وسط تناغم تام، وفيما يبدو تنسيقا بين الجبهتين.

فما أن تزأر أنقرة لإبعاد بطش ميليشيات الأسد أو حفتر عن المدنيين في إدلب أو في طرابلس حتى تلتفت أختها في البطش لمحاولة تنفيذ انقلابها التام ووأد اثنين من ثورات الربيع العربي قاوم نظامهما سنة التغيير بالدموية المفرطة.. وما بين المشهدين، ثمة مهجرون وعائلات وأطفال  لا مأوى لهم وسط صمت دولي وإقليمي، وأطماع لكليهما .

هل يواجه أردوغان وحده ؟

الرئيس التركي رجب أردوغان تحرك منذ البداية لحماية المدنيين والعالقين في كلا الجبهتين .. فرد على الأسد عدوانه على نقاط المراقبة التركية، وأبطأ تقدماته نحو قتل آلاف المدنيين في إدلب.. وعلى الجبهة الأخرى، أبطأت تحركات الرئيس أردوغان تحركات حفتر نحو الاستيلاء على العاصمة طرابلس والانقلاب على حكومة الوفاق الشرعية المعترف بها دولياً .

تصعيد حفتر

ويبدو أن تصعيد حفتر الأخير بقصف ميناء طرابلس جاء متناغماً بعد الضغط التركي الكبير على الأسد لوقف نزوح المدنيين في إدلب .. وكما يتناغم المجتمع الدولي في صمته على جرائم تلك الميليشيات، تتناغم خططها وأفعالها لتشتيت الانتباه التركي في كلا الجبهتين .

ووفقاً للجغرافيا تبتعد إدلب عن طرابلس آلاف الأميال، لكن تبدو الأطراف المناوئة لتركيا وللربيع العربي وللأنظمة المدنية فيهما واحدة كما أن الداعمين لميليشيات الأسد وحفتر متكررون هنا وهناك، سواء كانوا داعميين دوليين أو إقليميين، ذلك بالإضافة إلى الثوار في طرابلس وإدلب كليهما تدعمهم أنقرة في سياق الدفاع  عن المدنيين ومطالبهم بالتحرر . 

حماية النازحين في إدلب

ويقول المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن تركيا تهدف بشكل رئيسي لعودة الأطراف في إدلب إلى اتفاق سوتشي، فتغيير مواقع نقاط المراقبة التركية في إدلب أمر غير وارد.

ويضيف: تركيا ستواصل إرسال التعزيزات والتحصينات العسكرية إلى المنطقة، بهدف حماية إدلب والمدنيين فيها.. كما يشدد على أن الجيش التركي سيرد بأشد الطرق في حال تعرض عناصره في إدلب لأي هجوم، تماما كما فعل مؤخرا.

ودعا قالن المجتمع الدولي للتعامل بمسؤولية أكبر بخصوص إدلب، مرحبا في هذا الصدد بدعوة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار. مضيفا "لكن يجب أيضا تحديد كيفية تنفيذه على الأرض، وإلا سيواصل الأسد استهداف المدنيين في إدلب”.

وأكد على أن "موقف المجتمع الدولي إزاء سقوط هذا الكم الهائل من الضحايا في سوريا يعتبر مخجلا، ففي الوقت الذي يواصل فيه الأوروبيون الحديث عن حقوق الإنسان باستمرار، نراهم ينسون هذا المبدأ في لحظة عندما يكون الضحايا من سوريا والشرق الأوسط".

الأنظار تتجه لطرابلس 

وفي خضم المعركة التركية ضد حصد الأسد لمزيد من الأرواح، يهاجم حفتر طرابلس من مينائها بعدما فشلت خططه في تركيعها بعد وقف إنتاج النفط من الحقول التي تسيطر عليها ميليشياته .

يظن حفتر أن الوقت حان للانقضاض على طرابلس إثر انشغال أنقرة بوقف زحف الأسد على المدنيين في إدلب .. ولتشتيت الانتباه التركي، وإبطاء الضغط على الأسد، وهنا يتحرك حفتر أو يبادله التحرك الأسد أو يتحركان معاً.

فهل تواجه أنقرة وحدها بطش حفتر والأسد بالمدنيين؟ .. وهل ينجح داعمو حفتر والأسد في تشتيت أنقرة؟.. هذا ما ستكشفه الأيام القادمة .

مساحة إعلانية