رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

704

منتدى كليات الصحافة: مبادرات الجزيرة رائدة لدعم الإعلاميين العرب

17 أكتوبر 2023 , 07:00ص
alsharq
من حضور اللقاء في معهد الجزيرة للإعلام
طه عبدالرحمن

أُسدل الستار أمس على أعمال منتدى كليات الصحافة في العالم العربي، والذي نظمه معهد الجزيرة للإعلام بالشراكة مع كل من جامعة قطر ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو»، واستمر لمدة ثلاثة أيام.

جاء ختام المنتدى بزيارة المشاركين لمقر المعهد، وحضور لقاء شارك فيه كل من السيد منير الدائمي، المدير التنفيذي للقطاع الرقمي بشبكة الجزيرة الإعلامية، والسيد عاصف حميدي، مدير الأخبار بقناة الجزيرة، وأداره الإعلامي محمد كريشان، مذيع ومقدم برامج في قناة الجزيرة.

وشهد الحضور في مستهل اليوم الثالث للمنتدى، إطلاق المعهد لمنصة التعليم الإلكتروني في نسخته الجديدة باللغتين العربية والإنجليزية. وقدم خلاله بلال بنعبيد، مشرف منصة التعليم الإلكتروني بمعهد الجزيرة للإعلام، عرضًا تقديميًا عن المنصة، والتي تم إطلاقها عام 2017، والتي كانت بدايتها محدودة للغاية، إلى أن أخذت تتطور شيئاً فشيئاً، لتدمج بين التعلم الذاتي والآخر المدمج، فضلاً عن اعتمادها على نقل خبرات نجوم شبكة الجزيرة الإعلامية للمتدربين، والانفتاح على كليات الصحافة في العالم العربي، وتكوين جيل جديد من الطلاب.

ولفت إلى الواجهة الإنجليزية للمنصة، لتضاف إلى الأخرى باللغة العربية، مع الحرص على تطويرها لتكون رحلة لمنظومة متكاملة من التعلم. موضحاً أن انطلاقة الواجهة الإنجليزية كانت في نوفمبر 2022، واستهدفت الوصول إلى الدول الناطقة باللغة الإنجليزية.

وعرج على الدول الأكثر استخدامًا للمنصة، وجاءت في مقدمتها دول قطر، السعودية، تونس، فلسطين، العراق، الجزائر، المغرب، الأردن، الصومال، الهند، تركيا. وقدم عرضًا لدليل الجزيرة لتصميم التعليم. كما تناول إستراتيجية المنصة التعليمية.

وأشار إلى أن نسبة مستخدمي المنصة من الفئة العمرية ما بين 25 حتى 34 تصل إلى 41% تليها الفئة العمرية الأعلى من 35 حتى 44 بنسبة 32%، مقدرًا عدد المتدربين خلال السنوات الأربع الأخيرة بنحو 100 ألف متدرب. ووصف رحلة التعلم في المنصة بأنها تمتاز برحلة تعلم متكاملة، وهي عبارة عن رحلة تعلم يتم فيها تشبيك المتعلم مع مختلف الخدمات التي يقدمها معهد الجزيرة للإعلام، وتعزيز المعرفة لدى المتعلم، من خلال الإصدارات والكتب ذات العلاقة بمجال التعلم، وأيضا أعداد مجلة الصحافة والمقالات القيمية للمجلة.

وخلص إلى المميزات الحديثة التي باتت تستخدمها المنصة، وذلك من خلال تقنية التعلم LMS وأدوات أخرى ذكية تفاعلية والتعليم التفاعلي والمدمج أيضًا. مقدرًا عدد المسجلين بأكثر من 225 ألف مسجل في الموقع وأكثر من 50 دورة ومدربا.

تحديات رقمية

وتمحور اللقاء الذي حضره المشاركون في المنتدى، مع كل من السيد منير الدائمي، والسيد عاصف حميدي، حول تطلعات مديري غرف الأخبار والمنصات الرقمية للجيل الجديد من الصحفيين والفجوة بين مخرجات التعليم وسوق العمل.

ومن جانبه، أكد الدائمي أن فكرة إقامة منتدى كليات الصحافة في العالم العربي انطلقت من خلال لقاء مسؤولي المعهد حينها بعدد من أساتذة وعمداء الكليات في السودان عام 2017.

