رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1806

مستشار الخارجية الأمريكي لـ الشرق: تقدير عميق من الرئيس بايدن للجهود القطرية

14 نوفمبر 2021 , 07:00ص
alsharq
واشنطن- زينب إبراهيم

أكد جون ريفنبلاد، مستشار شؤون الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، على أهمية الحوار الإستراتيجي الرابع الذي انطلق في واشنطن برئاسة سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسعادة السيد أنتوني بلينكن، وزير الخارجية بالولايات المتحدة الأمريكية الصديقة، موضحاً الأهمية الحيوية للاتفاقات الثنائية الخاصة بالمشهد الأفغاني، وتزايد العلاقات القطرية الأمريكية عمقاً في الفترة الأخيرة على أكثر من مستوى، لافتاً في تصريحاته لـ الشرق أن أجندة الأعمال الخاصة بالحوار تضمنت العديد من القضايا المهمة مثل التعاون العسكري ومكافحة الإرهاب وتعزيز الاستثمارات وقضايا التغير المناخي، فضلاً عن مباحثات مهمة ضمت مناقشات حول قضايا العمال وحقوق الإنسان والإتجار بالبشر والتعاون العسكري والأمني، موضحاً أن هناك الكثير من الشواهد التي تؤكد خصوصية الدور القطري الواضح بأفغانستان ما يضيف لسجل دبلوماسيتها الإيجابية التي تحظى بتقدير دولي لما تقوم به من أدوار فاعلة في لحظات تاريخية وحاسمة في ظل أوضاع عالمية معقدة تعزز أهمية ما تقوم به قطر بالشراكة مع الحلفاء الدوليين.

 

◄ اتفاقيات مهمة

يقول جون ريفنبلاد، مستشار شؤون الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي: إن الاتفاقات المهمة التي تم توقيعها على خلفية الحوار الإستراتيجي الأمريكي-القطري الذي تستضيفه العاصمة واشنطن في دورته الرابعة، فيما يتعلق بتوافق الأجندات الأمريكية عبر المؤسسات القطرية في المشهد الأفغاني، يأتي انعكاساً لنمط من التنسيق رفيع المستوى والمتزايد بكثافة بين قطر والمؤسسات الأمريكية على رأسها البنتاغون والخارجية الأمريكية خلال عمليات الإجلاء وما أعقبها من ترتيبات هائلة كان للدوحة فيها دور بارز، فكانت قطر الدولة المضيفة لأكثر عدد من الذين تم إجلاؤهم؛ وقد كان الموقف القطري إستراتيجياً وحيوياً وحاسماً للجهود المشتركة في عمليات الإجلاء بأفغانستان، كما ساهمت العلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين قطر وأمريكا في أن تتزايد مستويات التنسيق الرسمية الخاصة بها بصورة أكبر من أي وقت مضى وبخاصة في الشهور الأخيرة على صعيد التنسيق العسكري والأمني والدبلوماسي فيما يتعلق بمستجدات الأوضاع بعد سيطرة حركة طالبان على السلطة في أفغانستان عقب 20 عاماً من إزاحتها على أيدي القوات الأمريكية.

◄ تقدير أمريكي

ويتابع جون ريفنبلاد الخبير الأمريكي بشؤون الشرق الأوسط، في تصريحاته لـ الشرق: إن إشادة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونقله للتقدير العميق الذي يكنه الرئيس بايدن لدولة قطر على كرمها وجهودها الاستثنائية في ملف الاستضافة الدبلوماسية واحتضان اللاجئين والمباحثات على مدار سنوات يبرز بوضوح ما قامت به قطر من جهود ثمينة ورائعة عبر الدعم المتواصل الذي قدمته في المشهد الأفغاني ليحظى بكافة التقدير الأمريكي، ويبرز مدى قوة الشراكة وقت الحاجة، وبخاصة أن التسهيلات التي قدمتها قطر اتسمت بمرونة استثنائية في وقت كان هناك فيه حاجة لعامل السرعة والإنجاز ما تطلب فهما مشتركا وعدم تقيد بمنظومة الإجراءات الروتينية التي تتطلب وقتاً لم يكن متاحاً في خضم سرعة وتيرة عمليات الإجلاء الصعبة، ساهمت بشكل كبير في إجلاء عشرات الآلاف، وكان الدور الإنساني الذي لعبته قطر في كافة الملفات الخاصة بعمليات الإجلاء وما أعقبها رائعاً وفوق الوصف والتصور يستحق كل تقدير وامتنان من المؤسسات الأمريكية، وهو ما ساهم في أن تعهد أمريكا بثقة وتقدير إلى قطر في مراعاة مصالح واشنطن الحيوية في المشهد الأفغاني فيما يتعلق بالأطر الدبلوماسية، عبر اتفاقية "القوى الحامية" التي سيتم من خلالها تدشين قسم خاص بداخل السفارة القطرية بالعاصمة كابول لتقديم خدمات قنصلية معينة ومراقبة الوضع ومتابعة أمن المنشآت الدبلوماسية الأمريكية في أفغانستان.

