رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

6250

السعي في طلب المعيشة يكفِّر الذنوب

د. المريخي: أكل المال الحرام يُعمي البصيرة ويقسّي القلب

17 مارس 2017 , 06:01م
alsharq
محمد دفع الله

قال د. محمد بن حسن المريخي إن أكل الحرام يعمي البصيرة ويوهن الدين ويضعفه ويقسي القلب ويظلم الفكر ويقعد الجوارح عن الطاعات ويوقع في حبائل الدنيا وغوائله.

وأوضح أن كسب الأرزاق وطلب العيش أمر حث عليه الشرع، إذ جعل الله النهار معاشاً وجعل للناس فيه سبحاً طويلاً وأمرهم بالسعي والمشي في مناكب الأرض ليأكلوا من رزقه.

وقال د . المريخي في خطبة الجمعة بجامع محمد بن عبدالوهاب إن الله قرن بين المجاهدين في سبيله وبين الساعين في أرضه يبتغون من فضله فقال (يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله) وأخبر رسول الله أنه ما أكل أحد طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داوود عليه السلام كان يأكل من عمل يده).

العمل يكفر الذنوب

وقال د. المريخي مسترشدا بقول بعض السلف: إن من الذنوب ذنوباً لا يكفرها إلا الهم في طلب المعيشة، ومما يروى عن عيسى عليه السلام أنه رأى رجلاً فقال: ما تصنع؟ قال: أتعبد. قال: ومن يعولك؟ قال: أخي. قال: وأين أخوك؟ قال: في مزرعة. قال: أخوك أعبد لله منك) وعندنا في الإسلام: ليست العبادة أن تصف قدميك وغيرك يسعى في قوتك، ولكن ابدأ برغيفيك فأحرزهما ثم تعبّد.

ولفت خطيب جامع الإمام إلى أن الاستغناء عن الناس بالكسب الحلال شرف عالٍ وعز منيف، وأكد أن في طلب المكاسب وصلاح الأموال سلامة الدين وصون العرض وجمال الوجه ومقام العز.

وأضاف: من أسمى غايات رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه يحل الطيبات ويحرم الخبائث، وفي القيامة يكون حسن العاقبة للطيبين (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون).

وأكد المريخي أن طلب الحلال وتحريه أمر واجب وحتم لازم، مبينا أنه لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه.

وقال إنه من واجب المسلم أن يتحرى الطيب من الكسب والنزيه من العمل ليأكل حلالاً وينفق في حلال وأشار إلى قصة خليفة رسول الله أبي بكر الصديق رضي الله عنه يأتيه خادمه بشيء من الأُكل ثم يقول له: أتدري من أين هذا الأُكل، اشتريته من مال حصلت عليه في الجاهلية كذبت على رجل وخدعته بأن فسرت له حادثة أو قضية كذباً وخديعة فأعطاني هذا المال فاشتريت منه هذا الذي أكلت فأدخل أبو بكر إصبعه في فمه وقاء واسترجع كل شيء في بطنه، وقال: لو لم تخرج هذه اللقمة إلا مع نفسي لأخرجتها، وقال مخاطباً ربه: اللهم إني أعتذر إليك مما حملت العروق وخالط الأمعاء.

وقال إن أولئك هم الصالحون يخرجون الحرام، والمشتبه من أجوافهم، وقد دخل عليهم من غير علمهم، وخلفت من بعدهم خلوف يعمدون إلى الحرام ليملئوا به بطونهم وبطون أهليهم.

وتساءل د. المريخي في الخطبة: ماذا يبقى للعبد إذا انقطعت صلته بربه وحُجب دعاؤه وحيل بينه وبين الرحمة، لمثل هذا قال بعض السلف: لو قمت في العبادة قيام السارية ما نفعك حتى تنظر ما يدخل بطنك.

وقال إن العجب كل العجب ممن يحتمي من الحلال مخافة المرض ولا يحتمي من الحرام مخافة النار، إن أكل الحرام يُعمي البصيرة ويوهن الدين ويضعفه ويقسي القلب ويظلم الفكر ويقعد الجوارح عن الطاعات ويوقع في حبائل الدنيا وغوائلها ويحجب الدعاء ولا يتقبل الله إلا من المتقين.

الحرام .. يحرم الطاعات

وأكد د .محمد المريخي أن للمكاسب المحرمة آثاراً سيئة على الفرد والجماعة، تُنزع البركات وتفشو العاهات وتَحل الكوارث أزمات مالية مستحكمة وبطالة متفشية وتظالم وشحناء.

وحذر الخطيب من يتغذون بالحرام ويربون أولادهم وأهليهم على الحرام، أنهم كشارب ماء البحر كلما ازدادوا شراباً ازدادوا عطشاً، شاربون شرب الهيم لا يقنعون بقليل ولا يغنيهم كثير، يستمرئون الحرام ويسلكون المسالك المعوجة.

وشدد خطيب جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب على ضرورة تحري الحلال والبعد عن المشتبه، وقال في هذه الأثناء "احفظوا حقوق الله والعباد، أنجزوا أعمالكم وأدوا أماناتكم وأوفوا بالعقود والعهود، اجتنبوا الغش والتدليس والمماطلة والتأخير واتقوا الله جميعاً، فالحلال هنيء مريء ينير القلوب وتنشط به الجوارح وتصلح به الأحوال وتصحُّ به الأجسام ويستجاب معه الدعاء.

مساحة إعلانية