تقارير وحوارات

870

قائد الجيش اللبناني: قطر وقفت إلى جانب لبنان وحريصة على دعمه وإستقراره

يقف الجيش اللبناني في مواجهة تحديات كبيرة، تتطلب تضحيات جسيمة وجهوداً جبارة للحفاظ على وحدة لبنان واستقراره، في ظل الانقسام السياسي الداخلي، وفي ظل الحرائق المشتعلة في دول الجوار، وخوضه حرب استنزاف مع الإرهاب والحركات الإرهابية. وغالباً ما يرتبط أداء الجيش بشخص قائده، الذي يكون له الدور المحوري والكلمة الفصل في تحديد مستوى التعامل مع جميع التحديات . وقد استطاع قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي الوقوف بوجه الرياح العاتية التي تعصف بلبنان، وتمكن خلال فترة ولايته منذ سبع سنوات من خوض أصعب الحروب مع الحركات الإرهابية في مناطق مختلفة من لبنان . كما تمكن من تحقيق أوسع انتشار للجيش على امتداد لبنان؛ مما شكل ضمانة لاستقرار البلد، في ظل الشلل الذي يصيب الإدارات الرسمية، وعدم انتخاب رئيس للجمهورية . ولذلك يفتخر قهوجي بأن أعظم إنجاز حققه هو الحفاظ على الجيش متماسكاً قوياً وحماية وحدة لبنان واستقراره؛ رغم زلزال الفتن الطائفية والمذهبية، الذي يضرب المنطقة. مؤكداً "قرارنا منع الفتنة في لبنان مهما كانت التضحيات".

صفقة تسليح الجيش بالهبة السعودية تسير وفقاً لما هو مخطط لها بدون أي معوقات.. 93 % من طلباتنا للتسليح أسلحة جديدة وغير مستخدمة وتحتاج إلى التصنيع.. تنفيذ الجدول الزمني لاستلام أسلحة الهبة السعودية يحتاج إلى خمس سنوات.. الصفقة السعودية تغطي احتياجات الجيش اللبناني لعشرين عاماً قادمة.. الهبة السعودية تعزز قدرات الجيش للقيام بمهامه في جميع المناطق اللبنانية.. حصة الجيش من هبة المليار عبر الرئيس الحريري 550 مليون دولار

وفي رصيد العماد قهوجي من الإنجازات النجاح الكبير في محاربة الإرهاب، حيث يقول "لبنان أفضل دولة في العالم في محاربة الإرهاب باعتراف أمريكا، مشيراً إلى أن لدى الجيش قاعدة بيانات بالغة الأهمية عن الإرهابيين بجميع التفاصيل، موضحا أن بنك المعلومات الذي نملكه من أهم الإنجازات الأمنية. لكن الحرب الإرهاب أصبحت حرباً عالمية ثالثة، وهي تتطلب تكاتف الجهود بين الدول؛ لأنها ستطول ولن تنتهي في المدى المنظور" .

التحديات التي تواجه لبنان تزيد المسؤوليات الجسام الملقاة على عاتق الجيش؛ ولذلك يؤكد العماد قهوجي الحاجة إلى رفع عدد الجيش اللبناني من سبعين ألف جندي إلى مائة ألف جندي، كاشفاً عن أن صفقة تسليح الجيش اللبناني عبر الهبة السعودية، تسير وفقاً لجدول زمني مدته خمس سنوات بدون أي عقبات، وهي صفقة تغطي احتياجات الجيش لمدة عشرين سنة. أما حصة الجيش من الهبة التي حملها الرئيس سعد الحريري، فانها 550 مليون دولار، وهي تغطي فترة قصيرة الأجل وتغطي الاحتياجات في غضون سنتين .