وعرج على التحديات التي واجهته عند توليه مسؤولية القطاع الرقمي في شبكة الجزيرة الإعلامية. محددًا إياها في ثلاثة جوانب، الأول داخلي يتعلق بالتوفيق بين المنصات الكبيرة في الجزيرة، وعلى رأسها القناة الإخبارية، والتي يعمل بها عدد كبير من الصحفيين المحترفين، فيما تمثل التحدي الثاني في تجسير الهوة بين الإعلام الرقمي والتلفزيون، دون اغفال مناطق الاشتباك بينهما، بينما ارتبط التحدي الثالث بتحديات السوق ذاته، والمحتوى المقدم عبر المنصات الكبرى، في ظل وجود لاعبين كبار يتحكمون في المنصات الكبرى.

وقال إنه في ظل كل هذه التحديات، تم وضع معايير للعمل التحريري، تم انجازها بالفعل، بعد اخضاعها لنقاش طويل. لافتًا إلى أن هذه الوثيقة تم اعدادها لتناسب القطاع الرقمي، الذي تم تطويره، وصولًا لمستوى من الصحفيين، يقومون بالإنتاج للمنصات الرقمية المختلفة وليس للتلفزيون فقط.

واستصعب السيد منير الدائمي وضع معيار موحد ينطبق على القطاع الرقمي بشكل كامل، وذلك لوجود تفاوت بين مختلف المنصات الرقمية.

وفيما يتعلق بمستوى خريجي الجامعات، من كليات الصحافة والإعلام. شدد على أهمية أن يكون الخريجون قادرين على فهم الجمهور، والتعرف على الأشكال الرقمية الجديدة، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي.

وقال: «لا أحمل الجامعات مسؤولية مستوى خريجيها، وذلك لعدم وجود معايير واضحة لقبول الطلاب، فضلاً عن صعوبة تطبيق المعيار الصارم لهذا القبول». لافتًا إلى أنه «لذلك، فإن إعداد الإعلامي يبدأ من الصغر، إذ ينبغي أن شغوفًا بالعمل في مجال الإعلام».

تحقيق الانتشار

وتساءل الإعلامي محمد كريشان خلال إدارته للقاء، ما إذا كان التوازن بين الحفاظ على رصانة الجزيرة، وتطعيمها بمسحة شبابية، يشكل تحديًا للشبكة. فرد السيد منير الدائمي. قائلاً: إن الجزيرة تعمل على تحقيق التوازن في هذا الجانب، وإنها بالقدر الذي تحرص فيه على تحقيق التوازن، فإنها تستهدف الانتشار، مع الإبقاء على رصانة المؤسسة.

وتابع: إنه في الوقت الذي يطلق فيه القطاع الرقمي مساحة للإبداع أمام العاملين فيه، فإنهم يستثمرون ذلك بإبداع قوالب جديدة، دون اغفال أن تكون هناك ضوابط صارمة للالتزام بما يتم تقديمه، إذ لا تتعامل المنصات الرقمية مع العواجل كما تتعامل الجزيرة الإخبارية معها، كونها تتمتع بشبكة واسعة من المراسلين، يغطون لها هذا الجانب بكل مهنية واحترافية.

وخلص في هذا السياق إلى أن أهم ما يميز الجزيرة إطلاقها لمساحات إبداعية، وهذا ينسحب على فرص التوظيف التي تتيحها أمام الجيل الجديد، الذي يستهدفه القطاع الرقمي، لما يتمتع به من امكانيات تتعلق بالتطور الرقمي، مع ضرورة الالتزام بمعايير الجزيرة.ومن جانبه، تحدث السيد عاصف حميدي، عما إذا كانت هناك فجوة بين متقدمي طلبات التوظيف وبين العمل في الجزيرة. مؤكداً أن الفجوات عادة ما تكون قائمة في داخل المؤسسات الإعلامية عمومًا، «وإن كانت لديها مهارات فذة».

وشدد على أهمية توافر عدة عوامل في المتقدمين عادة في التوظيف بمهنة الصحافة، في مقدمتها قياس شخصية المترشح بنسبة 40 %، تماثلها المهارات بنفس النسبة، لتأتي بعدهما الممارسة، وليس الخبرة بنسبة 20%. مؤكداً ضرورة أن تتكامل عدة عوامل لتقديم ممارسات صحفية أفضل.

