رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

2415

الجامعة العربية تتجاهل الملفات الساخنة وتحتفل بالأرصاد الجوية

16 سبتمبر 2020 , 07:00ص
alsharq
أمانة الجامعة العربية تركت التهديدات الإسرائيلية واهتمت بسلامة المناخ
الدوحة - الشرق

أمانة أبو الغيط تركت التهديدات الإسرائيلية واهتمت بسلامة المناخ

بيان للجامعة يعتبر يوم الأرصاد الجوية علامة فارقة في العمل العربي المشترك!

رادار أبو الغيط لم يلتقط استغاثة أوقاف فلسطين بهدم الاحتلال لمسجد بالقدس

احتفلت جامعة الدول العربية أمس باليوم العربي للأرصاد الجوية، ورغم الواقع العربي المرير وصمت بيت العرب عن نصرة الفلسطينيين في مواجهة تيار التطبيع، لم تتردد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في ترك كل هموم العرب وراء ظهرها وإصدار بيان تشير فيه إلى أن يوم 15 سبتمبر هذا العام، يأتي كعلامة فارقة في العمل العربي المشترك في مجال الأرصاد الجوية، حيث يصادف مرور نصف قرن على القرار الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بإنشاء اللجنة العربية الدائمة للأرصاد الجوية وعليه اتفقت مرافق الأرصاد الجوية العربية أن يكون شعار هذا العام "المناخ وسلامة المجتمع".

وبعد أن فشلت الجامعة في الاتفاق على أي قرار وتوحيد جهودها تجاه القضايا المصيرية التي تشكل تهديدات حقيقية للواقع العربي فإنها غادرت هذا الواقع وحلقت بعيدا في الفضاء وتهدف اليوم إلى توحيد جهود مرافق الأرصاد الجوية العربية.

ميزانية مهدرة

الجامعة أهملت الدعم العربي المطلوب في مواقع أكثر أهمية لتهدر ميزانيتها في دعم ما سمته اللجنة العربية الدائمة للأرصاد الجوية بحجة بلورة وتطوير التعاون فيما بين مرافق الأرصاد الجوية العربية في مختلف نشاطات الأرصاد الجوية، ومن أهمها إمداد المعنيين ومتخذي القرار بالرأي العلمي الموثق لقضايا التغير المناخي، ودعم وتبادل البحوث العلمية والتطبيقية للغلاف الجوي، إدارة معلومات مخاطر الطقس والمناخ، وخدمات الأرصاد الجوية المقدمة للقطاعات المختلفة وعلى رأسها الطيران المدني وأنشطة وبرامج التوعية والإعلام بالأرصاد الجوية، متابعة أوجه التعاون مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والمنظمات العربية والإقليمية والدولية ذات العلاقة، التعاون مع التجمعات الإقليمية والدول.

والواقع العربي يشهد أن الأرصاد الجوية آخر الهموم التي يمكن أن يشكل غياب التنسيق فيها خطرا على العالم العربي لكن الأمين أبو الغيط قرر عدم إضاعة وقته وميزانيته في الاهتمام بما يجري في فلسطين وليبيا والصومال وقرر "بلورة وتطوير التعاون فيما بين مرافق الأرصاد الجوية العربية".

التنبؤ بفيضان السودان

ورغم اهتمام الجامعة بإبراز جهود الأرصاد الجوية في مواكبة ما يشهده العالم من ظواهر جوية متطرفة غير مسبوقة، قالت إنه ينجم عن بعضها خسائر بشرية ومادية، إلا أننا لم نر أي جهد للجنة إزاء ما تعرضت له السودان كدولة عضو في الجامعة العربية فحتى هذه اللجنة فشلت في حماية الشعب السوداني من مخاطر ما أنشئت من أجله فأين حمرة الخجل من هذا الاحتفال؟.

ورغم ذلك تصر أمانة أبو الغيط على أنها تقوم بإجراءات للمراقبة المستمرة والدقيقة لأحوال الطقس وإصدار الإنذارات المبكرة للتخفيف من تلك الخسائر.

ووفق بيان الجامعة امس تتضمن أنشطة احتفالها هذا العام إبراز جهود مرافق الأرصاد الجوية العربية للتعامل مع فترات الأوبئة والأمراض كالتي يعيشها العالم في الوقت الراهن وكيف كان لخدمات الأرصاد الجوية دور رئيسي في الحد منها ومن الشائعات التي صاحبتها فهل هذه مهمة الجامعة العربية؟.

جامعة خيبة الآمال

لم تتردد الجامعة عن إسقاط قرار فلسطيني يدين التطبيع رغم أن الجامعة أنشئت مع قيام إسرائيل للتصدي للمشروع الصهيوني لكن كل المواقف تؤكد تراجع دورها وأنها باتت أداة في يد بعض الحكومات التي تسعى لفرض تصوّر جديد للعلاقات العربية - الإسرائيلية على نحو ينتهي إلى تصفية الحقوق التاريخية للفلسطينيين.

الجامعة التي قامت عام 1979 بنقل مقرها من القاهرة إلى تونس، وجُمّدت عضوية مصر، ردّاً على توقيع معاهدة "كامب ديفيد" للسلام مع "إسرائيل"، هي نفسها التي أسقطت يوم 9 سبتمبر، قراراً فلسطينياً يطالب بإدانة تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال.