العماد جان قهوجي يحرص على النأي بالنفس عن كل الملفات السياسية؛ لكي يبقى الجيش فوق جميع التيارات السياسية اللبنانية . لكنه لم يبخل على "بوابة الشرق" في حوار، إشترط أن يكون غير سياسي.. وهذا نص الحوار:

ـ بمناسبة وجودكم في الدوحة ماذا تقول عن العلاقات اللبنانية القطرية؟

لقد وقفت قطر إلى جانب لبنان في جميع المجالات. لدولة قطر فضل كبير على لبنان خصوصا منذ ما بعد حرب 2006 حيث أعادت قطر بناء القرى اللبنانية وأن لبنان لن ينسى ما قدمته وتقدمه قطر للشعب اللبناني كما اننا لا ننسى دعم دولة قطر للجيش اللبناني حيث تلقينا هبات ومساعدات عسكرية عبر رئاسة الجمهورية.

ونحن ممتنون لكل المساعدات القطرية ولكل المواقف القطرية الداعمة للبنان واتوجه بالشكر الكثير لدولة قطر وللشعب القطري ولصاحب السمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولسعادة اللواء الركن حمد بن علي العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع واللواء الركن غانم بن شاهين الغانم رئيس أركان القوات المسلحة على الدعم المتواصل. وقد لمست المسؤولين القطريين وتأكيدهم للدعم المستمر للجيش اللبناني وحرصهم على استقرار لبنان.

الهبة السعودية لتسليح الجيش

— تناقلت بعض وسائل الاعلام معلومات حول معوقات بشأن صفقة تسليح الجيش اللبناني عبر الهبة السعودية؟

صفقة تسليح الجيش اللبناني تسير وفقا لما هو مخطط وليس هناك ما يوقفها. لكن الصفقه ضخمة بقيمة ثلاثة مليارات دولار ولذلك تحتاج إلى اجراءات وخطوات بروتوكولية ولوجستية تختلف كليا عن اجراءات الصفقات الصغيرة التي تعقد بملايين الدولارات. لا يوجد جيش في العالم يستطيع ان يستوعب صفقة اسلحة بهذا الحجم بدون الاعداد لها وفقا لجدول زمني ينفذ على مراحل. هذه الصفقة تحتاج إلى تدريب كوادر مؤهلة للتعامل مع الاسلحة المستوردة وتحتاج إلى مخازن وإلى خطة توزيع على وحدات الجيش وقطاعاته. كما ان الجهة المصدرة تحتاج إلى وقت لتصنيع الاسلحة والمعدات التي طلبناها وعلى سبيل المثال انظمة الرادار التي طلبناها تحتاج إلى تصنيع خصوصا وان نسبة 93 % من الاسلحة التي طلبناها جديدة وغير مستخدمة. ولذلك فإن صفقة الهبة السعودية تحتاج إلى حوالي خمس سنوات لاستكمال تنفيذها وفقا لجدول زمني تم اعداده لهذه الغاية.

ولذلك اؤكد ان كل الاخبار التي سربت عن وجود بطء او معوقات تحول دون صفقة تسليح الجيش غير دقيقة والامور تسير وفقا لجدول زمني.

احتياجاتنا لعشرين سنة

ـ هل الهبة السعودية تلبي احتاجات الجيش بشكل كامل؟

هذه الهبة تحقق تطلعات الجيش وتلبي احتياجاته لمدة عشرين سنة قادمة وسوف تستفيد منها الاجيال القادمة. وكما تعلمون فإن السعودية قدمت هبتين الاولى بقيمة ثلاثة مليارات عبر الحكومة الفرنسية والثانية بقيمة مليار دولار عبر الرئيس سعد الحريري وحصة الجيش منها نحو 550 مليون دولار. وهذه الهبة تلبي احتياجات الجيش لسنتين قادمتين حيث نشتري فيها طائرات هليكوبتر وذخيرة وتحديث معدات. وبذلك تكون الهبة الاولى طويلة الامد والثانية قصيرة الامد.

ـ هل تساهم الهبة السعودية في بسط سيطرة الجيش على جميع المناطق اللبنانية؟

كل دعم يتلقاه الجيش يعزز قدراته. ومن المؤكد ان الهبة السعودية ستعزز قدرات الجيش على القيام بمهامه على جميع المناطق اللبنانية.