وحدد أول هذه العوامل في الطالب ذاته، وضرورة تمتعه بالشغف للعمل في المجال الصحفي، ليأتي العامل الثاني والمتعلق بالقبول في كليات الإعلام، مع أهمية «فلترة» القبول بها، وعدم اختزال الإعلام في صورة المذيع التلفزيوني، محدداً العامل الثالث في مناهج التدريس، والتي تؤسس الطلاب وتصقلهم، وصولًا إلى بيئة العمل، «وهذا يقودنا إلى أهمية أن تحاكي كليات الاعلام غرف الأخبار بالصحف، وبقية وسائل الإعلام والمنصات الرقمية الأخرى». كما شدد السيد عاصف حميدي على أهمية اختيار هيئات التدريس بعناية فائقة، «وأنه لا مانع في أن تمزج هذه الهيئات بين الأكاديميين والمهنيين، ما يعكس أهمية أن تكون هناك شراكات بين المؤسسات الأكاديمية والأخرى المهنية».

وحول ما إذا كانت معايير التوظيف في الجزيرة تغيرت مع قرب احتفاء الجزيرة بذكراها السابعة والعشرين. قال السيد عاصف حميدي إن الإعلام يتطور بتقنياته ومنصاته، وينبغي أن تكون انعكاسات ذلك في المدخولات وليس الأساسيات». مؤكداً حرص الجزيرة على تحقيق الرصانة، والمزج بين الجيل المؤسس، والأخذ بأسباب التطور، دون تنازل عن المعايير المهنية.

 

تكريم الفائزات

على هامش زيارة المشاركين في المنتدى لمعهد الجزيرة. كرمت السيدة إيمان العامري، مديرة معهد الجزيرة للإعلام، برفقة د. وائل عبدالعال، رئيس قسم الإعلام في جامعة قطر، الفائزات بجائزة الإبداع الإعلامي التي استهدفت طلبة كليات ومعاهد دولة قطر.

والفائزات. هن: شهد إدريس سنغور، منيرة الهيظة، عائشة القحطاني، الدانة الكواري، هيا الكعبي، وحنين زايد. وكان للأكاديميين وأساتذة الجامعات العربية زيارة إلى كل من معهد الجزيرة للإعلام، وقناة الجزيرة والـ AJ+ تعرفوا فيها على سير العمل الإعلامي في القطاع الرقمي، بالإضافة إلى زيارة الأستوديوهات التلفزيونية.

مداخلات أكاديمية

أعقب اللقاء فتح باب النقاش أمام عدد من الأكاديميين والصحفيين، الذين ثمنوا مبادرات الجزيرة، لاسيما مبادرات معهد الجزيرة للإعلام، وما يتسم به من وضوح في الرؤية، عبر العديد من المبادرات التي يقدمها. ووصفوا مبادرات الجزيرة بأنها رائدة تدعم الإعلاميين العرب. وفي تعقيبه على مداخلات الحضور حول مدى انفتاح الجزيرة على الطاقات الصحفية العربية والمؤسسات الأكاديمية، وخاصة المعنية بالعلوم الاجتماعية والإنسانية. أكد السيد عاصف حميدي أن الجزيرة تتمتع بطاقات صحفية عربية أثبتت نفسها على المستوى العالمي، ما يجعلها نموذجاً في ذلك، كما أنها تنفتح على جميع المؤسسات الأكاديمية، وليست الخاصة بالعلوم الاجتماعية والانسانية.

يُشار إلى أن مواضيع المنتدى شملت التوجهات الحديثة في الصحافة ومدى مواكبة كليات الصحافة لهذه التوجهات، وما إذا كانت مهارات الإعلاميين الجدد تتناسب واحتياجات السوق، وعرض بعض التجارب العربية في إعلام المستقبل وعرض تقديمي عن إنتاج الفيديو للمنصات الرقمية الجزيرة نموذجا، وتقديم أفضل الممارسات العالمية في تدريس الصحافة، وكيفية إعداد كليات الصحافة نفسها وطلبتها للمستقبل والدور المنوط بالمدرسين من ناحية تطوير القدرات وكيفية تحديد أولويات تحديث المناهج بالنسبة للمدرسين. وتم توفير فرصة نوعية وفريدة للمشاركين، لطرح الأفكار والتجارب.

 

مساحة إعلانية