وجاء قرار الجامعة برفض القرار الفلسطيني المتعلق بإدانة التطبيع ضمن تداعيات اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي الأخير، وهو يعكس بوضوح حال الجامعة التي تحولت إلى بوق إعلامي وسياسي لبعض الدول، برأي محللين.

الواضح أن الجامعة تعيش في ضبابية مفرطة كانت محل انتقاد الفلسطينيين فهي تحتفل بالأرصاد الجوية في اليوم الذي يتم فيه توقيع اتفاق تحالف بين الإمارات وإسرائيل وعجزت النشرة الجوية عن التنبؤ باختراق إسرائيل للسماوات العربية ومحاولاتها استباحة الأراضي العربية واحدة تلو الأخرى، ولم تلتفت أمانة أبو الغيط لنداءات أشتية رئيس الوزراء الفلسطيني وتحذيره من "ثلاثاء أسود" حل على العرب بتوقيع اتفاق التطبيع إلى الدرجة التي جعلت أشتية، يعلن أن حكومته تدرس رفع توصية، للرئيس محمود عباس، بتصويب العلاقة مع الجامعة العربية، لرفضها اتخاذ موقف ضد التطبيع مع إسرائيل. قائلا إننا نشهد يوما أسود في تاريخ الأمة العربية، وهزيمة لمؤسسة الجامعة العربية، مؤكدا أنها لم تعد جامعة بل مُفَرِّقة، وان هذا اليوم السيئ سيضاف إلى رزنامة الألم الفلسطيني وسِجِل الانكسارات العربية".

الجامعة التي تحتفل بالتنبؤات لم تنتبه لقرار السلطات الإسرائيلية، بهدم مسجد بمدينة القدس المحتلة، مكون من طابقين، أقيم عام 2012، بمساحة 110 أمتار مربعة، بزعم البناء دون ترخيص. ولم يلتقط رادار أبو الغيط نداء وزارة الأوقاف الفلسطينية امس وهي تناشد الجامعة العربية "التحرك لحماية المقدسات الإسلامية ودور العبادة في مدينة القدس المحتلة، التي تتعرض لحالة من التطهير عبر الاستهداف اليومي للمدينة".

ورغم تحذير صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، من أن اتفاقيتي التطبيع بين الإمارات والبحرين، مع إسرائيل، ليستا مجرد علاقات ثنائية وإنما تُمهدان لإنشاء تحالفات عسكرية تقودها إسرائيل في المنطقة لكن الجامعة لم تأبه بكل ذلك وسعت لدعم الإمارات والبحرين متجاهلة تحذيرات الفلسطينيين من سوء الأحوال الجوية العربية ولم تلحظ التهديدات الإسرائيلية في سماء فلسطين وعجزت عن تقديم أي دفاعات جوية للفلسطينيين لحمايتهم من القصف الإسرائيلي المتلاحق.

هدايا مجانية للاحتلال

وعبر فلسطينيون عن غضبهم من الجامعة ومواقفها وقال الإعلامي أحمد برغوث مدير موقع دولة فلسطين الإلكتروني: إن الآلاف من الفلسطينيين عبروا عن رفضهم لموقف جامعة الدول العربية الذي اعتبروه متخاذلاً، ويسيئ للقضية الفلسطينية، ويعطي الاحتلال ورئيس الوزراء نتنياهو هدايا مجانية، ويشجع على الهرولة باتجاه التطبيع، مما يتنافى ويتناقض مع المبادرة العربية للسلام التي أقرتها الجامعة نفسها، ونصت على منع تطبيع أي دولة مع الاحتلال قبل حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال برغوث: إن الرفض الشعبي العارم لموقف الجامعة العربية جاء بأشكال مختلفة، فقد نشر العديد من الفلسطينيين بوستات على منصاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وأرفقوها بصور وشعارات تقول إن ”جامعة الدول العربية لا تمثلني“، وقالوا إنها بوضعها الحالي لا تصلح أن تعبر عن مواقف الشعوب العربية الرافضة للتطبيع الإماراتي الإسرائيلي.

وأكد على مطالبة الفلسطينيين القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس أبو مازن، بضرورة إعادة النظر في عضوية دولة فلسطين في الجامعة العربية، والانسحاب منها، لتكرار مواقفها المتخاذلة، والضارة بالحقوق الفلسطينية.

فحتى البيانات الخشبية للجامعة والمحفوظة والمكررة بخلت بها الجامعة على الفلسطينيين واصبح الصراع العربي الإسرائيلي صراعا فلسطينيا - إسرائيليا وخارج الإجماع العربي.

الشيء الوحيد الذي نجحت فيه لجنة الأرصاد الجوية في الجامعة العربية أنها ومع اندلاع الربيع العربي عام 2011 دعمت الأنظمة الساقطة أو التي كانت تكافح السقوط، فخبرتها في التقلبات الجوية للأنظمة جعلتها تتنبأ بالأنظمة المتداعية ولا تتورع عن دعمها وإدارة ظهرها للشعوب على نحو ماهو حاصل في ليبيا وفلسطين واليمن والصومال والسودان الغارق في فيضانات النيل.

مساحة إعلانية