الجيش ضمانة استقرار لبنان

ـ هل الجيش مازال الضمانة الوحيدة في لبنان؟

الحمد لله لقد حقق الجيش الكثير من الانجازات. انا لا ادعي صناعة الانجازات انا اقوم بواجبي. انا عسكري ومن واجب العسكري ان يحافظ على الوطن ويزود عنه. وقد استطاع الجيش اللبناني القيام بواجبه الوطني على اكمل وجه.

ـ يخوض الجيش معارك منذ عدة سنوات ضد الإرهاب وينفذ خططا امنية ألا تخشى ان ينهك الجيش ويستهلك؟

استطيع ان اؤكد ان وضع الجيش ممتاز. والاهم في كل التحديات التي خاضها الجيش ان العسكر لديهم الروح القتالية والمعنويات العالية. ولو كان لدينا عتاد وعديد جيوش المنطقة لكنا صنعنا انجازات تدهش العالم.

الحرب العالمية الثالثة

ـ معركة الجيش مع الإرهاب هل هي طويلة؟

انا اسمي الحرب على الارهاب بالحرب العالمية الثالثة. وهي حرب طويلة لا اعتقد انها ستنتهي في المدى المنظور. واهم التحديات ان الحرب على الارهاب تشعبت في العراق وليبيا وسوريا. ولذلك اظن انها ستطول. فقد لاحظنا ان الحرب على الارهاب في دولة واحدة كانت تأخذ وقتا طويلا فكيف الآن بعدما تشعبت وانتشرت في اكثر من دولة وبلد في وقت واحد. فمن المؤكد انها حرب طويلة الاجل.

نجحنا في إبعاد شبح الفتنة

ـ التحديات كثيرة على الساحة اللبنانية تعزز المخاوف من انزلاق الجيش إلى مستنقع الفتن والحروب الداخلية؟

منذ سبع سنوات وانا بمنصب قائد الجيش اللبناني. وخلال هذه المدة مررنا بتحديات وقطوعات كثيرة. وقد تصرفت بحكمة ونجحنا في ابعاد شبح الفتنة عن لبنان. وانا اسعى جاهدا لمنع انزلاق الجيش نحو الفتن مهما بلغت التحديات. وربما لا ابالغ اذا قلت اننا نعمل 24 على 24 ساعة لحماية الجيش والبلد في آن واحد ولمنع اي احد من ان يجرنا إلى منزلق يهدد المصلحة الوطنية. وحتى هذه اللحظة فقد نجحنا وسنواصل بذل الجهود لكي يبقى الجيش فوق كل الخلافات السياسية على الساحة اللبنانية.

الدفاع عن عرسال

ـ لكن الوضع في عرسال يعزز المخاوف؟

الوضع في عرسال ليس كما يصور في وسائل الاعلام. الجيش منتشر في عرسال. ونحن رسالتنا واضحة وشعارنا واضح. سندافع عن ارضنا وعن ضيعنا. كل من يحاول ان يدخل على ارضنا او يعتدي على قرانا سنقف نواجهه وندافع عن ارضنا ووطننا. وكل من يحاول ان يدخل على قرانا ليس فقط في عرسال بل كل ضيعنا ابتداء من راس بعلبك والقاع وبريتال، نحن مستعدون للدفاع عن اي منطقة لبنانية. وهذا مانقوم به. وهذه مهمتنا. نحن لانتدخل بشؤون الاخرين لكننا ندافع عن انفسنا وعن وطننا.

ملف العسكريين المخطوفين

ـ بخصوص ملف العسكريين المخطوفين ما هو الجديد خصوصاً وان التكهنات كثيرة في هذا المجال؟

ملف العسكريين المخطوفين يتابعه مدير عام الامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم. وقد حقق تقدما كبيرا في المفاوضات مع جبهة النصرة بينما ملف المخطوفين مع داعش مازال معلقا ولا توجد قنوات اتصال مع داعش. وقد حقق اللواء ابراهيم خطوات متقدمة جدا وكنا نتوقع انتهاء الملف خصوصا واننا وافقنا على اشياء كثيرة لانجاز المفاوضات. لكن ماهي المعوقات لدى المسلحين لتأخير انهاء هذا الملف.