◄ ملفات مشتركة

ولفت جون ريفنبلاد مستشار مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي إلى أن الوفد رفيع المستوى من قادة الصناعة والأعمال والسياسة ناقش أيضاً العديد من الملفات، وأيضاً تم تباحث ملف التعاون العسكري المتجدد دائماً في العديد من المباحثات المشتركة والتي لا تنقطع في زياراتها الرسمية سواء لمسؤولين أمريكيين إلى الدوحة ونظرائهم إلى البنتاغون، وفي خضم الفعاليات المشتركة المهمة بين الدولتين، حيث لعب الحوار الاستراتيجي القطري-الأمريكي السنوي على زيادة أفق التعاون العسكري المشترك بين واشنطن والدوحة.

◄ أدوار حاسمة

ويوضح جون ريفنبلاد في تصريحاته أن قطر تقف بكل تأكيد في موقف خاص الآن فيما يتعلق بالتعامل العالمي إزاء الأوضاع في أفغانستان، فهي تنخرط في مباحثات أكثر قرباً من الواقع مع دوائر السلطة في نقاشات التحديات العديدة والخاصة بالمستقبل، وتتحرك الدبلوماسية القطرية بوضوح في فتح النقاشات المباشرة مع ممثلي السلطة الأفغانية وعدم التخفي وراء عزلة غير متحققة في الواقع في ضوء أهمية التنسيق الدبلوماسي والمصالح الحيوية العديدة لأمريكا والدول الأوروبية والغربية، والدور القطري في هذا الصدد يتم تثمينه وتفهمه دولياً في كافة القمم الأممية التي تعرضت للمشهد الأفغاني سواء في فعاليات الأمم المتحدة أو اجتماعات القادة في قمة الدول العشرين والقمم الاستثنائية الخاصة بمجلس الأمن، ويأتي الموقف القطري حسبما كان معلناً في كثير من اللجان التي جمعتنا للتناقش حول محطات تطور الصراع الأفغاني وخطط المستقبل، إلى نظرة تتجاوز طبيعة السلطة وأدواتها إلى تقديم المساعدة للشعب والدولة بالأساس لأن الصراع الدائر خلف نتائج مسكوتا عنها تنذر بكوارث إنسانية، فطالبان يمكنها أن تتصارع حول حقها في أن يكون لها السلطة على مطار كابول والمؤسسات الحيوية ولكنها بحاجة بخبرة فنية غير متوفرة أمام هجرة عقول حقيقية عن أفغانستان وكانت قطر بحاجة للتدخل الإيجابي لمباشرة الرحلات الجوية التي تعد شرياناً للمساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني في أمس الحاجة لها، وأيضاً في الدور ذاته يمكن حتى للمؤسسات الدولية ألا تتوقف عن التعهد ببعض الأدوار الدبلوماسية المباشرة وإسنادها إلى المهام القطرية الفاعلة في أفغانستان، بل أن يتم من خلالها تنسيق ودعم أكثر من مبادرة وحملة إغاثة وتبرعات عينية وطبية في ظل تحديات مناخية صعبة وأزمة نزوح ولجوء وإيواء ستكون أكثر قسوة بكل تأكيد في الشتاء.

◄ سجل تاريخي

واختتم جون ريفنبلاد تصريحاته موضحاً: أنه بكل تأكيد في ضوء عدم الرغبة الأمريكية الآنية في هذا التوقيت لاستعادة فتح سفارتها في كابول رغم الترحيب من قبل طالبان، ووجود مصالح حيوية مباشرة وإجرائية للعديد من المواطنين الأمريكيين أو المتعاونين معهم وأسرهم أو الحالات الاستثنائية التي تحتاج لمعالجة الأوراق بصورة عاجلة، تقدمت قطر كعادتها إلى مهمة إضافية على كاهل مؤسساتها الدبلوماسية بجدية ووضوح تطلبت زيادة عدد المسؤولين القطريين الدبلوماسيين والعاملين بالسفارة رغم التحديات العديدة التي تعاني منها السفارات الغربية وخطورة الأوضاع بصورة عامة، ولكن ما تتمتع به قطر من تقدير ثنائي وعالمي ودورها الإنساني من تقديم المساعدة يمنحها نفوذاً أكثر مباشرة في تحقيق كثير من المهام الحيوية التي تعوقها الصدامات الإستراتيجية، وبكل تأكيد تخرج الدبلوماسية القطرية في ضوء كل ما تقوم به من جهود واضحة ومكثفة بسجل تاريخي في المشهد الأفغاني في مرحلة من الأكثر حساسية في أوضاع عالمية وإقليمية دقيقة تحتاج لجسارة المبادرة وكسر جمود اللحظة لتحقيق نتائج إيجابية.

 

مساحة إعلانية