الوضع الأمني في بيروت

ـ استطاع الجيش اللبناني أن يطبق الخطط الأمنية وأن ينتشر في جميع المناطق التي كانت مستعصية في الماضي على القوى الأمنية؟

نحن نحرص في الانتشار الامني على مشاركة قوى الامن الداخلي بحيث يقوم الجيش بمساندة قوى الامن كما حصل في الضاحية وغيرها لأن الجيش منتشر في اكثر من موقع واكثر من منطقة ولذلك نحاول في الخطط الامنية تفعيل دور قوى الامن الداخلي.

لو كان لدينا عتاد وعديد جيوش المنطقة لكنا صنعنا إنجازات تدهش العالم.. الحرب على الإرهاب تعتبر الحرب العالمية الثالثة.. أؤكد أن الحرب على الإرهاب طويلة الأجل ولن تنتهي في المدى المنظور.. نحن لا نتدخل في شؤون الآخرين لكننا ندافع عن أنفسنا وعن وطننا.. شعارنا واضح سندافع عن أرضنا في عرسال وفي جميع القرى اللبنانية.. وافقنا على تقديم أشياء كثيرة لإنهاء ملف العسكريين المخطوفين

واعتقد ان الامور بشكل عام تسير على مايرام وهي مطمئنة. واستطيع القول إن الوضع الامني في بيروت افضل من بعض الدول الاوروبية. لا انكر حصول بعض الثغرات او بعض الخروقات. لكن سرعان ما تتمكن القوى الامنية من تطويق اي حادث او جريمة بالسرعة اللازمة. وانا اجزم ان الوضع الامني في بيروت اكثر من جيد. وكما يقول المثل تفاءلوا بالخير تجدوه ونحن متفائلون.

الإنجازات الأمنية

ـ يلاحظ المراقبون ان العجز السياسى والمشاكل التى تواجهها الحكومة اللبنانية يقابله انجازات امنية غير مسبوقة للجيش وقوى الامن الداخلى كيف تحقق ذلك؟

ربما لا استطيع ان احصى الانجازات الامنية التى تحققت في لبنان خلال السنوات الاخيرة حتى لا ابدو ان اقوم بالدعاية والترويج. ولكن يكفي لكل متابع ان يعود الى الارشيف حتى يكتشف حجم الانجازات الامنية الضخمة التى حققها الجيش اللبناني. وانا اؤكد نقطة سبق ان ذكرتها في المجتمعات الكبيرة وهى ان لبنان افضل دولة في العالم بمحاربة الارهاب. واخص بالذكر الجيش ومديرية المخابرات من اهم الاجهزة الامنية التى قاتلت الارهاب. وهذا باعتراف الولايات المتحدة الامريكية التى يجمعنا معها نوع من التعاون الكبير في مجال مكافحة الارهاب. نحن لا نتباهى لكننا نجحنا من منطلق خوفنا على انفسنا وعلى وطننا. وهذا الخوف عزز نجاحنا بتحقيق انجازات امنية كبيرة. ولذلك قاتلنا الارهاب بكل اشكاله وكل انواعه. وحققنا درجة رفيعة من النجاح. لكن ذلك لا يجعلنا مطمئنين لعدم حصول اى اختراقات. فنحن لا نستبعد حصول اى محاولة ارهابية لكننا قمنا باتخاذ اعلى درجات الحيطة وحققنا النجاح المطلوب. يكفي ان لدى الجيش اللبنانى قاعدة بيانات بالغة الاهمية عن الارهابيين بجميع التفاصيل. بينما في الماضى كنا نحارب اشباحا ولم تكن لدينا معلومات كافية عن الارهابيين. وعلى سبيل المثال في الماضى لو وردت معلومات عن ابوفراس كنا نتساءل من هو هذا الشخص بينما الان يكفي ان يرد لدينا اسم اى ارهابى حتى تكون سيرته الكاملة حاضرة امامنا. اصبحنا نعلم كيف تتحرك الخلايا الارهابية وكيف تتشكل وقمنا بملاحقتهم بالداخل والخارج بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة.

وانا اعتبر ان بنك المعلومات الذى اصبح في حوزة الجيش اللبنانى من اهم الانجازات الامنية في مكافحة الارهاب. خصوصا وان الحرب على الارهاب حرب عالمية لايمكن ان تتحملها دولة واحدة بل تحتاج الى تعاون مع الدول الصديقة والشقيقة.

الارهاب سرطان يجب اجتثاثه

ـ كيف ترى مستوى التعاون الدولى في الحرب على الارهاب؟

خلال اجتماعات التحالف في الدوحة سألونى ما رأيك في اسلوب محاربة الارهاب قلت لهم ان داعش او الارهاب عموما هو سرطان يجب محاربته الان وفي وقت واحد وبكل قوة وفي كل مكان. لان محاربة السرطان لاتنفع محاربته في منطقة واحدة من الجسد بل في جميع الاماكن دفعة واحدة. وهذه قناعتى الراسخة.

ـ هل يمكن ان تثمر اجتماعات هذا العدد من الدول نتائج طيبة لمكافحة الارهاب؟

طبعا مازالت الحرب على الارهاب تتأرجح بين النجاح والاخفاق حيث تحقق الدول المتحالفة تقدما في منطقة وتخفق في منطقة اخرى كما يجرى حاليا في العراق. لكنه ليس اخفاقا في مجمل المنظومة. فالحرب من طبيعتها الكر والفر. لايمكن ان نتوقع القضاء على الارهاب بكبسة زر. الامر يحتاج الى وقت. التحالف وضع في خطته مدة زمنية تتراوح من ثلاث الى خمس سنوات. وقد مضى على عملهم تسعة اشهر. وبذلك فهم مازالوا في بداية الخطة للحرب على داعش والارهاب.

ـ ماذا بشأن القوة العربية التى اقرت في قمة شرم الشيخ؟

حتى الان لم تكتمل بعد. توجد اجتماعات لاحقة ستعقد في الفترة المقبلة لوضع برتوكول عمل لهذه القوة العربية. فالمشروع يسير وفقا لما هو مقرر لكن الية العمل لم تكتمل بعد.

مرحلة تبديل الدول

ـ ماذا عن مستقبل لبنان هل انت مطمئن؟

انا بطبعى متفائل وهذا التفاؤل يجعلنى اقدم على تنفيذ المهام الامنية بكل ثقة وجرأة. انا لا احتاج إلا الى تكاتف بين القوى السياسية خصوصا ان الجيش محاط بتعاطف شعبى كبير. وانا واثق بقدرتنا على اجتياز العاصفة القوية التى تهب علينا من دول الجوار. كلما ماهو مطلوب على المدى الطويل التضامن الشعبى والسياسى مع الجيش ونحن قادرون على تجاوز العواصف والفتن المشتعلة في المنطقة مهما طال الزمن. اننى اتخذ من السلحفاة مثلا فهى اذا شعرت بقوة موج البحر تتقوقع على بعضها داخل الصدفة ومتى هدأ الموج خرجت وتحركت. نحن نعيش في عصر تبديل الدول. ولدينا مثل يقول " عند تبديل الدول احفظ رأسك.

ـ ماذا تقصد بتبديل الدول هل نحن حقا قادمون على هذا التغيير؟

انظر الى مايجرى في المنطقة وتأمل المشهد جيدا. انظر الى سوريا الان. تلاحظ منطقة يسيطر عليها النظام ومنطقة يسيطر عليها داعش ومنطقة تسيطر عليها النصرة ومنطقة للاكراد ومنطقة متنازع عليها. فما هى الضمانة لكى يتحول هذا الامر الى واقع! ولو عدنا الى التاريخ بدأنا بالعصر الجاهلى ثم جاء عصر الفتح الاسلامى ثم العصر الاموى ثم العباسى ثم العصر العثمانى وخلال عملية الانتقال من عصر الى عصر كانت تمر عدة سنوات تتحارب فيها القوى على الارض وتشتعل الحروب. وخلال الحروب الانتقالية بين العصور كانت تقوم دول ودويلات وكيانات صغيرة. نحن الان نعيش حالة مماثلة تماما نحن دخلنا مرحلة كان عنوانها الربيع العربى لكنها سرعان ما انحرفت عن مسارها وتحولت الى حالة فوضى بدأت تتغير فيها ملامح الدول القائمة وبالتالى صار المشهد السياسى ضبابيا. نحن نسير باتجاه عصر جديد لانستطيع التكهن به وهل سيكون جيدا أو سيئا لا أحد يعلم.

الوضع الأمني في بيروت أفضل من بعض الدول الأوروبية.. الإنجازات الأمنية التي حققها الجيش اللبناني ضخمة جداً.. لبنان أفضل دولة عالمياً في محاربة الإرهاب باعتراف أمريكا.. لدى الجيش قاعدة بيانات بالغة الأهمية عن الإرهابيين بجميع التفاصيل.. إسرائيل تبدو مرتاحة جداً لما يجري في الوطن العربي.. قوات اليونيفيل مظلة دولية مفيدة للبنان على الحدود مع إسرائيل.. المنطقة تعيش مرحلة ضبابية وتسير باتجاه عصر جديد لا نستطيع التكهن به.. مشروع القوة العربية المشتركة ينتظر استكمال بروتوكول عملها

الخوف من تكريس الواقع

ـ هل دخلنا مرحلة تقسيم المنطقة؟

لا احد يعرف.ربما يكون هناك من يخطط لهذا الامر وربما لا يكون. واجزم ان من يعطى التفاصيل عن مشروع التقسيم لايعرف كيف ستؤول الامور وكيف سينتهى الصراع في المنطقة. يكفي ان تدقق في المناطق المشتعلة في المنطقة حتى تعلم ان الصورة غير واضحة وغير مكتملة المعالم. انظر الى العراق كل منطقة تخضع لنفوذ فريق او جهة. هذا الواقع لو استمر لمدة عشر سنوات ألا يتكرس بصورة عملية. هكذا تكونت الدول والدويلات عبر التاريخ تكون في البداية واقعا مرفوضا لكنها تتكرس بفعل استمرارها عبر الزمن.

ـ هذا الواقع يزيد التحديات امام الجيش للحفاظ على الكيان اللبناني؟

لاجل هذا الواقع الجيش يسهر على حماية لبنان والحفاظ على حدوده الجغرافية سواء من الجنوب من جهة العدو الاسرائيلى او من الشرق من جهة الحدود مع سوريا. سنبذل كل التضحيات لحماية لبنان والحفاظ على وحدته الجغرافية. عشت في لبنان الواحد وسنضحى بالارواح لبقائه سليما معافى.

مائة ألف جندي لبناني

ـ هل عدد الجيش اللبنانى يكفي لتحمل هذا الحجم من المسؤوليات والمهام في هذه الحقبة التاريخية؟

نحن نقوم بزيادة عدد الجيش بالتدرج. نعم اعترف ان عدد الجيش حاليا حوالى سبعين الفا وهذا العدد لايكفي ويجب ان يصل الى مائة الف جندي. وقد قمت بزيادة عدد الجيش منذ استلامى منصب قيادته حوالى 12 الف جندي. طموحنا كبير لكن الامر يرتبط بالميزانيات التى تقررها الدولة وبالقدرة على الاستيعاب. خصوصا وان عملية الاستيعاب تتطلب الكثير اقلها التدريب والتجهيز. لكن من خلال معرفتى بحجم المسؤوليات اؤكد ان العدد المطلوب في هذه المرحلة مائة الف جندي.

ـ هل العسكرى اللبنانى على المستوى المعنوى مازال قادرا على تحمل كل المسؤوليات وتأدية كل المهام؟

حتى الان يتحمل. لدينا جنود اقوياء وضباطنا رجال يمتازون بالشجاعة والصبر.نحن جيش منتشر على كامل الاراضى اللبنانية ونقوم بجميع المهمات في الداخل وعلى الحدود بدون تعب او كلل وبمعنويات عالية لعناصر الجيش جنودا وضباطا. واتمنى لو توكل مهمة الداخل لقوى الامن الداخلى لكى اتفرغ اكثر لحماية الحدود.

قوات اليونيفيل مظلة دولية

ـ قوات اليونيفيل المنتشرة في الجنوب هل تشكل ضمانة؟

نعم وجود قوات اليونيفيل مفيد للبنان ويشكل ضمانة ونحن حريصون على التعاون معهم على اكمل وجه. وهم يشكلون مظلة دولية للبنان على الحدود مع اسرائيل. واود ان اشير هنا الى ان اسرائيل تبدو مرتاحة جدا لما يجرى في الوطن العربي. فالدول العربية غرقت في المشاكل وانشغلت عن القضية الفلسطينية. فسوريا مثلا اولويتها اصبحت الحروب مع المعارضة ومع النصرة وداعش بينما الصراع مع اسرائيل غاب عن المشهد.

تمرين الصقر الجارح

ـ بالنسبة لمشاركة الجيش في التمارين والمناورات مع الدول الشقيقة والصديقة ما اخر مشاركاتكم؟

شاركنا مؤخرا في تمرين الصقر الجارح بدولة قطر الشقيقة. وقد كانت مشاركتنا مميزة وحازت على رضا الجميع، فمشاركتنا بالتدريب ممتازة في كل الاماكن وجنودنا وضباطنا حققوا نتائج عظيمة.خصوصا القوات الخاصة المغاوير ومغاوير البحر. نعم لقد اكتسب عسكرنا مهارات عظيمة. كما شاركنا بتمرين في الاردن وقد حل لبنان في المرتبة الرابعة بعد الصين وكندا وامريكا.

ـ ما حجم مشاركة الجيش بتمرين الصقر الجارح؟

شاركنا بحوالى خمسين ضابطا في عمليات الانقاذ البحري. وقد حققت المشاركة اللبنانية نجاحا كبيرا وحازت على تقدير جميع الدول المشاركة. واجزم بان القوات الخاصة في الجيش اللبنانى لو توافرت لها المعدات اللازمة ستكون من افضل القوات الخاصة على مستوى العالم. ولعل اهم ما يمتاز به جنودنا هى الروح القتالية. ان الارادة هى اساس في علم العسكر.

ـ أخيراً ما احب الانجازات إليكم؟

اود ان اؤكد ان الجيش اللبنانى فوق الجميع ويقف على مسافة واحدة من جميع القوى والتيارات السياسية في لبنان. ونجزم بان قرارنا منع الفتنة في لبنان مهما كانت التضحيات. واكبر فخر واكبر الانجازات التى اعتز بها خلال قيادتى للجيش اننا حافظنا على لبنان واحدا موحدا في ظل الانقسام الداخلى اللبنانى وفي ظل الحرائق وزلزال الفتن الطائفية الذى يضرب المنطقة. لقد خدمت 42 سنة في الجيش اللبنانى ولم يسبق ان مرت علينا ايام صعبة كهذه الايام. وبفضل من الله استطعنا ان نحفظ لبنان متماسكا.انا افتخر اننى استطعت ان احفظ وحدة الجيش اللبنانى وان احافظ على وحدة الوطن وحمايته من كل التحديات.

اقرأ المزيد

إيطاليا تغرّم شركة ملابس صينية شهيرة مليون يورو.. ما حقيقة المواد المستخدمة؟

غرّمت هيئة مراقبة المنافسة الإيطالية، اليوم الإثنين، الجهة المسؤولة عن المواقع الإلكترونية في أوروبا لمجموعة شين للتجارة عبر... اقرأ المزيد

284

| 04 أغسطس 2025

مشاريع الطاقة الشمسية في قطر.. طاقة خضراء في أعماق الصحراء

في ظل العديد من التحديات العالمية المتصلة بالتغيرات المناخية، يبقى البحث عن مصادر جديدة لطاقة نظيفة ومستدامة مسعى... اقرأ المزيد

248

| 28 يوليو 2025

منها البطارية والزيت.. 6 نصائح ذهبية للحفاظ على سلامة سيارتك في فصل الصيف

مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف بشكل متزايد، تتعرض السيارات لضغوط تضاعف من خطر تعطلها، مما يتطلب... اقرأ المزيد

2830

| 06 يوليو 2025